المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سيعتذر لأبي؟؟!!


أحمد رشاد
03-01-2010, 12:33 AM
لقد أوشك أن يكمل العقد السابع من العمر وما زال يكظم الغيظ والحزن ويعطيك دروساً في الصبر والجلد, دروساً في المجابهة والمواجهة والرجولة.
إنه والدي الذي أدمنته مصاعب الحياة فأدمن الوقوف في وجهها رغم وَهن العظم منه واشتعال الرأس شيباً.
هو والدي مدرسة الصبر الأولى, هذه المدرسة التي ينهل من نبعها كل وارد فيصدر وقد ارتوى .
هو والدي الذي جرب الحياة بحلاوتها ومرارتها, عجنتها الأيامُ فخبزها معرفةً ودرايةً غير أن للقدر ما يريد ولا راد لقضاء الله سوى الله.
كان قدره بعد أن تجاوز الستين من العمر أن يصبح مختاراً للحي الذي يقطن فيه, فرصة جاءته على طبق من ذهب يقتل من خلالها ساعات النهار الذي أصبح طويلاً جداً بعد أن أُحيل على التقاعد فجاءت (المخترة) لتكون سلوته .
والدي هذا الذي بلغ من العمر ما بلغ ما اعتاد أن يقول لطالب حاجة لا فكيف وهو الآن يمتلك خاتماً رسمياً يقضي من خلاله حوائج الناس و يفرج عنهم كرباتهم.
(( أبي ستدفع عاجلاً وآجالاً ثمن نخوتك وطيبتك وشهامتك )).
أبي كل ورقة ستختمها ستكون جواز سفر وبطاقة دخول إلى ما لا تشتهي وما لا تحب. (( هكذا هي القوانين)) . أبي هم الذي يفتحون أبواب الوقوع في الخطأ وهم الذي يخطئون وهم من يستفيد من هذه الأخطاء وأنت وحدك ستدفع ثمن كل هذا.
يا سيدي و يا والدي! ما عادت الأيام كما كانت وما عاد الناس كما كانوا. لقد ضاعت الأمانة وضاع الآمان.
ذات يوم كانت كلمة الرجل صكاً موثوقاً به, إذا قال أحدهم صدق ,إذا عاهد أوفى وإذا أؤتمن أدى. لكنهم اليوم تغيروا وتغيروا وغيروا, فما عاد لكلام الكثيرين أية قيمة فمعظمهم يعاهد ليخلف وعده ويؤتمن ليخون أمانته وووووووووو........
أبي! لقد خدعوك حين ابتسموا فظننتهم قادمين من ذلك الماضي الجميل, آتين من الأيام السالفة الحلوة. هؤلاء هم أبناء هذا العصر, وما أدراك ما هذا العصر؟! ومن هم الأبناء؟! يقولون ويقولون ولا يفعلون إلا ما يخزي ويخجل ويجلب العار.
والدي من سيعتذر لك عن كل الذي جرى وجري وحدث ويحدث؟ هل يعتذر الأبناء العاقون ؟ هل يعتذر الزمن الذي تغيرت نفوس أهله وتبدلت أخلاق ناسه؟
هل يعتذر لك القانون الذي يأكل ولا يطعم ويشرب ولا يسقي؟ هل يعتذر لك القاضي الذي يعرف طهرك غير أن معرفته لا تكفي؟ هل يعتذر لك رجل الأمن الذي عهد صراحتك وصدقك فقبض عليلك بتهمة محبة الناس ؟
هل يعتذر لك من سلمك الخاتم وقال ها أنت مختار الحي؟ هل سيعتذر لك الخاتم الذي أسكنته قرب قلبك حرصاً منك عليه فلم يحرص عليك؟ من سيعتذر لك يا أبي؟؟؟!

سعيد الموسى
03-03-2010, 04:27 AM
وهل ينتظر الكريمُ شكراً من البشر !
وهل ينتظر الكريمُ شكراً من القانون !
وهل تنتظر الشهامة ُ شكراً من جميع الأرواح !
وهل يُحسن الـكريمُ ليكسب ُ رضا الناس !
وهل يجازى الصبرُ غير بالفــرج !
وهل يلامُ المرء إن خلقه ُ الله عزوجل مثلاً يُحتذى ويقتدى به !
ياأحمد !
ياأحمد !
وياأحمد والله ثم والله ثم والله أن هذا الكونُ فاني , وهذهِ الدُنيا فناء !
ولكن : لن يضيعُ الله اليدُ البيضاء !
ولن يموت ذِكرُ الشهم ولو مات !
.
.
.
إبتسم ياأحمد ولتخبر والدك الطيبُ عني !
أخبره وذكّره بـ قولهِ تعالى { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } ... [النحل:128].
وأخبره / بقوله تعالى : { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ... [آل عمران: 134]
وقوله تعالى : { إِنَّ رَحْمَة اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } ... [الأعراف:56].
وقوله تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ... [يونس:26].
ياصديقي : ومالذي ينتظره المرء من البشر وهم خُلِقوا من نطفة !
ومالذي ينتظره المرء من : بشرٌ ضعيف ! لايملك حتى حماية نفسه !
.
.
.

ماقبل ومابعد , لاتلم البشر , ولاتلم والدك ,
ولكن / فلـ تفخر به ياأحمد , والله لن يضيعه الله ولو وقفت كل قوى الأرض بوجهه وأردت الإضرار به
لن يضيعه الله عزوجل , لأنه كريم , والكرم ماهو إلا نابعُ من حسن الخُلُقْ , وهذه صفات المؤمن !
والصبر الذي تحدثت عنه ليس إلا من صفات المؤمن القوي , والمؤمن القوي أحب عند الله من الضعيف !
.
.

عذراً على الإطالة وسوف أحُملك أمانة في عنقك !
أبلغه : حبّي وسلامي :)

:34:

صبا الكادي
03-04-2010, 12:00 AM
الأخ/ احمد رشاد

بل يجب على عصره الذي تعلم فيه الطهر ان يعتذر له..لأنه تركه لـ عصر تشوبه الدناسة.

في عصر يصعب على صاحب الضمير أن يتحمل المسؤلية فيه.

مؤلم حديثك والذي في قلب والدك اشد إيلاماً.سـ يفرج عنه الله ويقضي له حاجته لأنه في يوم فرج عن المسلمين وسعى في قضاء حوائجهم.

دعوة من القلب لـ روحك والدك الطاهرة بأن يعوضه الله خيراَ في آخرته إن أنهكته دنياه.وطوبى له أليست طوبى للغرباء فـ والدك أحق بها في هذا الزمن.

سلمت وسلم قلبك أخي الكريم

أحمد رشاد
03-04-2010, 09:31 PM
سعيد موسى أيها النبيل
صدق قولك ونبهي كلامك
لك محبتي ومحبة الفرات وتحية الوالد الذي وصله سلامك