المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. صالح اللحيدان بين عالم الفن و إحراق الورق


عبد الله العُتَيِّق
03-05-2010, 04:15 PM
هذان تعقيبان على لقاء أجري معه في مجلة نون، و الآخر على تصريح له في جريدة عكاظ:
صالح اللحيدان و عالم الفن
تفاجأت ما كُتب على غلاف مجلة " نون " في عددها (34) لهذا العام 1431 عن دراسة الدكتور صالح بن سعد اللحيدان عن أحوال المغنين و الفنانين ، و أدهشني ما قرأت من كلام له في اللقاء معه ، من جرأة غريبة ، و استوقفني هذا الكلام كثيرا :
أولا : وقوفه على أحوال المغنين و الفنانين سيكون بالاطلاع على ما أنتجوه ، من مرئيات أو سمعيات ، فإن كان كذلك فكيف جاز له فعل ما هو حرام ، و إما أن يكون وقف قارئا أو رائيا مقابلات و لقاءات معهم ، فهذا ليست كافية للحكم عليهم بهذا الشيء .
ثانيا : ما الدافع لمثل هذه الدراسة ؟ . هل هناك احتياج لمثلها ؟ . أم هناك حاجة في نفس يعقوب ذاته لا يَعرفها سواه ؟ . لا أظن أن هناك دافعا وجيها لها ، فهناك ما يتناسب مه تخصصه ، و اهتماماته الخادمة له ، و أما أن يخوض في دراسة أحوال أناس هم عنده ، كما هو حال نظرة أهل البلاد ، من الذين لا يحلمون بهدف و لا يحملون قيمة مفيدة ، فهذا يعني أن الدافع شيئ غيرُ واضح و لا ظاهر ، بل و ليس مقنعاً . من خلال سؤال قبل السؤال عن دراسته عن الفنانين و الممثلين أفاد باهتمامه بعلم النفس ، و لا يعني اهتمامه صحة ما خرج به ، بل لا يعني أن يكون جرئيا بهذه الدرجة . لو خاض شخص مختص بعلم النفس في مسألة قضائية لما تركه الدكتور و لا أصحابه من توجيه نقد لاذع ، متضمن لـ : ليس من تخصصك . أم أنها لغة : " أحرام على بلابله الدوح " ؟! .
ثالثا : ظاهرة تنزُّل الرموز الكبرى في البلاد إلى أمور العامة و اهتماماتهم باتت جليةً جدا ، فمن رجل دين كبيرٍ ينتقل في الفترات الأخيرة إلى متابعة الصحف ، و يقضي يومه في الرد على تلك القصاصات التي تستنزف الوقت الكثير الذي مُنح إياه ليكون مجيبا على أسئلة الناس ، و إلى آخرَ باتَ يرمي الكلام على من يستفزونه بين الفينة و الأخرى ، إلى اهتمام آخر في صرخة جديدة بشخصيات الممثلين و الفنانين .
رابعاً : تعليلاته غير يقينة عنده في الحكم عليهم ، و إذا لم يكن واثقاً من تحليله و دراسته فلا يجوز له رميُ الكلام ، قال عن الفنان محمد عبده : و قد ثبت لدي أن محمد عبده ، حسب فهمي ( !! ) ، لديه اكتئاب . فالاعتماد على الفهم ليس يقينيا ، بل الفهم الأصل فيه أنه ظنيٌ ، فلم يجعل من ظنَّه حكما يرميه على آخر ؟! . و " الظن أكذب الحديث " . كذلك علل اكتئاب محمد عبده بأنه: " ينتقل من الطرب إلى الإنشاد ، مع قليل من التعب " و هذه ليس علة موجبة للحكم ، و إن كانت عنده علة فهل سيقولها عن بعض القراء للقرآن الذين لهم أناشيد ؟! . و تعليله انفصام شخصية عادل إمام بأنه يُحاكي إسماعيل ياسين تعليل عليل جدا ، فالمحاكاة لا تعني الانفصام ، و من المحاكاة التشبُّه ، و التشبُّه ليس عيبا في كل حال . و كذلك حكم على عبد الله الرويشد و راشد الماجد بأنهما مصابان بمرض الكآبة ، و لم يذكر عرَضاً لذلك ، أضاقَ الوقت أم غابَ العرَضُ ؟! . و أما في تعليله انصراف عبد الله السدحان و ناصر القصبي إلى الفنِّ بسبب شعورهما بالنقص فهذا مما لا يُدرى من أين جاءَ تحليله ، و علَّلَ التعليل بأنهما : نشدا التمثيل دون علو الهمة في مجال الأدب مثلا أو الطب أو الهندسة . و التمثيل مدرسة قائمة في العالم كله ، و لا ضير إن لم يعتبره من لم يُدرك رسالة التمثيل . لكن كان ينبغي أن يكون الحكم عليهما من ميزان واضح بيِّن لا من مجرد تحليلات خالية من البراهين .
خامسا : لم يسلم من تلك الدراسة حتى الروائيين و المثقفين ، فلا أدري من بقي ، أهي إشارة إلى تعيين صنف بقصف أصناف ، و أنه ليس هنا إلا أولئك ؟! .
نأمل من الدكتور الكريم ، و غيره ، أن يقفوا عند ما تخصصوا به ، كما هي رسالتهم لمن يخالفهم و يشاركهم الخوض في تخصصاتهم ، فقد كفانا ما لقيناه من جرأة و عبث في مسائل الدين ، و ليس جيداً أن يحشُر الإنسان نفسه في كل شيءٍ ، فبعض الجهل محمود ، كما أن بعض العلم مذموم .
10/2/2010
د. صالح اللحيدان.. و إحراق الورق
في لقاء أجرته مجلة نون ( ورقية ) مع د. صالح بن سعد اللحيدان، في عددها 34، محرم _ صفر . 1431هـ ، تكلم في بعضه عن دراسة أجراها حول عدد من الفنانين و الممثلين، و أطلق أحكاما عليهم، يُفاجئنا في جريدة عكاظ، عدد3183، يوم الجمعة 19/3/1431هـ بما يلي :
اعتذر المستشار القضائي في وزارة العدل عضو اللجنة العلمية للصحة النفسية الشيخ صالح اللحيدان أمس، للفنان محمد عبده والفنان عادل إمام و28 فنانا آخرين وعشرة كتاب شملتهم دراسة نفذها الشيخ، وهي الدراسة التي اتهم فيها شخصيات عامة بأنها مصابة بأمراض نفسية.
وأبلغ اللحيدان «عكـاظ» أنه أحرق الدراسة بالكامل صباح أمس، «لما سببته من سوء فهم»، وقدم اعتذاره للفنانين والكتاب الذين شملتهم الدراسة.
وكان اللحيدان قد أوضح أن «عادل إمام، محمود عبدالعزيز، ويسرى يعانون انفصاما في الشخصية»، وأن «عبد الله الرويشد يعاني من الإحباط والشعور بالنقص»، فيما «نزار قباني مريض بالاكتئاب».
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100305/Con20100305336615.htm (http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100305/Con20100305336615.htm)
و لي مع هذا الاعتذار وقفات :
الأولى : أن هذا التمثيل الجميل الذي قام به الدكتور لا يسري إلا على من لا يعرف أبعاد ما تحمله كلماته، في اللقاء و في التصريح، ذلك لو أن هناك دراسة موجودة لما كان له أن يتراجع عنها، أو أن يُحرقها، لأنها أخذت منه وقتا طويلا من عمره، و هو العاقل الذي يعرف قيمة البحوث و الدراسات، و الأعمال العلمية التي يقوم بها الإنسان، و الباحث، ففي كون أحرقها أضع علامة استفهام لسؤلين :
الأول : هل هناك دراسة موجودة قام بها؟ أم أنها دراسة ذهنية، مبنية على التخمين، و ضرب الاحتمالات؟
الثاني : لمَ الإحراق لها؟! إن كان واثقاً من صحتها فلا يضره أن خالفه أحد، و إن لم يكن واثقاً منها من الأساس فلم الجرأة في الخوض في شيءٍ ليس قادرا على مواجهة ما يأتيه.
الثانية: قضية الاعتذار ليست مفيدة الآن، فما أطلقه عليهم لا يزيله اعتذاره، و إن كان الأجدر به أن يعتذر في ذات المجلة، و المجلة في العدد التالي لعدد اللقاء نشرت كتابة لأحد الأشخاص يشيد باللقاء، و يُطالب بالدراسة العميقة، فلا قيمة للاعتذار بعد أن رمى التهمة، و هذا ما يؤكد أن القضية ليست إلا تمثيلاً، ربما رغبة في البروز، على أن الدكتور له كتابات حول كتابات بعض الكُتَّاب الكبار كالعقاد و غيره، فلا غرابة أن يقصد من هم دون العقاد، فمن تجرأ على الكبار كان على الصغار أجرأ.
الثالثة : في هذا التصريح أستطيع أن أقيِّم شخصيته، إن كان لي الحق، و ليست بدراسة متتابعة له و لإنتاجه في مدة سنوات تصل إلى الإحدى عشرة، بل من خلال سطر واحد، أو أقل من السطر، و هو قوله : أنه أحرق الدراسة بالكامل صباح أمس، «لما سببته من سوء فهم». فهذا المقطع من إبلاغه للجريدة يفيدنا بأن الدكتور لا يملك الثقة بنفسه و لا بمبادئه، إذ لو كان واثقاً لما أحرق دراسته، و إنما كان يكتفي بأن يكتب بيانا توضيحياً، و لا ينفع التوضيح لأن تصريحه عنهم لا أوضح منه، فالدكتور يحتاج إلى تعزيز ثقته بنفسه، و يحتاج أيضا إلى أن يثق بمبادئه، حتى يثبت عليها، و لا يكون مؤمنا بها على حرفٍ فإن أصابها اعتراض أو فهم سيء قام بإتلافها، و الواثق بفكره و بمبادئه لا يُحرقها، و كذلك الواثق بنتائج دراساته.
الرابعة : الدكتور هنا، في هذا التصريح، قد كشف حقيقة يتمتع بها أمثاله، و هي : أنهم يرمون الكلام جُزافاً، فإذا رأوا أن الناس ليسوا معهم، قاموا بالتبرير و تقديم الاعتذارات، و هذه الظاهرة بدأت تنتشر بعد انتشار الجرأة في رمي الكلام على الرموز التي لها أتباع في كل مكان، لذلك؛ إن كانوا يسعون إلى إصلاح، ديني أو اجتماعي، يجب عليهم أن يكونوا واثقين من كلامهم الخارج من أفواههم، و الذي تكتبه أقلامهم، و لا يتراجعون عنه بسبب اعتراض من لم يوافقهم. كثيرا ما رأينا بعض فتاوي هؤلاء الناس تخرج مخرجا مستنكرا، فإذا كثُر الاعتراض قام المفتي، أو صاحب البيان، بالتبرير أو الاعتذار، مما يدل على أنهم لا يملكون أيةَ تؤدة عند إطلاق الكلام و الأحكام، و الواجب عليهم، أن يكون ممن يدعو إلى التؤدة فعلا لا قولاً، هذا التسرع، و هو تسرع قبيح و مُعاب، من الدكتور في إطلاق الكلام على أولئك الأشخاص ليس مقبولاً منه، و ليس مبنيا على أية دراسة، بل هو مبني على إثارة الكلام، و مبني على التخمين. فرأفة بالناس الذين ينظرون إليكم، و احتراما لعقولهم، و احتراما لبشريتهم، فليسوا همجاً يتبعون كل ناطق بما لا يؤمن به.
5/3/2010

سـ/ـماء غازي
03-06-2010, 12:37 AM
طيب والأمراض النفسية وش تشكي منه ؟ : )
ربما لأنهم من قطبين متضادين ..
بس إن شاء الله مايزعل إذا أحد قال له : انت أحرقت الدراسة , انت مريض نفسياً .

شكراً عبدالله .

قايـد الحربي
03-06-2010, 07:24 PM
عبدالله العتيق
ـــــ
* * *


أُرحبُ بك يا صديقي الأجمل ،
وَ بهذا الفكْر الرّحب .


:


عَن قولك في الثّالثة أُعَلّل :
" ثالثا : ظاهرة تنزُّل الرموز الكبرى في البلاد إلى أمور العامة و اهتماماتهم باتت جليةً جدا ، فمن رجل دين كبيرٍ ينتقل في الفترات الأخيرة إلى متابعة الصحف ،
و يقضي يومه في الرد على تلك القصاصات التي تستنزف الوقت الكثير الذي مُنح إياه ليكون مجيبا على أسئلة الناس ، و إلى آخرَ باتَ يرمي الكلام على من يستفزونه
بين الفينة و الأخرى ، إلى اهتمام آخر في صرخة جديدة بشخصيات الممثلين و الفنانين . "

بَعد أنْ عَزَفتْ العَامّة عنْهم ، أزفتْ الطّامة فيهم ، فَلم يجدوا بُدّاً مِن تَركِ أبْراجهم لتَوفير حاجَاتهم .. !

يا عزيزي ..
كهذهِ القراءة تكوْن القراءة ،
فشُكراً لك بلا حدّ .

عبد الله العُتَيِّق
03-16-2010, 08:20 AM
طيب والأمراض النفسية وش تشكي منه ؟ : )

ربما لأنهم من قطبين متضادين ..
بس إن شاء الله مايزعل إذا أحد قال له : انت أحرقت الدراسة , انت مريض نفسياً .


شكراً عبدالله .

هو مريض نفسي، و غارق في المرض. بناء على هذا الفعل منه.
شكرا لك سماء

عبد الله العُتَيِّق
03-16-2010, 08:22 AM
عبدالله العتيق

ـــــ
* * *


أُرحبُ بك يا صديقي الأجمل ،
وَ بهذا الفكْر الرّحب .


:


عَن قولك في الثّالثة أُعَلّل :
" ثالثا : ظاهرة تنزُّل الرموز الكبرى في البلاد إلى أمور العامة و اهتماماتهم باتت جليةً جدا ، فمن رجل دين كبيرٍ ينتقل في الفترات الأخيرة إلى متابعة الصحف ،
و يقضي يومه في الرد على تلك القصاصات التي تستنزف الوقت الكثير الذي مُنح إياه ليكون مجيبا على أسئلة الناس ، و إلى آخرَ باتَ يرمي الكلام على من يستفزونه
بين الفينة و الأخرى ، إلى اهتمام آخر في صرخة جديدة بشخصيات الممثلين و الفنانين . "

بَعد أنْ عَزَفتْ العَامّة عنْهم ، أزفتْ الطّامة فيهم ، فَلم يجدوا بُدّاً مِن تَركِ أبْراجهم لتَوفير حاجَاتهم .. !

يا عزيزي ..
كهذهِ القراءة تكوْن القراءة ،

فشُكراً لك بلا حدّ .

قايد
حين يَشعرون بسحب البساط من تحت أرجلهم يسعون للحفاظ عليه بشتى الوسائل، حتى و إن تنزلوا بالهمم، و تواضعوا بالهم، حقيقة نراها و ليست دعوى ندعيها، فلا زال بُنيانهم يتهاوى، و سقف طموحهم يسقط.
شكرا لك حد الرضا

فرحَة النجدي
03-16-2010, 12:15 PM
عجبٌ والله !
ما الذي يفعله هؤلاء .!؟!!


شكراً أ. عبدالله

عبد الله العُتَيِّق
03-18-2010, 03:29 PM
عجبٌ والله !
ما الذي يفعله هؤلاء .!؟!!



شكراً أ. عبدالله

أهلا بك. يفعلون ضريبة الفوضوية في التأسيس العلمي الشرعي، و يدفعون ضريبة الركض وراء الإستلفات.
وشكرا لك