المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و. أخْتَنق !


عبدالله مصالحة
03-18-2010, 12:20 PM
في رَحيلٍ يَتداعى قَمريَ المُشَوَّه على جيدِ فضاءٍ يَسعلُ مآتِمَه وَصفَ إنكِماشِه وتَجويفه الأخرويّ , يَحيكُ مِن تصوُّفه في السَّماء بلادا ً أخرى لم يَذكُرها التّاريخ مُرورا ً ولا وِزرَ خَليقَة , فيتحسَّسُ قَريحتيْ وبَرد إنتِعاليْ لـ فُتور المَناهِلِ الخَريفيَّة المَنطق , يَرسُمني بِكُلّ الجِهات حَفيدا ً لـ ثُقلِ مُرادِ أعمَشُ الهيئَة وأصلبُ الأسرْ , إنّه أنا يا حُزن مَن أظلَّك برَشفٍ نَسيته السُّنون مِن رَغيدِ إمتِداده في هَمهمات الجَسد الـ صارِخ لنفسه , فلا تأوه يا دُنيا لا تأوه على عَبدٍ أفرَد بَقاياه لـ لغاتِ الغَرق الصامِتَة في نَحيبٍ تفتَعله الظُّنونْ !

عَبرتيْ يا قِسمَة القَدر في رَوحانيَّة الزّوايا الملتَفَّة على عُنقيْ
أفضتِني هَربا ً إلى رُكنٍ يغرورق به الدُّعاءْ ويَشمله الرَّجاء عبادَة له
سوَّيتَني أصَمّا ً في ميادِين السَّمع السّاكِنَة
وألحقتَ بلَهب إمتِعاضي جُزرا ً هاويَة في مَقرِّ التأنيب .!


أحتَرق وناريَ بَردٌ يَفتِكُ ب غَباش المِرآة في مَلامِحي , أموت شَفقَة على حُزن
وأخرى استِئناس لـ حِفظِ حُقوقِ البَلاءِ المَنصوب دَقائِقَْ عُمري
ما نَسيتُ هَجر الطّيورِ لحَكاياي وما امتَثلتُ لحَركاتِ السََماء في عينيّ
بل بَقيتُ في ذِكرى هامِدة العُنوان , أزفِرُ دون شَكوى الرّيح !

أغلُّ بيدِ الحَنانِ صَفحات الماءِ الدّاكِنَة , أبحثُ عَن قَطراتيَ النافِرَة في عُمقِها
يَغلِبُني نُعاسُ الرؤية السَّرابيَّة لـ ألتفَّ دوني وأتذكّرُ تَفتُّتي في اغتسال الحيرَة اليابِسَة !

الرِّجامُ تَتَقوقعُ في لَحديَ الحيّ , تَبرُقُ ب ضوءِ لَوعتي
لأتنهَّج عُتمَة الطّين كـ رداءٍ أزليّ تَحفظه الأراضين نِداء كِتمان
لايَذكُرني الصُّبح إلا مَنطِقا ً خاويا ً مِن تَعاريف
لـ يَهمَّ اللَّيل يَغسِلُني مِن بلّورِ الإتِّجاه المُحاذي لـ ضباب الحَوقلَة
ليبعثَ فيّ أسرابَ الجُنون البارِدَة بَردَ سَخطِ الصَّمت الـ يأكلني جَفافا ً


أمتدُّ صَرعا ً وأمتدّ
وتبكِ الدُّنيا وأبكيها , نُحدثُ ضَجَّة إمتِناع
ويُكفكِفُ الترابُ ذاتَ المُعجِزَة
لنظهَر ب غَوغائيَة سُقيتَ حبّاتَ مَطر أسود


إلى أين سأتجه دوني ....؟
ما فَرق رَكضي إلى فَرق سُكوني !
الخواءُ يَعمّ جَميعَ الأسباب
ومُعضَلَةُ المُعضِلَة تَهربُ وتَهرب
والغَد يلوّح بيَده
وصَفيرُ الاحتِضار يُشاكِسُ الحَلق
ولا سَبيلَ لـ أوَّلي وآخري ..!


ما أبغَضَك يا قَلب , ما أبغضُكِ يا روح
ما أقهرُكَ يا عَقلْ
دوِّن أيها القَلم , ما الشُّروق فينا يأتي وما العُمر لاهٍ بنا نَصيبا ً !

وئيد محمّد
03-18-2010, 08:29 PM
قرأت النص بعين متسعة وشعرت بعد ذلك أن الدنيا تتقلّص في عيني , تكتب بعمق يناسب الروح ياعبدالله , رائع هذا النص بهذا الحزن الزُخرفي وهذه اللغة .

إبراهيم الشتوي
03-19-2010, 03:34 PM
وأي أختناق تركته لنا يا عبدالله ..
لم نعد نرى سوى روحك المتدفقة ، وجروحك المكتنزة بأودية التشتت واللوعة والترحال ..
هنا لغة منسكبة بكل دقة ورقة وأناقة ..
فشكراً لك أيها الودق .

عبدالله مصالحة
03-21-2010, 03:42 PM
الفاضل : وئيد محمد

وجودكم يشرح النور في أديم الحرف , شُكرا ً من القلب لك .

بَسمَة آلْ جَابر
03-21-2010, 10:20 PM
:
قلمٌ عملاق يا أنتَ
تسابقتْ حروفي مُزدحمة ، فزجرتها أنْ بـ هدوء ، أصطففنّ طابوراً
صه سأناولِكْ الورد أمتنان لِ أبجديتكْ .،

ودّي .،
http://abomt3eb.net/up/uploads/5510746a63.gif
،،

سعد المغري
03-22-2010, 03:28 AM
..
عبدالله مصالحة ..
بين جدائل هذه الـ حروف يختبئ الـ حزن .
ترتكب الـ كتابة وقلبك معلق بين اختناقة وفسحة
ياعبدالله أسقيت الـ روح نشوة والـ عيون سحر .
فـ لك غير ماكُتب ..

عبدالله مصالحة
03-23-2010, 03:35 PM
الاريب : ابراهيم الشتوي


ممتنٌ لأريج حَملك الساح فأزهر القلب , تقديري والود .

عبدالله مصالحة
03-25-2010, 11:52 AM
الفاضلة : بسمة آل جابر


ممتنٌ لاشراقتك البهيَّة روح الكلم , إمتناني وجَمّ التقدير .

عبدالله مصالحة
03-25-2010, 11:53 AM
البهيّ : سعد المغري


طَلٌّ كَثيف ما ينتجه قلمك من وَقع كريم , جلّ الود والمحبة .

صُبـــح
04-01-2010, 04:05 PM
حرفٌ قادر على بعث الروح في السطور الموات ..!

رائعٌ وشفيف يا عبد الله وتجيد بإقتدار صنع القفلة والتي تبهر عين القاريء بمباغتة فذة ..

موفق ..

عبدالله مصالحة
04-03-2010, 05:26 PM
الاريبة : صُبح


بكم ترتقي الذائِقَة ووجهة الكلم , ود وتقدير يليق .

مريم الخالد
04-04-2010, 05:29 PM
و نصٌ تسربلَ فيهِ الحزنُ فعانقَ نقاطا ً مختبئة !!
وحبرٌ ينزفُ دموعا ً !

أيا عبدالله أي حزن ٍبُعثَ بكَ إلى درب ِالنزفْ ؟!
وأيُّ قلم ٍهذا الذي حلقَ كالطير ِالحزينِ في سماءِ الحرفْ ؟ !

عافاكَ اللهُ شرَ الأحزان ِأيا عبدالله

عبدالله مصالحة
04-05-2010, 01:09 PM
الفاضلة: مريم الخالد


إنَّها انشغالاتُ الذّاكِرَة صَوبَ سَوادٍ يَجيء بَغتَة , يحتفي الأمل جرعة فائِضَة في أذيال الخراب ... ممتنٌ لبهيّ مرورك الغيداق , عبهر وود .