المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الســـاديـة فـيْ الأدب


سميراميس
04-05-2010, 04:41 AM
يُقالْ أنَّ الأدب السادي ما هو إلا إنغماس تام في قُعر الخيال ، و مُراقصة للمخيلة عندما تشتد عليها الأصوات الأخرى تلك التي تُوشك أنْ تقبض عنقها ، و هو أيضاً الأدب الذي يستلّذ مؤلفه بإسقاط العذاب و العُنف الجسدي و النفسي على أبطال رواياته لإستدرار أكبر كمية ممكنة من دموع و إنفعالات القرّاء . هذا يسلّمنا أنَّ الإسراف في صور التعذيب و الإجرام و إجترار الوحشــية في النصوص الأدبية السادية ما هي إلاّ تعويض عن ثمة سكون يستطير في أفقِ الضجيج المفتعـل . أو قد تكونْ ثورة عارمة على أوضاع مستقرة أتفق الأغلب على الإيمان بها ، مما يجنح بالراوي السادي إلى أنْ يحلّق بإجنحةٍ من خيال للتمرد على كُل القيود ، أوْ السباحة ضد التيار بإستباحة دور درويش يشحذ الأحزان التراجيدية و المآسي الوحشية ، و حقيقة أنا شخصياً لا أقر هذا المبدأ و أجدني على خصامٍ تام معه و مؤلفيّه . جميلٌ جداً هو الخيال و لابد منه في أية هياكل أدبيّة و لكن الاختلاف يكون في كيفية توظيف هذا الخيال .

فالمركيز دي ساد نفسه قد وضّح في إحدى رسائله " نعم ، أنا ارتكبت المعاصي ، وقد تخّيلت بكتاباتي كل ما يمكن تخيّله في هذا المجال ، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكنني لست مجرما أو قاتلاً " و بالفعل فإن دي ساد كـفرد قــد قطف حسنة يتيمة تُحسب أخلاقية على الأقل بالنسبة لي و هي أنه رغم إفراطهُ الجنسي فلمْ ينكح طفلاً ولم يدعُ إلى نكاح الأطفال ، و لم يشجعْ هذا أبداً ، بالرغمِ من لعنات التاريخ له حتى الآن إلاّ أن ثمة وريقات من واجهته قد تُنادي بحسنته هذه عندما تغتابه الريح . و بالحديث عن نتاجاته الفلسفية أو الأحرى الأدبية لأنها هي التي قرأتها وجدت أنه رغم كل سواءته التي تسربلت بحروفه إلا أنه يعبّر بحريةٍ تامة و لم يخشى سجناً و لم يأبه لزمزمة العراكات النفسية تلك التي تطحن نفسها داخله رافضة منهجه الملعون من قِبَل الأغلب ، و قد أقرأ رواياته من باب تفعيلي للمنهج التاريخي الذي نادى به سانت بوف و الآخر تين لشغفي بإستقراء العديد عن هذا المؤسس للسادية و إستنطاق هويتّه النفسية الغير واضحة، باستثناء بعض رواياتهُ تلك المتضمنة مشاهد عنف حاد لا يُسمح الاطلاع عليها إلا للقارئ النجيب الأريب ـ و لست نجيبة و لا أريبة في هذه الإتجاهات . كما يتضمن فكر المركيز دي ساد معجما خاصاً بمفاهيم الفكر الدي سادي و الذي أُلصق به نسبة إليه لأنه مؤمن إيمانا تاماً بأن هدفه الأساسي هو السعيْ للمتعةِ الشخصيّة المُطلقة دون مراعاة أية قيود تُذكر سواء أكانت أخلاقية أو دينية أو إجتماعية أو قانونية. إن إعادة الاعتبار هذه وَ خوضي في سيرة هذا الكاتب الذي لعنهُ التاريخ و لفظته أغلب القراءات ليست إلاّ لطرح ثمة تساؤلات فماركيز دي ساد هو الذي قال عنه غيوم ابولينير بأنه " أكثر العقول حريةً على الإطلاق " تتضمن هذه الكلمات دعوة إلى ضرورة تناول كتابات دي ساد على نحو نقدي قادر على التمييز أو التقاط سوءات نتواءته الكثيرة و التي دفع ثمنها بأن يعرف حيطان السجون أكثر من قصور العالم الآخر بالرغم مِنْ أنَّ داخله أفكار لم تُسجن يوماً و لمْ تقيّد . فأفكاره تُزمجر بين العالم الداخلي للرغبات الجنسية و تطبيقاتها العملية ، فهل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد تحت مبرر أنه يعبّر بحرية مُطلقة ..؟ هل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد من باب النقد وَ التمييز ..؟ لابد أن ثمة شروط معلقّة هُنا ..

نتاجه الفلسفي و الأدبي الروائي يتراوح ما بين نثر تتعاشق فيه الكلمات و جسد يفجر بركان رغباته الدفينة بوحشية يستلّذها لينقل تلك الرؤى على الورق ليجعلها تنوح و تصرخ راكعة قبلة المنطق و تسأل الرحمة خصوصاً عندما يُسرف في تصوير العنف و الثقافة الوحشية السادية . و في هذا ما قد يحجمنا عن قراءة دي ساد لأنه يضعنا عراة أمام أنفسنا و قد نلعن ذواتنا تماماً كما حدث معي منذ فترة طويلة بعد أن صافحت روايته السادية " جوسيتن " او نوائب الفضيلة ، و قد يضيء عيون الوحوش الكاسرة و الكامنة في أعماقنا فينتابنا خوف من زمجرة أفكاره و إجتراره التمرّد في كل حين حتى على الذات الملتصقة بنا ، وغالبا ما تدفعنا قراءاتنا له إلى الشعور أن رغبات أبطال أعماله ليست إلا فلسفة من سادي يتلاعب بمشاعرنا و يجعلنا نألف مظاهر التعذيب و الإجرام تلك التي يظنها المركيز عناصر ضرورية لتحقيق الطبيعة . في عملهِ المسرحي " المحاورة بين الكاهن و المتحضّر " هذه المحاورة تشخّص كنصوص فلسفية تحمل بؤرة التفكير الإلحادي عند المركيز دو ساد ، الحوار هذا يجسّد على طريقة المآدب الفلسفية ، و نجده في هذا النص المسرحي يسوق محاورات جعلت من المحكوم عليه بالإعدام رجلاً يصرخ بالحـرية ، و يســخر من كل القيود الدينية و الإجتماعية و القانونية خصوصاً بعد أن ذكرّه الكاهن " رجل الدين " بضرورة تكفيره عن إلحاده و زجّه بالإيمان وراء ظهره . بعد هذه المحاورة أتُهم المركيز دي ساد بتهمة الكفر و كانت تلك التُهمة كبيرة آنذاك لا تغتفر . و زُجّ به بين أسوار السجون و لا عجب من ذلك فقد قضى جُل حياته في السجون ، يقال أنه أمضى سبعة و عشرون عاماً و قال آخرون أنه أمضى إثنتان و ثلاثون عاماً في السجون على فتراتٍ متقطعة، و نصف حياته الآخر كــــان في مصحة عقلية ، و قد شُرعّت عدة قوانين و محاذير أيان دخوله بها خوفاً من جنونه المعتقد و تأثيره على البقية ، إلى أنْ وافته المنية و لم يشخّص بالضبط سبب موته قالوا إحتقان رئوي و زعم آخرون أنها حمى حادة و لم يتضح السبب في ذلك الوقت .

أخيراً فالخلاصة تُملي أنَّ السادية في الأدب يجدها البعض لذيذة و يحدث أنْ يستلذون فصول التعذيب و الضــرب و التعنيف على ملامح شخصيات الأعمال الأدبية لإثارة مشاعرهم و ربما لإنعاش الشبق الإدراكي لديهم ، بينما البعض يسأم هذه الإلتهابات الأدبية وَ سُرعان ما يمل و يلقي بالكتِاب الأدبي السادي بعد أول قراءة و يقسم أن لا ينتقي كهذه الروايات مثل ما حدث معي بعدما فعّلت نصيحة صديقتي مع المركيز دي ساد و روايتـه " جوستين " و لا أنكرْ أنه عبقري جداً : )


و هذا رابط الرواية لمن أراد أنْ تعجن مشاعره الإنفعالات الوحشية و تُخبز بماء السادية ;)

* الرواية غير مُترجمّة ..
* توجد الرواية مُترجمة من دار المدى و دار إشراقات أيضاً ..
* لم أتطرق مطلقاً للسادية في الروايات السعودية الحاليّة ، كي لا أتهم بأنني أعُمم نظرتي على الروايات إذ أنها تبقى رؤى ذاتية ..
* فرقٌ شاسع بين السادية في الطرح و جلد الذات الذي يجيده أغلب كُتّاب أعمدتنا الصحفية ..


http://www.ziddu.com/download/2386516/Justine.doc.html

مي العتيبي
04-05-2010, 06:29 AM
جلد الذات : ضرب من الماسوشيه .. وهي معكوسه تماما عن الأدب الـ ذكرتي ..


حضور أول ..
لأني سعيدة جدا ً بما لمحت هنا ياشاميرام ..
شكرا لك ..


سـ أعود .. يا دي ساد .. سـ أعود

محمد الغشام
04-05-2010, 08:58 AM
,

ماذا يستفيد من يريد الحرية الذاتيّه أو الفكريه ,
على ماذا يستند ..
أتعلمين ياشاميرام ..أن كُل شي لدينا له حد على مدى أتساع مخيلتنا وتفكيرنا
بحيث مازاد عن حده ينقلب ضرر وخطير جدأ

على حسب نوعية الشخص وصموده لما يتلذذ به ..
كالمخدرات مثلاً : يتلذذ بالأول ولكن تجدينه محنط في احدى الزوايا من حبه لها وفرط ذاته ايضاً

الله سبحانه وتعالى خلق لنا كل شي
وحينما نستخدم اي شي ينقلب على ذواتنا ..

الوسطيه لكل شي راقيه ..
حتى الطيبه والقلب الأبيض : حينما يكون دائماً كذلك سيخسر نفسه ..

لذة الحياة والفكر والكاتب
ثلاثي صلب كالهرم .. متى مافقد الكاتب فكره ..فقد لذته وفقد كتاباته
ومتى مافقد اللذه سيفقد فكره وكتاباته ,
عملية تدويريه تقوم بقيام الأخر ..

عاطِر التحايا
:34:

عبدالعزيز رشيد
04-05-2010, 06:10 PM
الانسان بطبيعته يحبّ التمرّد وكثيرا مايجد بالعديد من الثغرات متنفّسا له الخيال مثل ذلك تماما ومايجعله أكثر من ذلك بأنّه ملك للإنسان وحده بإمكانيّ تخيّل نفسي أفعل كلّ شيء كلّ شيء لكن مع الأسف لايمكن إدراك وجود مثل تلك اللذّة إلا حسيّا عبر الحواس فالعقل غير قادر على تجسيد وجودها بشكلٍ محسوس ربّما رغبة الانسا في تجسيدها دفعته نحو كتابة مثل تلك الأمور الأمور الأكثر غرابة والتي لاتطأها قدم الواقع كثيرا كأحزان وآلام وأفراح وإجرام! الماركيز دي ساد كان مبدعا عندما اقتحم هذا المجال فلاأحد ينكر بأنّه له كتبا تعتبر من أعظم ماألّفته البشريّة لكن قد تكون تلك الساديّة كالأفيون تخدّر العقل وتشوّه الإحساس لذلك قد لايحبّذها البعض لكن لايمكننا إنكار أيّ لمحة ابداع وان كانت ساديّة لكن الذي يثير الاشمئزاز عندما تكون هذه الساديّة مبتذلة ليست من وحي الخيال بل وحي النيّة والغايات

شاميرام شكرا لك

سميراميس
04-05-2010, 07:09 PM
جلد الذات : ضرب من الماسوشيه .. وهي معكوسه تماما عن الأدب الـ ذكرتي ..


حضور أول ..
لأني سعيدة جدا ً بما لمحت هنا ياشاميرام ..
شكرا لك ..


سـ أعود .. يا دي ساد .. سـ أعود


أهلا / العتيبي مي
جلد الذات قد يكون صنفاً من المازوخية إذا ما أسرف صاحبها بها تحت راية الخنوع التام و الإستسلام لتلك اللذة ،
بعض الكتّاب لدينا يكثرون من هذه الجُرعة بغرض التقويم و أي تقويم هو الذي يجلد ذواتنا حتى يعريها أمام العقل بكل تجرد لست أعلم ..
ذكر أحدهم أن هذا الجلد الذي يتقنه الهويمل أو الذايدي أو ربما الساخر الرطيان يدخل في مسمى الأدب السادي ، ذكرت هذه النقطة كي لا يتكرر ذاك الرد مجدداً
* كتبتِ أن هذا الجلد معكوس عن أو على الأدب ، اظن أن الصياغة عرجاء هنا أو ربما قراءتي لأنني لازلت أقرأ و آثار النوم تداعبني : )

أهلاً بك و بإنتظار عودتك لو تفضلتِ :34:

حاتم منصور
04-05-2010, 07:14 PM
لم يسبق لي أن قرأت مثل هذا النوع من الروايات والتي تطرقتي لخطوطها العريضه
سأحاول إقتناء هذه الروايه
هل لي ياشاميرام أن أدون إعجابي الشديد بقلمك وفكرك

شكرا ً لك ِ كبيره من القلب

مودتي

سميراميس
04-05-2010, 08:22 PM
أهلاً بك ، يطيب لي حضورك
اسمح لي بتعليق مع إجتزاء لما كتبت ..

,

ماذا يستفيد من يريد الحرية الذاتيّه أو الفكريه ,
على ماذا يستند ..
أتعلمين ياشاميرام ..أن كُل شي لدينا له حد على مدى أتساع مخيلتنا وتفكيرنا
بحيث مازاد عن حده ينقلب ضرر وخطير جدأ
:34:

أخي محمد تساءلت ماهي وجهة سؤالك هذه ، و آمل أنني بالفعل لم أقرأها كما تبدّت صريحة جهورية بهذه الهيئة ..؟ إذ أنك تتساءل عن جدوى الحرية الذاتية و الفكرية و الأنكى علامَ تستند !
الحرية الفكرية حق فطري لنا جميعاً وَ لا مُصادر لهذه الحرية إلا الديكتاتوري الذي يريد أن يخلق نسخاً لا تنقضِ من معتقداته و أفكاره ، لولا الإختلاف الفكري و حرية الذات لما وجد هذا الكم من الإنفجار المعرفي المعلوماتي الهائل ..
ثم أن الحرية من أسمى الأشياء التي كفلها لنا الدين النقي من كل شوائب تجرّها أقوال البتر من باب سد الذريعة و درء المفسدة .. ربما لا أؤمن بالحدود أنا خصوصاً الفكرية و كثيراً ما أضع نصب عيني قول العظيم ديستوفسكي
" لا أريدُ ذلك المجتمع العلمي الذي ليسَ بإمكاني فيه أن أقترفَ الشر و لكنني أريدُ مجتمعاً أستطيعُ فيه أن أقترف كل الشرور و لكنني أعزفُ عن ذلك بنفسي"
و أشدد على ضرورة ضبط الأفكار و عدم خوائها ، كما أن الكبت أيضاً خصوصاً للأفكار يسبب وأد عقلي ذو نتائج معاقة لا تجر إلا الجمود فقط .. و عن إسراف دي ساد في الحرية التي جعلها غاية للمتعة الشخصية فلابد من القارئ النجيب الأريب أن
يسدد تلك الثغرات لو حب أن يستمر في تصفح أعماله المملوءة بالعهر اللفظي و الوصفي ، أتعلم قرأتها و أنا في سن السادسة عشر و كرهتها و لم أكملها و واثقة لو اقرأها الآن قد تختلف رؤيتي لها لإعتبارات السنين و التجارب الفكرية ..


,
على حسب نوعية الشخص وصموده لما يتلذذ به ..
كالمخدرات مثلاً : يتلذذ بالأول ولكن تجدينه محنط في احدى الزوايا من حبه لها وفرط ذاته ايضاً

:34:

و هل قد يعقل أن توصف الحرية بالأفيون المخدّر الذي يخدّر المبادئ ثم يضرّها بعد حين ، مممم ربما قد يفعّل هذا القول مع الملاحدة و تحولاتهم الفجائية التي تبدأ بحبة اسمها تنوير
و تنتهي بحبة اسمها لا أدرية أو ربما لا دينية ، تذكرت الحوار الذي دار في شقة الحرية للرائع القصيبي حيث قال الإخواني لـ اللا أدري أنت تفعّل نظام " خالف تعرف " ليرد عليه قائلاً بل " أعرف تخالف "


,
الله سبحانه وتعالى خلق لنا كل شي
وحينما نستخدم اي شي ينقلب على ذواتنا ..


:34:


و لم هذا الإحباط ؟ الله خلقنا و زودنا بالعقول و كتابنا المقدس أمرنا بتفعيل العقل و جعله نوع من التعبد ، فلم نرفض منح عقولنا الحرية بحجة التكمم و الخوف من العائد من هذه الحرية !
مثلاً الأدب السادي و المملوء بالمازوخية و أبجدياته لا بأس بقراءته ما دمت مؤمناً بإيمانك و تعزم جاهداً لأخذ ما يفيدك و ركل ما يسؤوك ..
* ماذا لو أخبرك أنني اقرأ التراجم التوراتية و الأنجيلية ايضاً خصوصاً ماجاء بهم شعراؤهم : )


,
الوسطيه لكل شي راقيه ..
حتى الطيبه والقلب الأبيض : حينما يكون دائماً كذلك سيخسر نفسه ..


:34:

محمد تعريفك للوسطية قد يختلف عن تعريفي لها ، و تعريفي قد يختلف عن غيري أيضاً ، احنا بالسعودية الحين أي أحد يجادلك بأمر يقولك أنا وسطي .. لدرجة لو أنني رفعت حصايه بحصل تحتها من يقول : أنا وسطي
الوسطية مصطلح مطاطي بيد أن الوسطي بالسعودية قد يكون متطرف في مصر و الوسطي في مصر بيكون إرهابي في بوسطن و الوسي في بوسطن قد يكون ملحد بالرياض ـ رجعنا من حيث بدأنا شفت كيف : )
" سو " مصطلح الوسطية مع أننا نُعتنا به بكتابنا المقدس إلا أن بيننا من يُغالي كثيراً و يدعّي الوسطية .. بالنسبة لي أنا عندي قناعة تامة أن الوسطية السعودية مصطلح ذو خصوصية يعني يختلف عن الوسطية بالمجتمعات الأخرى ..



شكراً لك ، و أحب لغتك بالحوار :34:

سميراميس
04-05-2010, 08:44 PM
أهلاً عبد العزيز رشيد .. الإنسان الفطرة به أن يحب الإكتشاف و التمرد على السائد الرتيب من حوله و لو عجز عن ذلك فإنه يجنح للخيال لنسج عوالم لا يجرؤ أن يصافحها في الواقع المركيز دي ساد رغم لعنات التاريخ له إلا أنه قد ساهم بدفع الفكر ولو قليلاً للأمام ـ ربما نظرتي مقصية لما قدم لأنني لم استسغه حتى الآن ـ يقول والدي اقرئي مؤلفاته الآن لاشك ستتغير نظرتك و هذا ما دعاني أن اسأل هل قد نلتقط سوءة أو حسنة مما قدم و ماهي الشروط التي تجعلنا نقوم بدور المفلتر مع المركيز دي ساد ؟ طالما كنت غارقة في الأفكار و القراءات البعيدة إلا أنني لا أنكر رجفة نواياي من مصافحة هذا السادي مجدداً ...فالوضع لا يُطاق بالنسبة لي مع الأدب السادي..

شكراً لك أخي :34:

سميراميس
04-05-2010, 08:48 PM
لم يسبق لي أن قرأت مثل هذا النوع من الروايات والتي تطرقتي لخطوطها العريضه
سأحاول إقتناء هذه الروايه
هل لي ياشاميرام أن أدون إعجابي الشديد بقلمك وفكرك

شكرا ً لك ِ كبيره من القلب

مودتي

أغلبية الروايات السعودية الجديدة تطبق هذا الأدب ، تعذيب الشخصيات و الإستئثار بإنفعالات القارئ دون دس ثنايا فكرية أو فلسفية في السطور تماماً كما تطبقه أيضاً المسلسلات الخليجية و حلقاتها بالنواح و العويل و الإسراف بالشجن و الحزن لتعذيب المشاهد ..الرواية متوفرة بدار المدى مترجمة و كذلك إشراقات كما وضحت في المقال ، و بالنت متوفرة بالنسخة الإنجليزية فقط ..
اقطف إطراؤك يا أخي و أزرعه ورده تزيّن مكتبي هذا : )
لك عبق الورد :34:

ماجد الذيبان
04-06-2010, 12:25 AM
مرحباً شاميرام

الـ دي سادي اثرى الادب بكتبة لا شك في هذا
ولكن ثمة ربط مرعب يرغمنا على عدم الاعتراف بالادب السادي او الهروب من الحديث والاعتراف بقرأتة رغم تأثيرة بشكل عام
ولا اجد مبرر للحجب وان كنت اعتقد بأن هذايعود لدرء المفاسد والخصوصية التي نتمتع بها دون سائر خلق الله
الاغراق في خيالتة الجنسية المؤلمة هو اقتباس من واقع جنسي هو في الاصل مؤلم ومتعتة في إيلامة هذا واقع اعترفنا بة او لم نعترف هو واقع
وان كان يختلف في حدتة بين ما يستمتع بة دي ساد منفرداَ دون الاخر
وبين ما يتمتع بة هو والاخر (الخيط رفيع جداً ارجوا عدم الخلط بين الاثنين )
هذا الاقتباس هو البذرة الاولى زاد عليها شخصية دي ساد المعقدة ولهذا الجانب مؤلفات كثر
اوفقك في تحليلك وتسأؤلاتك شاميرام
واعتقادك بتغير نظرتك ذات 16 عاماً والانفكاك منها هو بحد ذاتة حصانة لم تأتي صدفة واجزم بأن لا دخل للمنصح السادي فيها باي شكل من الاشكال
وقد نفتح باب اخر وهو وجود الـ منصح سادي والذي يتلذذ ويغرقنا في خيالتة ويغرق نفسة هو الاخر في بكاء ونحيب من عذاب لم يسلط علية بعد ومع هذا يعيشة في خيالة
فالنصحوي السادي عندنا للاسف فشل في مهمتة فشل ذريع فهو لم يثري الحياة بـ أدب الحكمة ولم يخلصنا من جلد ذواتنا
باقة ورد لروحك

سميراميس
04-06-2010, 01:36 AM
مرحباً بك أيها السَاخر ، حرصت على حضورك و سُررت بقراءة تعقيبك ..
حسناً ، نتفق إذاً يا ماجد على أن الدي ساد أثرى الأدب ـ نوعاً ما ههه لازلت مُصرّة على تقزيم إثراؤه ـ لكنه في المجال الفلسفي لم يترك بي أية آثار تُذكر ، في الأدب عجبتني حريته اللا نهائية و لا إكتراثه بالمخالفين له و عدة نقاط ضمنتها في المقال و لكن في الفلسفة فمعظم نظريات السادية والمازوشية تتبنى وجهة نظر التحليل النفسي مع تغييـر طفيف أو إضافــة أو نقصان، ولا يخرج عن هذه القاعدة سوى "جيل ديلوز" و "سارتر الوجودي" حيث يتخذان وجهة نظر فلسفية في تفسير ظاهرة "السادية والمازوخية"، و كانت نظرية سيجموند فرويد بهذه الفسلفة السادية أن الشذوذ الجنسي الأكثر شيوعا هو الميل إلى إيلام الموضوع الجنسي ونقيضه (أي السادية والمازوخية).. أيضاً يرى . التحليلي فرويد أنّ جذور دلالية السادية من الناحية البيولوجية هي ضرورة التغلب على مقاومة الموضوع الجنسي و مما يُذكر أن السادية تهدف في الأصل إلى إهانة الآخر أو التسلط عليه ... فهل قد يُستباح هذا التيار الفلسفي :( ..؟

* أظن أنَّ زجي بكتاب المركيز دو ساد في ذلك العُمر يعود لأننا آنذاك كانت إهتماماتي القرائية اغريقية اسطورية حيث كنت شغوفة بالتاريخ الاغريقي و ظلام أوربا في فترتها البابوية ، أمّا الآن فلربما لو قرأت روايات السادي دو ساد لأستطعت الإستمرار حتى أنهي الكتاب .. الطريف بالأمر إنتشار المسجات بالموبايل بين عدد كبير من الصديقات و الزميلات يذكرن بوجود الرواية مترجمة في دار المدى بمعرض الكتاب و معها وصية سارعي بإقتنائها قبل النفاذ ـ هههه ضحكت من جد لي سنين قاريتها .. قالت صديقتي قد تكون قراءتك لها بالعربية أفضل : ) .. عالم مضروبة جيناتها من جد ...

أما عن تطرقك للساديين من حولنا فأكثر ما يكثرون في المدارس للأسف المدراء و المديرات من يفترض أن يتحلوّن بالسمات التربوية لا يزالون يفعلّون مبادئ السادية ، و ليست سادية مركيز لا مطلقاً إنما السادية المتصحرّة ..

:34: شكراً لك أخي ماجد الذيبان ، أحب حضورك

مي العتيبي
04-06-2010, 05:36 AM
السادي عكس الماسوشي توجها ً وشعورا ً :)
اعتذر حبيبتي احيانا ً الصيغه عندي " مضروبه " بس اتأمل دائما ً : المعنى يوصل ..
إذ من غير المعقول ان اشبه الماسوشي بالسادي !
لايهم ..
تعلمين اكثر مايعجبني : قدرة دي ساد على تعرية رجال الكنيسه بزواياهم المشوهه ..
ذلك التصوير الذي جعلهم يهلعون .. ويتكالبون ضده امام اي فرصه ،
وبـ رأيي الشخصي : دي ساد لايستحق ان يُقرأ له .. عقابا ً له على استهتاره بمشاعر القراء ، واحتقاره
للمرأة والنظر اليها بغباء وسطحيه ..
ورغم كل ذلك اقر ياعزيزتي انه استطاع غرس بعض الواقع في كتاباته ..

الـ يهم الآن ياصديقتي : انه لم يرتب طريقة للجنس لها اتباعها وحسب ..
بل خلد اسمه في التاريخ جيدا ً .. وبإثاره كبرى :)



تحيتي يارائعه ..

محمد الغشام
04-06-2010, 11:04 AM
جميل ياشاميرام
الأستناد ماقصدته هو القاعده التي يرتكز عليه الكاتب السادي , أغلبهم كتصوير الأشياء من غير قاعدة قويه في رصانه ذهنه
نعم افضل مننا تفكيراً , لكن اقرب للتهلكه هم تكفيراً ..
مابين الأسناد والأنقياد / شعره
متى ماوضع في رأسه قاعدة متينه وحدود للتفكير هنا نقول جميل وأستمر بذلك ..

والكبت شي مثير ويؤدي إلى التهلكه لاشك .. فالمكبوت حينما ينفجر يكون ضرره أكبر حتى لمن حوله ..
والزياده : تكون كذلك
أذا وضعت مابين الأفيون المخدر , والطيبه , أنقلابات في ردي الأول ..

والوسطيه هي في ديننا وليست كمجتمع سعودي او مصري او اي كان

مستمتع بذلك ياشاميرام لفكرك ..
عاطِر التحايا
:icon20:

سميراميس
04-07-2010, 04:41 AM
أهلاً بالنقيّة / مي

العلاقة بين Sadisme & Masochisme علاقة طردية بمعنى أن الثانية عبودية للأولى ، بالطبع ليستا في ذات التصنيف لكنهما حتميتان إذ جاءت الأولى تبعتها الثانية مبروزة في ردة الفعل للواقع عليهم السادية ..
دي ساد سخر كثيراً من رجال الكهنوت الديني آنذاك و كالعادة بطشهم أكبر من غيرهم مما زجّه بغياهب السجن حتى تبدت له الوحدة تلك التي تمشط الأفكار بعقول الكتّاب .. بما أنه سُجن و عرف السجون أكثر من العالم الخارجي لذا ولدت هذه الكمية الفائقة من الخيال لديه حتى أنه مال بها عن الفطرة و شوهها بشيء من أنفاث ساديته المستعرة .. يا الله يا مي لازالت أوجاع " جوستين " في مخيلتي على الرغم من أنني قرأتها منذ سنين و لم أكملها أيضاً .. تؤيدين إذاً أن يُعاقب المركيز دو ساد بهجر كتبه الأدبية ، ياااه تبدو فكرة شيقة : ) و لكنها تختلف من شخص لآخر ...
بالمناسبة تعقيبك هذا حفزني لأن أكتب عن فكرة " المستبد المستنير " بعد أن اشرتِ لتنكيل رجل الدين على المركيز و خنوعه لهم ، جميل لو نكتب أو نقرأ عن من ثار على البطش الديني و خلق من الإستبداد إستنارة ..

شكراً يا جميلة :34:

سميراميس
04-07-2010, 04:45 AM
أهلا الغشام محمد .. شكراً لك و أحترم وجهة نظرك تماماً ..
ذكرت أن الوسطية في ديننا ... نعم هذا كتسليم عام كقاعدة مذكورة ينبغي أن نسير عليها لكن في هذا الدين أيضاً فيه من يوظفه بتطرف و آخر بتعنت و آخر بوسطية و آخر بإفراط ..
الوسطية في الدين و الحياة و المجتمع مطلوبة ليس علينا كمسلمين فحسب بل على الجميع لكن هذا المعيار يختلف وفقاً للثقافات و الشعوب ، بل أنه حتى بين المسلمين أنفسهم يختلف من دولة لآخرى ..

:34:

حاتم منصور
04-07-2010, 04:53 AM
أغلبية الروايات السعودية الجديدة تطبق هذا الأدب ، تعذيب الشخصيات و الإستئثار بإنفعالات القارئ دون دس ثنايا فكرية أو فلسفية في السطور تماماً كما تطبقه أيضاً المسلسلات الخليجية و حلقاتها بالنواح و العويل و الإسراف بالشجن و الحزن لتعذيب المشاهد ..الرواية متوفرة بدار المدى مترجمة و كذلك إشراقات كما وضحت في المقال ، و بالنت متوفرة بالنسخة الإنجليزية فقط ..
اقطف إطراؤك يا أخي و أزرعه ورده تزيّن مكتبي هذا : )
لك عبق الورد :34:

بصراحه
لست أهل وأعترف بذلك لمجاراة هذا القلم والفكر أيضا ً
ولكن ماتطرقتي إليه عن أمر المسلسلات فهو حال يحزنني جدا ً ولكن لعلي أفوز بالتجديد
فمن رسائل الكثير وأنتي على رأس القائمه أستقي أفكار كثيره مفيده ونيره وهادفه
فقط كوني بالجوار بفيض عطائك وفكرك الرائع والذي أدون إعجابي به دوما ً
وأيضا ً كوني بالقرب مني بدعائك لي أن أصل لما أصبوا إليه ألا وهو (إعجابك)


أعتبري السؤال تناحه :
هل المكتبات التي ذكرتي أسمائها في مدينة جده ؟؟ :o


مودتي لروحك ولقلبك جنائن :icon20: من القلب إلى قلبك

سميراميس
04-07-2010, 05:43 AM
أهلاً بك سيد حاتم ، شكراً لكلامك :34:
المدى دار لبنانية ليست سعودية لكنها شاركت في معرض الرياض للكتاب و كذا إشراقات ليست سعودية أيضاً
بما أنك بجدة فهنيئاً لك تهامة أظنها لا تمارس سياسة التكميم التي تفرضها العبيكان أو جرير علينا بالرياض : ( ..
حتماً ستجدها بتهامة أو ربما العبيكان أعتقد أن لهم السبق في التوزيع لدور النشر المذكورة ..
عوفيت يا اخي

حاتم منصور
04-07-2010, 06:17 AM
أهلاً بك سيد حاتم ، شكراً لكلامك :34:
المدى دار لبنانية ليست سعودية لكنها شاركت في معرض الرياض للكتاب و كذا إشراقات ليست سعودية أيضاً
بما أنك بجدة فهنيئاً لك تهامة أظنها لا تمارس سياسة التكميم التي تفرضها العبيكان أو جرير علينا بالرياض : ( ..
حتماً ستجدها بتهامة أو ربما العبيكان أعتقد أن لهم السبق في التوزيع لدور النشر المذكورة ..
عوفيت يا اخي


تأبري عظامي :)
ممنونك كتييييييير

وهي أحلى ورده للورده :icon20: