المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلةٌ أثيلة .


حصه العامري
04-05-2010, 03:45 PM
.
.
حينما أفقأ عَين قِطَتي الخَضراء بِرضاها, وأنخِرُ عَظميّ صَدري برأس قلم رصاصٍ هائِج .

مَثلاً !
لتوضيح صُور السَهرات بلا قُبعاتهِم الحَرِيريَة وسيقانهِم السَمراء, وأن الحَفلات .. حَفلات العَطش لأكثر كُؤوس الغَياهب على منصة التِذكار الذكِية في جلب أكثر المَحزونون أناقَة عَليها بكامل حلتهم الشَجيَة .

ومِن هُناك وبعيدٍ عن َضجيج سَهرات الزَمهرير .

ودونَ أن تَغار النَخيل نَستلقي عَلى الغدير .
فلا نَغرق, فالغدير لا يُغرِقنا بل يُنسينا كَيف نسبح ونُصبح .
وبمُبارِكَة أَطنان وَهج الشَمس, نملأ خُفي الذِكرى بِنا دون أن نخترِقُنا, فنُحاول المَضي عَلينا بكل تِلقائِيَة.
فتصيبُنا لَعنة الفَقد وأشواك الحُب, وبمجازفةٍ مجنونة .. نَستمر على قدمٍ مجروحٍ وساق .

هل الصُور واضحة, إن لَفتُ عِنايَني وعِنايَة آيار 2008 أن القمر مَستورٌ من الظهورِ هُنا ؟
وأَني لا زلتُ أملُك الذاكرة السِينمائِية لعُمر السبع سَنوات بكل ما أُوتيتُ من فزع النَوم وحَرارة صيف الخليج ؟

أتُخبروني بهمساتٍ مُترددة, أن الحَياة باتت أكثر تعقلاً لَكنِها لا زالت بارِدَة !

أين ضَمير شفيف الماء فيكُم أن تخبروني الزيفَ والعاهات, وقليلاً وأُصدق ثرثرة اللسان الغليظ لِصبري وأصدقكم مِن خلف أضلُع لوعة العُشاق .
أهكذا تُقاتلون ما بي مِن سفرٍ جميل بطريقة غَدارة وأنا التي أملك في صَدري كل أصمٍ وأبكم .
وأن أخبركم أنكُم كأبي الفَقيد/وتَمنعون هذه الرَغبة وتنهالون فقداً على عَيني .
وأتَمادى خَوفاً أنكُم كَأبي ليس خالي بأبي ولا عَمي .
فأني أراهم كما نَرى المارة في الشوارِع لمرةٍ واحِدَة .
وأتناسى كَرامتي وأنكُم كأبي وتُرتبون بسرعة وبتوترٍ ملحوظ تذاكر الرِحيل وقد أدرتم عَلي ظهوركم .

أَبي ..
أعلم أنك تنظرُني بَعين الحسَرة وأن فتاتُك حبيسَة الطُفولة وشِتاء عام غروبك .

أبربك يا أبي .. هل يُعقل ذاك الرَحيل السريع وفَجر بُكاء الأطفال ؟!

( أبي إشرب, حَسناً أبي, مُذ متى يا أبي, أبي أرجوك قبلني كذلك, لن أذهب الجامِعة اليوم أبي, أمي تُحب أختي أكثر مني يا أَبي, أنا أنا أنا أبي, هل لي ببعض المال أبي؟ دهن العودِ أجمل أبي, إلبس معطفك الجو بارد عَزيزي أبي, قهوة أم شايّ أبي, لا.. خالد لَم يتصل اليوم أبي, أبي المصارعة الحُرة بدأت,
وأنا أحبك أكثر, تصبح على خير حبيبي أبي ) *

* عفواً, أردتُ أن أرطب لساني وصَدري بأشياءٍ لا ولَن أعرفها .


5/4/2010

عائشه المعمري
04-05-2010, 11:50 PM
ولا تكفي هذا النص ، قراءة واحدة فحسب ..
إذ أنه يمتلك من الأبعاد الخفية ، ما يجعلنا نُدرك مدى عمق الفكرة وترابطها
منذ بداية الفقد .. إلى أخر السكوت ..
إذ لا فرق بين من نفتقدهم حقاً لأنهم مُغيبون ..
وبين من هُم أمامنا وكأننا نراهم لأول مرة ..
لا تجمعنا بهم إلى نظرات عابرة وخلفها ألف ألف ضمير يصرخ ..

.
.

جميلة يا حصة .
ورائع هذا الترابط بين ما أردتِ إيصاله من فِكر ، بـ فكرة فقد الأب ..
كَما عودتنا .. تكتبين بذكاء لاعب الشطرنج ،
ونحن الجمهور ..

إبراهيم الشتوي
04-06-2010, 06:05 PM
وستظل تلك اليلة يا حصة متمددة بظلها في طرقات لا نهاية لها إلا بإغماضة الفصول المترددة بالوريد ..
فشكراً لكِ وللعطاء الذي يسكنكِ..
تقديري .