المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناع الموت وصناع الحياة


ماجد الذيبان
04-16-2010, 07:42 PM
شهد التاريخ الأنساني على ماسي و أحداث تُنبئ عن وحشيه الأنسان
من سفكٍ للدماء وأستعباد بعض البشر للبعض الأخر و تقديم القرابين البشريه لإرضاء الآلهه
وقد اخبرنا القران الكريم أنَّ أول جريمه في التاريخ كانت بدافع الحسد ولكن الإنسان اخذ يقتل لأسباب أخرى
فقد قتل الأنسان بأسم الدين و الوطن وكذلك لأرضاء غرائز وحشيه كما حدث في ساحة الكولسيوم بروما
وأحياناً بإسم الشعب كما فعل ايفان الرهيب بأبناء روسيا حيث قتل ألاف البشر حرقاً و تعذيباً في ساحات الكرملين في أوآخر القرن السادس عشر.
ودمرت قرطاج الفينيقيه و سبي أهلها في القرن الثاني قبل الميلاد من قبل الرومان بإسم روما الجمهورية ليأتي بعد ذلك هتلر ليبيد الملاين بإسم الرايخ الألماني و قداسه العرق الآري.
ودُكت مكة المكرمة بمجانيق الحجاج بإسم الخلافه الإسلامية وقبل ذلك زهقت أرواح الصحابه في الفتنه قتل عثمان ابن عفان رضي الله عنه و علي وحفيد رسول الله
وظن قاتليهم أنهم نصروا دين الأسلام رحم الله الفاروق عندما قال " الحمدالله انه من غير المسلمين" في إشاره لقاتله وكأنه رضي الله عنه يتنبئ بقتلة أئمة المسلمين من بعده.
سفكت دماء زكيه من صحابة الرسول و أدعى قاتليهم بإنهم أولياء الرسول / واليوم نشهد من يقتل بإسمنا واسم ديننا وبإسم الإنسانيه
فنحر الرهينه الأنسان بدم بارد وما أثار تقززي هو دوي صيحات القتله " الله أكبر الله أكبر
في مشهد ذكرنا بقصص تقديم القرابين البشريه / نعم الله أكبر و أجل من أن يرتكب بإسمه جرائم وحشيه لم يكن لها أساساً اي منفعه لا للمسلمين ولا لدينه
ومما يدمي القلب هو ان نسمع خبر عاجل من العراق عن عمليه انتحاريه تستهدف دوريه أمريكيه يروح ضحيتها أمريكي أو إثنان
و يموت فيها عشرين أو أكثر من العراقيين فتجد كرهنا للأمريكان يغلب على حبنا لإخوتنا في العراق ,
فنفرح لمقتل اثنين من الأمريكان ولا ندين مقتل عشرين من ابناء العراق
قال أحد الفلاسفه " من لا يؤمن بالأنسان لا يؤمن بالله" !! / و انا أقول من لا يؤمن بقدسية حياتة لا يؤمن بقدسية حياتي أو حياتك
فكيف لشخص يترك الدنيا و يفجر نفسه ظناً أن ابواب الجنه قد فتحت له يستطيع أن يحسن من حياتي
فمن يترك الأرض لا يهمه ما يقع فيها من بعده فهو في مأمن من عواقب أعماله في احضان حور العين ( حسب ما يعتقدون)
أنا أؤمن بمن يقف معي في نفس الخندق ولا يتركني وحدي أواجه تبعات أعماله فهو يذهب ليموت وانا اقف أبحث عن ملجاء من صواريخ كروز و البي 52
الشهاده هي أن تُقاتل فتقتل رغماً عنك وليس ان تنتحر لتقتل الأولى إيمان أما الثانيه فقنوط من رحمة الله
ولكن التاريخ أيضاً يحفظ أسماء من صنعوا الحياة
ماما تيريزا التي افنت حياتها في خدمة فقراء الهند و أدوارد جنر مكتشف المصل فكم من حياة أنقذت بفضل لقاح الجدري.
ولا ننسى الدكتور الربيعة الذي فصل التوائم السياميين وغيرهم ممن أثروا الحياه ولم يثروا القبور حتى في الحرب ووقت الأزمات يحدثنا التاريخ عن أبطال مثل عمر في فتح القدس
و من بعده صلاح الدين فهم لم يشنوا الحروب لمجرد سفك الدماء بل لحقنها فلم يقتلوا اسيراً بل كان ديدنهم العفو واذا لم يكن فالرفق
وعندما وقف غاندي لم يقف ليدعوا إلى سفك الدماء بل لتذكير شعبه بقيمّه و مبادئه( وللمصادفه المره فقد قتل بيد ابناء بلده وليس بيد اعدائه)
و كذلك نلسون مانديلا في نظاله ضد الأباراثي و التفرقه العنصريه في جنوب افريقيا
فحين أنتصر لم يقم محاكم للأنتقام من البيض بل أقيمت مؤتمرات شعبيه ليلتقي الضحيه الأسود بمعذبه الابيض
ليصفح عنه وبذلك يكون النظال اكتمل بهزيمه العنصريه حتى في نفوس البيض.
و في الفتنام واجه السيد ثمبستون وقد كان وقتها طيار هليكوبتر أمريكي أفراد جيشه من ألأمريكان
في قريه مي لي بالسلاح ليعطي افراد طاقمه الثلاثه الأمر بإطلاق النار ضد جنود أمريكيين هذه المره ليوقف مذبحه في حق سكان تلك القريه لقد خاطر السيد ثمبستون بسمعته كظابط و كـ وطني
عندما أمر بأطلاق النار على افراد الجيش الأمريكي إذا ما توقفوا عن قتل المدنيين
و طلب التعزيزات و أمر الطائرات الأمريكيه لتنقل من بقي من أبناء القريه و من بينهم فتاة في الرابعه من العمر
لقد واجه السيد ثمبستون تهمه الخيانه و شهد ضد ابناء وطنه في محاكمات ضد الجرائم الدوليه رغم ما لاقاه من التهديد بـقتله و افراد اسرته.
ولكن الأعظم من السيد ثمبستون هي تللك الفتاه التي انقذها
ففي زياره لقدماء المحاربين الأمريكيين الى الفتنام لـتقديم الإعتذار عن الجرائم و قد كان السيد ثمبستون في هذا الوفد أقتربت فتاة في مقتبل العشرين من السيد ثمبستون
لتّعرف بنفسها انها تلك الفتاة الصغيره التي انقذها هو و لتقول له لماذا لم يأتي معك بقيه الجنود لنصفح عنهم جميعاً" وهنا بكى ثمبستون

محمد الغشام
04-17-2010, 09:37 AM
,

جَميل مقالك ياماجد
فيه من الرؤى والثقافه الرائعه ..

أهنئك على فكرك
عاطر التحايا

سميراميس
04-18-2010, 06:53 PM
مساؤك سكينة سيد . ماجد

صناعة المَوْت باتت ماركة دينية عقيدية كما أنها جريمة إجتماعية يشاركها وفد من شيوخ القبائل عندما يأتون على هيئة جماعة لطلب الصفح و المغفرة عن قاتلٍ ما لمجرد إنتمائيته لقبيلتهم تلك ..فهؤلاء هم المشجعون الأوائل على إستمرار تراجيديا القتل هذه ..
المرء يولد طاهراً نقياً و لكن المحطيات الموجودة من حوله هي التي تؤدلجه و تطبع في أفكاره قناعات عقيدية ، فكرية ـ إجتماعيةةمكتسبة ..
الآن و بما أننا نتحدث عن محيطنا نحن فإن صناعة القتل دينية أو ينتجها متدينون أو جاهلون تحركهم " الحميّة " الإجتماعية القبلية أكثر ..
بينما صناعة الحياة قلمّا أن تطبعّت بهذا الطابع ، و المفروض أن العكس هو الصحيح ! ـ فعلى محيط الدوافع الدينية ـ
فالدين يأتي لتنظيم حياة الشعوب و ضبط زمامها و لكن إذا ما هادوا القوم و حرفّوا الدين بإتباعهم لمفاهيم سلفهم أكثر مما أمر به الرب فهنا يختل الميزان و تفقد المفاهيم جودتها ..مما يجعلهم يؤثرون الموت على الحياة
الأمثلة التي استعرضتها بمقالك مثرية جداً ، توقفت كثيراً عند الأم تريزا فهي تعمل بطابع ديني تماماً و لكنها لم تقتل و لم تفخخ القنابل ، بل نشرت التضحية و السلام ، و لعل هذا توظيف جيد منها للدين الذي كان بفترة من الفترات
أن جعلها خطيئة ـ إبان العصور الوسطى ـ و الآن ها نحن نقرأ أنها غضت الطرف عما جاء في كتابات الإنجيل الأربعة و صنعت للحياة لا للموت كما يفعل البعض ممن يمتهن إجتزاء النصوص ..
أيضاً جورج غالاوي المسيحي الذي مشى بالقافلات المحملة بكل المؤن للحصار عندما كان في غزة ، في الوقت نفسه الذي لم يتجرأ على فعل هذا الفعل مسلم لا حاكم و لا مثقف و لا حتى داعية أو رجل دين ..
أخي ماجد كما قال القصيمي رحمه الله و غفر له " العرب ظاهرة صوتية فقط "
" أجل بيصور أحد الدعاة حلقة في القدس و بطريقة ما .. هذا اللي قدر عليه ههه"

هل صناعة الحياة هذه نابعة من نواحي دينية إسلامية فطرية كما يدّعي البعض ..؟
اقول : لا
بل هي نواحي إنسانية مكتسبة و الدليل أن غالاوي فعل هذا الفعل و هو ليس بمسلم ..

* أخي ماجد لديّ مجلد أحفظ به كل المواضيع التي تعجبني كي أطبعها لاحقاً و اقرأها ، و قد أضفت هذا المقال إليها : )
عوفيت وَ لا كبا بك جواداً مثقل بالفكر كثيراً أيها الساخر لو أنك لم تتبدى ساخراً هنا بقدر ما تبديّت واقعياً وثوقياً

خنساء بنت المثنى
04-18-2010, 07:18 PM
تِلك مِهنة للبَعض بأن يَسلبوا حَق الحَياة على هَواهُم هذه إحدى مَنافِع العَولَمه :)

راقَ لي فكرك وحرفك أخي الفاضل
لقلبك جنائن بنفسج

http://www.up.qatarw.com/get-4-2010-3xnz9tvb.gif (http://www.up.qatarw.com)

ماجد الذيبان
04-21-2010, 03:03 PM
,

جَميل مقالك ياماجد
فيه من الرؤى والثقافه الرائعه ..

أهنئك على فكرك
عاطر التحايا

شكراً يا محمد على هذا المرور

ماجد الذيبان
04-24-2010, 12:35 PM
كانت الصفحة الـ 71 من كتاب الحقيقة الغائبة (الذي اهديتيني إياه) يا شاميرام مثقله بالكثر الكثير مما هو هنا
في السطر السادس قبل الاخير من الصفحة 71 ادركت كم كان تاريخنا مثقل بسفك دم الانسان تارة يأسم الدين وتارة باسم الثار وتارة بأسم الحرية وتارة بأسم الفتوى
وقبل ان اختم السطر الاخير من الصفحة تذكرت بأن حتى كاتب هذا الكتاب ( الحقيقة الغائبة ) قتل ايضاً بسبب فتوى دينيه محسوبه على الاسلام
فأي عقل يصدق بأن الحياة تخرج من رحم الموت اي عقل يؤمن بأن الموت يصنع الحياة
أي عقل يصدق بأن تطاير لحم الطفلة وجدان في سماء عاصمة المسلمين الرياض على يد ارهابي يقتل بأسم الاسلام سوف يأسر قلوب غير المسلمين ليعتنقون الاسلام شغفاً برحمته
عرفناهم قتلة يكبرون بأسم الاسلام لقتل وطن سكانه تصلي الخمس فروض
لم نتعرف عليهم يحملون كتاب او يحملون هديه تسعد يتيم بل تعرفنا عليهم وهم يحتفلون بالموت ويتقربون بأجسادنا لينكحوا حور العين ويشربون النبيذ من دمائنا يوم يوعدون
الاسلام هو السلام والسلام هو ان تأمن على نفسك والنفس محرم قتلها في جميع الاديان السماويه
فالدين يأتي لتنظيم حياة الشعوب و ضبط زمامها و لكن إذا ما هادوا القوم و حرفّوا الدين بإتباعهم لمفاهيم سلفهم أكثر مما أمر به الرب فهنا يختل الميزان و تفقد المفاهيم جودتها ..مما يجعلهم يؤثرون الموت على الحياة

ليتهم يفقهون هذا يا شاميرام
وحتى يفقهون / لتسعهم جنة الشيطان
شاميرام / راقية حواراتك ورب فكرك

ماجد الذيبان
05-02-2010, 01:15 PM
من يعيش حياته بأحتراف يموت ايضاً بـ احتراف
المحترف لا ينفق / يموت فقط

وراق لي حضورك خنساء