أحمد رشاد
04-26-2010, 08:09 PM
رحلة الشعر من الخليج إلى الفرات من شمس الخليج الحارقة إلى نسمات الفرات العذبة ومياهه الرقراقة حضرت مخضبة بسمرة ومحملة بكثير من الأنوثة والشعر والطيبة, ملفحة بفكر نير ينم عن ثقافة بلا حدود سبقتها شهرتها الإعلامية فكانت نجمة مهرجان الشعر السادس بامتياز إنها الإعلامية والشاعرة بروين حبيب.
في لحظة زمنية ما عادت القصيدة تدهشني بسرعة !!
نجد حاكماً يريد أن يكون شاعراًو محمود درويش شاعر كوني !!
خاص سيريا بوست – أحمد رشاد
تصوير : ياسين الحسين
الشاعرة بروين حبيب أهلا بك في سوريا وعلى صفحات سيريا بوست
بروين حبيب: أهلاً بكم وكم أنا سعيدة بحضوري إلى سورية ومشاركتي بمهرجان الشعر السادس .
أنت هنا شاعرة فما جدوى الشعر في زمن عز فيه للكلمة فعل؟
بروين حبيب: لا اعتقد أن الزمن هكذا. قبل قليل طرح علي سؤال أن الشعر في سبات وان ليس له دور فاعل وهذا زمن ليس زمن شعر بل هو زمن الرواية وأن الكلمة ليس لها حضور. أعتقد أن الكلمة موجودة وأن الشعرية موجودة في حياتنا, لا نستطيع أن نعيش بدون شعر فالشعرية رسالة, أحيانا نستلم رسالة فيها كلمة جميلة تهزنا .
http://www6.0zz0.com/2010/04/24/11/317629666.jpg
ماهو مفهوم الشعر عند بروين حبيب وماذا يعني لك مصطلح الشعرية ؟
بروين حبيب: دعنا نترك الشعر من حيث المعنى ونقف عند مصطلح الشعرية التي هي موجودة في كل شيء في بطاقة أو في رسالة أو في فعل أحيانا تشرب قهوة في زاوية جميلة مع صديق. هو فضاء ممتع فضاء شعري .الشعر ليس فقط فذلكات لغوية أو بهلوانيات في استعراض انزياحات لغوية. الشعر عندما يكون صادق يصل. نحن أمة عاطفية ولا أخص العرب فقط في هذه الصفة والعالم كله يتأثر بالشعر. ما مدى وجود الشعر في قلب التحولات الكبرى, الزمن تغير فنحن نعيش ماراثون عنيف وفي مجتمع استهلاكي جداً طغت فيه الماديات على حياتنا وأصبح فيه فعل الدهشة قليل. ما الذي يدهشنا اليوم؟ أنا أقف عند عبارة جميلة أو كلمة جميلة بالنسبة لي. كما أن هناك فروق فردية في الحياة فهناك إنسان ذكي وهناك متوسط الذكاء وهناك إنسان بطيء الفهم كذلك هناك فروق في الحساسية في تلقي الشعر وفي الإحساس بالكلمة الجميلة بالصدق في الكلمة نحن كإناث أعتقد أننا نعيش ونحيا على فكرة الشعرية في الحياة وعلى الانسجام و الهارموني أعتقد الزمن لن يستغني عن الكلمة ولن يترفع عن فعل الكلام وعن أهمية الكلمة’, الكلمة تهز ولا أعتقد أن هناك إنسان على وجه الأرض لا تهزه الكلمة.
أجابتك تنم عن فلسفة شعرية واضحة وهذا يقودني إلى فكرة أن الشاعرة أكثر تفاؤلاً بمستقبل الشعر؟
بروين حبيب: لا أريد أن أعمم ولست مع فكرة هكذا تصنيف شاعرة أم شاعر الرجل أو المرأة لأن فكرة الذكورة والأنوثة تتفاوت أي فكرة (persona) الذكورة في الأنوثة والأنوثة في الذكورة. منذ فترة استضفت شاعراً ليبياً مهم جداً مع أنه غير مكرس إعلاميا كثيراً اسمه سالم العوكلي قال قصائد جميلة جداً فيها كثيراً من الأنوثة ولقد حركتني واستوقفتني وأنا في لحظة زمنية ما عادت القصيدة تدهشني بسرعة, ربما بسبب قراءاتي الأدبية و انخراطي في الجو الثقافي الأدبي صار فعل الدهشة عندي قليل أي الصورة الجميلة التي فيها انزياح لغوي أو فيها الدهشة في كسر أفق المتوقع لا تكون فيها أكليشيهات أو تتعاطى بمجانية مع الكلمة فصار من الصعب إدهاشي, ولكن هذا الشاعر استوقفني عندما يقول:
الحياة تتسع لكل شيء
الترف وجه أخر للزهد
أن تشرب الماء في آنية من ذهب
أنْ تشرب الماء من جدول رقراق
من هذا لا اعتقد أن هناك فكرة الشاعرة متفائلة أو الشاعر متفائل أو غير ذلك , بالعكس أريد أن أقول لك شيء قديما عندما يولد شاعر في القبيلة كان يولد قدر القبيلة وتذبح الذبائح تقام الولائم والأعراس فكان يُحتفى به لأنه صوت القبيلة فهو بمثابة وزيراً للإعلام, فهو الذي يعبر عن قضاياها.
قلة هم الشعراء الذين يحملون رسالة في الحياة ورؤية فما عاد للشعر وهجه الذي نعرفه ما ذا تقولين ؟
بروين حبيب: أنا لست بصدد تحميل الشاعر أن يحمّل بالقضايا وأن يلتزم, فنحن نحب محمود درويش وهو شاعر كوني ليس فقط لأنه شاعر القضية أو شاعر الأرض المحتلة أو مجنون التراب لقد تجاوز بقضيته أبعد من ذلك, هو شاعر كوني مسني في يومياتي ومسني مع الموت وفي قضايا وجودية وأسئلة مهمة جداً تضربني, لذلك نرى اليوم في المكتبة العربية الكثير من الإنتاج الشعري وتهافت الكثيرين من أنصاف الموهوبين إلى الشعر, يحبون كلمة شاعر. (طب) هذا دليل على ماذا؟ فها نحن نجد حاكماً يريد أن يكون شاعراً وهو حاكم وذو نفوذ وسلطة ويمتلك كل شيء, فلماذا؟ يريد أن يلم بأطراف المجد كلها لأنه مازالت القصيدة ومازال الشعر له وهجه وله حضوره وألقه. كنا أحياناً ننزعج من حضور شاعر نصف موهوب, شاعر يلقي خواطر في أمسية لكنني أفرح فأقول مازال الإنسان يحتاج لهذا الضوء ضوء الشعر وأن يظهر فمازال للقصيدة هذا الوهج.
شكراً لك على هذا الحوار الممتع والجميل
بروين حبيب: شكراً لسيريا بوست وأنا سعيدة جدا بلقائي معكم وسعيدة أكثر بهذا المحفل الجميل الذي أضاف لي الكثير من المتعة والفائدة حيث تعرفت على كوكبة من الشعراء الذين حضروا من كل الجهات وإن شاء الله نلتقي في محافل أخرى.
ranimrashad65@hotmail.com
http://www6.0zz0.com/2010/04/24/11/188984183.jpg
في لحظة زمنية ما عادت القصيدة تدهشني بسرعة !!
نجد حاكماً يريد أن يكون شاعراًو محمود درويش شاعر كوني !!
خاص سيريا بوست – أحمد رشاد
تصوير : ياسين الحسين
الشاعرة بروين حبيب أهلا بك في سوريا وعلى صفحات سيريا بوست
بروين حبيب: أهلاً بكم وكم أنا سعيدة بحضوري إلى سورية ومشاركتي بمهرجان الشعر السادس .
أنت هنا شاعرة فما جدوى الشعر في زمن عز فيه للكلمة فعل؟
بروين حبيب: لا اعتقد أن الزمن هكذا. قبل قليل طرح علي سؤال أن الشعر في سبات وان ليس له دور فاعل وهذا زمن ليس زمن شعر بل هو زمن الرواية وأن الكلمة ليس لها حضور. أعتقد أن الكلمة موجودة وأن الشعرية موجودة في حياتنا, لا نستطيع أن نعيش بدون شعر فالشعرية رسالة, أحيانا نستلم رسالة فيها كلمة جميلة تهزنا .
http://www6.0zz0.com/2010/04/24/11/317629666.jpg
ماهو مفهوم الشعر عند بروين حبيب وماذا يعني لك مصطلح الشعرية ؟
بروين حبيب: دعنا نترك الشعر من حيث المعنى ونقف عند مصطلح الشعرية التي هي موجودة في كل شيء في بطاقة أو في رسالة أو في فعل أحيانا تشرب قهوة في زاوية جميلة مع صديق. هو فضاء ممتع فضاء شعري .الشعر ليس فقط فذلكات لغوية أو بهلوانيات في استعراض انزياحات لغوية. الشعر عندما يكون صادق يصل. نحن أمة عاطفية ولا أخص العرب فقط في هذه الصفة والعالم كله يتأثر بالشعر. ما مدى وجود الشعر في قلب التحولات الكبرى, الزمن تغير فنحن نعيش ماراثون عنيف وفي مجتمع استهلاكي جداً طغت فيه الماديات على حياتنا وأصبح فيه فعل الدهشة قليل. ما الذي يدهشنا اليوم؟ أنا أقف عند عبارة جميلة أو كلمة جميلة بالنسبة لي. كما أن هناك فروق فردية في الحياة فهناك إنسان ذكي وهناك متوسط الذكاء وهناك إنسان بطيء الفهم كذلك هناك فروق في الحساسية في تلقي الشعر وفي الإحساس بالكلمة الجميلة بالصدق في الكلمة نحن كإناث أعتقد أننا نعيش ونحيا على فكرة الشعرية في الحياة وعلى الانسجام و الهارموني أعتقد الزمن لن يستغني عن الكلمة ولن يترفع عن فعل الكلام وعن أهمية الكلمة’, الكلمة تهز ولا أعتقد أن هناك إنسان على وجه الأرض لا تهزه الكلمة.
أجابتك تنم عن فلسفة شعرية واضحة وهذا يقودني إلى فكرة أن الشاعرة أكثر تفاؤلاً بمستقبل الشعر؟
بروين حبيب: لا أريد أن أعمم ولست مع فكرة هكذا تصنيف شاعرة أم شاعر الرجل أو المرأة لأن فكرة الذكورة والأنوثة تتفاوت أي فكرة (persona) الذكورة في الأنوثة والأنوثة في الذكورة. منذ فترة استضفت شاعراً ليبياً مهم جداً مع أنه غير مكرس إعلاميا كثيراً اسمه سالم العوكلي قال قصائد جميلة جداً فيها كثيراً من الأنوثة ولقد حركتني واستوقفتني وأنا في لحظة زمنية ما عادت القصيدة تدهشني بسرعة, ربما بسبب قراءاتي الأدبية و انخراطي في الجو الثقافي الأدبي صار فعل الدهشة عندي قليل أي الصورة الجميلة التي فيها انزياح لغوي أو فيها الدهشة في كسر أفق المتوقع لا تكون فيها أكليشيهات أو تتعاطى بمجانية مع الكلمة فصار من الصعب إدهاشي, ولكن هذا الشاعر استوقفني عندما يقول:
الحياة تتسع لكل شيء
الترف وجه أخر للزهد
أن تشرب الماء في آنية من ذهب
أنْ تشرب الماء من جدول رقراق
من هذا لا اعتقد أن هناك فكرة الشاعرة متفائلة أو الشاعر متفائل أو غير ذلك , بالعكس أريد أن أقول لك شيء قديما عندما يولد شاعر في القبيلة كان يولد قدر القبيلة وتذبح الذبائح تقام الولائم والأعراس فكان يُحتفى به لأنه صوت القبيلة فهو بمثابة وزيراً للإعلام, فهو الذي يعبر عن قضاياها.
قلة هم الشعراء الذين يحملون رسالة في الحياة ورؤية فما عاد للشعر وهجه الذي نعرفه ما ذا تقولين ؟
بروين حبيب: أنا لست بصدد تحميل الشاعر أن يحمّل بالقضايا وأن يلتزم, فنحن نحب محمود درويش وهو شاعر كوني ليس فقط لأنه شاعر القضية أو شاعر الأرض المحتلة أو مجنون التراب لقد تجاوز بقضيته أبعد من ذلك, هو شاعر كوني مسني في يومياتي ومسني مع الموت وفي قضايا وجودية وأسئلة مهمة جداً تضربني, لذلك نرى اليوم في المكتبة العربية الكثير من الإنتاج الشعري وتهافت الكثيرين من أنصاف الموهوبين إلى الشعر, يحبون كلمة شاعر. (طب) هذا دليل على ماذا؟ فها نحن نجد حاكماً يريد أن يكون شاعراً وهو حاكم وذو نفوذ وسلطة ويمتلك كل شيء, فلماذا؟ يريد أن يلم بأطراف المجد كلها لأنه مازالت القصيدة ومازال الشعر له وهجه وله حضوره وألقه. كنا أحياناً ننزعج من حضور شاعر نصف موهوب, شاعر يلقي خواطر في أمسية لكنني أفرح فأقول مازال الإنسان يحتاج لهذا الضوء ضوء الشعر وأن يظهر فمازال للقصيدة هذا الوهج.
شكراً لك على هذا الحوار الممتع والجميل
بروين حبيب: شكراً لسيريا بوست وأنا سعيدة جدا بلقائي معكم وسعيدة أكثر بهذا المحفل الجميل الذي أضاف لي الكثير من المتعة والفائدة حيث تعرفت على كوكبة من الشعراء الذين حضروا من كل الجهات وإن شاء الله نلتقي في محافل أخرى.
ranimrashad65@hotmail.com
http://www6.0zz0.com/2010/04/24/11/188984183.jpg