المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا تهدر الكرامة ...


مُهرة
05-01-2010, 03:37 PM
خطَى يُجرْجِرُ ما تبقّى مِن رِجولةٍ كانت بالأمسِ تكْسوه
حامِلاً قنينة تحوي قطراتٍ من كرامة
سلّم ظهْرَهُ لقصْرِ المرْجان الذي تَقْطُنُه أنْثى مِن زُجاج...
و لوّح الحُزْن بأكتافِ الهزيمة بعدَ أن أبَتْ رُجولتُه أنْ تفْعَلها


***

كانَتْ هذه آخِر فُصولِ تِرْحالِه في بيْداءِ المُراوغَة
تغْشو البِدايةِ غَمامةً رَماديةً , أمّا النّهاية فتحْكيها عَتبةُ ذاكَ القصْرِ


حلّق بجناحيْه علّه يقْتحِمُ عُمْقَ الغَمامَة وتنْجلي مَعالِم المُدُنِ التّي هَجَرها
لم يحنْ مَوعِدُ العُبورِ بعدْ .. لكنّ دناءتَه أمَرتْ
أن يمتصّ مِن روحِ كلّ أُنْثى رحيقاً ويخلّفَ زبَده الكَدِر
فذاك أنسبُ مُطهّرٍ يُمحو شوائِب جناحِه النّاصِع (كما يظن) بعد رحلة العبور الشاقّة


حتّى كانتْ شَربَةُ الصّفْعَةِ على طاوِلةِ تِلك الأُنْثى


كان يستبيحُ الموت لأجلِها
يَعْبرُ الأطلسيّ لِيْحظى بهمسةٍ تُبَلّل روحَهُ الجدْباء
لم يحملْ أحدٌ رائِحتها الإقْحُوانيّة أوْ لون وجنَتيْها المُتورّدْ
لم يواجه ِزُجاجاً صَعُبَ عليْهِ نَقْرُه إلا مرآة كِبْرِيائها
لم يرْفُضُه الرّكامْ إنْ أمرَ بالهُطولِ ولكنّها فعلتْ ..
معَ ذَاك كلِّه ..
باتَ يَحرُسُ صورتَها التّي تربّعَت فيّ مُخيّلتِه
يُقبّلُها بالغدوّ و الآصال حتى سالَ الحِبْرُ عَلى أجْزائِها المُهْتَرِئة
و بَقِي حِلم القُبْلةِ آخرَ آمالِه المعلّقة على أهْدابِ السّماء الأْولى

حِينها .. أيْقنَتْ أنّ الأرْضُ خَصْبةٌ وتحتُ إمرةِ إشارَتِها
لها أنْ تَطْعُنَ بألْفِ مِعْولٍ لتَحْصُد كرامَة ضَحاياهُ
تَفنّنَتْ بِعرْضِها لِألْبِسةِ الإِهانةِ الصّارخِة
اعتادتْ أنْ تُطْعِمَه لفائِفَ الذلّ مع إشْراقةِ الصّباحْ
تُسْقيه السُّم العِجاف فيَخالهُ نبْعاً مريئاً
داوَمتْ على غرْزَ طعْناتِها في كلّ شِبر مِن جَسدِه حتّى تصلّب



***
صحا على صَوْتِ ذُبابة تخصّرت مُستعْلية جفنه
لمْ يقْوَ على طَردِها ..!!!

أيْقن حينها بأنّ مدينَتهُ الأخيره لمْ تَكُنْ إلاّ رُكْنهُ الضّيقْ مِن الجَحيمْ.
وطئتْ رِجْلُه أوّل عَتباتِ الهروب وأمامَهُ مَسيرةً لا يعْلم مَداها

تابعَ الخُطى ....
نَفضَ القَنينة ليُبلّلَ حَلْقِه , تناثَرتْ القطراتُ ولم يَحْظ بالرّذاذ
أهدرت الكَرامةُ ...

عائشه المعمري
05-02-2010, 12:43 AM
مهرة .. أهلا بكِ كـ أفق ممتد ..


والكرامة ، لا تحتاج إلى أنثى لـ تهدرها .. دام الرجل يقبّضها المفاتيح بيده ..
لا أدر ما يمكن أن يستحقه رجل كـ هذا ..
أو أنثى كـ تلك ..

مهرة :
قصتكِ جميلة ، إلا أن نثريتها كانت كثيفة نوعاً ما ..
أصعبت قدرتنا على ملاحظة سلاسة السرد بوضوح ..


هذا النص .. يشيء بالقادم الأجمل وعليكِ بكثيرٍ من القراءة ..
وأبعاد مجال خصب ورحب لذلك ..


أهلا بكِ مجدداً

مُهرة
05-02-2010, 04:12 PM
الأخت الكريمة : عائشة المعمري
وهبتِ نصي عطر الياسمين يا أنيقة
غمرتني الدهشة وأنا أرى نصي يتألق بدبوس هنا _ خلته حذف كسابقه_
ممتنة بلا حدود لتوجيك أستاذتي ولتثبيت الموضوع
:34:

صالح الأسلمي
05-02-2010, 07:25 PM
لـنا عودة لمثل هذا النص

سعد المغري
05-03-2010, 08:58 AM
..

أهلاً بكِ يامهرة في أبعاد .
كان نصكِ فعلاً اقرب إلى الـ نثر من سرده, إلا أن الأسلوب والـ فكرة والـ دقة في الـ تفاصيل
جعلت منه قصة نثرية .
مُهرة فكرك خصب وقلمكِ يستحق الـ متابعة فـ أمطري ..

مُهرة
06-12-2010, 03:34 PM
صالح الأسلمي
و أنا أنتظر تلك العودة :34:

سعد المغري
أسعدني حضورك و تشجيعك شكرا لك :34:

بثينة محمد
06-30-2010, 06:25 PM
أحب أن أقرأ لك أكثر، لا تتوقفي. تمتلكين قدرة مختلفة. :)