المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صانعوا الافتراق


عبد الله العُتَيِّق
05-04-2010, 03:15 PM
لم تكن سُنة الحياة قائمة على المفارقة في كل شيء، و لا المفارقة بكل معنى، بل هي قائمة على أصل الجمع و أساس الالتئام، و الافتراق شيءٌ شاذ عن قاعدة الأصل، و الشاذ منبوذٌ و لو كان صحيحا. هذا الأصل الأصيل هو ما تتابع الناس عليه جيلا بعد جيل، و تناقلوه بينهم و ورثوه من بعدهم، فصار معروفاً مألوفاً. إلا أن هناك من لم يرتضِ ذلك، و لم يقُم لديه هذا الأصل مقاما كبيراً فبدأ بالحرث في الماء، ليهتك حُرمته، و يهدم سُوره، وما ناطح أحد سُنة الحياة إلا وهو مُؤْذِنٌ بخسارته.
تنبَّه لذلك كبار المصلحين للبشرية، و الساعين في نهضة المجتمعات، فنادوا على الناس بأصالة هذا الأصل، و كرروا المناداة بمجافاة المعاداة، مما يعني أن البلاءَ ليس إلا من الأتباع، لأنهم يأخذون أثراً من رسالة المُصلح فيُحوِّرونها في مصانع الأفهام الناقصة، فيقفون على ظل اللفظ و لا يخوضون إلى شمس المعنى، و هنا تتكوَّن المصائب التي تفري في المجتمعات، و تأتي على الناس بالويل.
في كل ملة، أناس يصنعون الافتراق بين أتباع الملل، كذلك الحال بين طوائف كل ملة، فالافتراقُ صناعة الأخرق من كل كمال، الأحمق في كل فعال، و ليست صناعة من يُدرك سُنن الوجود الربانية، و لا علل الخلق البشرية، فالخالق العظيم أوجد خلقه لعلل يُدركها الألباءُ العُقلاء، الذين يرومون بناء الوجود البشري على أكمل بُنيان، و أتقن صورة، تلك العلل كلها تقوم على مبدأ الجمع، و تنقضُ دخيلة الافتراق، فالعلتان: العمارة و العبادة، لا تتمان إلا بأن يكون الناسُ على سُنةِ " أمة واحدة" حيث يكونون " كالبنيان المرصوص" فيعرف الجميع و يتعارفون على ما هم عليه من سيرٍ إلى هدفٍ و غاية، قِوامها علتان مُحكمتان، وما علةُ الخلق الأخرى : الاختلاف، ناقضةً لتلك العلتين، بل هي أصلهما، حيث تزرع السعة الأفقية دينا و دنيا، فالاختلاف تعدديٌ، و التعدديُ نعمةٌ، أما التفرُّدُ فهو الشذوذ الصانع للافتراق. فكان من ذلك جعل الله الناس شعوبا و قبائل، ليكون التعارفُ و تتحقق المعرفة و ينتشر بذلك المعروف، وهنا جمعَ مُفردتين جمعتا أفرادا ليُحقق بذلك إثباتا للعلة الكبرى أن الجمع أصل. جميع أهل الملل و النحل، و الطوائف و المذاهب قائمة على أصل واحد، يسعون إليه بكل ما أوتوه من قوة، وهو أصل إثبات الحقِّ محصوراً فيما هم عليه. و حيث اعتُقِد أن الحق محصورٌ بكل تفاصيله و جزئياته في فئة أو طائفة فهذا نذيرٌ بأن هناك سيولاً من التفريق آتية. و التاريخ يُثبت ذلك يقينا، و التاريخ لا يكذب، كما أنه لا يرحم أحداً.
كل أولئك الذين سعوا بالإصلاح للناس، قاموا على أصل الجمع، فلم يدعوا الجزئيات، و لا صغيرات الأمور، و لا مُحقَّرات القضايا، تفتك فيهم تفريقا، أو تنقض أصل الوجود البشري، ابتداءً من الأنبياء، و مروراً بحكماء المصلحين من الفلاسفة، إلى أرباب الطوائف و المذاهب الدينية و الفكرية، نجد هذا شيئا ركيزا لديهم، ولذلك لو اجتمعوا كلهم في مجلس واحد، لم يكن ليكون بينهم شيئ من تلك المهاترات التفريقية.
حين يرتبط المصلح بحكمة السماء في علل خلق الناس سيكون لحركته أثرا كبيرا، و سيكون الجميع مؤيدا و شاكرا، و بقاء الصور من بقاء الحقائق، و ديمومة المباني من ديمومة المعاني، فكل ما ارتبط بباقٍ بقيَ، وكل ما ارتبط بفانٍ فنيَ. هنا نُدرك السر في بقاء كثير من الدعوات، على مناقضتها لشرائع السماء، و الباقي منها غالبُه مقبول، ولو من طرفٍ خفي، ذاك السر هو أنهم لم يسعوا لإثبات الذات، و لم يُقيموا دعواتهم على أصل التفريق، و إنما على قانون الجمع، و دستور الفكر، لذلك بقيَت و دامت، و لا زالت تتجدد على خللها.
إن من يُنادي بالإصلاح، و يدعو إلى تأسيس الفُرقة، ما هو إلا داعٍ إلى هوى، وقائم على ردى، و لا يمكن لدعوة مثل هذا أن تكون حقا، و لو عضدها بأدلة الوجود، حيث الحركات الإصلاحية، و الدعوات النهضوية لا بُد و أن تقوم على تحقيق أصل الإيجاد، و تحقيق غاية الخلق، و حين لا تكون كذلك فما هي إلا دعوة للذات بصورة الفكر، و كثير من الدعوات سقطت حيث كانت هكذا.
حينما ننظر إلى ما لدينا في دين الإسلام، و هو دين جامع يجمع، و ليس دين تفريق، و إن كان فيه تفريقٌ فهو تفريق في الأحكام لا في التعامل، وهو تفريقٌ يبني لا تفريقا يهدم، و أهله فهموا تفريقه على الهدم، وهو منهم بريء. ننظر إلى تصرفات كبار مصلحيه، و أنهم قاموا لتحقيق هذه الغاية الكبرى، و لكن من اتبعهم على سُنتهم و طريقتهم اتبعهم على عِوجِ الفهم و سوء السبيل، فكان ما كان من ويلات متتابعة، لا تكاد تنتهي ويلة إلا أتت أختها على أثرها. كثير من الأتباع يُنادي بلزوم جادة أولئك المصلحين، و المصلحون لم يُنادوا بذلك، و يعتقد التابع أن متبوعه هو الذي على الحق المبين، و أن غيرَه ليس كذلك، حتى و إن لم يُبْدِ ذلك، فلسان الحال أبلغ مقالا. لهذا تجده دائما ما يسرد فضائل متبوعه، و يتأوَّل نصوصاً دينية على أن المقصود بها هو، و ربما تجاوز بعضهم الحدَّ فأتى بأنه مذكور في زُبُرِ الأولين، و لا قدح بكبير، و لكن الصغار يُقبِّحون، لذلك رُفع عنهم قلم التكليف، فلا تشريف. و ينادي التابع إلى تمجيد أثرِ متبوعه متناسيا بذلك الوصل بالأصل، و حيثما كان القلبُ هائما، فالكل في الوجود أصل للوجود. وما أثر المُصلح و لا فكره إلا سبيل لائق بوقته، فليس متناسبا مع كل حال و لا في كل زمان ومكان، لأنه فهم، و الفهم لا استقرار له، لأنه عرَضُ فكرٍ، كسحابة صيف، لأجل هذا أخذ المصلحون الحذر، حيث واثقين من مغبَّة القدر، فأحالوا الأتباع إلى المعين الذي أخذوا منه، على أصل الفهم لا على ظِل اللفظ، فمن الأتباع من آمنَ و حقق المراد الكوني، ومنهم من كفرَ فنقض الأصل الوجودي.
لا عيبَ في الافتراق حينما يكون قائما على ما يوجبه بحق، و لكن العيب فيه أن يكون قائما على سفاسف الأمور، و حقيرات الأحوال، و لا تليق الأشياء إلا بأهلها، لذلك من وضع أصل الجمع وضع فصل الفُرقة، فلم يضعه فصلاً للجمعِ بما ليس بشيء، و إنما شيئا كبيرا، له وزنه في الفكر عند تمحيصه و تحقيقه. ولكن أيُدرك الأتباع ذلك؟!

حاتم منصور
05-04-2010, 05:28 PM
هذا المقال واعي جدا ً ومنهج لا بد أن يدرس
لله درك
سأعود فلم أكتفي بعد

عبد الله العُتَيِّق
05-06-2010, 12:42 AM
هذا المقال واعي جدا ً ومنهج لا بد أن يدرس

لله درك
سأعود فلم أكتفي بعد

حاتم. أهلا بك.
و الوعي من فيض فكرك. أنتظر عودك. شكرا لك

خنساء بنت المثنى
05-06-2010, 10:38 AM
فقط :)

إحترامي الكبير لفكرك أخي الفاضل
ودي

http://www.up.qatarw.com/get-4-2010-3xnz9tvb.gif (http://www.up.qatarw.com)

عبد الله العُتَيِّق
05-06-2010, 11:34 AM
فقط :)

إحترامي الكبير لفكرك أخي الفاضل
ودي


http://www.up.qatarw.com/get-4-2010-3xnz9tvb.gif (http://www.up.qatarw.com)


خنساء . أهلا بك .
بل هناك الكثير :)
أشكرك جدا على مرورك .

مي العتيبي
05-06-2010, 02:08 PM
وكل ما ارتبط بفانٍ فنيَ.

أستاذي الكريم عبدالله : إلي ّ بتفصيل ٍ لما مااقتبسته
كي أعود وكل الأركان ثابته للرد ..
:
:
وقبل الخروج : باهر
:34:

عبد الله العُتَيِّق
05-06-2010, 02:19 PM
أستاذي الكريم عبدالله : إلي ّ بتفصيل ٍ لما مااقتبسته
كي أعود وكل الأركان ثابته للرد ..
:
:
وقبل الخروج : باهر
:34:
مي. أهلا بك.
هذه قاعدة، و بيانها: أن ما ارتبطَ بالأشياء التي لا تبلى مع الزمن، و لا تنفد و لا تفنى فإنه يبقى و يدوم، فمثلا الأفكار تبقى و تدوم و لا يطرأ عليها فناء، لأنها معارف، و المعارف تتجدد مع الزمن و المكان و الحال و الناس، فمن ارتبط عمله و إصلاحه بالأفكار بقيَت دعوته و إصلاحه و فكره. لكن الأشخاص و الرموز تفنى و تزول، فمن ارتبطت حركته الإصلاحية بأشخاص و صور و أشكال حركته فإنها ستزول و لا تبقى، لذلك الباقي لا يكون إلا جوهرا، و الفاني ليس إلا مظهراً. آمل أني أكون بينتُ. و أنتظر عودتك المنيرة.
و الباهرُ حضورك.:34:

مي العتيبي
05-06-2010, 02:50 PM
مي. أهلا بك.
هذه قاعدة، و بيانها: أن ما ارتبطَ بالأشياء التي لا تبلى مع الزمن، و لا تنفد و لا تفنى فإنه يبقى و يدوم، فمثلا الأفكار تبقى و تدوم و لا يطرأ عليها فناء، لأنها معارف، و المعارف تتجدد مع الزمن و المكان و الحال و الناس، فمن ارتبط عمله و إصلاحه بالأفكار بقيَت دعوته و إصلاحه و فكره. لكن الأشخاص و الرموز تفنى و تزول، فمن ارتبطت حركته الإصلاحية بأشخاص و صور و أشكال حركته فإنها ستزول و لا تبقى، لذلك الباقي لا يكون إلا جوهرا، و الفاني ليس إلا مظهراً. آمل أني أكون بينتُ. و أنتظر عودتك المنيرة.
و الباهرُ حضورك.:34:

تماما ً هذا مااردت الوصول اليه ..
ياعبدالله حين نتلفت حولنا سـ نجد الكثيرين ممن إرتبطوا بفناء ولم يفنوا !
ولا أعلم دقة / صحة تفريقك بين إتـّباع الفكره والشخوص أصحاب الفكره مثلا :
هل سنختلف في أن هناك من إتبع النازية فقط لأنه أحب هتلر أو حتى رمزه فقط ، بغض النظر عن مدى إعجابه بمبادئه وأفكاره ؟
أو في أن أغلب أتباع الديانات لايتبعون الا رموزا ً دينيه لايفقهون منها شيئا ً ولا يعتنقون إلا ماالفوا عليه آبائهم وأجدادهم
لأنهم يحبونهم ويثقون بهم ولايستطيعون أساسا ً التفكير في أفكار غيرهم حتى وإن كانت الحق الا ماندر ، ومع هذا نراهم باقين حتاه !
:
الأمثله كثيره ياعزيزي ..
إن عزل الفكره الاساسيه عن مبتكرها او مرتبكها ممن نحب من الأشخاص من وجهة نظري على الأقل : غير منطقيه
:
وبالتأكيد لك كل التقدير و .. سـ أعود

عبد الله العُتَيِّق
05-06-2010, 03:01 PM
تماما ً هذا مااردت الوصول اليه ..

ياعبدالله حين نتلفت حولنا سـ نجد الكثيرين ممن إرتبطوا بفناء ولم يفنوا !
ولا أعلم دقة / صحة تفريقك بين إتـّباع الفكره والشخوص أصحاب الفكره مثلا :
هل سنختلف في أن هناك من إتبع النازية فقط لأنه أحب هتلر بغض النظر عن مدى إعجابه بمبادئه وأفكاره ؟
أو في أن أغلب أتباع الديانات لاينفكون عن جهلهم ولا يعتنقون الارموزا ً دينيه لايفقهون منها شيئا ً وماالفوا عليه آبائهم وأجدادهم
لأنهم يحبونهم ويثقون بهم ولايستطيعون أساسا ً التفكير في أفكار غيرهم حتى وإن كانت الحق الا ماندر ، ومع هذا نراهم باقين حتاه !
:
الأمثله كثيره ياعزيزي ..
إن عزل الفكره الاساسيه عن مبتكرها او مرتبكها ممن نحب من الأشخاص من وجهة نظري على الأقل : غير منطقيه
:

وبالتأكيد لك كل التقدير و .. سـ أعود

أهلا بك مي .
كلامك جميل، وأوافقك عليه، وهنا أشياء:
أولا: الكلام مني موجه لمن يتولَّى عملية الإصلاح و النهضة، فلا يقيمها على أساس أنها منسوبة لفلان، بل يقيمها على أساس أفكارها و قيمها ومبادئها. هنا ستكون حتما باقية و ستجد قبولا، لأنه حين يعرضها على أنها لفلان أو مدرسة أو طائفة فلن يجد لها ذلك القبول، و من ثَم ستفنى.
ثانيا: العامةُ لا بُد و أن ينتصروا لرموزهم، و الرمزُ باب و مفتاح، و لكنه ليس الجوهر و لا الحقيقة، و متى جُعل الرمز أو الشخص القائم بالإصلاح هو محلُّ الدعوة و العمل اهترأت دعوة حركته، و ضعفت قوة نشاطها.
ثالثا: ليس مرادي، و لعلي غفلتُ عن بيانه، العزل التام، و إنما أن تنصبَّ الجهود على الفكرة، لأنها تخلد و تبقى، و غالب الأفكار محلُّ اتفاق عند العقلاء.
رابعا: من ارتبط بفناءٍ و لمَ يفنَ ليس باقيا، فربما لم ينتهِ عُمرُه و بقيَ منه الكثير. في معرض الكتاب وجدت كتاب " دعوة إلى الفلسفة" لأرسطوا، ذكر المحقق أنه بقيَ دفينا 23 قرنا، و لم يظهر إلا في نهاية القرن الماضي. هنا وقفت كثيرا: لمَ بقيَ كل هذه المدة؟ فكان الجوابُ مني : أن أرسطو أراد أن ينشر فكراً و ثقافة لا أن ينشر أرسطو نفسَه. فهذا بقيَ. هناك أيضاً كثير من الحركات و الدعوات النهضوية الإصلاحية ماتت في مهدها، لأنها قامت على أساس الشخوص لا الأفكار و القيم.
بقيت تتمة هنا، و هي: أن الأشياء التي ترتبط بالشخوص دون الأفكار تبقى إذا وُجد لها داعمان، الدولة و العاطفة، و بعض الأفكار التي لا قيمة لها اليوم، أو هي محالُّ تفريقٍ ما بقيت إلا لأجل هذين، فهما يُغذيانها.
في انتظار العودة. و شكرا كبيرة، مليئة بتقدير أكبر.

سحر الناجي
05-07-2010, 03:09 PM
صانعوا الافتراق مع أندادهم من مرسخيَ قاعدة الافتقار, لا يتباينون في مفهومهم إلى حد كبير.. ولا يتخذون من الجهر ذريعة لاستطيان العقول الساذجة مع تدني الحصيلة التوعوية المطلوبة في زمن , تمخض عنه على الأرجح شعارات تدعو للذهول وتستثمر الجاهلية المؤطرة بالزيف خلال منظومة " فرق تسد "
أعتقتنا يد الجاهلية ردحآ من الزمن , وتسلقنا سفح المجد بدين صفقت له الرسائل السماوية لسمو أحكامه ..وكنا أسيادآ .. أجل .. كنا كذلك ..
ومع ذلك , وسعيآ وراء هشاشة الأفكار الملغمة ضمنآ بسذاجة القيم البدائية تخلينا عن العرش ونصينَا من أنفسنا أتباع لسوانا ..
ومع فوضى التنافس على حضارتنا أو لنقل وأدها إلى الأبد من قبل أرباب حملوا علة عاتقهم بالتالي دفن كل تاريخنا المضئ في مقابر الظلام , وقفنا نراقب ما يجري من أهوال في العالم وكأن الأمر لا يعنينا ..
كل ما ذكرته هنا سيدي لا يتعدى كونه .. حقيقة ساطعة كقرص الشمس ..
ولكن أينا يجرؤ على النظر ..!

دام مدادك مترائيآ .. جدا

مي العتيبي
05-07-2010, 10:56 PM
بقيت تتمة هنا، و هي: أن الأشياء التي ترتبط بالشخوص دون الأفكار تبقى إذا وُجد لها داعمان، الدولة و العاطفة، و بعض الأفكار التي لا قيمة لها اليوم، أو هي محالُّ تفريقٍ ما بقيت إلا لأجل هذين، فهما يُغذيانها.
في انتظار العودة. و شكرا كبيرة، مليئة بتقدير أكبر.

المهم أنها بقيت ياعزيزي وهذا ماكنت اريد إيصاله
فانيه وبقيت
شكرا ً لسعة أفقك ، شكرا ًبحق ..

عبد الله العُتَيِّق
05-07-2010, 11:08 PM
صانعوا الافتراق مع أندادهم من مرسخيَ قاعدة الافتقار, لا يتباينون في مفهومهم إلى حد كبير.. ولا يتخذون من الجهر ذريعة لاستطيان العقول الساذجة مع تدني الحصيلة التوعوية المطلوبة في زمن , تمخض عنه على الأرجح شعارات تدعو للذهول وتستثمر الجاهلية المؤطرة بالزيف خلال منظومة " فرق تسد "
أعتقتنا يد الجاهلية ردحآ من الزمن , وتسلقنا سفح المجد بدين صفقت له الرسائل السماوية لسمو أحكامه ..وكنا أسيادآ .. أجل .. كنا كذلك ..
ومع ذلك , وسعيآ وراء هشاشة الأفكار الملغمة ضمنآ بسذاجة القيم البدائية تخلينا عن العرش ونصينَا من أنفسنا أتباع لسوانا ..
ومع فوضى التنافس على حضارتنا أو لنقل وأدها إلى الأبد من قبل أرباب حملوا علة عاتقهم بالتالي دفن كل تاريخنا المضئ في مقابر الظلام , وقفنا نراقب ما يجري من أهوال في العالم وكأن الأمر لا يعنينا ..
كل ما ذكرته هنا سيدي لا يتعدى كونه .. حقيقة ساطعة كقرص الشمس ..
ولكن أينا يجرؤ على النظر ..!


دام مدادك مترائيآ .. جدا

سحر. أهلا بك.
كلام جميل، و لا مزيد عليه.
هناك من يجرؤ، و لكنه يتمنَّع من ذلك، لأنه سيُقابل بما يقطع أصل بقائه، بقطع الروح، أو بقطع الرزق. فمن يعيش في عصرٍ كلُّه تخلفٌ فكري، و قليلٌ من ناسِهِ من عُصِم، و مُنِح الرؤية السديدة، فلا شك أنه سيحارب و يُقاتل أولئك الجريئين. و لكن العزاء أنه سيأتي يوم لهم فيه الغلبة.
شكرا لك

عبد الله العُتَيِّق
05-07-2010, 11:11 PM
المهم أنها بقيت ياعزيزي وهذا ماكنت اريد إيصاله

فانيه وبقيت

شكرا ً لسعة أفقك ، شكرا ًبحق ..

مي. أهلا بك.
و لكنه ليس بقاءً أبدياً. فهناك بقاءان : بقاءٌ أبديٌ، و بقاءٌ أمديٌ. و لهم الثاني، و للأفكار الأول.
وشكرا لجميل تباحثك، و تداولٌ مُفعمٌ بالفكر.