المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نِضال لأجلِ الحُرية !!


زينَبْ مَنصُور
05-23-2010, 05:42 PM
قبلَ كُلِ إبتداء [ بِسمِ الذي لا يضُّرُ مع إسمهِ شيء ] ..

آلُ أبعاد ؛ هذهِ القِصة هي أول مُحاولَة قصصِية لي مُنذُ ما يُقارِبُ الثلاث سنوات و لكنني أحببتُ مشاركتكُم بِها . فَ عُذراً إن كانت ركيكَةً بعض الشيء !


http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-0aa6a4b1e9.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-0aa6a4b1e9.jpg)

بدايةً تعريف بالشخصِيات

الشخصيات الرئيسية ؛ ~ نـِضال ~
من صفاتِه عزةُ النفسْ و الهدُوء ، الشجَاعة والحِكمَة .
مظهرُه .. مُتوسِط الوزن والطُول أبيضُ البشرة كثيفُ الشعر ، عيناهُ عسليتانِ تشعانِ بالأملِ و القوة
عمرُه بين 19 _ 20 .

~ جِـهـاد ~
صديقُ نِضال من صفاتِه قِلةُ الغضَب ولكنْ حينما يغضبْ يكُونُ كـ البُركانِ الهائجْ .. يخافُ قليلاً من مُواجهةِ الأعدَاء وجهاً لِوجه !!
أيضاً عزِيزٌ نفسْ ، فلآ يُولد فِلسطينيّ إلا و عِزةُ نفسـهَ كعضوٌ من أعضاءِ جسدِه ، عمرُه بين 20 _ 21 .

شخصَيات ثانويـة ؛ ~ أحمد ومحمد وسامي و علي و يوسف و باسل ~ أصدقاء نِضال يدرسون جميعاً في الجامعة ويعملُون في المقاومة .

المُقدِمة ..

~ البداية ~

بَاءتْ كُـلُ مُحَاولاتِ الأُم فِيّ إقـنَاعِ إبـنِها نِضال بعَـدم الخُروج مِنَ المَنـزِلِ لرُؤيةِ أصدِقـائِـهِ بـِالفَــشلْ .

الأُم : بُـنيّ نِضَال قُرةَ عـيِـنيّ ، لا يُمكِـنُـكَ الخُروجُ الآن الجُنُودُ يُحاصِرُونَ البَـلدةَ بِـأكمَـلِها .

نضال يتَجِــهُ ناحِيـةَ البَـاب : لا أستَـطِـيع [ وهو يثـابِـع سيـرُه ] لَـقَد وعَـدتُ شَـَبابَ المُـقَاومَة باِلإجـتِمَاعِ مَعـهُم اليوم .

أمُـهُ بِعَـصَبِـيةٍ ظَـاهِـرَه : ألا تُعِـيرُني سَمعُـك ؟؟! أقولُ لكَ أنَ الجُنودَ يحاصِرونَ البَـلدَة .

وقَـفَ نِضال بِـحِيرةٍ وتَوتُر ! ضَـاقَ صَـدرُه فصَرخَ ” والآن ! ”

صمَتت أمُهُ وشزَرَتهُ بِنظرَة .. فقـال مُـبَـرِراً : حَسناً حسَناً ، سأتَصِلُ وأرى أحوالَهُم ، خرجُو أمْ لا ؟!

هَدأتِ الأمُ قَليلاً ، أما نِضال كانَ يَـتـصِلُ بأصدِقائِـه ، وعَرِفَ مِـنهُم أنّهُـم لم يَخرُجوا كمَا هُـو ، بسبَبِ الحصارِ المفرُوض فيّ البلدَةِ مِـن قِـبَلِ الإسرائيليين .

ذَهَبَ نِضال لأمِهِ وقالَ بنِبرَةٍ خَجلَة : أحمْ أحمْ ، لمْ يخرِجُوا !

قاَلتِ الأُم وهيّ تتـنهَد : هـَـــه تَوقعتُ هذا ، ومَن يَخرُجُ فيّ
هذهِ الظرُوفِ اللَعينَة .

ضجرَ نِضال وقـالَ بـإنفِـعَـالٍ واضِـح : ومَا ذَنـُبنَـا نحنْ ألأنَـنا فِلسطِـينِـيون ؟! لانَرضَى بِـالعَار ؟! نُدافِعُ عنْ كرَامَتِـنا وأرضِنَا ؟! هذهِ هيّ الأحوالُ مُذ خُلِـقـَنا

.. رصَاصٌ ودَبَـاباتٌ ومَدافِع ، لا نَستَطِـيعُ الذهَابَ للمَدرسَة ولا الجَامِـعةِ ولا أي َمَكان حَـتى إسـتِنـشاقُ الهَواءِ النظـيفِ بالخَارجِ أصبَـحَ مُحرمـاً عَـلينَا ! إلى مَتى نَـظلُ هكذَا ؟ .

قالتْ أم نضَال بإنكسِار : لانمْـلُـكُ حِيلةً يا بُـنيّ ،
ما نَستَـطِـيعُ أنْ نفعلْ ؟ أدعُ ربكَ أن يُفرِجَ كَـربنَـا .

ذَهبَ نِضال إلى غُرفَـتِهِ مُستَاءً .. لِمـذا ؟ لِمذا حاَلنا هَـكذا ؟ أحسَ نِضال بِالإحبَاط فَـطِيلَةَ يومِهِ حَبِـيسَاً لقَـد كانَ يُخَـطِط لأشيَاءَ كَـثِـيرة ..
كانَ يَودُ أن يَـلتَـقيّ مَع شَبابِ المُقـاومَة ليَـتَـناقَشُو أو يفعَـلُو شيئاً لِـوطَنـِهِم الحَبِـيـبْ ~ فِـلسطِـين ~


[ يُتبَـع ] ؛

:icon20:

زينَبْ مَنصُور
05-23-2010, 06:26 PM
:

كانَ ليلُ نضال في ذلكَ اليومْ كَـئِـيـباً خَامِلاً مَـليِئاً بِالإحبَاط ، ولكِن مَعَ شُروقِ يَومٍ جَديد ، عادَ الأملُ وعَادتِ الحَياةُ لِنضال فهُو لا يَستسلِمُ بِـسهولَة .

قَـفزَ نضال مِن سَريرِه ، رتَبَ نَـفسه وخَرج َمِن البيتِ متَـلهِفاً لِـرُؤيَةِ أصدِقـائه .

ذهَبَ للجَامِعة وهُناكَ لقيّ جَهاد ..

جهاد مُـبتَسِـماً : السلامُ عليكُـم .

نِضال : وعليكُم السلام والرحمَة ، هاه كَيفَ أحوالُكَ بالأمس ؟

جهاد بِـ مَـلل: آآه مَاذا أقُول ؟ يومٌ تافِه لَم أفعَـل شيء ، مُـعتـكِـفٌ فيّ الغُـرفة لمْ أصَدقْ أنَ الحِصارَ زالَ اليومْ .

يُكـمِـلُ نِـضال بـسُرعه : أنا أيضَاً كُـنتُ أحَاولُ الخروجَ بالأمسِ فقَـد مَـلِلتُ الجُـلوس فيّ المَنـزِل ولكِن [ وهُو يَـزُمُ شفَـتيِه ] أمي ...!

جهاد ضَاحِـكاً : أعرِفُـها ههههههه بالتأكيد لمْ تَسمَح لكَ بِالخُروج

وجَلسَا يتحدَثانِ ثمَ حضَرا المُحاضَرات ، وبعـَد الجَامِعة ..

إلتَـقى المُجاهِـدون فيّ مكانٍ سِريّ وبدَأو بالحَدِيث عَن مُستَجدَاتِ الأمن والبلاد .

أحمد و الكَـآبَةُ تَـقتُلُ كلَ شُعورٍ دآخِـلُه : بيـنَ يومٍ وآخَـرَ حِصَار ، ما العمَل مَـلِـلنَا هذهِ الحَال !

سامِي : آآآهٍ لو أستَـطيعُ الوصُولَ لهُم ، لقّـطعـتهُـم بِـيديّ .

نِضال بغضب : يُقالُ أن البَارحة حُرِقت أشجَارُ الزَيتُون في حقلِ أبو صَالِح !

وقَـفَ سامي و وجهُـهُ قد أحمَـرَ منَ الغَـضب : لعنةُ اللهِ عليهِم ، إلى مَتى سيستَمِـُرونَ في هَـذا ؟!
قبلَ ثلاثةِ أيامٍ هُدِم منزِلُ أبو سَعيـد واليومُ تُحرَقُ أشجَارُ أبو صَالِح ! .

http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-97cc0e67b5.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-97cc0e67b5.jpg)

http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-86dec7f579.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-86dec7f579.jpg)

أمّا مُحمد ظـَـلَ هَـادِئـا ً و مُطـرِقاً بِـرأسِـه ثُــم فَجـأةً إتـسَعَـت عيـنـَـاه وإنـفجَـر بالحَـديث: إخــوتِـيّ !

أفَـكـرُ في شيء لكِّنهُ خطيرٌ بعضَ الشيء [ الآذان تتنصت على شفتيّ مُحمد بُكلِ دِقة ]

مُحمد : عَـملِـية إستِـشهادِية .

أطـبَـقَ الصـمتُ علـيـهِـم , يَـنظُـرونَ إلى مُحمدٍ بِ صدمةٍ إمتزجت بالتأييد له, و لـكنَ الحيِـرة كـانـَـت تُـغـشِـيهِـم
كيــفَ ومـنْ وأين ومَـتى و و و ؟؟ ....

شـعَـر مُحـمد بـحيـرتِـهِم فـأكـمَـل وهُـو يـتـفَحصُ وجُـهـهُم لِـيرى ما ينـعَـكِـسُ فيها : عـادةً عِـندَ الحِصَار يجـتمِعُ في بعـضِ المناطقِ

عدداً كَـبيراً مِــن الجُـنود .. أليسَ هذا صحيح ؟ حسناً

[ تـوقـفَ هُـنا و أخـَـذَ يُـنـقِـلُ بصَـرهُ فـيما بيـنَهـم بـهُدوء و أكـمَـلَ بـبُطئ تنـتابُـه الخِــشيَــة ] : قـدْ يَـبلِـغونَ خمسَةَ عشر جُـندِياً أو أقلُ أو أكثر من ذلكْ ،

اممم حسـنَـاً يخرُجُ أحدُنـا وكأنهُ يتَمشَى كالمُـعتاد .. سـيهـرعُـونَ إليهِ ويحَـقِـقُـون معَه

[ أحـسَ مُـحمد بـحرارةٍ تُـحرقُ جـسده حين نطقَ جُملهُ الأخيرة ] ..... يتَـوكَـلُ على الله ثُـمَ يُـفَجـرُ نـفـسه بينهُم ! .

أحَــسَ كـلٌ مِـنهُـم ب جَـبَـلٍ قـدِ إنهـارَ علـى رأسِـه
[ ربـَـاه ,, إنهَـا فِـكرةٌ مُـخِـيفـة .. فـرُبمـا قامُو بـ تـفتـيشِهِ قـَبلَ أن يُـبادِر بـشيء ] إتـسَـعت عيـنا نِـضال وهُـو يُـتمـتِـمُ في نفسـِـه !

كـــان لِـصَمـتِهِـم أثـَــر ، فَــمرَت دقَــائقٌ طـويلَـة وقَـد أعـتَـقدوهـا سُويعات

وقـفَ سامي وتَـنهَـد تنـهِـيدةً طويِـلة ، ثـُـم قالَ بأريـِـحيةٍ تـامَة : أنَـا ..
أنَـا مَـن يَـقُـومُ بِـهَـذا .!!

على رؤوسِهم الطير و أطبقَ الصمت ثُم ليكسِرو هذا السُكون تَـنـفَـسُو الصُعداء .

نِضال بإرتباكٍ واضِح: حَـسناً ولـكِـن ، امممم ، العملِية سـ ...

إبـتسَمَ سامي مُـقاطِعاً : مَصيـرُ الإنسانِ الفـناء والشهادةُ حق !

وبعدَ مضضٍ ومُحاولاتٍ شتّى من عُـمقِ سامي ّ خضَعو له .. أُعجِبوا بكلامِه وأيَـدُوه ، إتَـفـقـو على كلِ شيء مضَى أسبُـوع

و حانـَت اللحظةُ المُنتـظرة ..

بثينة محمد
05-24-2010, 05:16 PM
أحجز لي مكانا .. سأعود بإذن الله :)

أحمد الملاح
05-26-2010, 12:27 AM
جميل ان يمتلك الانسان انهاء قصة لم يمتلك بدايتها
والامور بخواتيمها
لكن فكرة ان يكون بيديك لا بيدي عدوك مسالة انهاء القصة
بالسعادة والثبات كما يرتجي اي انسان وليس بالفشل والخذلان
كما يخشى كل انسان هي فكرة رائعه بحد ذاتها
شكرا يا زينب

زخات مطر
05-26-2010, 12:42 AM
زينب .. :)

حوار شيق وقصة تحمل الألم والأسى في عين وقلب كل فلسطين !

استمتعت بالحوار .. سأكون متابعة باذن الله :)

سعد المغري
05-27-2010, 06:53 AM
..

الـ حوار والـ ميلو كان جميل والـ فكرة أجمل ..
أتمنى أن تتكر هذه الـ محاولات يازينب مع تصحيح الأخطاء .
لكِ الـ ورد .

بثينة محمد
05-27-2010, 02:08 PM
لديك قدرة يا زينب ، تحتاجين فقط لممارسة و تخيل :)

:34:

زينَبْ مَنصُور
05-31-2010, 07:06 PM
أحجز لي مكانا .. سأعود بإذن الله :)

:)

لديك قدرة يا زينب ، تحتاجين فقط لممارسة و تخيل :)

:34:

سعيدةٌ بحجمِ السماء لشهَادتِكِ يا غَالية ؛

أشكُركِ

:icon20:

زينَبْ مَنصُور
05-31-2010, 07:10 PM
جميل ان يمتلك الانسان انهاء قصة لم يمتلك بدايتها
والامور بخواتيمها
لكن فكرة ان يكون بيديك لا بيدي عدوك مسالة انهاء القصة
بالسعادة والثبات كما يرتجي اي انسان وليس بالفشل والخذلان
كما يخشى كل انسان هي فكرة رائعه بحد ذاتها
شكرا يا زينب

أقحمتَني في شيءٍ رائِعٍ جِداً بإمتداحِكَ لي يا أحمد ..

ولكِن ؛ لازالَ للقصةِ أحداث ولم تنتهِ :)

شُكرٌ جزيل لحضرتِك

:icon20:

زينَبْ مَنصُور
05-31-2010, 07:14 PM
زينب .. :)

حوار شيق وقصة تحمل الألم والأسى في عين وقلب كل فلسطين !

استمتعت بالحوار .. سأكون متابعة باذن الله :)

كَ الغيمةِ في سمائي هُنا أنتِ

كُلي فَرِحٌ بكِ :)

:icon20:

زينَبْ مَنصُور
05-31-2010, 07:17 PM
..

الـ حوار والـ ميلو كان جميل والـ فكرة أجمل ..
أتمنى أن تتكر هذه الـ محاولات يازينب مع تصحيح الأخطاء .
لكِ الـ ورد .


و مِنكُم ينضَحُ الجَمال يا أُستاذ سعد :)

سَ تتكررُ بِ إذنهِ و حتّما سَ تتبوأ لها مقعداً بينكُم .

لكَ شُكرٌ بِ مَعيةِ الورد

:icon20:

زينَبْ مَنصُور
05-31-2010, 07:51 PM
وَ حانتِ اللحظةُ المُنتَظَرة !!

حصارٌ مِـن قِـبل الجُـنود ، وكان شَبابُ المقاومَةِ في مَـقرهِـم .
سامي بلهفـةِ قـلبْ و الفَـرحُ في مُحياه : أخيراً حصلَ ما نُريد أعِــدّو الُمتـفجِـرات

بَدأو بِـالعَـمل كانَ كلٌ مِـنهُـم يَترامَى بِـنفسِه ويـتَـثاقـل ، وكَـانت دُموعهُم تسبق أيديهم
لإنَ ألألمَ يبلُغُ ذروتَهُ حينَ تفقِدُ جُزءً من جسَدِك ، نعَـم فَـكـلُهُـم جسدٌ واحِد لا ينفَّكُ قيدَ إنمِلة

سـَاعةٌٌ كالرعـدْ ، وقد لـبسَ سامي الأحزِمةُ وفوقها ملابسَهُ العادِية ،
وقـفَ لهُم بإبتسَامَتـهِ المعهُـودة " أستودِعـكُم الله "

كانَ وداعاً ينزعُ الروحَ مَعه ، وهاهي بدايةُ النِهايةِ لآحت وَ رُغماً عن أنفِ الجِراح فإنَ القُـلوبَ جذلى ، فهُـو سيكونُ فيّ عالمٍ نَورانِي بينَ الملائِكة و الحُور العِين !!

و هاهُو ساميّ يخرجُ باسِم السِن / القَلب ؛

يـقُولُ الأول بقهقةٍ قَبيحَة : أتأتونَ معيّ الليلة ؟ الحآنةُ تمتلئ بالنِسآء والخمُـور من أجودها هههههه ..

أحدهُـم يجيبُ بجشعٍ : عرفتُ فتىً يلعـبُ القِمار لا تُشلُ يدُهْ ولا تعجـزُ عينَاه ، لا يُضاهيهِ أحدٌ ولا يخرجُ من لعبةٍ إلا وقـد عجـزَ عن حَملِ النقودِ لكثرتِها ..
وسيأتي إليّ هذه الليلة سأذهبُ معه ، إنني أشتاقُ أن أرى الإنكسارَ بأعينِ أولئك المتباهينِ بالفوز فيّ كلِ مرةٍ نلعـبُ فيهـا .

أما الحِقدُ كانَ يمتدُ من عينِ أحدهِـم : أشتهي أن أعذبَ أحدهُـم ،
منذُ مدةٍ لم نُعـذب فلسطينيّ ، سأتواجدُ في السجنِ الليلة لعـلَ الرئيس يحتاجُـني فأروي غلِـيلي فيهِـم .
فجأةً إنقطعَ الضحكُ الخبِـيث فقد لآحَ لهم فتىً مِـن بعـِيد ..

إنطلـَقت النظراتُ كَ وقعِ الرشاشَات ، وسارعَ كلٌ منهـم يحملُ كرههُ في جيـبـه / قلبِه ..

أيُها الحقِـير ، قِـف هاهُنا ، كيفَ تجرأتَ الخروجَ في هَـذا الحِـصَار ؟!!
[ وهُـو يـرصُ أسنـانه ] الفلسطِـينِـيون ، ألا لعـنةُ الربِ عليهِـم ..
إنهُـم يتمرَدُونَ على أتـفهِ الأمُور ، إمتدَت يـدُ الجِندي إلى قميصِ الفتى ..
يُحـملقُ بـعلوٍ : مادفعـكَ لعصيانِ أسيادِك ؟ والتطاولِ على أمرهِـم ؟!

الفتَى بهدُوء : إن ليّ حاجَة !

يبصُقُ آخرُ في وجههِ : إقضِ حاجتكَ مع الناسِ في وقتِها المناسبِ أيُها اللعين ولا تُخالِف أوامِرنا .

ظهَرَ إهتياجٌ في مُقلةِ الفَتى : إن ليّ حاجةً ... معكُم أنتُـم .

....

مضَى وقتٌ طويل على خروجهِ...
عندَ المقاومين تنهدٌ يتلُو آخر وتوترٌ أكبر ، مرتِ الثواني والدقائقُ كالعقودِ الثقيلةِ .

لكن فجأةً سُمع دويّ إنفجَار .

حل الهدوء بلا وعيّ و نظرات تحملُ الدمُوعَ تتراشقُ بينهُـم .

أنـزَلَ جِـهـاد رأســهُ بـينَ كـفـَيِـه ..
نضال بصوتٍ مبحوح : اللهُ أكبر !!!

فيما يتعلقُ باليهود قـُتِـلو جَميعاً و مابقيّ إلا روحٌ تجسدَ بها الطُهر بين عُهرِ اليهود

[ هاهُـو النورُ يحيطُ بي ، خرجتُ من عالمٍ مُظـلِم إلى النورِ الأبديّ ، وما أجملَ الملائكةَ تُـرفرِفُ حولي ]

[ بلا شكٍ إنها روحُ سامي الطاهِـرة .. !! ]

....

يلحقُهُ جزءٌ آخر !

زينَبْ مَنصُور
07-02-2010, 07:57 AM
جَـرت التحقِـيقاتُ كالمُعتاد كانَ اليهودُ يبحـَثونَ عن مُقاومين ، أسلِحـة مُتَـفجـِرات ، حُطامٌ لأيّ شيء يدلُ عليهِـم لـكنّهم لمْ يجدُو شـيئاً
فَقــد كانَ اللهُ يحرسُ المقاومِينَ بعينِهِ التي لا تـنامْ .

بعـدَ هُـدوء الوضع قليلاً ، عـادَ كلٌ من المُجاهدين إلى بـيتِـه .. عِندما عادَ نضال أحتضَنتهُ أمهُ بقوة ,
بكَت و هَتفَت : من مِنـكُم ؟
أجابَ نضال بألمٍ وهو مُطـرقٌ الرأس : ساميّ !

...

أما اليهود كَ ردة فِعل إستمروا في المزيدِ من الغيّ و قتلِ الأطفال و الشباب و النِساء نتيجَة لذلكَ التفجِير !!
فِـي ذلكَ الوقت ثارت ثورةُ نِـضال والمُجاهِـدين ،

خرجُـو جَميعاً لِلسَاحة كـانُـو مَعاً صِغاراً وكِـباراً يرمون الحِجَارة ..
يَتـصَدون للأعـداء ، أمّا جِهاد فـقد بَـكى نفـسَهُ كـثِـيراً

إنه قويّ و يَكـرهُ اليهود وهُـو مُـستعـدٌ لأن يُقاتـِـلهم و يُـفـينِـيهم ، ولكِنه يخـشى
مُواجَهةَ العَـدو وجهَـاً لوجه وهـذا الخوفُ قـد إنعـَكس مُـنذُ طُـفولتِه

فعِـندماَ أخذهُ أبوه للإعتصامِ والجهاد في مُـقدِمـةِ الساحَـة ، قاتل والدَهُ حتى قـُتل
لم ينسى يومَاً مَنظـرَ أبـيهِ دامَياً والرصاص يختَـرقُ جوفَـه
لم ينـسى اليُـتمَ والألـمَ والدُمـوعَ التي يسكـبها كُـل ليلة .

بعـدَ ذلك اليوم أصبحَ الصغيرُ جهاد يكرهُ الخروجَ للمقدمة ..
ويكتـفِـي بِـرمي الحجَـرِ من الصفوفِ الأبعدِ فالأبعد ، حتى كَـبـِرَ المجاهـدُ الصغِـير
ولم يتخـلص مِن دوامةِ الخوف مِنَ الجهادِ في المُقدِمة ..

كانَ هَـذا الشيء يُغضبُه كثيراً ، حاولَ التقـدُم ولكِن تهَاوى لِــلَحـظة وكادَ يسقُـط !!
أهو وهـــمٌ أم حَـقِـيقة ؟؟!

كَأنَ ذاكَ الجسدُ الساقطُ جـسدَ أبي
[ تـوسّـعت عينـاهُ حتى مِـصراعَـيها ] نعـم هُـو !!! .. أبـــي .. أبـــــــي
أبــــي إنــنِـيّ هُــنـــــــا [ بُـحَ صـوتـهُ وهُـو يصـرُخ ] عُـــد إليّ .. عُـد أرجــوك
فإنني لا أستطِيعُ أن أُطــفِـيء لـهيـبَ الشـوقِ ِكُـلـمّا إجتاحَـني ..
لا تـترُكـني .. أبـــــــي !!

[ آآآآآآخ ] .. أحسَ جهاد بإن ظهرهُ سينفصِل
أدركَ للـتو أنه إصطـدمَ بحافةِ الجـدار لتعيدهُ إلى وعـيه

ذاكَ لم يكُـن والده ، بلْ كانَ جَسداً آخر ..
أحــاطَ بــهِ الإنكـسار والخـيبة ، شعـرَ بالألــمِ كَ سِِـهــامٍ تـترامَى لِتـستـقـر في قـلـبِه .

لم يتجَـرأ على التقـدمِ في الصفوفِ الأولى ، إكـتـفـى بالوقـوفِ ورميّ الحِجارةِ بعـيداً
كان يضعُ جُـلَ غضبه في الحجارة ، يرمي واحـدةً تُـلـو الأخُـرى بغضَب / تمرُد / غيظ / سُقم !!

بينما كانتْ الحِجارة تترامى من يديِه بِ عُنف شَعر فجأةً بِ إنهيار حادّ !!
بكَى جهاد وهـو في الساحة ، كيفَ لا أستطيع التقـدمَ والمُقاومة في الصفوفِ الأولى ؟؟
بَـكى نفـسه ، وبكـى أبيـه وبكَـى صديـقَـه وبلـدَه .. بكـى كَما لم يبكِ من قبل !

تهادى جـهاد في مشيهِ ، إستـندَ إلى الجِدار [ إلى مَتى يُلازمُـني هـذا الخوف اللعين ؟ ]
والـدموعُ تغـرقُ في مُقلـتِه أ أحمد يموتُ وأنا واقـفٌ هكـذا ؟!!
كيفَ لي ألا أفعَـل شيئاً ؟!

[ اليأس ] نعم إنهُ اليأسُ اللذي يفـتـِكُ بالقلُوب ، كان يُحلقُ حولَ جهاد
لم يعرف سَبـيلاً للخلاصِ مِنه إلا النُهوض .

همّ بالوقوفِ ولكن ، بيـنَ خـطواتـه ثِــقَـل ، ينظـرُ بعجزٍ و ألـمٍ قاتِـلَـين
[ لا .. لا يجـِـبُ أن أكون هـكـذا ، لن أفـيدهُـم بشيء ، رُحماك ربيّ
إمنحَـني القـوة ، أتوسلُ إليكَ يا الله ]

بدَأ جهاد يمشي بإتـزان [ أجــل ، حَـاول ؛ ها أنت تسـتطيع الوقـوفَ والسيـر بقـوةٍ وشجـاعة تشـبَّـث بالأمـَـلِ و تقـدَّم حتى أولِ صَــف ]
كـان جهـاد يخاطِـبُ نفسـه و يحُثها بأكبرِ قدرٍ مُمكن !

الإصرارُ يملأُ عـينـيه ، حــوّل نـظرهُ للـسماء شكراً لـكَ يا نافِـثَ الروحِ بيّ
لولا الله لماتَ الإنسانُ عند أول لحظة ضعـف . لا تتركـني إلهي ، كُن معيّ

تقَدّم و ثورتُهُ تسبِـقُه إلى أولِ صف ، كانَ في المُقـدمة ، بل كانو كَـلهم في المُقدمة .

يُلحَقُ بِ آخر جزء :icon20:

زينَبْ مَنصُور
07-02-2010, 08:22 AM
جاهدو بشجاعةٍ وبسالة ، يرمون الحجارةَ بغضب بل ينفـثون فيها مِن روحهِم ناراً تصلِي اليهود

لقد كان نِضال وأصدقاءه متفرقين في الساحةِ كُـلاً مِنهم يجاهدُ في حدبٍ مُختلف ..
مُحمد ، كان يودُ أن يصلَ لليهودِ كي يـبـيدهُم عـن الأرض إستعرت نيرانُ صدره فأقبلَ و جاهدَ وجاهد كثيراً
حتى اصبحَ قريباً من المراكـزِ اليهودية ما إن اصبحَ كذلـكَ
تَمركَزت رِصاصةٌ غادِرة من صلبِ دبابةٍ في جسده .. فخرجت روحُه مطمئنة !

وكان للحزنِ نصيباً جديداً في قلبِ نضال وجهاد ، فعندمَا ألتقيا بكى كلاهُما بُـكاءَ اليـتيـم حِيمنا علِموا بِ إستشاهدِ أحبَتِهم !!
لقد إستُـشهدُو كُـلهم ، فهناك أيضاَ عليٌ و يوسُف
هاهي جُـثةُ باسِل قـد هـوت لِكُــثرِ الجراح [ كُـلهُم ذهبو وبقيّ فقط جهاد ونضال ]
قليلاً وقـد ذهبا هُـما أيضاً ليواصِلا الجهاد

بعد رؤيةِ نضال لجميعِ أصدقائه شُهداء ، وتذكُـرهِ بما فعـلَ اليهودُ من قتلٍ وتدميرٍ
وهدمٍ للمنازلِ إزدادَ غضبُهُ العارِم !!

ولم يرَ نفسهُ إلا مُتقدماً نحو الدبابةِ يرمي الحِجارةَ بغضب
وكانت الدبابةُ تتراجعُ وكانَ هُـو يتقدم

ألتـفتَ نضال و إذا بطـفـلٍ صغـيـر بجانِبه يرمِي الحجرَ بكلِ ما أوتيّ من قـُـوة
ويَحـثُ نضال على المواصَلة .

تـوقـفَ نـِـضال لـبُـرهـه ، أخـذّ ينـظُـرُ لذاكَ الصـغِيـر
[ إنـهُ جـميلٌ وملائكِيّ ولكِن لا زالَ صغـيراً على الجِـهادِ بهـذهِ الطريـقة ]
أطـفالُـنا .. لقد قُـدّر للـطفُـولةِ أن توأدَ فيـهِـم / تـنهَـدَ بـألمٍ وعادَ ليـجاهِـد

كان كلاهُـما يرمي الحجرَ بِ عزة / قُوة .. كلاهُـما يحثُ الآخرَ على المُتابعة رغم الألـم والإعياء
ظلا صامِدان يناضِلان مِن أجل الحُـصول على الحُرية
يريدان أن يرفعا الظُـلمَ والعبوديةَ عن بلدِهِـم الحَبـيب

فجأةً رأى نضال أحـد الجنودِ يُصوبُ سلاحَه ناحيةَ الصَغـير
كانَ الجندي يُهيأ سلاحَه ليُطـلق النار
أحـسَ نـضال لِ لحظة بِ رُعبٍ و جُنونٍ ينـتابه .. لمْ يَحتمِل ذلك
أسرَعَ و دَفعَ الصغيرَ بيدِه

لحَـظاتٌ وتـسللت تِـلكَ الرصاصة الغادِرة إلى الجسدِ الطاهر [ تبوءت فِي قـلبِ ذاكَ المجاهد ، تبوءت في القـلبِ الذي رفَـضَ الحياة بـذُل
في القـلبِ الذي ولِـد بكرامة و سـيمـوتُ بكرامة ]

ورُغـم الألـم ظـلَ يهتِـفُ نضال : اللهُ أكبر .. الله أكبر
تــمـتَـم بِـكلماتٍ لم يفـهمـهَـا من حولـه
ثـم قال [ سلامٌ لـروحِـك أميّ وسلامٌ لطُـهرِ فلسطين ]

عـادَ ليـهتُـف من جـديد الله أكبــر .. [ بـدأ صوته يتلاشَى ]
.. ال .. الله .. أكب بب ..بر .

سـمِعَ جهـاد من مسـافةٍ ليـست بـبعيدةٍ صُراخَ طِـفل
[ لقـد سـقطَ ! لقد سـقـــــطْ ، أغـيـثُـــــوني ! ]
ألــتفـت ناحيةَ الصـوت بـخوفٍ مَجـهول و رأى تجـمهُراً هائل !

.......

قبلَ مـوتِهِ رأى مَلائكةً حولهُ تُـكبرُ وتُهلِـل [ شَعر براحةِ قـلبُهُ رغـمَ تِـلكَ الرصـاصة ]

قـدمَ المُقاومُون و حمَلوه لكن بعـدَ الشهَادة !!

عينَـا جِهاد مُضطربة .. تُحاول الإستقرارَ على جسدِ واحد و تتفَحصُ هويته !
أين ؟ أينَ هُو الشهيد !!! إبتعدو ! ...
وقعتْ عيناهُ على نضال .. ما أبصرَ إلا دماءً إتخذت من قلبهِ مخرجاً !

و كَأنما طعانتٌ تخترِقُ الصدر و وجنتيّ جِهاد غرقتْ دون أن يشعُر في بحرِ الدمُوع
تملّكهُ الضعفُ و الإنكِسار وما عادَ يفعلُ إلا البُكاء بِ حُرقة و الهِتاف

[ أستُـشهِـدَ نضال و لـكن في الطـريقِ ألـفُ نِضال ]

.....


(( مـِن المُـؤمنـين رجالٌ صدقوا ما عاهدو الله عليهِ فمنهُـم من قضَى نحبهُ ومنهُـم مَن يَـنتَـظِـرُ ومابَدلو تَبدِيلا ))

وظـلّ " الجِهادُ " في الساحةِ محـفُوفـاً بِـروحِ " النِضال”