طريق النسيان ..

[عفراء السويدي]

لم أكن أفكريوماً في النسيان فقد إستنزفتُ عمري في إستحضار الذكرى ..
ووجدتني لسنوات دون قرار .. تائهة بين أرض وسماء ..
تقطعتُ كل حبال الرجاء ولم يكن هناك مجال لحبل آخر ..
وتشظت روحي !

[عفراء السويدي]

ورغم ذلك لم أسقط ..
كل يوم أجدد ولائي لليقين وأكتب على صفحات الهواء عذاباتي ..
رحلة حزينة ..
شهدتها الريح ..
ووثقتها الأبجدية ..
وبكى قلبي على ناصية الفراق سنينا ..
ومع ذلك لم أفكر في النسيان ..
كنت امرأة عاشقة .. إستمرأت الوهم حتى خالته حقيقة ..
واستكانت للماضي حتى تأملته في الأتي .. وألغت الحاضر بإرادة القرار ..
ومضت في دروب الشتات ..!

[عفراء السويدي]

كنت ..
فعل ماضي عاث في سنين عمري ..
فاستوحش منه قلبي ..
وأظلمت الطرقات ..!

[عفراء السويدي]

عتيم .. اليأس ..
ظلمة .. الفقد ..
وليل ليس له آخر ..
والليل يسلمني للصباحات .ولافجر في أجندة أوقاتي ..
هجرني ككل الأشياء الجميلة .. وخلّف لي الشجن !

[عفراء السويدي]

لو قيل لي قبلاً إنكِ ستكونين على موعدٍ مع النسيان في تاريخٍ ما .. كنتُ سأخلفه ..
ولكن جاءني هكذا دون موعد .. كان جميلاً .. كحياة حب ..!

[عفراء السويدي]

حتى وأنا أقرأ نسيان . com لأحلام لم يخطر في بالي إني سأنضوي تحت لوائه ..
وسأكون من دعاته ..
تصورتُ إن تأثيراته التي أنهكت روحي أقوى من أي وصفات النسيان ..
وربما هو كذلك ..
وهو كذلك !

[عفراء السويدي]

لاأدري ..
ولكن في لحظة غافلت فيها روحي قلبي .. أو العكس ربما ..
وجدتني في لحظة سجود أدعو الله أن يمّن عليّ بنعمة النسيان ..
وصادفت ساعة إستجابة ..
وهكذا كان ..
فالله الحمد والمنة ..!

[عفراء السويدي]

كان صباحي مختلفاً ..
توارت اللهفة ورحل الحنين .. وانتهى الحب ..
ووجدتني في طريق النسيان .. وأنسام الفجر .. وعطر أتٍ من بعيد ..!

[عفراء السويدي]

لايحمل رائحة عطره بالتأكيد ..
هو عطر الحياة .. حيث أصبح لكل الأشياء طعمٌ آخر وشكلٌ آخر ولونٌ آخر ..
معاني فقدتها وأنا أقيم في تلك الناصية من العمر حيث تدثرت الأسى حتى فاض واستشري ..
وكاد أن يوردني موارد الهلاك ..!

[عفراء السويدي]

بعمق النسيان أُقيم إحتفاليتي ..
أوّدع صفحات كتبتها بدموعي بإبتسامة رضية ..
أكاد لاأتعرف على حروفي ..
هل كنتُ بكل ذلك الحب ..
وكيف غاب في لحظة قدرية ..
بالتأكيد هي هبة السماء ..
فشكراً لرب السماء ..

[عفراء السويدي]

لن أكتبه بعد الأن ..
لن أقرأه بعد الأن ..
فاأنا عدتُ لي .. مهرة برية ..
وعاد لي قلبي .. لا .. بل خُلق لي قلب آخر .. تملكه إرادتي ..
يُصدّر لي رسائل فرح ويملأ عروقي بهجة ..
فيبدو عالمي أكثر نوراً ..
حتى العتيم .. تضيئه شموع الروح .. فيبدو أبهى ..!

[عفراء السويدي]

أنوار النسيان أضاءت مساماتي .. أصبحتُ مضيئة ..
أنشر النور في طريق الحلم ..
وأقطف الأمنيات ..
حدّ .. الإنتشاء ..!

[عفراء السويدي]

لذا لاتتعبن أنفسكن في الجري وراء ظل هارب ..
فخيانة اللهفة أول خطوة في درب النهاية ..
واجهي واقعكِ المؤلم .. ولاتدفعي من عمركِ سنيناً في إنتظار الذي لن يأتي ..
قد تبدو المحاولة مكلفة .. ولكن لن تكون أكثر من كلفة الإنتظار .. والإستسلام للعذابات ..
لم أنتصر يوماً لي .. إنتصرتُ له وكانت تلك خطيئتي الأولى ..
التي لم أعرف حجمها إلا حين وجدتني والنسيان ..!

[عفراء السويدي]

أنا والنسيان .. طريق طويل لاشك في ذلك .. ولكني سأصل إلى بر الآمان ..
وهناك قد أحتفي بالحب ..!

[عفراء السويدي]

مساء الخير ايها النسيان ..

[عفراء السويدي]

تبدو الذاكرة مُستفزة .. وكأن إبعاد الصوّر التي إعتادت على بثها على مدار سنوات يقلقها ..
فتُلقي بالصور جزافاً إلى واجهتها .. فتبدو متداخلة حتى إني لاأكاد أتبينها ..
ربما هو النسيان يلقي بالظلال عليها فتبدو هكذا في عيني ..
لاأدري ولكن مقاومة الذاكرة يقابلها تصميم النسيان على أن أحيا في زمنه !

[عفراء السويدي]

تقول أحلام إن سنة واحدة كافية لتتخلصي من الحب تماماً ..
بينما إستغرقني هذا الأمر سنوات وحدكَ من يعلم عددها ..
هل كنتُ غبية لأتوسلك على أرصفة الحكايا الباكية ..
متأملة في النهايات ..
متناسية إن النهايات لايمكن أن تكون بدايات ..
ألوّح لسنين أضعتها لأجل الوفاء .. ربما ..
أو لتعلم إني أبقيتُ عليك حتى بعد النَفَسَ الآخير للحب ..
أو لأسجل عمر صبري في موسوعة جينس ..
هل كنت تضحك من سذاجتي بينك وبينك ..؟!
ربما ..
لن أكرر خطيئتي في حقي .. أبداً ..

[عفراء السويدي]

ليس أجمل من أن تعود لك وقد تحررتَ من شرنقة الماضي ..!

[عفراء السويدي]

أشعر بدهشة الأشياء ..
والرغبة في الحياة ..
والإلتصاق بروح .. تلوّن لي الفضاءات .. بألوان العشق ..!

[عفراء السويدي]

لستُ متعجلة ..
الأهم الأن هذه المشاعر التي تغمرني ..
هدوء يصل لحدّ الإسترخاء ..
وإسترخاء يمنحني الراحة ..
وراحة تنتشي بها حواسي .. فتستسلم مساماتي .. وتصدّر كل ذلك لخلاياي ..
فترق دواخلي ..
عادت لي طفولتي التي فقدتها في زحمة أوجاعه ..
تغريني أوراق السوليفان وأتلذذ بقطع الشوكولاته ..
والطفلة التي بداخلي عادت لتمارس شغبها .. بجنون ..
أهدتني مساحات من روحها .. لأقطع طريق النسيان بسرعة ربما ..
أشتاق أن أكبر بين يدي حب مختلف .. يدلل طفولتي !

[عفراء السويدي]

أنا ورفيقي الجديد النسيان ..
كنتُ أظنه صاخباً .. فوجدته هادئاً وهو يأخذني في دروبة ..
تعرفت على مدينته .. مدينة بيضاء من غير سوء ..
في دواخلي فرحة أعرفها لأول مرة ..
أنا المريضة بداء الذكرى .. كان شفائي على يد النسيان ..
تساقطت ذكريات .. دون أن أحس بأي أوجاع ..
كأن نصيبي من العذاب إستنزفته السنوات ..
ومضى هو و الذكريات إلى عمق الغياب ..!

[عفراء السويدي]

رغم كل شيء ..
كان نبيلاً معي ..
وكنتُ نبيلة في حزني ..
صدقتُ مع حروفي وصدّقتني ..
كنتُ وفية لها فمنحتني أجمل أبجديتي ..
والأن ..
إنتهت صفحات لتبدأ غيرها ..
هكذا هي الحياة ..
تأخذ منك لتعطيك ..
ويبقى الرضا ديدني .. مهما بدوت ثائرة .. أحيانا ..
خِيرة لأني عرفتُ إني أملك طاقة هائلة من الصبر ومثلها من التحمل ..
خِيرة لأن أدركتُ إن الرحيل قرار إرادة .. وإسدال الستار .. يعني النهاية في كل الأحوال ..
خِيرة لأن تعلمتُ الدرس الأقسى إن هناكَ من يحبك ولكن يحب نفسه أكثر منك ..
خِيرة لأني أصبحتُ أقوى .. ربما ..
خِيرة لأن النصيب أخذني أخيراً في طريق النسيان ..

[عفراء السويدي]

قد يبدو الرضا حالة من التصالح مع الذات .. لايصل إليها الكثير ..
ولكنها فاجأتني في توقيت ماتوقعته ..
كنت أشعل كل ليلة شموع الذكرى .. وأنزف أبجدية التوّق .. وأغني للغياب ..
إنتزعني من كل هذا ..
ليهديني حتى شكل إبتسامتي ..
كان النسيان كريماً معي ..!

[عفراء السويدي]

الذاكرة العشقية ذاكرة سقيمة تستدعي كل الذكريات الجميلة وتُلغي ماعداها ..
كأن الحياة في زمن الحب كان لها طعم السكّر ولون الطيف وشكل الورد ..
ألوان .. ألوان ..
لذا يبدو فرارنا من الرمادي ضرورة تبيحها الكآبة حتى لانسقط في عمقها ..
ونتناسى إننا في قرار الحزن الأعظم ..
لذا لابدّ من التعامل مع هذه الذاكرة المريضة بقدر من الوعي الصحي ..
الذي يرتب الأولويات .. ويستنجد بالكبرياء .. ويفكر في الأتي بإيجابية ..
لابد من تقليص وقت الإهتمام بالذكريات ..
من هنا يبدأ العلاج ..
تحويل الكل إلى جزء ..
إبعاد الذكرى من الواجهة ..
الإنغماس في العمل ..
الهروب منها بالحيل النفسية ..
وتقديم رسائل إيجابية للروح ..
(أنا أجمل ..
لن يجد مثلي ..
يوما ما سيعود ولن أغفر له ..)
والإكثار من الدعاء ..

[عفراء السويدي]

لاأدّعي إن قمتُ بكل ذلك .. حتى ألتقي النسيان ..
ولكني فعلت جلّه لأستطيع العيش في ظل غيابه بأقل قدر من الألم ..

[عفراء السويدي]

أما النسيان فكان فعله يقترب من المعجزة ..
طهّر قلبي من كل جراحه .. وأعادني لي ..
لاأنكر إن هناك وسوم .. ولكنها لم أعد أنتبه لها ..
تلاشى ألمها ..
أصبحت مجرد أثر ..

[عفراء السويدي]

أثر بعد إن كانت تلحّ عليّ كل ليلة ..
كأن هدوء الليل يضغط عليها بقوة .. فتنزف حروفاً باكية .. وقصائد حزينة ..
ويستمريء الماضي دموعي .. فيأتي لي بطيوفه .. لتمنحني الأوهام تلو الأوهام ..
وأنا مستسلمة حدّ الهذيان ..
لاأدري .. ولكن كل ذلك أصبح صفحة وانتهت دون أن أتمنى نهايتها ..
كانت الكاتبة في داخلي تستنزفني .. لأجل أبجديتها ..
بكل الصدق .. أحببتها ذات يوم ..
والأن أنظر لها بود دون أي آسى ..!

[عفراء السويدي]

غادرني حزن رافقني سنوات ..
أغبطني على ماأنا فيه ..
هكذا هو النسيان .. نعمة تستحق الشكر ..

[عفراء السويدي]

لولا النسيان ماشعرتُ بالرضا ..
فقبله كنتُ قلقة .. أرسم الآتي ..وكل أتٍ كان خالياً من أمنياتي ..
عزّ عليّ الغد بأمالي وظنّ عليّ هو بالقليل ..
كانت رحلة تيه إستمرت سنوات ..
قبضتُ في آخرها على هديتي التي لم تنتظرها توقعاتي يوماً .. النسيان ..
والكثير .. الكثير من الرضا ..

[عفراء السويدي]

مع النسيان .. تنتشي روحك وتتجدد خلاياك .. وتتنفس مساماتك ..
كل شيء يصبح مختلفاً .. حتى دواخلك ..
تصبح نفسيتكَ أكثر توازنا ..
وإنفعالاتك أكثر هدوءاً ..
ومزاجكَ في حالة إستقرار ..
تنتهي ثوراتك .. ويتلاشى حزنك .. ويحل محله بهجة مخفية ..
ويستوطنك فرح لاتعرف في أي لحظة تسلل إليك ..
وتضيء إبتسامتك ..

[عفراء السويدي]

تقول أحلام .. إنسي كما ينسى الرجال ..
ولكني نسيتُ كما تنسى النساء ..
دائماً أرى في النساء قدرة أكبر على النسيان .. رغم كل البكائيات عند الفراق ..
رغم البقاء عند النقطة الآخيرة .. زمناً .. رغم كل محاولات إعادة الماضي ..
أرى ذلك هو جزء من الأمومة التي ترتبط بالحب .. ربما ..
هل هناك امراة تتخلى عن جزء من أمومتها بسهولة ..؟!

[عفراء السويدي]

لاتستعجلي الحب .. من جديد ..
إعطي نفسك مساحة لتشعرى بلذة النسيان ..
جربي الحياة دون إنتظارات ..
ستعرفين معنى الحياه دون هواجس الحب المتعبة ..
دون منغصات الغيرة ..
ودون فراق ..
حلقي بعيداُ في فضاءات الحرية ..
غنّي .. وكأن قلبكِ بكراً يهفو للحب ..
تأنقي جيداً لكِ وربما له ..
صادقي المرايا .. والفجر .. والعصافير ..
تمتعي بصباحاتك .. تناولي قهوتك وتلذذي بقطع السكر ..
وحدثي روحكِ بالأجمل ..
أحبي الشمس .. وأقبلي على النهار .. وأستنهضي في المساءات رائحة الأتي ..
سيكون أعذب .. كثيراً .. من الماضي ..!

[عفراء السويدي]

هكذا هو النسيان ..
يمنحكِ مساحات من التفاؤل .. ويفتح أمامكِ أبواب الأمل ..
يصبح العالم أجمل .. والكون أكثر إتساعاً .. كروحك ..
حتى أعمدة الشوارع أكثر إضاءة ..
وكل الوجوه مبتسمة ..
كأن كل الوجوه مبتسمة ..!

[عفراء السويدي]

لاأدري ..
ولكن متعجبة من حالي ..
أنا التي إستنزفتُ عمري وحروفي ..
وبقيت في متاهة الحب بإرادتي ..
تحررتُ من كل ذلك ..
كأن هناك من أبعده إلى غياهب الذاكرة ..
لاأنكر إنه يحاول أن يعود للواجهة .. ولكن لم يعد المكان يتسع له ..
لا لشيء ولكن لأن قلبي لم يعد يسعه ..
هي تصاريف أقدار ..
وموعدي مع الراحة الذي إفتقدته في مشواري معه .. وبدونه ..
هادئة .. أنا .. حدّ .. الإبتسام ..
أحضن حروفي .. وأحتضن النسيان ..

[عفراء السويدي]

وينتشر الدفء في دواخلي ..
لم تعد ليالي البرد تطرق بابي ..
مواسمي مطر ..
روحي منتشية ..
إستعدتُ ضحكتي .. وشقاوة الطفلة التي بداخلي ..
وكبرتُ على حدود أبجديتي ..
وأكتملتُ على صفحاتي .. أنثى جبارة .. أناي التي غيبتها عني زمناً ..
واستهلكها حزنكَ حد التعب ..
عادت لي فائقة العذوبة ..
وعدتُ لي أجمل ..!

[عفراء السويدي]

أنظر المرايا ..
وأمضي على أطراف أصابعي ..
أصل حدّ السماء ..
وأقطف الأماني ..
فيهطل المطر .. سكرّ الحلم ..
بين فتافيت السكّر ونشوة المطر .. خطوات واثبة .. للأتي ..!

[عفراء السويدي]

يمتد الضوء على مرمى بصري ..
وأحسه يشّع في دواخلي ..
ويبتسم قلبي ..
تحلّق روحي في سماوات فضية ..
وترقص أحرفي على لحن فرح ..
هي الحياة حين تقدّم لك فتنتها في شكل نسيان ..
لم أكن يوماً بهيّة كحالي الآن ..!

[عفراء السويدي]

حكايتي مع الزمان .. إنتهت هكذا .. بسلام ..
كأن إحتضارات السنوات .. أزالت كل أوجاع النهايات ..
كأن هو أصبح في ذاكرة الماضي .. ماضي ..
حتى ذاكرة الحب التي إستنزفت عمري .. رحلت للعدم ..
وتشكلت لي أنا جديدة .. لا .. فيها مني قبل أعوام ..
بروح أخرى ليس فيها مساحات العذاب ..
بقلب آخر دون جراح ..
بعفراء .. مختلفة .. أمضي في طريق النسيان ..
سألتقي روحاً تشبهني .. وتدللني .. كثيراً ..
أنا على يقين من ذلك ..
لأني أستحق أن أكون في قلب الحب .. حب !

[عفراء السويدي]

سأكون في قلب الحب .. حب ..
هكذا أهمس لي .. وأمضي في طريق النسيان ..
يأخذني إلى حارة تشبه حينا القديم ..
أعرف ( سكيكها ) جيداً ..
أتتبع خطوات طفولتي ..
وأجدني وضحكتي .. وخطوات واثبة ..
أمضي واثقة من القلوب التي تنظرني خلف الأبواب ..
بها من رائحة الماضي .. وعيون الأحبة .. وشعور كنتُ فقدته بالأمان ..!

[عفراء السويدي]

سلام يغمرني ..
وأشعر بروح تتبعني ..
ستتجسد يوماً .. حباً يملأني ..
سيكون بها مني .. الكثير ..

[عفراء السويدي]

ربما .. هي صورتي في المرايا ..!

[عفراء السويدي]

أو صورته في مراياي ..!

[عفراء السويدي]

في طريق النسيان تحتاج لروح تفهمك ..
ترافقكَ رحلتك ..
تعيش معك مرحلتك ..
تستوعبك ..
تقبلكَ كما أنت ..
تقرأكَ بكل الحب ..
تشملك بكل الحنان ..
روح تحبكَ أكثر مما تحب ذاتها ..
تمنحكَ الرضا .. تدفعك للإبتسام .. وتنشر في دروبكَ الفرح ..
وتهتم بكل تفاصيلك .. !

[عفراء السويدي]

وإن لم تكن تلك الروح حاضرة .. فلا بأس ..
ربما كانت حاضرة قبل الوقت .. فلم تنتبه لها ..
أو ربما ستلتقيها في مرحلة أتية ..
وجودها ضروري .. لتكتمل مباهج النسيان ..
ستأتي ولو سبقت موعدها أو تأخرت قليلاً ..
اليقين .. هو السبيل الذي سيجمعكَ بها .. !

[عفراء السويدي]

واليقين .. هو السبيل الذي سيجمعني بها ..!

[عفراء السويدي]

يكفيني أن أعيش الآن مرحلة التحرر .. من قيود الماضي ..
وأن أتنفس الحرية بعد ظلمات الأسر ..
وأن أشعر بقيمة الحياة .. بعد أن إنتهت إحتضاراتي .. دون موت ..!

[عفراء السويدي]

الشيء الوحيد الذي حرصتُ عليه .. أن يبقى بعيداً عن حروفي ..
ربما .. لأنه لم يصدق يوما حروفي وهي تبكيه ..
فلن يصدّقها وهي تكتب بحبر النسيان .. النهايات ..
ليبقى على قناعاته ..
وأبقى في زمني ..
لم أختر يوماً أن تستطيل المسافات ..
أو أن ينتحر الحب .. بفعل القسوة ..
أو أن تهديني الأقدار نعمة النسيان ..
ولكن كل ذلك حدث ..
رجل أخذته العزة بالإثم ..
وامرأة شقيت بالغياب سنوات .. فحصلت على هدية السماء ..!

[عفراء السويدي]

لايمكن أن يأتيكَ النسيان دون أن تكون قد استنفذتَ كل طاقتك في الذكرى ..
لاتفرّ إليه .. فقط توقعه .. فهو يأتي كالبرد والسلام ..
يأخذكَ وسط دروب خضراء .. كطبيعة بكر ..
يرسم على السماء .. ألوان الطيف ..
ويهمي عليكَ .. حكايا مبهجة .. لتضحك من قلب .. نسيّ الفرح على مدى سنوات ..
لاأدري ..
ولكني سعيدة .. أكثر من أي وقتٍ مضى ..!

[عفراء السويدي]

يبدو النسيان طاقة تفجّر كل قدراتك ..
فتثب مع شروق الشمس ..
تسأل الصباح نهاراً مُختلفاً ..
يبدو كل شيء متوائماً معك .. ومتفقاً مع كثافة رغبتك في الحياة ..
يمنحك أمنيات يئست منها ..
ويحقق لك أحلام هجرتها ..
ويشعرك بالرضا ..
يطهرك من جروح الماضي ..
ويأخذكّ إليه .. فتحيا في كنف .. الحاضر .. بيقين الأتي .. المختلف ..!

[عفراء السويدي]

لم أختر النسيان ..
ولم أرتقب زمنه ..
هو جاءني هكذا كتباشير الصباح ..
كالغيث ..
كرائحة العشب المبللة بالمطر ..
كأضواء الأتي ..
أصبحت عوالمي .. ساحرة .. تنبض بالمشاهد المدهشة ..
حتى الصدف كانت كريمة معي .. منحتني أجملها ..
لاأدري ..
ولكن كل ماحولي أصبح مفعماً بنبض الحياة ..!

[عفراء السويدي]

نبض الحياة الذي أغفلته عمراً بإرادتي ..
لأبقى مستكينة في زمن ماضٍ .. وحلم وحيد .. جفت كل غصونه ..
وأنا ألوّن مرايا الوقت .. والوقت جاحد ..
أنظر الأيام وهي تتسرب مني .. وأنا مستسلمة حدّ اللاحياة .. دون الموت ..
لاأدري ..
كيف إستعدتني .. لأعود فراشة ملوّنة تهيم في مساحات الجمال ..
تتأمل الأشياء بعين العائد من سجن طويل ..
وتبتسم حتى للظلال ..!

[عفراء السويدي]

كل شيء يوحي إن الفرح قادم ..
بروح هذا الصيف الذي انبعثت من رماد الوقت .. لتهديني مع بدايته النسيان ..
وتمنحني أجمل الصدف في منتصفه ..
أشعر بأنّ الهدية الكبرى قادمه ..
كيف ستكون ؟!
لاأدري
ولكني أنتظرها بشوق المحب ..
ولهفة العاشق ..
ويقين المؤمن ..
أعلم إنها ستعيد ترتيبي ونبضي بشكل أو بأخر ..!

[عفراء السويدي]

وربما تعيد خلقي وقلبي ..
وترسم على ملامحي نشوة الأتي .. بكل حب ..!

[عفراء السويدي]

أشعر بأنفاس الحروف وهي تتطلع إلى الدرب .. وتهيم بعطر أتي ..
تحاول تبينه .. تمد أنامل الأبجدية .. لتكتبه بشيء من الجنون .. والكثير من الحب ..
ممتلئة أنا بالإنتظار ..
مفترشة اليقين ..
متمسكة بكل الأماني ..
أرسم الأمل ..
وأبتسم .. !

[عفراء السويدي]

ويضحك قلبي ..!

[عفراء السويدي]

لاأدري ..
كيف تواطىء الصيف في نهايته مع الذكرى ..
فأتاني به .. في صدفة .. مجنونة ..
ربما ليختبر قوة النسيان ..
ولتفرض الذاكرة هيمنتها عليّ في محاولة أخيرة ..
إنتزعتُ نفسي من اللحظة ..
ومضيتُ دون أن ألتفت ..
وتساءلتُ بيني وبيني .. هل كان هو .. أم طيوفه ..؟!

[عفراء السويدي]

وتكررت الصدف كأنها تختبر مدى قدرتي على الوقوف في وجه الذكرى ..
وهي تقدّم لي مفاجآتها التي كانت تضّن بها عليّ في زمن الغياب ..
متوقعة مني الإستسلام .. له ../ لها ..
لم تعلم إن طاقة النسيان جبّارة ..
قادرة على إحتوائي في أصعب الأوقات ..
وأن تأخذني بعيداً عن محاولات الذكريات .. المستميته .. لأبقى في ظلال الماضي ..!

[عفراء السويدي]

تخلى الصيف عن كرمة في نهاياته ..
ولكن سأحتضن كل الفصول ..
لأجل الآتي .. الأجمل ..
لأجل عيون المرايا ..
لأجل زمن الحب ..!