المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "طاولَة .. وأربعَةُ ضيوفْ . .! "


زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-10-2010, 08:31 PM
طاولَة وأربعةُ ضيوفْ,
أحَدهم أتَى ليحكيِ نكتَةً عثرَ عليها في طريقهِ إلى البُكاء’
الآخَرُ أتَى كيْ يشربَ دمعَةً عثرَ عليهاَ فيِ طريقهِ إلى الفرحْ,
الآخرْ أتَى كيِ يكتبَ فرحَةً عثرَ عليهاَ في طريقهِ إلىَ العزَاءْ,
ورابعهم أتَى كيِ يسمع ويرىَ ويقرأ ماَ يفعلهُ السابقُون !


جميعهمْ تخيّلُوا أن الزمانَ غيمَةٌ بيضاءْ,
تنجبُ المطرَ كيْ يتشرّد في شوارعِ السماء,
جميعهمِ وُلدُوا في خرقٍ باليَة , ونسُوا السؤالَ عن البطونِ التيِ أنجبتهمْ فهُم لاَ ينوونَ شكرها, ولاَ حتى البرّ بهاَ ...

تعلّمُوا عقوقَ الإنصاتْ والسمع والرؤيَة مُذ أحسُّوا أنَّ الدنياَ لا لونَ لهاَ سوىَ لونُ الريحِ المكدسَة في فمِ الخريف,
تعلّمُوا كيفَ يمشوُن علَى أوجاعهم دُون أحذيَة, حفاةً من جلودهمْ, فقطْ لأنَّ الوجعَ بالنسبة لهمْ محنةٌ تسلبُناَ قبل أنْ نفكّر بالتدثّر .. !

هم الآنَ أربعَةُ أصابعْ ليَدٍ بترَ الزمانُ خامسهاَ,
يحارُونَ فيِ أمر الفرَحْ والضحك والشبابِ الدائم والشرفاتِ المنعشة وكُوب الماء الذيِ يُسكبُ على قلبٍ غير مثقُوب !
لهذاَ تجمّعُوا في صمت حولَ طاولة صمّاءْ كيْ لا تسمعَ ماَ قد يقولونْ ...
واستمرُّوا فيِ الكتابة / الثرثرة / الإرتواءْ دُونَ أنْ تكون لهم القدرَة علَى الإحساس بتلك الأشياءْ !

تخيّلتُني مكانَهمْ,
وحيدَةً أقسمُ ظلّي أنصافًا كيْ يشاركني محنةَ العيشْ,
تخيّلتُني حول تلك الطاولَة أرقبُ حركةَ الشارع الخلفيّ في تساؤل مستمرّ : "متىَ سأسيرُ في هذا الزحامِ دُون أن أضيع؟"


[زَيْنَبْ]

عائشه المعمري
06-11-2010, 12:51 AM
منذ العنوان ، وأنا أرقب الكرسي الخامس .
والاصبع الخامس
كنت أنتظر روحكِ بينهما ،
حيث أتت في موضع جميل في النص ،
وبصياغية نثرية رائعة ،،
الخامس : هو الظل الذي توزع لـ الأربعة جميعهم ،
وأضاع الطريق في الأخير ..


أعجبني نصكِ يا زينب ،،
رائعة ..


شُكراً لكِ

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-11-2010, 11:11 AM
شكرا لك يا درَّة,
فحضورك كانَ بألف .. إيه والله :)

إغفاءة حلم
06-11-2010, 02:42 PM
توقين صهيل المطر ... النابت في فم الرياح ..
تجعلينا مبتلين .. بالغرق .. ولاننجو من الدهشة .. والمُتعة في قراءتك ...

مختلفة الهبوب يازينب ..:34:

وَرْد عسيري
06-12-2010, 05:03 PM
كنتُ أمساً أقُول : هذه الزينبُ لا ينضَبُ خيرُها ... و ها أنتِ اليومَ تُثبتِين بأنكِ لا زلتِ العطاء .
هذا النصُ في فكرتِه فقط يتركُ في أنفُسنا العجب ... و فيما كُتب لأجلهُ لم يترك إلا نحنُ و قد امتلأنا .http://www.khozamanajd.com/vb/images/smilies/flower1.gif

نورة عبدالله عبدالعزيز
06-14-2010, 03:16 AM
وَ أتخَيلنِي مَعكِ مكَانهم ، أقسِم ظلي وَ أطُوف حَول تِلك الطَاولَة
وَ أضَع فِي تُربَة عَقلِي هَذه البذرَة " مَتى أسِير فِي هَذا الزحَام فَلا أضِيْع ؟ "

العنوَان كَانَ صَادِقًا فِيما وَشَى لِي بِه ، كُل ما هُنا جَمِيل :34:

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-18-2010, 03:37 PM
توقين صهيل المطر ... النابت في فم الرياح ..
تجعلينا مبتلين .. بالغرق .. ولاننجو من الدهشة .. والمُتعة في قراءتك ...

مختلفة الهبوب يازينب ..:34:




رتبيهاَ :34: بين كفّيكِ يا غالية

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-18-2010, 03:38 PM
كنتُ أمساً أقُول : هذه الزينبُ لا ينضَبُ خيرُها ... و ها أنتِ اليومَ تُثبتِين بأنكِ لا زلتِ العطاء .
هذا النصُ في فكرتِه فقط يتركُ في أنفُسنا العجب ... و فيما كُتب لأجلهُ لم يترك إلا نحنُ و قد امتلأنا .http://www.khozamanajd.com/vb/images/smilies/flower1.gif





طبتِ يا ذاتَ الألقْ ..
وشكرا من العمق لإيواء حرفيِ بهذا الحضور :34:

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-18-2010, 03:39 PM
وَ أتخَيلنِي مَعكِ مكَانهم ، أقسِم ظلي وَ أطُوف حَول تِلك الطَاولَة
وَ أضَع فِي تُربَة عَقلِي هَذه البذرَة " مَتى أسِير فِي هَذا الزحَام فَلا أضِيْع ؟ "

العنوَان كَانَ صَادِقًا فِيما وَشَى لِي بِه ، كُل ما هُنا جَمِيل :34:



وأنتِ أجمل الصدَفِ التيِ مرَّت من هنا :34:

لمى الناصر
06-18-2010, 07:17 PM
أقسم ظلي فأضيع بين الجهات

هكذا اعتليت صهوة الريح وبقي الظل يحار بفكر

الجهة الخامسة.... زحمة وصول والفكرة تطارد المعقول.

رائع ما نثرتيه هنا غاليتي.

عبدالله مصالحة
06-18-2010, 10:10 PM
جَميلةٌ هذه المحاكاة بفكرها المتسع وإتيانها الحر بتركيز الحديث , تقديري للأصابع .

طارق المالكي
06-19-2010, 06:12 AM
زينب المرزوقي ..

بعد التحية ..

نصٌ أو قصةٌ رغم قِصرها إلا أنها شُبعت معانيا ..

وخيالٌ كالظلِّ نراهُ ولا نقدر على إمساكهِ أو معرفة طولهِ الحقيقي ..!

لكِ جل احترامي ..