المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ". . . رسومات . . ! "


زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-31-2010, 10:39 PM
width=1 height=1 t=1


http://www.7c7.com/uploader/2010/49674/01280508457.png


عاشَ طويلاً على ظهر ورَقَة رسمتهُ عليهاَ حينَ كنتُ أعيشُ الحب في أحلام الصغَر ..
وكنتُ أُمازحُني بأن هذا الرجلَ الذيِ سكنَ الفؤاد لا وجُودَ له ولا يمكنُ للون الأسود الذي رسم تلك النظرَة أن يقفَ أماميِ على هيئَة عينين تنظران إلي كيْ تسألاني عن الساعَة في ذلكَ الزحامْ ...

وأنا أتحولُ بينَ سؤاله ونقطة الإستفهام إلى الأنثىَ الأكثر توترًا في العالَم, إلى كوب من الماء أنهكهُ وقوفه في يد التمثال الذيِ تذكرَ أن يعودَ إلى أصله [الثابت] بعد أنْ جازفَ بأمنية الإرتواءْ ...
والكلمات التي أعرفهاَ والتيِ أقولها كلماَ سُئلتُ عن الساعَة تتلاشَى, وأرتبكُ أكثر أمامَ امتداد الصمت بينَ نقطة إستفهامه وإجابَتي التيِ لم تكُن تنوي أن تأتي ...

أعودُ إلى عُزلَتي, أنثرُ رأسي علَى الوسادَة, أشكُّ فيِ عقليِ , أقرصُ خدّي كيْ أتأكدَ من أن سلطَة الأحلام لا معنى لهاَ بعدَ اليقظَة , أخاف, أتذكرُ الرسومات, أستيقظ, أركضُ نحوها, أبعثرهاَ أماميِ كيْ أُزيلَ مساحيق الشك بصابون اليقين ... كيْ أقولَ لنفسيِ " تباًّ, إنهُ ليسَ كالرسومات!"

ولكني أكتشفُ زيفَ ما أودّ إيهامَ نفسي به, وفي اللحظَة الأخيرة تنهارُ أعصابي وينتشرُ على لساني زبَدُ جملة واحدة :
"تبًّا ... إنهُ كالرسومات! "

وأُلحقُهاَ بأسئلة ساذجَة من نوع : " لماذاَ؟. وكيف؟ .. ومتى حدثَ ذلك؟.. " دونَ أنْ يزمّلني الجواب ..

بتُّ أخشى من أمر واحد وهو أن لا أملكَ الجرأة على ممازحة نفسي كيْ أقول لها أن ذلك الرجل لازالَ على قيد الورق وخطوط الحبر وأمنيات الصغَر ..
إذ أعلمُ أني لن أصدّقَني, وأن كذبةً كتلك لن تنطلي علي !

بتُّ أهابُ النظر إلى الألوان والعيون والأوراق التي تتكاثرُ أماميِ كيْ تذكّرني بتلكَ الصدفَة الغريبَة بينيِ وبينه ..
وبالساعَة التيِ إختارتْ أن تختفي تحت جلد الرسغ في اللحظَة التيِ يهمّ فيها ذلكَ الرجل بالسؤال عنها ..
ألهذاَ الحدّ تتواطؤُ أشيائي ضدّي حينَ أراه ...؟
ألهذاَ الصمت تصغرُ قيمةُ الكلمات ... حينَ أراه ؟
ألهذاَ الحبّ أنا هُنا في معتقل الحيرة ... وهو في مدائن الطمأنينة يرفلُ هناك ؟
ألهذاَ الوجع أرتطمُ به وتسقطُ تفاصيلي بينَ أجفانه التيِ تؤثرُ الإنغلاق مليًّا عليهاَ كيْ تموت ...؟

آنَ لتلكَ الأسئلة أن تشيخ في رأسي فقدْ مضىَ على ولادتهاَ ألفُ ساعَة لم يُعد فيها ذلك الرجل الإستفهام الأول مرةً أخرى,
وكأنهُ كان يريدُ إرباكي بحقيقة وجوده لا السؤال عن شيءٍ إعتباطي ولا قيمة له في قوانين العشق,
وقد ظللتُ لوقتٍ قريب رهينَة أمنية رجوعه , سؤاله, طعم الزحام في أذني الذيِ جعلَ من تقاطيع صوته لوحة سريالية تتوقُ نفسُ المُنصت لدراستهاَ مليًّا وسبر أغوارها ...
ظللتُ متشبثةً بساعَة يدي, حتى أني حفرتُهاَ بين المسامات كيْ لا تملكَ وسيلة للإختفاء من جديد,
وتمرنتُ كثيرًا على الإجابَة فقد كان يعنيني أنْ أُعالجَني من القلق أمامه, وأن أُسمعَه صوتًا يتمنى أن يعرفَ إسمه كيْ يمضغهُ جيدًا ويشبع !

ولكن الزحاَم أدركهُ الوهن,
والرجل الذي كان يأتي كل يوم كيْ لا ينتبهَ لي ... أصبحَ يجيدُ الغياب كيْ أنتبه له !
والأجوبة التيِ أكثرتُها في فمي جزافًا أصبحتْ قديمة, وطعمهاَ ازداد مرارةً مع الغيابْ ....
والساعة أقلقتْ معصميِ الذيِ تأوهَ من شدة إلتصاقهاَ به !

عيد المطرفي
07-31-2010, 10:53 PM
:
:

اجعليه ــم جذاذا إلا كبيرا لهم يرجعون له !!
رائعة بحق ..

سعد المغري
08-01-2010, 05:09 AM
.

زينب الـ مرزوقي .
تمير الـ غياب وأربعة من جهات من هذا الـ صباح
وتكتب بـ وجع أنتِ هنا يازينب .
لكِ الـورد .

إغفاءة حلم
08-01-2010, 08:27 AM
أعيننا فرشاة يازينب وهذه الحياة ورق وكل المشاهد حلمٌ يعتكف الصمت
نحن نحتاج فقط أن تصدق عصاة القدر وتُحيل لنا هذه الرسومات والأحلام إلى حقيقة لا يجف الماء بعروق ألوانها ...

جميلة ياهالة القمر
وحرفك رقيق كحلمٍ يمتطي النسمة ويصدق سحره في أعيننا :)

مي العتيبي
08-02-2010, 08:05 AM
تبا ً إنها الأرواح حين تلتقي
تخذلنا هكذا ..
ولاتدع فرصة ً للنيل من الإهتزاز
:
زينب .. مدهشة هذه الرؤيا الحق !