المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبعاد النثر الأدبي ((في الميزان))


د.باسم القاسم
11-11-2006, 02:35 AM
ماعاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح
نعم ..بيت الشعر هذا أتخذه وجاءً فيما سيرد عني ..فالله الله في ّ ..فأنا الآمل برحابة صدوركم ...
ماورد في الأيام القلائل الماضية من مشاركاتً جزلة أضاءت سماء أبعاد النثر الأدبي ..أقف أمامها وأنحني باحترامٍ لها ولكتابها ..
إلا أن مالفت انتباهي مداخلات أعضاء منتديات أبعاد الكرام ...
بدت لي أبعاد النثر الأدبي ..عيادة نفسية ...وقبل أن تثير هذه العبارة امتعاض أحد سأستعرض وجهة نظري تجاه مناقشة النثرية الأدبية ..
* حرفية بناء النص النثري لابد أن تأخذ النصيب الأكبر من المناقشة وذلك لأن المضامين الوجدانية للنصوص توشك أن تكون عناوين ثابتة للإستثمار الأدبي ../ الحزن , الغربة، العشق ، ../ وقد تتفقون معي على أن طرق العرض والبناء تتعدد بتعدد المشرب اللغوي بين الكتاب ..
وعليه فإن التركيز على طرق البناء بتفكيك النص والربط الدلالي بين الأنساق سيفجر بؤر إبداعية في النص لم يكن الكاتب يفطن لها ..وهذا مايعطي للنص القيمة التي يتمنى الشاعر تولدها في فضاءات المتلقي ..

* موت المؤلف آلية مهمة في مناقشة هذا الجنس من أجناس الإبداع وربما فيها جميعاً وربما تتفرد مدرسة النقد النفسي ( الفرويدي) بخروجها على هذه الآلية ولكن لهذه المدرسة حرفية خاصة غابت عن مداخلات أعضاء المنتدى ..

* لفتت نظري ملاحظة هامة وهي أن مايرد من مشاركات في بعض الأحيان يتجاوز كونها نثرية أدبية إلى قصيدة نثرية " شعر منثور "..ومثلكم من يعلم أن هناك خيط رفيع لايستشعر ه إلا الفطن الكيس بين الشاعرية والشعرية ..وأنقل لكم قولاً بليغاً بهذا الصدد للناقد العربي الكبير عبد الله الغذامي يقول " الشعر الحر يقتضي عناية خاصة في الشكل الكتابي كي يكون مفهوماً تماماً بأننا بإزاء كلام شعري "
وعلى سبيل المثال مشاركة عطر وجنة الأخيرة " ريق مراق " تتجاوز كونها نثرية أدبية إلى قصيدة نثرية ..وعليه أجد من الضروري التمييز بين الحالتين حرصاً على المنتدى والكتاب ..
منتديات أبعاد تضم أعضاء ذوي قدرة نقدية متميزة ولافتة للنظر لغةً وطرحاً ..أتمنى أن يناقشوا ما أسلفت ..من باب الغيرة على هذه المملكة الأدبية والتي بالفعل بدأت بقوة باستقطاب أمراء الإبداع من الجيل المعاصر ..
لا أضيق واسعاً ...فلابد أن تكون المداخلات متنوعة ولكنني ألفت النظر إلى ظاهرة ربما تتفاقم لتفقد أبعاد النثر الدبي قيمتها النقدية الانفعالية مع المشاركات والتي بلاريب تم ابداعها بطريقة الواثق من لغته ..

أوجه لمنتدى النثر الأدبي كلامي مستعيراً من ابن الفارض شعره فأقول :
كلّ من في حماك يهواك لكن
أنا وحدي بكل من في حماك
دمتم بخير ..وألتمس العذر سلفاً من الجميع ..والله من وراء القصد

خالد صالح الحربي
11-11-2006, 12:13 PM
*

كلام من ذهَب يادكتور..
لكَ الشُكر على هذه الملاحظات..
وعلى الفائدة التي جنيناها..
ولا زلنا نجنيها من تواجدك.
بالفعل هناك خلطٌ أحياناً بين النصوص..
حيثُ تخرج من نطاق النثر إلى الشعر..
بدون أن ينتبه كاتبها أو كاتبتها لذلك..
وقد سبق أنْ لمّحت لـِ..إحداهن بهذا الأمر..
أُكرّر تقديري وامتناني لك يادكتور..

وَ شُكري لكَ / أكثر من الكثير بكثير..

قايـد الحربي
11-11-2006, 02:18 PM
د . باسم القاسم
ــــــــــــــــ
* * *

شكراً لكرمك الأكرم
ونقائك الأنقى .

لفتةٌ كريمةٌ منْك يا عزيزي
وفي النثر من السحر ما يفوق النثر

وفي كل قسمٍ في أبعاد هناك ما يستحق الضوء
والشموس .

كل الشكر لك

د.عبد الله آل سفر الهشبول
11-11-2006, 02:34 PM
د باسم
الشكر الجزيل لما سطرت

محمد الناصر
11-11-2006, 04:10 PM
الدكتور باسم القاسم :

بداية لك كل الشكر على ما أتحفتنا به ، من رؤية حديثة لحديقة اللغة ... أما بعد :

مدخل :

( يقول جوردان ( السوقة ) لأستاذه الفيلسوف في قصة من قصص موليير : إني أريد أن أسر لك سراً .. فيقول له أستاذه

: لك ذلك ، هل تريد شعراً ... فيقول : كلا... هل تريد نثراً ؟ فيقول : كلا....

فيقول له أستاذه ومع ذلك فلا بد أن تختار إما شعراً وإما نثراً ، لأن الكلام لا يمكن أن يكون إلا شعراً أو نثراً .. فيقول له

صاحبه : وإذن عندما أطلب إلى خادمي أن يناولني قلنسوتي أو حذائي فأنا أقول النثر ؟ فيقول له : نعم .

فيقول : يا للعجب !! إذاً فأنا أتكلم النثر منذ أربعين سنة ، ولا أدري ؟


من المثال السابق نرى أن مؤرخوا الأدب العربي قسموا الكلام إلى منظوم وهو ما تحكمه القافية والوزن ، ومنثور وهو

الكلام الخالي من القيود ...

وفي مدارس النقد الحديثة ، أوجد النقاد نوع من الأدب عبارة عن مزيج بين النثر و الشعر أو مصطلح القصيدة النثرية ..

وهي عبارة عن كلام لا يرضخ .. للقافية أو العروض ... بل يعتمد الإيقاع .. بين الجمل ... ولا زال هناك خلاف فمنهم من

اعتبره شعراً .. ومنهم من أبقاه في خانة النثر ...

أما في ما يخص موضوع العيادةالنفسية .. فكما علمنا أن أي كلام هو كلام نثري ..فكل ما يحمله القلم هو نثر ..

وأغراضه تتعدد من الطرائف .. للحزن .. للألم ... للقصة ... ..

وقد كانت مواضيع قسم النثر ذات قالب معين يا دكتور ، بسبب المآسي التي يعيشها المواطن العربي ، والقيود التي

تكبل قلمه .. ولسانه .. فيتجه في كتاباته إلى عشقه وحزنه ...


مرة أخرى يا دكتور باسم لك الشكر الجزيل على ما تضفيه من ضوء ..


خالص الود للجميع






لقيود القافية والعروض ...

سنا الأبجدية
11-11-2006, 06:16 PM
طابت أوقاتك بالخير والمسرات د. باسم القاسم
أشادت الردود السابقة بالمقال الرائع وتركز بعضها على القصيدة النثرية أو الشعر المنثور
اسمح لي أن أتطرق إلى بدايات طرحك الثري بالقيمة النقدية والفكر الأدبي
إلا أن مالفت انتباهي مداخلات أعضاء منتديات أبعاد الكرام ...
بدت لي أبعاد النثر الأدبي ..عيادة نفسية ...وقبل أن تثير هذه العبارة امتعاض أحد سأستعرض وجهة نظري تجاه مناقشة النثرية الأدبية ..
* حرفية بناء النص النثري لابد أن تأخذ النصيب الأكبر من المناقشة وذلك لأن المضامين الوجدانية للنصوص توشك أن تكون عناوين ثابتة للإستثمار الأدبي ../ الحزن , الغربة، العشق ، ../ وقد تتفقون معي على أن طرق العرض والبناء تتعدد بتعدد المشرب اللغوي بين الكتاب ..
لا إثارة أو امتعاض فيما ذكرت لأن كاتب النثر أو الشعر - قديما وحديثا -
ليس إلا كتلة من التفاعلات الإنسانية الوجدانية العاطفية أو السلوكية
إن كان الغزل والهجاء والمدح والذم والرثاء والفخر أغراض الشعر فالنثر لا يبتعد عن ذلك أبدا
وهي ليست عناوين للاستثمار الأدبي بل محصلة للقيم والمفاهيم والفكر والمشاعر الإنسانية ،
والتفاعل معها لابد أن ينسجم مع أي غرض ويتناغم مع أي فكرة فلا أعتقد أنها عيادة نفسية بل صالون أدبي

وعليه فإن التركيز على طرق البناء بتفكيك النص والربط الدلالي بين الأنساق سيفجر بؤر إبداعية في النص لم يكن الكاتب يفطن لها ..وهذا مايعطي للنص القيمة التي يتمنى الشاعر تولدها في فضاءات المتلقي ..
رائع جدا أستاذي القدير .. ما رأيك بمن يؤكد أن تفكيك النص والربط بين الأنساق يهدم الصرح الإبداعي الذي بناه كاتب النص
وإن جازف أحدهم بذلك وأراد الحوار الأدبي والمناقشة ، قيل عنه أنه لا يفهم في الإبداع أو أن الترميز والغموض ميزتان لا يفقههما إلا مبدع !!
وأن القارئ لا يحسن القراءة .. لا تسأل عن فكر الكاتب فذلك يؤدي إلى شخصنة النقد بآخره
ولك أن تتكلم فقط عن الصور الجمالية والخيال الساحر وإن كان النص مدججا بالتجاوزات والمحظورات ..
لا تنسَ إنه مبدع !!

* موت المؤلف آلية مهمة في مناقشة هذا الجنس من أجناس الإبداع وربما فيها جميعاً وربما تتفرد مدرسة النقد النفسي ( الفرويدي) بخروجها على هذه الآلية ولكن لهذه المدرسة حرفية خاصة غابت عن مداخلات أعضاء المنتدى ..
هنا أتمنى أن يتسع صدرك عن ( الآلية التي انفردت بها مدرسة النقد النفسي الفرويدي والتي لم تلتفت لها مداخلات الأعضاء )
النظرية النفسية الفرويدية تنطلق من عالم غرائزي تسيطر عليه أحاسيس ورغبات غامضة ، تهيمن عليه ربط العاطفة
بالجسد فكرا وأدبا كتابيا - بالنسبة للنصوص نحن نتحدث - فالنقد من خلال هذه النظرية يحاول الكشف عن الرغبات
اللاشعورية للكاتب أو للشخصيات التي قدمها في النص ، يصب اهتمامه على اللغة الخفية والتشبيهات الساحرة والصور
الغريبة أكثر من المضمون والفكرة

منتديات أبعاد تضم أعضاء ذوي قدرة نقدية متميزة ولافتة للنظر لغةً وطرحاً ..أتمنى أن يناقشوا ما أسلفت ..من باب الغيرة على هذه المملكة الأدبية والتي بالفعل بدأت بقوة باستقطاب أمراء الإبداع من الجيل المعاصر ..
من هذا المنطلق كانت لي هذه الوقفة المطولة فعذرا لذلك
تحياتي وكل التقدير

حمد الرحيمي
11-11-2006, 07:29 PM
حرفية بناء النص النثري لابد أن تأخذ النصيب الأكبر من المناقشة...


موت المؤلف آلية مهمة في مناقشة هذا الجنس من أجناس الإبداع..

أن مايرد من مشاركات في بعض الأحيان يتجاوز كونها نثرية أدبية إلى قصيدة نثرية " شعر منثور ..

..وعليه أجد من الضروري التمييز بين الحالتين حرصاً على المنتدى والكتاب...

لا أضيق واسعاً...فلابد أن تكون المداخلات متنوعة ..





د. باسم القاسم ...

برأيي أن تعلق هذه الملاحظات على أستار منتدى النثر الأدبي ...


لكن ألا تلاحظ معي يا د. باسم أن هذه الملاحظات موجهه نوعاً ما لأهل النقد ...


وأهل الاختصاص قلائل لا يتجاوزون أصابع اليدين في أبعادنا الأدبية ...





كُن بألف خير ...

د.باسم القاسم
11-13-2006, 01:34 AM
طابت أوقاتك بالخير والمسرات د. باسم القاسم
أشادت الردود السابقة بالمقال الرائع وتركز بعضها على القصيدة النثرية أو الشعر المنثور
اسمح لي أن أتطرق إلى بدايات طرحك الثري بالقيمة النقدية والفكر الأدبي
إلا أن مالفت انتباهي مداخلات أعضاء منتديات أبعاد الكرام ...
بدت لي أبعاد النثر الأدبي ..عيادة نفسية ...وقبل أن تثير هذه العبارة امتعاض أحد سأستعرض وجهة نظري تجاه مناقشة النثرية الأدبية ..
* حرفية بناء النص النثري لابد أن تأخذ النصيب الأكبر من المناقشة وذلك لأن المضامين الوجدانية للنصوص توشك أن تكون عناوين ثابتة للإستثمار الأدبي ../ الحزن , الغربة، العشق ، ../ وقد تتفقون معي على أن طرق العرض والبناء تتعدد بتعدد المشرب اللغوي بين الكتاب ..
لا إثارة أو امتعاض فيما ذكرت لأن كاتب النثر أو الشعر - قديما وحديثا -
ليس إلا كتلة من التفاعلات الإنسانية الوجدانية العاطفية أو السلوكية
إن كان الغزل والهجاء والمدح والذم والرثاء والفخر أغراض الشعر فالنثر لا يبتعد عن ذلك أبدا
وهي ليست عناوين للاستثمار الأدبي بل محصلة للقيم والمفاهيم والفكر والمشاعر الإنسانية ،
والتفاعل معها لابد أن ينسجم مع أي غرض ويتناغم مع أي فكرة فلا أعتقد أنها عيادة نفسية بل صالون أدبي

وعليه فإن التركيز على طرق البناء بتفكيك النص والربط الدلالي بين الأنساق سيفجر بؤر إبداعية في النص لم يكن الكاتب يفطن لها ..وهذا مايعطي للنص القيمة التي يتمنى الشاعر تولدها في فضاءات المتلقي ..
رائع جدا أستاذي القدير .. ما رأيك بمن يؤكد أن تفكيك النص والربط بين الأنساق يهدم الصرح الإبداعي الذي بناه كاتب النص
وإن جازف أحدهم بذلك وأراد الحوار الأدبي والمناقشة ، قيل عنه أنه لا يفهم في الإبداع أو أن الترميز والغموض ميزتان لا يفقههما إلا مبدع !!
وأن القارئ لا يحسن القراءة .. لا تسأل عن فكر الكاتب فذلك يؤدي إلى شخصنة النقد بآخره
ولك أن تتكلم فقط عن الصور الجمالية والخيال الساحر وإن كان النص مدججا بالتجاوزات والمحظورات ..
لا تنسَ إنه مبدع !!

* موت المؤلف آلية مهمة في مناقشة هذا الجنس من أجناس الإبداع وربما فيها جميعاً وربما تتفرد مدرسة النقد النفسي ( الفرويدي) بخروجها على هذه الآلية ولكن لهذه المدرسة حرفية خاصة غابت عن مداخلات أعضاء المنتدى ..
هنا أتمنى أن يتسع صدرك عن ( الآلية التي انفردت بها مدرسة النقد النفسي الفرويدي والتي لم تلتفت لها مداخلات الأعضاء )
النظرية النفسية الفرويدية تنطلق من عالم غرائزي تسيطر عليه أحاسيس ورغبات غامضة ، تهيمن عليه ربط العاطفة
بالجسد فكرا وأدبا كتابيا - بالنسبة للنصوص نحن نتحدث - فالنقد من خلال هذه النظرية يحاول الكشف عن الرغبات
اللاشعورية للكاتب أو للشخصيات التي قدمها في النص ، يصب اهتمامه على اللغة الخفية والتشبيهات الساحرة والصور
الغريبة أكثر من المضمون والفكرة

منتديات أبعاد تضم أعضاء ذوي قدرة نقدية متميزة ولافتة للنظر لغةً وطرحاً ..أتمنى أن يناقشوا ما أسلفت ..من باب الغيرة على هذه المملكة الأدبية والتي بالفعل بدأت بقوة باستقطاب أمراء الإبداع من الجيل المعاصر ..
من هذا المنطلق كانت لي هذه الوقفة المطولة فعذرا لذلك
تحياتي وكل التقدير



الفاضلة نبض الحروف ..
حسناً .. فلنتشارك معاً بإثراء بحار ومحيطات المعرفة بروافد ذواتنا المفكرة, ولعلي آثرت أن تكون خلفية ماسيرد عني ، عبارة لرسو يقول "قد أختلف أنا وأنت في وجهة النظر ولكنني قد أبذل دمي لتتحقق وجهة نظرك "
فقرات المداخلة
الفقرة الأولى : ورد فيها كلام ثمين ولكنه لايمت لما طرحته بصلة تقولين : ((لأن كاتب النثر أو الشعر - قديما وحديثا -
ليس إلا كتلة من التفاعلات الإنسانية الوجدانية العاطفية أو السلوكية)) هذه أبجديات معلومة عند كل من له تورط في الإبداع الأدبي ولكن حديثك
هنا يتناول المشاركات وأنا قد بينت أنني ألفت النظر حول المداخلات التي تناقش المشاركات وليس المشاركات إذ أن نوازع ودوافع الكتاب لها قداسة لاتمس " يبدو أن قراءة ماطرحته تم بشيء من التسرع "ولكن هناك بعض مما يلفت النظر في هذه الفقرة وخصوصاً بموضوع أغراض الشعر أعتقد أنه هناك فرق بين نوازع ودوافع الكتابة وبين أغراض الكتابة / الحزن . الغربة . العشق ..الطمع ..حب الذات / هذه نوازع وجدانية جبلت عليها خصائل النفس البشرية فأنا لا أقول الغرض من القصيدة الحزن ولكن أس القصيدة ومنبع انبعاثها هو الحزن
فإذا كان الغرض من النص المدح فربما تكون نوازعه " الطمع ، الود ، الإخلاص ..."وماذكرته بكلمة عناوين للاستثمار الأدبي هو أن هذه النوازع يتم استثمارها لتوليد النص ولايوجد نص بغير هذه النوازع وهي توشك أن تكون مشتركة بين الناس ولكن التعبير عنها مختلف ...ومانوهت عنه وهو الإهتمام بطرق التعبير عن هذه النوازع " بناء النص " فهو مايرده الكاتب من قارئ النص ..طريقة تعبيره الأدبي عن الحالة وليس الحالة نفسها

الفقرة الثانية :
واضح هنا الإبتعاد عن موضوع المشاركة وقد بدت هذه الفقرة تتحدث عن الصراع بين المذاهب النقدية
حسناً ..أعتقد أن لكل مشربه ولكن لايقبل أحد أن يعترض عليه أحد ما من غير أدلة وقرائن ومفاهيم
النقد وكما تعلمون ليس كلاماً إنشائياً هوكلام له ضوابط عقلانية صارمة إنه ليس تهويمات بلاغية إنه يخضع للمنهجية " الإبستيمية"
"جاك دريدا ..منظرة مدرسة التفكيك " " رولان بارت منظر المدرسة البنيوية " " إيزر وياوس منظرا مدرسة كونسطانس " وكثيرون لم يأتوا من الفراغ ..من أراد أن يفند آراهم علية أن يتسلح ويكون مستعد لعرض البينة
..القيل والقال كثير ولكن " البينة على من ادعى "
* (النص مدججا بالتجاوزات والمحظورات ..
لا تنسَ إنه مبدع !!)
: هذا الطرح موضوع آخر لا أدري مالذي استجلبه هاهنا ..على كل حال ..فليكن مدار لمناظرات نقدية في أبعاد وحتماً ستكون منها الفوائد الجمة ..
الفقرة الثالثة :
توقفت عندها طويلاً لم المس في ثناياها إلا موافقة طرحي مثلاً : (يصب اهتمامه على اللغة الخفية والتشبيهات الساحرة والصور
الغريبة أكثر من المضمون والفكرة)

إذاً العمل والإجتهاد على بناء النص " الألفاظ ، علامات الترقيم التشبيهات والصور .."
وهذا ماافتقدته في المداخلات وأحببت أن أنوه إليه " حرفية المدرسة الفرويدية..."
هوامش:
* أعتقد بقدر مانهتم بالنص بنيوياً وبلاغياً بقدر ما نهتم بمبدعه..إذاً ما نوهت عنه يتجه نحو زيادة الإهتمام بكتاب النصوص وإيفاءهم حقهم علينا
وكلّ على قدر وعائه ...
*فليكن مانلقيه على جذوة الفكر زيتاً وليس ماءً ليزداد تأججها ...
* سقوط النص لدى المتلقي عقائدياً أو ايديولوجياً لا يعني سقوطه فنياً وأدبياً
* إن الغوص في مذاهب النقد الغربي الحديث ولع وشغف بدأ من باب " من تعلم لغة قوم ..." ونحن أبعد مانكون عن استعراض العضلات النقدية فأنا أجد من الواجب معرفة الآخر عن قرب ومعرفة أدواته المعرفية والتي ربما اوصلته إلى ماهو عليه اليوم أياً كان(( إذا سمح الزمان سأكون حريص على وصول نسخ أطروحتي النقدية الفلسفية عن " موت اللغة" إلى منتديات ابعاد بعد الإنتهاء من طباعتها قريباً ، وأتشرف أن تكون بين يديك ))
*لابد من التأكيد على معرفتي ويقيني بأننا في صالون أدبي ...........؟
* لابد من التأكيد على أنني لم أدع المقدرة ولا الأستذة لأكون( (رائع جدا أستاذي القدير))
فهذه العبارة أياً كانت دوافعها أجدني غير كفؤ لها..
وإنما حالي عندما دعيت إلى أبعاد الأدبية كحال من آنس ناراً (( فقال لأهله امكثوا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ))
وكما لا أخفي سروري بالتواجد مع كوكبة مبدعي النقد الحديث من اعضاء منتديات أبعاد..
سلامٌ عليك ....ودمت بخير

سنا الأبجدية
11-14-2006, 01:11 AM
الفقرة الأولى : ورد فيها كلام ثمين ولكنه لايمت لما طرحته بصلة تقولين : ((لأن كاتب النثر أو الشعر - قديما وحديثا -
ليس إلا كتلة من التفاعلات الإنسانية الوجدانية العاطفية أو السلوكية)) هذه أبجديات معلومة عند كل من له تورط في الإبداع الأدبي ولكن حديثك
هنا يتناول المشاركات وأنا قد بينت أنني ألفت النظر حول المداخلات التي تناقش المشاركات وليس المشاركات
الردود على المشاركات هو ما قصدته هنا .. تفاعل الكاتب الذي يتداخل مع أي نص لابد وأن يصب في محتوى الفكرة وليس بعيد عنها

إذ أن نوازع ودوافع الكتاب لها قداسة لاتمس " يبدو أن قراءة ماطرحته تم بشيء من التسرع "ولكن هناك بعض مما يلفت النظر في هذه الفقرة وخصوصاً بموضوع أغراض الشعر أعتقد أنه هناك فرق بين نوازع ودوافع الكتابة وبين أغراض الكتابة / الحزن . الغربة . العشق ..الطمع ..حب الذات / هذه نوازع وجدانية جبلت عليها خصائل النفس البشرية فأنا لا أقول الغرض من القصيدة الحزن ولكن أس القصيدة ومنبع انبعاثها هو الحزن
ولا أختلف معك .. هي نوازع ودوافع بنفس الوقت لأنها حرضت القلم على الكتابة ، أما إن بقيت في النفس فهي نوازع فقط

الفقرة الثانية :
واضح هنا الإبتعاد عن موضوع المشاركة وقد بدت هذه الفقرة تتحدث عن الصراع بين المذاهب النقدية
اسمح لي .. لم أتطرق إلى المذاهب النقدية إلا لأنك ذكرت المدرسة أو النظرية الفرويدية في النقد


حسناً ..أعتقد أن لكل مشربه ولكن لايقبل أحد أن يعترض عليه أحد ما من غير أدلة وقرائن ومفاهيم
وكما تعلمون ليس كلاماً إنشائياً هوكلام له ضوابط عقلانية صارمة إنه ليس تهويمات بلاغية إنه يخضع للمنهجية " الإبستيمية"
"جاك دريدا ..منظرة مدرسة التفكيك " " رولان بارت منظر المدرسة البنيوية " " إيزر وياوس منظرا مدرسة كونسطانس " وكثيرون لم يأتوا من الفراغ ..من أراد أن يفند آراهم علية أن يتسلح ويكون مستعد لعرض البينة
..القيل والقال كثير ولكن " البينة على من ادعى "
لن آتِ بجديد إن قلت عن هذه المدارس والنظريات الغربية
وكم تأثر أدبنا العربي بالفكر الغربي منذ حملة نابليون على مصر في أواخر القرن الثامن عشر وحتى وقتنا الحالي
وهو ما أفقده الهوية الإسلامية العربية وأصبح تائها بين حداثة وعصرنة وكأنه لا يملك تراثا وتاريخا عريقا في الأدب
نشأت تلك المذاهب نتيجة لأوضاع الغرب الدينية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية في أوروبا
وهي تعبر عن عقيدة الإنسان الغربي وصراعاته النفسية والخواء الروحي والضياع .. هي لا تعبر عنَّا د. باسم
فديننا ومعتقداتنا وكل ظروفنا الحياتية والفكرية تختلف عنها ولا يخفَ عليك ذلك
رجال الكنيسة نصبوا أنفسهم وسطاء بين الناس والله بعد أن نالت الديانة المسيحية جانبا كبيرا من التحريف
تخبط فكرهم عندها وتمردوا على الدين بل رفضوا كل ما هو ديني ، فظهرت المدارس والمذاهب الأدبية النقدية المختلفة لديهم
فـ تقييم ونقد العطاء الفكري لدى الكاتب لابد وأن ينطلق من عقيدتنا التي لم تُمس وتاريخنا الذي يجب أن نفخر به

* (النص مدججا بالتجاوزات والمحظورات ..
لا تنسَ إنه مبدع !!)
: هذا الطرح موضوع آخر لا أدري مالذي استجلبه هاهنا ..على كل حال ..فليكن مدار لمناظرات نقدية في أبعاد وحتماً ستكون منها الفوائد الجمة ..
ما استجلبه هنا هو ما سبق شرحه بهذا الرد مني وما نوهت عنه - المدرسة الفرويدية - بردك السابق لي


الفقرة الثالثة :
توقفت عندها طويلاً لم المس في ثناياها إلا موافقة طرحي مثلاً : (يصب اهتمامه على اللغة الخفية والتشبيهات الساحرة والصور
الغريبة أكثر من المضمون والفكرة)
لا بأس .. استنتجت موافقتك على هذه النقطة من الطرح الرئيسي لك لذا ذكرتها
واختلف معك فليسع صدرك الرحب اختلافي
الفكرة - برأيي - لها الأولوية وليس للغة الخفية الأولوية
فما يكتبه الكاتب - سواء كان نثر أو شعر أو قصة - يمثل فكره ومرجعيته الثقافية فهي الأجدر بالوقوف
أما إبداعه في أساليب الكتابة فتلك إضافة يجب أن تحظى منَّا بالإشادة والنقد الذي يبرز إبداع الفكرة واللفظ معا

أنهي ردي بهذا الاقتباس
عبارة لرسو يقول "قد أختلف أنا وأنت في وجهة النظر ولكنني قد أبذل دمي لتتحقق وجهة نظرك "
تقديري لتواضعك وجمال حوارك د. باسم القاسم

د.باسم القاسم
11-16-2006, 12:36 AM
"أستسمح كل من يمر بهذا الموضوع على هذه الإطالة"
إذاً ..فلنفتح باب العموميات على مصراعيه فما يبدو لي هو أن رحى الحوار تدور حول قضايا فكرية كبرى
أسس الاختلاف فيها يعود إلى اختلاف المرجعية الفكرية ولا أقول " العقائدية " وهذا مما لابد منه (( ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ))..ولابد أن نعترف بأن مثل هذه الحوارات استمرت لعقود طويلة منذ ولادة فكر التنوير
عند النخب العربية المثقفة وربما أقفلت مثل هذه السجالات منذ زمن بعيد نسبياً على غير توافق ،وليكن أننا نجدد أحاديث الأمس من خلال حواراتنا المثمرة في منابر أبعاد أدبية ذات المرجعيات المتعددة ...

*العقائدية والفكر:
العقيدة حتماً فكر ولكن الفكر ليس بالضرورة عقيدة أو أنه نابع منها (( ليس بالضرورة )) ، عندما أقول فكرفأنا أولاً أعني العقل ..يتحول الفكر إلى عقيدة عندما يقعّد الفكر فيتحول إلى قواعد قارّة من صفتها الثبات وكل مايصدر عنها يسمى فكراً عقائدياً .((الفكر العقائدي الديني ، الفكر العقائدي الأيديولوجي....))
العقل العقائدي يتعامل مع أي فكر خارج عن عقائديته بطريقتين :
1ـ الرفض سلفاً لمجرد مخالفة العقيدة " الدوغمائية "
2ـ الولوج ضمن هذا الفكر المغاير ومناقشته "من باب الثقة المطلقة بالعقيدة التي هو عليها فهو لايخشى على نفسه من الأفكار المغايرة ..يناقشها فما وافق عقيدته وساعد على منحها صفة الصيرورة ة والحصانة أخذ به ، ووظفه في الإطار الفكري النقدي العقائدي ، وماتنافر مع عقيدته تركه ..معترفاً به كونه فكر مناهض ..
الفكر العقائدي الإسلامي "وأحمد الله أنني من حملته "وفي فترة العصور الذهبية التي مر بها أنتج تاريخاً فكرياً
نموذجياً أعتمد فيه حملة هذا الفكر من الأساطين والأفذاذ الطريقة الثانية فقد تم الإنفتاح على الآخر المغاير
" الإغريق"الوثنية " ـ اليونان ـ الفرس" المجوسية" ـ الرومان" الوثنية /المسيحية"ـ الهندوسية الهندية... ..." بطريقة الواثق من عقيدته تم الولوج في هذه الثقافات .."ابن سينا ، ابن زهر ، ابن خلدون ، البتاني ............."
لاتجد موضعاً في مؤلفاتهم إلا وترى أفلاطون ، أفلوطين ، أرسطو ، رهبان الأديرة ...عندما قدموا على قضية الشعر عند أفلاطون لم يقولوا إنه وثنياً فدعكم مما يقول بل على العكس تناولوا الفكر الأفلاطوني كفكر وأدوات بغض النظر عن العقائدية وبهذه الطريقة والأمثلة عديدة تحققت الفائدة الكبرى في الفتوحات الإسلامية حيث أنهم ناقشوا الأخر بأدواته
فانتشر فكرهم العقائدي ولاقى القبول ..مثلاً عندما ترجمت كليلة ودمنة لم يقولوا إنها تراث هندوسي دعكم منها
إنهم نظروا إلى الحكمية الهائلة في تلك النصوص " الحكمة ضالة المؤمن .."
ولأقترب أكثر يقول الحديث الشريف "حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج" (صحيح مسلم )
الأمثلة كما تعلميين كثيرة ولاتحصى ولعل المستشرقة "زغرد هونكة "بكتابها الشهير(( شمس الشرق تسطع على الغرب)) تأكد أنه لم يمر في التاريخ الإنساني حضارة أثرت وتأثرت مثل الحضارة الإسلامية
وبالعودة إلى موضوعنا (( المذاهب والمدارس النقدية الغربية )) بعد هذا التمهيد الذي كان لابد منه أقول
إن المعرفة والدراية بهذه المذاهب والاستفادة من طروحتها تأتي مما أسلفت ذكره ولو تقتربين من هذه الطروحات تجدين أنها فكرية بحتة تخلو من العقائدية فأصحاب هذه المدارس ظهروا بعد اندثار العصر الكنسي " البطرركي " في أوربا ..وعليه لماذا أرفض رولان بارت عندما طرح قضية التناص وقال (( لايوجد نص أول )) هل لأنه مناهض لي عقائدياً وهذه العبارة هل ستعصف بأجيالنا إلى التشتت والهلاك إن أقرو ا بها..على العكس أنا أستنبط من تاريخنا من قال هذه المقولة في يوم من الأيام وأحاول المزاوجة بين الرأيين لخدمة الفكر النقدي الأدبي العربي ...
نحن جيل مسؤول الويل لنا إن وقفنا عاجزين أمام هؤلاء وحجتنا أنهم ليسوا على ديننا ..
نحن على شريعة سمحاء واضحة نقية واثقة كفلق الصبح فممن أخشى وأخاف إن لم نكن نحن الضعفاء في تحصين تاريخنا وفكرنا وعقائدنا ..عندما تدور دوائر الفكر الإنساني الأممي في المحافل لابد أن يكون من هذه الأمة وفي هذا العصر من يرفع صوته ليقول " أنا زعيم قافلة الفكر المعاصر ولا أرضى أن أكون حادٍ فيها "
كم من أصحاب الفكر المغاير في هذا العصر دخلوا الإسلام كيف : من خلال مناقشة عقولهم بأدواتهم هم ...
عندما نناقش نصاً أدبياً وفق هذه الأدوات نحن نخاطب الأمم ونقول " نعم نحن على قدرة بلغتنا ولساننا وعقيدتنا من توليد مثل هذه النماذج المنسجمة مع الفكر الجمعي الأممي الأنساني.." ولاشك أن هذه النماذج نحملها روح تاريخنا وتراثنا الناصع (( الماركيز غابريل غارسيا هكذاجعل من مجتمع أمريكا اللاتينية حاضراً بين المجتمعات))
الموضوع يحتاج إلى حذر ٍ كيّس فطن أريب يأخذ الطيب ويترك الغث الخبيث.. حارس على أجيال أمته حرص عليهم..
نعم ..حضارتهم مادية ..خواء روحي ,,,,,,,.....إلخ..ولكن أمثال هؤلاء من أصحاب الفكر من أشد المعارضين والمستاءين مما يحدث إنهم خاصة الخاصة في مجتمعاتهم(إنهم حاكموا مجتمعاتهم بكل مايعتريها من إخفاقات في مجكمة العقل قبل يحاكموا ويخاطبوا المجتمعات الأخرى ) ..إقرؤا ..عنهم ستعرفون ذلك قبل أن ترفضوهم سلفاً وعلينا أن نميز ونفهم مايصدرعنهم
فمايصدر عن العقل المتجرد واضح وما يصدر عن عقيدة المتكلم واضح أيضاً ..نحن شركاء فكر ولسنا شركاء عقائد " هذا مافعله البياتي ، ونازك الملائكة ، السياب ، عبدالله الغذامي ، ميجان الرويلي، سعد البازعي ، قاسم حداد ،المسيري....."عندما يبرر الآخر تصرفاته براغماتياً فنحن نسقط رأيه براغماتياً أيضاً بنفس أدواته
هذه الطريقة بينها الوحي المطهر عندماخاطب قومه الخليل إبراهيم وكذلك خاطب النمرود (( فبهت الذي كفر ))
*تنويه:
عندما نناقش النصوص والعطاء الفكري حتماً وحصراً من خلال عقيدتنا فقط نحن هنا نمثل محاكم شرعية ولن نكون أصحاب فكر ناقد موضوعي
النص نناقشه فنياً وننظر إلى أداء كاتبه اللغوي والتراكمات الثقافية في معين الكاتب وما تأثر به ونعطي رأينا فيه ومن ثم نناقش عقائد هذا النص وفكره فإما نقبل بها أو نرفضه وفي حال كان هذا الفكر موتوراً يحمل سمة التجني والتعسف بحق الآخر والكيدية واللاموضوعية فلاشك بأننا سنواجهه بنصوص وآراء ودراسات تدحر وتدحض هذه المزاعم ونسقطها ومن هنا وفي مثل هذه الآونة التي يتم التجني فيه علينا تأتي ضرورة تواجدنا على المستوى الأممي(( وقد مثله في يوم من الأيام د. أحمد ديدات في المناظرة التلفزيونية الشهيرة والتي أثلجت صدور الملايين وكان من الواضح معرفة ديدات بلغة الآخر وخصوصياته وثقافته))

نعم لاشك أن رائحة التخصص تفوح من حديثي ولكنني عندما أخاطب نبض الحروف أعرف تماماً أنها إن لم تكن من أهل التخصص في النقد فهي حتماً تسعى لذلك وهذا ما لمسته في مداخلاتها الثمينة.. ............................................
" يتبع" (حول الفكرة في النص الأدبي والتركيز عليها نقدياً)

سنا الأبجدية
11-16-2006, 02:59 AM
نعم لاشك أن رائحة التخصص تفوح من حديثي
إذن لم تخطئ حاسة الشم عندي حين قلت أستاذي في الرد السابق
لكنك نفيتها هناك واستدركتها هنا
* لابد من التأكيد على أنني لم أدع المقدرة ولا الأستذة لأكون ((رائع جدا أستاذي القدير))
فهذه العبارة أياً كانت دوافعها أجدني غير كفؤ لها..
ولكنني عندما أخاطب نبض الحروف أعرف تماماً أنها إن لم تكن من أهل التخصص في النقد فهي حتماً تسعى لذلك
وها أنت تعرف تماما أن تلميذتك ليست من أهل التخصص في النقد
لذا فهي لن تقاطعك الآن وستكون قارئة جيدة لتتمة حديثك حول الفكرة في النص الأدبي والتركيز عليها نقديا
تحياتي وكل التقدير أستاذي الفاضل د. باسم القاسم

د.باسم القاسم
11-17-2006, 03:23 AM
تفضلي..ها قد هيأت مقعد التأمل لذاتك القارئة العارفة ..وحرصت على حزمة من ضوء الشغف المعرفي
أن تنبعث لتضيء أرجاء لوحتي اللغوية ..وكم تمنيت أن يكسر أحدهم ريش لغتي الملونة ويمزق قماش وهمي
لعلي أرتاح في يوم من أيام من سماع ناقوس الحقيقة حين يعلو صوته من بين جميع الأصوات
ويناديني: إليّ ..إلي..

((الفكرة برأيي لها الأولوية وليس للغة الخفية الأولوية،فما يكتبه الكاتب يمثل فكره ومرجعيته الثقافية فهي الأجدر بالوقوف، أما ابداع أساليب الكتابة فتلك إضافة يجب أن تحظى منا بالإشادة والنقد الذي يبرز إبداع الفكرة واللفظ))
لاحظت أن التمركز المنطقي في طرحك يدور حول فكرة النص
وعليه فحرص الناقد بنسبة كبيرة يتركز على مناقشة هذه الفكرة للكشف عن الماهية الثقا فية للمصدر الباث للنص. ..
أعتقد مايلي :
عندما يدور الحديث حول فكرة النص الأدبي (( الشاعري/الشعري)) يتم التميز بين:
1ـ الفكرة العامة للنص وهومايطلق عليه السياق العام والذي قد يصرح عنه الكاتب من خلال عنوان النص ((على فكرة هناك مدرسة نقدية كاملة تهتم بالتوقيع والعنوان )) مثلاً محمد الناصر يعنون نثريته الأدبية (( رسالة إلى الموت )) فنعرف أن فكرة النص/ السياق العام للنص يدور حول علاقة الإنسان بالموت..
وقد يضمّن الكاتب فكرة النص في عنوانه هذا العنوان بحاجة إلى تفكيك للوصول إلى الفكرة العامة ..
وقد يحيلنا الكاتب إلى النص نفسه لتثبيت دلالة العنوان...( مديح الظل العالي " محمود درويش" )
هنا الفكرة العامة للنص تمثل كلمة السر للولوج إلى النص
2- أفكار أنساق النص ( المقاطع / السطور / بيت الشعر..) مجموعة الأفكار حتماً توالي وتتبع الفكرة العامة
هنا أفكار الأنساق تمثل كلمة السر للولوج إلى عوالم الكاتب المعرفية
وعليه
كما هو معلوم لديكم أن فعل الكتابة ( الشاعرية /الشعرية) لها أساليب كتابة ولا أقول أشكال كتابة
من هذه الأساليب (( التورية - التكثيف –الترميز-الأسطرة – فن التصوير – القناع –الانزياح الدلالي...))
مايحكم ويوجه هذه الأساليب هومايسمى فقه اللغة (( الفيلولوجيا))
يستخدم الكاتب هذه الأساليب لتضمين مايريد أن يطرحه من أفكار في أنساق النص
يقول محمود درويش من قصيدة شتاء ريتا الطويل
ريتا تكسّر جوز أيامي
وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابق ٍ
نسق جميل أثار في المتلقي سحرية ما ...تولدت من أسلوبية الدرويش في طرح الفكرة هذه السحرية تسرق المتلقي قبل كل شيء وقبل معرفة الفكرة.... الحديث الشريف (( إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لماهو سحر))

هذا النسق له فكرة حتماً لن نصل إليها إلا بعد تفكيك وقراءة بنية النسق ...يتمتع الشاعر هنا بلياقة عالية
في استخدام فقه اللغة لتوليد أسلوب كتاب خاص بالكاتب..
هذا النص مؤلف من مجموعة كبيرة من الأنساق الناقد يجتهد عليها بقوة لأهداف عدة :
* تحديد خصوصية الكاتب في ممارسة فعل الكتابة الإبداعي
* وضع اليد على الحالات التي تجسد توليد اللغة وانكساراتها
*تحديد فكرة النسق والتي قلما يمكن تثبيتها عند المبدعين بسبب تعدد الدلالات التأويلية لذلك نرى قراءات متعددة للنص الواحد ينتج عنا أفكار متعددة وهذه من سمات النص المبدع
الكاتب حريص على ذلك وعلى استخدام هذه الأساليب وإلا سقط في مستنقع التقريرية والمباشرة والنمطية
الشاعر يرحب بتصفيقنا للفكرة ولكنه عندما قدم النص أراد أن يقول هذا أسلوبي وقدرتي اللغوية ...هوعندما ابتدع النص أراد لأحد ما أن يمنحه خصوصيته في أسلوب الكتابة والبناء اللغوي للنص ((هذا هوالهدف الرئيس من النقد الأدبي وليس إضافة))
ومن ثم لابد أن يكون هناك وقت لمناقشة الفكرة ..(( النقد الفكري)) عندما أقول عن الشاعر أدونيس مثلاً بأنه وجودياً هل أحضر نصوصه لقراءة الفكر الوجودي أم أنني أحضرها لأرى كيف عرض بأسلوبه هذا الفكر ((هذه هي مهمة النقد الأدبي ))
ما أعتقد به وهو أن التركيز على مناقشة الأسلوب الكتابي والبنائي للنص هو هم الناقد فهو لن يستطيع تحصيل الفكرة إلا من خلال التسلح بالرؤية الفنية الثاقبة والذائقة النقدية الشفافة
والكاتب له حق كبير على من يقرأ النص ..هو عندما يكتب نصاً فكرته الحزن لايريد منك أن تتحدث له عن الحزن هو يخاطبك قائلاً (( هذه طريقتي في التعبير عن الحزن )) حدثني عن طريقتي ومن ثم لكل حادث حديث
لماذا نسمي الشاعر شاعراً هل لأنه طرح فكراً ما وحسب هو يحوز على هذا اللقب لأنه تفرد بطريقة فنية للحديث عن قضايا وهموم ومشاعر إنسانية يتشارك فيها الجميع..نعم يكون له وجهة نظر تأخذ بعين الإعتبار ولكنه يريد أن يكون شاعراً أولاً ..
كنت أنوي تقديم نموذج عما أسلفت ولكن المتمكن الأستاذ إبراهيم الشتوي قدم نموذجاً رائعا للنقد عندما ناقش في أبعاد النقد الصورة عند الشاعر عبدالله العويمر ببراعة وعليه فانا أحيلكم إليه..
هذا ماكنت حريصاً عليه في مشاركتي الرئيسة ..أبعاد أدبية أتفاءل بها وأعوّل على أعضائها في رسم ملامح الإبداع في المرحلة المقبلة من تاريخنا الأدبي
وأرجو من الله حسن الخاتمة..
نبض الحروف ..تفضلي بقبول خالص احترامي ومودتي لذاتك العارفة...