سأقول فيهم ..

[ياسر خطاب]

رهام أولاً ...


ليس دلالاً , أو قلة عقل ما سأفعله حين أقول باني سأغادر

وأنا أقبض قلبي بكلتا يدي مستيئساً من نبضه

يرسمني الإحراج عذراً قبيحاً - ربما - وأنا اتكابد موتاً وينكفئ بعضي على بعضي

صدقيني ...

يكفيني من دنيا الحرف أن بريداً مؤقتاً فرّ من عقلي بعد أن ماجت حروفه النور مكونةً روحه الأبدية

حين قالت عنك , وأنت فقط

[ياسر خطاب]

ولأنني أخشى الغرق ...

فقد رأيت طمي الفرات متدفقاً من عينيك الواسعتين كبحر خرافي

ولأني وأنت , متشابهَين في الاختلاف عنهم

ولأن كلينا يحمل قلباً قرمزياً

ولأنّ , لي الفضل في أن عرفتك

ولك الفضل أيضاً في أن تجاهلتني كعرف تقليدي سنّه الزمن
.
.
.
.
سأقول أكثر فيك

[ياسر خطاب]

الذين يدّعون الكتابة ( وأنا منهم)

مرهونة أصابعهم لقولةِ صدقٍ في لحظة جريئة

يمتحنون قلوب من حولهم

ويجبرونهم على عطس همومهم في قلب آخر أشد ظلمة ,

وأكثر إقصاءاً

ولأن صمتك يا رهام , شغبٌ طفولي

فقد سمعتك

حيث أني أتقن لعبة الأب جيداً

ولأنني أحب صمت الآخرين
.
.
.
.

سأقول- حتماً- فيك أكثر

[ياسر خطاب]

الوقت يمضي سريعاً , وفكرة ما , تلومني على فكرة أخرى

ولأنك رهام , سأهب الحياة لكل فكرة وليدة تسرع نحوك

[ياسر خطاب]

مذ رأيتك وأنا أبحث عن قلبِ شاعر أكثر شباباً يحسن الوصف

ولم أجده ..

والآن , ما زلت الهث خلف العبارات الجديدة

لأجد اللائق منها

علماً أنني لا أملك سوى ظهراً محنياً وقلباً رطباً (متعكزاً بلام لو)

أجل لو !!

ما رأيك لو!!

لو وصفتك وأنا العجوز ولكن , بفكرة منيرة وعبارة مشرقة

ولأنني من كبار السن ولأن كبار السن يحبون الثرثرة ,
.
.
.
.

سأثرثر فيك أكثر

[ياسر خطاب]

زرقاء اليمامة قالت : أنكِ حالة صعبة على الفرح

واعتذرت في الحديث عن السعادة فيما يخصك

قالت بأن العالم قد أهملك حقاً , ذلك لأن وجهك مستدير أكثر من القمر

وأن يديك تفوق الحمائم قدرةً في اللعب مع الريح

ولأن عينيك لاهيتين عن الجمال لأنهما الجمال بعينه

وقالت : بأن شبيهتك الوردة سقطت عمداً حين تكلم أحدهم عنك

وأن هيبة قاسيون تزعزعت حين وقفتِ بطولٍ روائيّ

كنبتة فاخرة , جلس القوم حولها

يتدارسون محاسنها ويستخدمونها في رسائل غزلهم

ثم يمضون ... ويتركونها وحيدةً , هم لا يفهمون بكاءها

لأن البكاء لمثلها يحتاج لشاعر حاذق

[ياسر خطاب]

لصوت الآذان المكيّ وقع فريد يجعله حالة خاصة

وصوت البلبل في أذن العاشق , حالة خاصة

الفاكهة الطازجة قبل الطعام حالة خاصة

شرب كوب من اللبن المروب بعد عشاء فاخر يفضي إلى حالة خاصة

وصحن (النابلسية) في دمشق حالة خاصة

(التمر الهندي) في رمضان حالة خاصة


ورهام أيضاً حالة خاصة , وخاصة جداً

[ياسر خطاب]

ربما ....





إذا كان اللقاء ..

ربما سيكفيني أن امسك بيدك على غفلة فيطير قلبي فَـزِعاً كعصفورٍ دوري

أو ربما سأكتفي بأن أراقب حيرتك في فهم وجهي

أو أن أدّعي بأني سأعرّفك على البلاد , أن أحاول التكلم بطلاقة

و لربما سأبتاع لك قطعاً من الشوكولا كمدخل للحديث عن أي شيء

كيف سأسير إلى واجهة المدينة معك بعد رأيت وجهك الوطن

ستكونين على علم مسبق بالتطور العمراني فيها

وعلى معرفة تامة بأنواع طيورها التي سارت يوما إليك

من أين لي بالجديد وأنت هنا ؟

ربما سأحملك إلى الريف البعيد لأنك الأصالة

سأحفظك غيبا هناك وأكون الشاهد التاريخي المغيـّب

سأستغلك في صدري معلومةً فريدة يبحث عنها سماسرة الآثار ورجال الأمن

سأبتاعك لنفسي بنفسي

وأكون وحيدا متوحدا فيك أنت فقط

سنجلس قرب ضفة النهر المائلة ونعيد اتزانها ليعم الخير في الخمائل المجاورة

و أخيراً ومؤكداً

سنسقط في النهر خاتماً ذهيباً لحكاية خرافية وتبتلعنا سمكة جائعة.