المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور لشعراء / شاعرات أبعاد ( الجزء الأول )


إبراهيم الشتوي
11-14-2006, 06:28 PM
الصورة الشعرية ذلك العالم الشفيف المتنامي في حدس الشاعر والمترامي على


ضفاف فكرة ..


نعم في كل إنسان طفل شاعر يحرك المشاعر ويثير الأحاسيس ..


و تبقى الصورة الشعرية هي الحد الفصل بينهم في درجات الإبداع والدقة في


مهارات التصوير ..


فالشاعر مصور يرى الأشياء ويعايش الأحداث فيمزج دقة الحدس بالتقاط الصورة


مع عقله الباطن ..


لتتولد لديه لوحة فنية تتفاوت درجة صفاؤها ونقاؤها من شاعر لآخر ..


من هذه النقطة نقول أن الصورة الشعرية ملغومة بومضات وبريق تداعيات نابعة


من تراكمات ذاتية مخبأة بين سطور المفردة الشعرية وهذه التداعيات مترسبة


ومتمحورة في ثنيا العقل الباطن للشاعر بحيث يمر الشاعر بصور شتى ومتفرقة


في حياته وتتراكم مكونة حزم ضوئية مبعثره تمر عبر الشعور واللا شعور


فتكثف


مكونة صوره جديدة حديثة النشأة والمولد ومكونة مخزون تصويري ثري ..


فالصور حلم هلامي لزج تتمرا اشكالياته بسعة بؤرة الثقافة الكامنة في كل


شاعر ..


وفي النص الشعري تتمخض الصورة مكونة نور يأسر أعين الذائقة عند المتلقي


مشكلة توق ومتعة ذاتية لا توصف أو تترجم


إذا الثقافة الواعية ودقة الحدس في التقاط التفاصيل ركن من اركان هذا الحلم


العلم المتشبث في أطراف الواقع ..


فلو أجتمع شاعران وأكثر أمام بحر مثلا وطلب منهما كتابة ما يجول في


أعماقهم بنص يترجم ما في باطنه الحسي لاختلف بكل تأكيد منظور كل منهم


في خلق صورة معبرة عن هذا البحر وتباعدت رؤاهم في وصف ومزج أبعاده


وجزئياته فالكل منهم يصور مايراه هو بحسب حالتة النفسية وقدرته الإبداعية


في إبتكار لقطة جديدة تختلف عن ما سبقوه في التعبير عن هذا المنظر..


إذا الإبداع الحقيقي لدى كاتب النص يرتكز على استنطاق الواقع برؤية أخرى


أوسع أفق وأدق تفاصيل من الإنسان العادي بتجديد مستمر بعيدا عن التكرار


والوقوع في فخ التقليد..


فتمتزج الأخيلة لخلق حس جديد خارج عن المألوف ومتوافق مع الحقيقية ..


كما أن المتلقي بطبعه يبحث دائما وأبدا عن من ينقل الواقع الملموس بزوايا


أخرى تتناغم مع أحاسيسه ومشاعره وتتوافق مع تحريك جذوة المتعة في


داخلة والتلذذ بنشوة الإبداع وبهجة الصور الجديدة التي نقلته إلى عالم آخر يرى


العالم بحس ولون آخر بدرجة جادة من الوعي والقلق الإبداعي.الذي يهيئه له


كاتب النص منشئا سيلاً من الصور المنطوية على احتمالات المعنى والمتباينه على


إحاطة المتلقي كل حسب مدركاته وأبعاده الحسية .. المعنوية ..


وعلى الشاعر الواعي ان يخلق رؤى جديدة بحدسة الخاص ويخرج عن السياق


المألوف المكرر والمستهالك من تجارب الآحرين الذين سبقوه الى سياق لغوي


مليء بالايـحاءات الجديدة والأخيلة المبتكرة ..


إذن الصورة الشعرية حس جمالي من تراكيب فكرية وعاطفية مرت على

الشاعر في عالمه الذاتي وتبلورت في رؤى وانفعالات على السطح الخارجي

للتفكير تشعل وهجا حضوريا فعال في العمل الشعري ..

فكانت صلة بين الشعر وجزئيات الواقع المعيشي ..

بعيدا عن التقرير والمباشرة والتجريد .

وهناك نقطة مهمة يجب أن نعرج عليها ..

ألا وهي أن الصورة يجب ألا تفصل أو تعزل عن مناخات النص ..

أي أن الصورة من مفردات القصيدة وهي القصيدة في لحظة واحدة ..

أرجو أن أكون وفقت في طرح ما يسمو بالشعر والشاعر نحو مستقبل شعري

جميل .


فكان حضوري الأول في هذا الموضوع مع الشاعر التصويري

عبدالله العويمر ..

فـ عبدالله من الشعراء المبدعين ومن العارفين كيفية رسم ا لصورة التي

يريد إصالها ..


فنلاحظ تعدد الصور في نصوصه والتي تؤكد هذه السمةالفنية المميزة لدى عبد الله

العويمر..

وهذا بلا ريب يمنح النص فضاءه الشعري ومناخه الذي يبحث عنه المتلقي ويتوق

أليه ..


فنجده يركز دوما على اقتناص الصورة الغير مكررة ولغير مؤلفة عند المتلقي ..


فهو في تفكير دائب في البحث عن تراكيب وصور وأخيلة جديدة ..


كما نلاحظ الانسجام تام والمتناغم بين الأسلوب والفكرة ..


وأن ألفاظه مطابقة للمعنى والمضمون المراد إيصاله..


فيجد القارئ متعة ونشوة عندما يقرأ له ناهيك عن المناخ السائد الذي يميزه..


بحيث يجعل هناك مدخل للفكرة العامة وفتح فضاءات من التساؤلات..



التي تزيد من شحذ ذهن المتلقي واستدراجه إلى أجواء النص ..



متكئي على دلالات ورموز تعطي النص أكثر رونق وإثارة ..



كذلك استطاع بثرائه الفلسفي بترميز اللغة ودفع الدلالة إلى أقصى احتمالاتها مستندا

على مخزون هائل من الصور..



التي يستطيع أن يستنبطها وبكل روعة وابتكار من المحسوسات التي تدور

حوله ويترجم رؤاه بكل عمق وتميز. .


فالنبحر سويا مع بعضا من الصور الشعرية للشاعر عبدالله العويمر ..



( قصيدة أمـ ـ ـ ـ أمن )

تـأخـرت !! وخـفـوقي في غـيـابك سرب غطـنّـه

من طيور القـلـق..والخوف فـيـني حط نيشانه

(سرب غطـنّـه من طيور القـلـق) فنلاحظ هنا أن الشاعر صور لنا ذلك القلب و كيف أن

أسراب القلق قد غطن سماء القلب وحجبن الرؤية ولحظات الوصول ..

( والخوف فـيـني حط نيشانه) كذلك هنا صورة أخرى لهذا الخوف الذي وضع علمات

واضحة فاضحة في كينونة الذات ..



( قصيدة السهر..حفلة )


على بساط السهر زان القصيد ، وطاري الغيّاب.
......................... سمرت بليلة ٍ فيها هجوسي مـد فنجـاله
(بساط السهر ) صور لنا الشاعر هنا أن للسهر بساط يجلس عليه وينادم الهجوس

ويبوح له ... (هجوسي مـد فنجـاله) فكان هذا الهجوس مسامرا له و يحتسي من فناجيل

السهر في هذا الليل الطويل ..


سجين الحزن بعيوني ، وقضبان السجن :أهداب
.................... وله نبرة لهـا قيـد ٍ تراخت فيني حـباله
( سجين الحزن بعيوني ، وقضبان السجن :اهداب) نلاحظ هذه الصورة الحزينة

المعبرة عن كينونة النفس ..وما يختلج بها وكيف صور لنا عبدالله أن الرموش قد

أحتجزت الحزن والهم في داخلها ..

( له نبرة لهـا قيـد ٍ تراخت فيني حـباله) فكان هذا الحزن يتمتم بنبرات مقيدة بحبال

الآهات والزفرات قد تدلت في روح شاعرنا ..






( قصيدة المسغبة )


من قصيدة ( المسغبة )

نلاحظ امتزاج الصور بالمفردات والمترادفات في إيحاء ودقة متناهية في وصف

الحالة ونقل تفاصيل دقيقة للحدث ..

الوقت : قوت الألم .. ياعمري الغالي
............. بساطك البرد ،، والجدران مصدوعه


( الوقت : قوت الألم .. ياعمري الغالي )

فكأن الوقت هنا بثقلة على الفقير ومرارته قوتا لهذا الألم ومغذيا له في زمنه

المكتنز بالفقر والهم ..


...(بساطك البرد ،، والجدران مصدوعه)

فعندما أورد الشاعر كلمة البساط أراد به معنى أكثر شمولية وأوسع أفق في

إيحاء بارع ..

لتوصيل الصورة للمتلقي بوعي تام وتأثير أكبر فأراد بالبساط هنا الأرض ..

قال تعالى ( وجعلنا الأرض بساطا )

من هنا ألتقط الشاعر هذه الصورة بحدسه الدقيق الذكي ..

فكأنه يقول أينما يحل هذا الفقير تكون الأرض بساطه ..

فكانت صفة معنوية لهذا الفقير الذي لا يملك حتى قيمة الفراش أو الحصير الذي

يقيه شدة البرد القارس ..

من وجهة نظري أن الصورة هنا اكتملت في ذهن المتلقي بتقنية شعرية جميلة ..


فحتى الجدران لا تستطيع إيوائه لتصدعها.. أما الجداران مصدوعه فهو يرمز إلى


ردائه السكن الذي يعيشه به هذا الفقير وهذا السكن بارد بطبعه لتفتحه أمام


الهواء وعوامل التعرية .. كما إن البرد يدخل عليه من جميع الجهات لأنه غير قادر

على منع برودة الجو ..


إعلانا بدخول البرد من جميع الجهات ..

فأراد أن يوحي لنا بصورتي (البساط _الأرض) عندما يمشي ..

وهذه الجدران المتهالكة عندما يجلس أو ينام فكليهما برد وزمهرير ..

إذا لا مفر فإنما يولي يكن البرد له بالمرصاد ..

فكانتا إتماما للمعانةالتي تحاصر هذا الفقير أينما كان.

أما البساط ( الأرض ) أكثر شمولية وأبلغ إيحاء في توصيل صورة مكتنزة بالحزن

والألم والمعاناة ..

فإسقاط اللفظ على المعنى يحتاج لدقة متناهية وذكاء لغوي لتتم صوره اسطع

والنقاء ..

السقف : ف س ق الغني ،، والأرض لامثالي
.... حتى السما .. لي .. مساءٍ ماتت شموعه


(السقف : ف س ق الغني ،، والأرض لامثالي )

نلاحظ هنا مفردة ( السقف ) كناية عن الغناء الفاحش الذي يتمادى بالغنى

والثرى الموغل حتى درجة الإشباع أما ( الأرض ) فكان إيحائها هنا دقيق رقيق

متسربل بالحزن ..


فهي لأمثالي الذين يفترشونها لقلة الحيلة والفقر المغدق هنا التقاط بارع للصورة


بحيث خدمة المعنى المراد إيصاله بكل تقنية ودقة متناهية ..

( حتى السما .. لي .. مساءٍ ماتت شموعه )

(حتى )هنا إمتاداد للمعاناة التي سبقت بالأبيات السابقة فعندما انتها عبدالله من

تصوير الأرض في خدمة أهدافه عرج للسماء ي
ليستوحي الدلالة في خدمة الإطار

العام للنص ..

كما أنه تلا المساء بـ حيث المساء الكئيب بسواده والموغل بوحشته وقسوته

عليه حيث أن أيامه كلها مساء بنظره للألم والمعاناة التي يعيشها ..

..( ماتت الشموعه ) أي ليس هناك ضوء ونور في حياته مطلقا يستحق الذكر

والتخليد ..


مثل شروق الشمس للطفل اليتيم فكل شمس تظهر عليه بفقده أحد أبويه كئيبة ..


فأصبح المساء والذي يوحي به إلى السوداوية والحزن فهنا صورة للزمن الحالك

الممتد بعالمة المؤلم..


مل ّ الـرحى قـولة : أحـدالك ، وتحدالي

لـم ّ الـعـدم ، مـالـقـى الا ّ الـدمع مجموعه

فحتى الرحى مل مني أناشيد الجوع والفقر والهم فلم يعد يرى سوى العدم يرد الصدى ويشاركه البوح .











( قصيدة دمعة الغيمه )

يقـولـون الـمـطـر قـطـر الـسـحاب ، ورحـلـة الغفران
............وانـا اقـول المـطـر حـفـلة جـفـاف بدمـعة الـغيمه


وفي هذا النص الحالم الذي يتهادى بمعانيه وصوره في مرابع القلب يأتي شاعرنا عبدالله هنا بعكس الصورة المتعارف عليها وسائدة ..جميعنا يقول ان المطر رحمه وغفران

والشاعر هنا صوّر الغيمه بالباكية من أجل رضا الجفاف عليها

وصور الوقت كانتقام الجفاف من السحاب

فأصبح السحاب باكيا ً والجفاف ضاحكا ً

فكان للعدسة الحدس لدى الشاعر من زاوية ورؤى أخرى لمعنى اراده الشاعر وفق معطيات اخذها من الطبيعه




قصيدة ريش الحمامة )



طارت حمامة والغصن حركه ريش
............. كيف الغصن يقواه ريش الحمامه؟!
للجرح حزن ٍ مايسليه معليش
......................وللصمت بوح وللمحبه كرامه

استطاع الشاعر هنا أن يلتقط صورة تحدث امام الجميع وهي عندما يطير طائر

عن غصن ستجد حتما أن الغصن يتحرك بشكل واضح جراء هذه الحركة ..

وهنا وظّف الشاعر الصورة لمعنى أراده لنفسه بشكل ملموس..

فهو شبه نفسه بالغصن التي وقفت عليه تلك الحمامة وطارت وحركته وبنفس الوقت

يتساءل متعجبا ً كيف استطاعت تحريكه ولو لاحظتم تساؤله فيه إسقاط التقليل بحق

الحمامة (كيف الغصن يقواه ريش الحمامه)؟!

والحمامه قد تكون حبيبه/ صديقا

ما نرتجي بالصيف نوّ المراهيش
....... الصيف مابه غير عج وقتامه

ومن ثم يأتي هذا البيت ( حكمة ) وكان الإسقاط المعنى بصورة تتناغم مع امتداد الصورة وأهداف النص و يخدم المعنى العام الذي أراده الشاعر


( قصيدة موت وعرايا )

أثـر المـشاعر عـندها كالـمراجيح

...............وانا اعتبر ضحكاتها لي هدايا !!!

ويـوم كتـبت في جرحها كل توضيح

...............................قـامت تباهى بالخطا للبرايا
ترفع يـديها من فرحـها بتـلويح

...............................حيّت جماهير الغدر والخطايا
طاح الورق..والعين مع هبّة الريح

................................شافت بناظرها قلووب ٍ عرايا
(هب الجفا طاح الورق شاله الريح)

صور لنا الشاعر هنا القدر ساعة انكشاف الحقيقة وتساقط الورق يوحي بتعري الشجر

(وقلوبنا مابين موت وعرايا)..في لحظة انشكاف الحقيقه

تكون القلوب إما ميتة من هول ما أصابها ولصدق ما قدمت في السابق

وإما تكون عارية وواضحة لمن أحبها بصدق وقد انكشف زيفها

وهذا ماأراده الشاعر في هذا النص

فالقلوب الصادقه ماتت والكاذبه هي من تعرت في تلك اللحظة وكيف كانت فرحتها بموت الصدق


( ريشة وفا )

نص جميل وصور بتقنية وهندسة إبداعية ..

على صوت الرياح اسمع نداءات الغصن والطير
......................نداء الغصن رفرف له جناح وخافت اوراقه

حسبت الطيرمن صوت الغصن غنّى مساء الخير
......................حسبت الغصن غنّى يوم شاف الطير واشواقه

وجيت اطرب ، ولكني لقيت ان السوالف غير
........................لقيت الطير يبكي ، والغصن قد جفّت احداقه

هديل ٍ عانق رياح الجفا ، والليل ، والتقصير
.......................... على صوته تمنّيت الصباح ولحظة اشراقه

وصوت الغصن حفّ الريح يسأل مالقى تبرير
..........................سوى صوت احتفالات الرياح بطيروافراقه
يصور لنا الشاعر عبدالله لنا في هذا النص عن الصدق بالمشاعر

فقد قام بتصوير الطير والغصن بالأحباب وتسبب الريح بافتراقهما

( الريح) ...الوشاة

(الطير والغصن) ..الأحبه


تمنّى تصير في عمرك غصن ياصاحبي أو طير؟؟
........................ تبسمت وعطيت الظهر ذاك الغصن واوراقه
وكيف أنه اجاب تلك الورقه/تبسمت وعطيت الظهر ذاك الغصن واوراقه

وهنا اراد الشاعر ان يقول انه وفياً مثل ذلك الطائر تساؤل اسقطه الشاعر للمتلقي

بطريقة وكأنه موجه له من تلك الريشه






يابو يزيد المسأله حي ٍ وشال الميتين

.......مشغول في حمل الرفاة ورغبته يبكي عليه


كن الرفاة اللي يشيل ايام عمره والسنين

....................العمر عمره والشقا يطرد وراه ومقتفيه


لا جيت انام ألقى السؤال أللي يكابد : دمعتين

............. واصير ما بين السؤال ،، ودمعتي والليل : " تيه "

يابو يزيد إنكارهم خلّى المواجع بي تبين

.................. واقسى المواجع ما يبين انكارها فوق الوجيه

إي والله اني : " حيْ " شال الحاضرين / الغايبين

................... ماتوا ،، ولكن الرُفاة اشيلها : شيلة نِبيه

وانا الغبيّ اللي تــذكّر حب ناس ٍ ميـّـتـين
.......................يعيش والذكرى رفاة ورغبته يبكي عليه
( حي ٍ وشال الميتين)


فنلاحظ أن الشاعر في هذي القصيده تعرض لموقف أليم جدا ً فأخرج لنا

هذاالنص بنوع من الحزن العارم ومن الموقفالذي تعرض له لانعلم ما هوا ..؟

فالشاعر في هذه الصورة شبه من تنكروا له بالميتين وأنه مشغول بحمل

رفاتهم للدفن ومع هذا يريد البكاء عليهم وهي تعبير عن حالة الحب والوفاء التي يحملها لمن تنكروا له بالرغم مما حصل منهم من مواقف تجرح القلب .




( قصيدة نعش المنام )


وفي هذا النص يأتي عبدالله العويمر بفكرة وتصوير جديد ..

بحيث صور النوم بالرجل الميت فالتتابع سويا هذا المشهد ..


النوم شالوه اربعه وارحلوبه
...............فرقاك ، وجروحك ، وذكراك والياس

نعش المنام البارحه قد مشوبه
.................بارض السهر يقفاه حزن ٍ وهوجاس

اللي دعا ياعل تغفر ذنوبه
.....................والحزن أعياه التعب تحت الأنفاس

وين ارحلوبه؟ يم قبره سروووبه
..................... بعيونك اللي سنّت الظلم والباس

هالو عليه رموووش عين ٍ لعوووبه
....................منظر وفاة النوم ، ماحرّك احساس

واقفوا ، ونومي بين صدق وكذوووبه
........................خطواتهم تبعد؟ او احباب جلاس؟

ثم رجعوا لعيوووون ثكلى مغلووبه
....................في نونها مكتوب للنووووم00للناس

ياليتني أعلنت يالنوم توووبه
................ عن عشق ، وابقيتك للاحلاااام كراس


هي امنيه ، ماتت مع اللي مشوووبه
................. فرقاك ، وجروحك ، وذكراك ، والياس



أترككم هنا مع هذهالصور الجميلة التي أستطاع شاعرنا التصويري عبدالله أن يلتقطها ببؤرة حدسة ولكم أن تصفو هذه الصور برؤى التي ترونها والمفهوم الذي تستنبطونه ..

( من قصيدة : النيّة مطيّة)

وش نسوّي لالقينا بالأودام نرجسيّه
....................ناس فيها ألف نيّه..كم لها عندك مطايا؟؟

( من قصيدة طفلة من خطيئة )

عيون الناس تزرع بي سنابل / والألم محصود
................تهلّي ياعيـوني في حـصاد الـحـزن دمـعـاتك



( من قصيدة الشعر عرش الفقير )


الـشـعـر عـرش الفـقـير ودمعـة عـيـونه

والعـذر ذعـر الـنوايـا دامهـا شانت

والـصدق قـصد الصـريـح ، وأول ظنونه

والعـين نعي الـكلام الـكاذب ان بانت

والهجر جهر الخفوق ان عـاف مـضنونه

والقرب قبر المشاعر يومها هانت
(من قصيدة خيانات الشتاء)


في وجه جرحي شايل الرمح والسيف
..............لامات جرح ، ولاضحك بانكساري
واللحين دام الياس في داخلي ضيف
...............ادني دلال الشعر ، واشب ناري
واشرب فناجيل القهر والتحاسيف
...............واسهر بليل ٍ صار وجه إلنهاري


( من قصيدة أهل النوايا)


كنت احسب اني لاحملت الفاس ، والطيب حطبي
......................تصير ناري جمعة الخلاّن ، ودلالي غلا


( قصيدة :الساحل )

واشوف البحر يصرخ والنوارس حالها مذعور
........تقبل وجنته مره ، ومره تندب الحيله

ومـدّيت الـنظـر نحـو الـسـماء وصـوتها المأسور

ابـاتأمل.....ولكن الـبـحــر زادت مواويله!

جـرحت البحر بالنظره؟ سؤال بداخلي ، ويدور

قبل ماانطق سؤالي حارسه جاني بتأويله ( الساحل حارس البحر)


يشيل الملح في جوفه ضماه أغلى محاصيله
أتمنى أن أكون وفقت فيما يرتقي لذائقتكم ويعتلي ..

كما أرجولأخي عبدالله العويمر التوفيق والتقدم..

شكرا لكل من مر من هنا ..

قايـد الحربي
11-14-2006, 07:54 PM
الأستاذ / إبراهيم الشتوي
ــــــــــــــــــــــ
* * *

أهلاً وسهلاً بك .

:

هذه الرؤية للشعر فائقةُ الرؤى
وهذه القراءة رائعةٌ شاسعة .

- الصورة في الشعر ركنٌ من أركانه
إنْ رُزِقَتْ بإطارٍ ومكانٍ يناسبها ستكون مذهلة الظهور .
والشاعر / عبدالله العويمر
من الشعراء المفتونين حدّ الهَوَس بالصورة وهذا ما يميّزه
عن غيره ويجلعنا حين قراءته في معرضٍ غنّي بالصور الرائعة .

ولأنّني على علاقةٍ جيّدة به منحتني معايشة كتاباته ومناقشته بها
كنتُ أعي جيداً ما يُريده وما سيصل إليه من تفرّدٍ في كتابة القصيدة .
وعندما أسمعني قصيدة [ نعش المنام ] ذُهلتُ بالفعل من التقاطه لهذه
الصورة المتفردة والمتوردة .

:

عزيزي إبراهيم
وأنا المرهونُ بحرفك حدّ السحر
والمرهون بقراءتك حدّ السحر أيضاً
أشكرك كثيراً جداً على ما أمتعتنا به
وراجياً منك تكرار القراءة لشعراءٍ يستحقون ذلك في أبعادنا الحبيبة .

كن بألف خير .

محمد الضويحي
11-14-2006, 08:14 PM
كاتبنا القدير -------- ابراهيم الشتوي

استمتعت بالوقوف على هذا الطرح الموسع في اثر تكوين الصوره لدى الشاعر
ولعل التصوير الشعري المتقن في اي نص يجذب ثلث القراء والثلثين الباقيين
لمخاطبة الحس والأخرى لفن الكلمات الناطقه لملامسة الذوق الانساني السمعي


دمت بخير

حنان محمد
11-15-2006, 08:11 AM
أستاذي الذي افتخر بوجوده بيننا

ماكتب هنا سحر

فعلمني من سحرك ولو القليل ,,

الف شكر على هذه الرؤية الأكثر من رائعة

بعد الليل
11-15-2006, 07:31 PM
ابراهيم الشتوي
هكذا الشعر يتزين بالقراءة

شكري وفي انتظار الأجزاء القادمة
تحياتي

سلطان ربيع
11-15-2006, 08:01 PM
إبراهيم الشتوي
الناقد قارىء لقارىء

بعض النقاد يقرؤها بالميكروسكوب ويبعدنا عن نصوص شعراء يستحقون كثيراً من المتابعة
والبعض الأخر يقرؤها بالتليسكوب ويجعلنا نراها عن قرب وتأخذ مكانها في ذائقتنا
فهنيئاً لـ أبعاد أدبية وجود من هم بقامتك
ليساعدونا في تسليط الضوء على النصوص التي تستحق الإشادة

أختيار موفق لشاعر يجيد اقتناص الصور
ويهوى التميز بـ شاعرية رائعة
ومداد من نور


فـ لك شكر يصلك مكانك أستاذي
و لشاعرنا التحية والإعجاب

محمد مهاوش الظفيري
11-17-2006, 06:51 PM
من الناس الذين أعتبر شهادتي فيهم مجروحة


الأستاذ / ابراهيم الشتوي


هنا لا أملك إلا تسجيل كلمة إعجاب وةتقدير

إعجاب بما تكتب

وتقدير لهذا الجهد

عبدالله ثويني المانع
11-17-2006, 11:32 PM
..

عبدالله العويمر .. تجربة شعرية تستحق المتابعة
وإهتمامه بالصورة الشعرية وكثافتها في النص
سمة غالبة لديه .

أستاذ : إبراهيم الشتوي
حديثك عن الصورة الشعرية ومكانتها في النص
ثم عرضك لمقاطع من نصوص العويمر نموذجاً
بينته بقرائتك الواعية .. درس ثمين يدرك فائدته
كل مهتم بالشعر ..

أمنياتي لـ عبدالله العويمر .. بالمزيد من التميز .
وليتك تكرمنا أيضاً بقراءات أخرى .

لدي تساؤل بسيط لعلك تجيبه إن وجدت وقتاً .
تكثيف الصور في النص بحيث تتوالى
تباعاً في معظم النص . ألا ينفر القارئ أو
المستمع ؟. بما أن بعض الصور لن تصل لذهن
القارئ أو المستمع مباشرة .

لك الشكر والتقدير


أرق التحايا لقلبك

..

شــمــ نـجـد ــس
11-18-2006, 02:25 AM
بالطريقة الأرستقراطية نرفع القبعات احتراما لهذا الرائع ..

الأستاذ الشتيوي ابراهيم ..


بك ومنك نتعلم ...


وافر التقدير لك ..

العـنود ناصر بن حميد
11-22-2006, 05:55 PM
بصراحه

أنا لا أقرأ قصيدة العويمر

أنا أشاهدها

مايرسمه عبدالله يكاد يكون حقيقة ماثله

أمامنا

هو فقط يدع لنا بقراءة قصيدته

الفرصة

لأكمال الرتوش البسيطة

على كل لوحة

لذا أنا أعتبر عبدالله العويمر

فنان حقيقي يهتم بكل شيء

بتفاصيل القصيدة

برونق الكلمة التي لاأشعر معها

أنه يحتاج لفلسفة قصيدته كما يفعل البعض

أو زج الكثير من الكلمات المتضاده

لتخلق صورة أبداعيه !!

أبداعه الحقيقي في وصول

قصيدته لكل متلقي

وهنا تكون فلسفة عبدالله العويمر

.
.

أستاذي .. إبراهيم الشتوي

هذه القراءة جميلة جداً

ومفيدة لنا جداً

هو درس

نعم هذا مكان الكلمة الصحيح

هو درس يستحق الحضور

فشكراً لك

وشكراً للعويمر

بأنتظار صور آخرى

تحياتي

إبراهيم الشتوي
11-25-2006, 10:48 PM
المكتنز وعيا ..

والمشرق إبداعا ..

الكريم حتما .. قايد الحربي

ويظل حضورك مصدرا للحبور ..

ومنبعا للرؤية فكرا وتفكير..

فشكرا لك وللسمو الذي يسمو بنا ..

دمت بالقرب وبالقلب ..

تقديري.

سلطان الدوسري
12-06-2006, 09:29 AM
العويمر كتب فـ أبدع ..
وأنت قرأت بـ رُقيّ إبداعي ..
شكرا لكما ..
.
.
احتراماتي

حمد الظفيري
12-06-2006, 07:34 PM
.
.
.

:)

رسـم حرفي مُتقن يا أُستاذ إبراهيـم

لك حبــي