المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " عيد مولدي اليوم " ( مريم الخالد )


أكرم التلاوي
02-01-2011, 12:22 PM
ولا زالت تشرق باذخه كشمس ربيعيه تنفض غبار العتمة بخيوطها مع أول الصباح
مشرفة وكاتبة أبعاد " مريم الخالد " في جريدة الرأي الكويتية تغزل من الأبجدية هذا النص الفاخر جداً



عيدُ مولدي اليوم
| مريم الخالد |

لا تخفْ! لن أطالبكَ بتعليق ِالفرحةِ كبالونات على جدار ِالأزمنةْ
أو أن تنشرَ الشعرَ وروداً في باحاتِ الأمكنةْ
لن تحتارَ بالاختيار ِبين التزاماتكَ أو
أنا
لا أريدُ شمسَ شتاءٍ أستظلُّ بها وحْـدي
أو مطراً اصطناعياً ذلك لن يجدي
أو تحقيق َحلم عابر في هذا الزمنِ الجائرْ
لن أطالبكَ بعطر ٍيخفـي نفحاتِ حدودِ الصمتْ
أو أن تهبني خاتم زواج ٍوإكليلَ ورد/ ليسَ لأني قد مـتْ
بل لأني لبستُ ذاكَ الرداءَ الأبيضَ منذُ زمنٍ بعيد ٍوانتهى
فقط أريدكَ أن تعتذرَ للماضي إن كنتُ نقطةً سوداءَ لوثتِ السماءَ والمدى
بأن تعتذرَ للقصائدِ التي نشزها صوتي والصدى!
*
بعد موتي لن تبقَ تتلعثمُ بالكلماتِ من طول ِصمتي
وتفكَّ تشابكَ أصابعكَ وتنتظر/ تتلهفُ لصدى بوحي وصوتي
فترددُ عليَّ تلكَ الأسئلة الغريبة التي تحاولُ بها أن تكسرَ حاجزَ الصمتِ
الذي أطبقَ فاهُ على نافذة ِالبعدِ بيننا، فأجاوب عليها فقط بنعم أو لا!
بعد موتي ستشتاقُ لأكاذيبي البيضاء التي لا تنفكّ أن تلازمني حينَ يأتي اللقاءْ!
فأبدو غير مبالية/ غير مشتاقة، ومشاعرٌ أخرى جدباءْ
بعد موتي لن تلهثَ لاحتضان ِأنفاسي البعيدةََ أميالا ًوأميالاً عنك َ
أو حتى أو حتى أن تغضبَ حينما يلتحف المساء بلا شروق ِشمسِ حوارِنا الجميلْ
أو أن تضطرَ أن تشربَ قهوتي المرة َمعي
مرغما / متمتما ماذا بعدْ! ماذا
بعدْ؟
لك الآن أن تحليها بقطعةِ سكر ٍوتجملها بنكهةِ خبر موتي
لا تحزن، البسمةُ تئنْ، ودربُ الفراقِ يحنْ، وطائرُ السنونو لابدَّ له أن يحتضر، فعلى موتي اصطبرْ
*
بعد موتي... لن تحتضنَ وسادة الحزنِ معي بعدَ اليوم/ لن تشاركني مداداتِ الجرح
لن تحبسَ أنفاسَ الوقتِ داخلَ شرنقةِ اللقاء كي تظفرَ برشفةِ حرفٍ من فاهي المطبقُ خجلاً
لن تضطر إلى تحملِ قرقعةِ أظرفةِ رسائلي التي لم تصلْ يوما ً إليك!
سوف تحتمي أخيراً من المطر ِإذا زارَ روضكَ ذاتَ عطشْ
لن تستفزكَ صقيع قطراتِ المطرِ الصغيرة ِوالتي كانتْ تتراشقُ على كتفكَ العاري من جزءِ المظلة ِالتي استعيرها منك دوما،
حينما أدعي نسياني لمظلتي وأبتسم!
لن تستمرَّ بالتفيؤ- ذاتَ قيظٍ - تحتَ ظلال شمسي الحارقةْ
ولن تكونَ مكرهاً على جرجرةِ
الخطواتِ تحتَ لعنةِ مساءاتي الغير ممطرة إلا من تناهيد ٍ ساحقةْ،ولحظاتِ حبٍ سارقةْ
لن تمتطي صهوة َالعذابِ بعد الآن،لن تكون فارسها التائه في صحراء ٍ ينتشل الحرف من نخلة باسقة
ستهنأ بأول ليلة بعيدا ًعن أكاليل الحكايا المملة الطويلة والتي تخصني
سـتنامُ أولَ ليلةٍ غيرَ منعم بعناقيدِ ذكرياتٍ سرقتْ فرحتكَ
عندما كنتَ تستعدُّ لـِسماع ِأخبار ٍ تروقُ لقصتـِنا اليتيمةِ الكسيرةْ ذاتَ شكوى مني
لن ينزعَ الفرحة َ ثانية ًمنكَ قدر ٌ قد طعنَ ظهركَ وطعنـِّي!
لن أهرعَ لجدرانِ غرفتكَ الدافئةِ/ وقلبكَ الدافئ/ وعينيكَ الدافئتينْ،لن أسرقَ البسمة َمن المقلتينْ
*
ستُـخنَقُ تلكَ الأسئلة بعدَ موتي... أين كنتْ/ لم ذهبتْ/ هل أنت عاشقي/ هل بحبي صدقتْ
بربكَ كيفَ كنتَ تجترُّ المتعةَ من سقَمـِ الأسئلة كيفَ بصبركَ تجملتَ/ وتحملتْ
ها أنا الآن قد مُتْ،هل ابتسمت!
في جعبةِ الأيام ستحملُ لكَ المزيدَ من المتعةِ بعيدا ًعنِّي وعن مللِ الأسئلةْ
هل ستغفرُ لي حينما أموت...
حبي الجم/ أوهامي/ أحلامي/ أشواقي المرتلةْ؟!
بكائي كالصغار، وعنادَ أفكاري المدللةْ!
نوايايَ التي تريدُ الإستيلاءَ عليكَ كم هي متأمـِّلة!
أضغاثُ أحلام ٍ بالألم مبللة!وخضوعُ دموعي المذللة!
هل ستغفرُ لي!
لا، لا تقمْ لي العزاءَ على روحي المرهقةِ ولا تبكِ
لا تبكِ، كفكفِ الدموع، لا تأبه للفقد ِ ولا تعلنْ له الخضوع
*
تابوتي يتعدىّ حدودك
وكفني له امتدادات تفوقُ أسواركَ ووجودك
لذا سأبحثُ عن وطن ٍغيرك َ أسكنه بعد موتي!
عن أرضٍ قاحلةٍ إلا من بضع ِأحلامـٍ يتيمة ٍ كأنا
سأبحثُ عن ظلِّ يشاطرني السرابْ
وخطوات ٍ لا تتذمرُ من كثرةِ الذهابِ والإياب!

mr.mr80@hotmail.com


http://alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=253638&date=01022011

نوف سعود
02-04-2011, 12:16 PM
جميلة الجميلة / مريم الخالد ...
شكراً جزيلاً / أكرم التلاوي ...

حمد الرحيمي
02-04-2011, 03:47 PM
مريم الخالد ... متألقةٌ في كل ارتحالاتها / حالاتها ... و قلمٌ مبدعٌ هادئٌ و أنيق ...






شكراً لرصدك يا أكرم ...

مها الحسين
02-04-2011, 03:48 PM
أكرم التلاوي .. تأتي بـ الأجمل
مريم الخالد.. دائماً عذبة

عبدالله العويمر
02-04-2011, 04:28 PM
مريم الخالد
حرف ٌ فاخر وأخّاذ




كل الشكر ياأكرم

ابتسام آل سليمان
02-05-2011, 02:19 PM
مريم :
تعلمين رأيي في حرفك الساحر مسبقا ,
وبالمناسبة لا أود الاحتفاظ بهذي الخاطرة البتة!
كوني أشد تفاؤلا يا صديقتي !

مريم الخالد
02-07-2011, 07:33 PM
مجدولينا
أنت هي الجميلة
شكرا لذوقك الرفيع


حمد الرحيمي
حضورك يزيدني ألقاً
شكراً جزيلاً لك


مها الحسين
العذوبة تتقاطر من ثغر حروفك
شكرا لك

عبدالله العويمر
رأيك تاج على رأسي
شكرا لمداد كرمك


ابتسام
بسومة ... لربما إذن لن تحتفظي بأي نص من نصوصي
بسبب تعارض تفاؤلك معها :)
ممتنة للحضور يا أيتها الصديقة الأنيقة


أكرم
شكرا لجهدك وكرمك
سلمت أناملك على التعليق الجميل كأنتْ