المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ قُداسـةُ التَحديق ] ..


عائشه المعمري
02-03-2011, 04:07 AM
لا تسألوني عن جرحي ..

هو النص الذي ملت أدراجي منه
تسلل هنا دُفعة واحدة .. وبلا تنقيح يُرضيني ..
إليكم ، وبعد غياب ..


يبدو لوهلة أنني عاشقة ،
أحدق في الفضاء وفي الطائرات التي تثقب السماء ، وحدها الطائرات من تقاسمني الهم ، تمر بي كل يوم ،
وتخبرني أنها ستأتي به .. فلا أقلق كثيراً .. الأمر يتعلق بالزمن فقط .. ولابد أن أنتظر .
ألوح للمسافرين ، وأدرك جيداً أنهم لن يروني ، ولكن بالتلويح تتصاعد الروح نحوه وتسافر ، حيثه حتماً ..
في يومٍ ما سأركب الطائرة وحدي ، وسيلوح لي عابر ما ، سأحدق كثيراً في الأسفل ، علني أرى النقاط بأبعادها الثلاث ،
عل عيني تلتقط ذراعاً تلوح من أجلي ، من أجلي فقط ولا تسقط .

الكون بالخارج لا يتوقف عن الحركة ، ما إن تخفض عينيك من مستوى عبور الطائرات ، تجد شوارعاً لا تتقاطع على شيء ، وأناسا لا يكفون عن الحركة ، وأطفالاً لا يعرفون التعب ، وأنا بنافذتي ، أمارس قٌداسة التحديق في الأشياء ، وأعبر بذاكرتي
كل ما يتعلق بما أراه وبه وحده .. إنني أخشى أنني قد اخترت الطريق الزلق .. وما من آمان يضمن لي الوقوف من جديد ،

رجال المطافئ يسكنون بجانبنا ، لا ينفكون من تجريب سيارتهم كل يوم وفي نفس الوقت ينظفونها باستمرار بالرغم أنها لا تتحرك إلا قليلاً ، ويتأكدون من سلامة جرس إنذارها المزعج ، هكذا هم متأهبون لأي اتصال عابر ، حتى لو كان كذبة ، كما كنا نفعل ونحن صغاراً ، نتصل على المطافئ أو الشرطة نخبرهم بان ثمة حريق قد نشب ، وندلهم على مكان الوهم ، وأنا مثلهم تماماً ، متأهبة لأي حريق في قلبي ، أتحسس نبضاته كل حين ، أدرك جيداً أن حرائقه لن يُطفئها أحد سواي ، مهما كان المتصل بقلبي هو طفل عابث .

نافذتي وطن ، أنصت لأصواتهم وهم يتهافتون ، يصطفون كل يوم في السادسة صباحاً ، يُدهشني هذا المنظر ، أعشق هكذا انضباط ، ترى كم يحتاج الواحد منا حتى يصير كما يريد ؟ .. هذا السؤال يرهقني كثيراً . ويبدو أنني أمتهن معايشته ،

في الصباح لا أجيد التحدث إلى أحدث .. يسيطر الصمت على كل شيء ، لابد أن أستعد لمحاضرتي الأولى ، هاتفي لا يكف عن الرنين .. والمتصل ، ليس من أظنه طبعاً ، فابن خالتي الصغير ابتاعت له امه هاتفا وليس من أحدٍ يتصل إليه غيري ، وحدي من أجيد مجاملته ، وحدي من أتحمل هَم شخصية الضعيفة في هذا السن الحرج ، أخشى أن يكون صادقاً ، ويفهم الحب كما يقول ، أخشى أن يكون قد أحب نوف التي حدثني عنها بالأمس صدقاً ، أخشى أن تكذب عليه ،
اليوم لا طاقة لي بمجاملة أحد ، حتى لو كنت سأتحمل ذنب كسر خاطره وترك أربع مكالمات لم يرد عليها وهو يدرك جيداً أنني
أتعمد عدم الرد ، ترك لي رسالة قصيرة :
- اليوم عيد ميلاد نوف ، سأهديها جهاز "الأي باد" ، دعي ذلك سراً ..

لم يكن بوسعي أن أمنعه ، ولا أن أرد عليه بإبداء وجهة نظري ، تركته يفعل ما يشاء ، تُرى لما يُهديها هدية غالية على قلبه
كهذا الجهاز الذي أعلم أنه يعشقه كثيراً لأن أمه قد أهدته إياه حينما نجح في الصف التاسع هذا العام ،
لما نظن أن الحب الحقيقي هو ذلك الذي نُضحي بأشيائنا الثمينة فيه ، والتي هي حقاً ليست بأثمن من قلوبنا ، ياه يا تركي ، أخشى عليك منها كثيراً ، وأدرك أنك لن تفهم ما أعني .

أحتاج إلى بئر أخبره بما أشعر ، كما يفعل تركي معي ، أخبره عن حدسي ، وعن سر الطائرات ، ورجال المطافئ ، لا أريده أن يمنعني ، أو أن يُبدي وجهة نظره بردود أفعالي وبما أشعر ، لا أريده أن يشوه الصورة التي أكمل رسمها كل يوم ، لا أريده أن يعبث بشيء أبدا ، أريده أن ينصت إلي فقط ، كما تفعل الجدران ، والمرايا ، والصور ، والرسائل ، فلا أريد أن يسألني أحد عن جرحي ، ولا أحتاج إلى مواساة في يوم ما ، فـ "الجراح التي نتسبب بها لأنفسنا ، وحدنا من يجب أن يتكفل بتضميدها" ، ..
هكذا تمتم تركي حينما تناست نوف يوم ميلاده ..

رفعت رأسي مجدداً وفتحت النافذة ، مرت الطائرة المائة والخمسون لهذا الشهر بتعدادي ، ولم تأتِ به ..

تمت

نواف العطا
02-03-2011, 04:11 AM
عائشه أهلاً بكِ بعد غياب
كم هو مؤلم الانتظار حينما يكون مشبع باللهفه
ومشتعل بالشوق .
قرأت أحرفكِ الراقيه والبديعه بتمعن فقد راقت لي
ونالت على اعجابي ولكِ كل الود والورد .

نوف سعود
02-03-2011, 07:35 AM
نافذتي وطن ،


الله .. رآئعه نافذتك التي تحطل على وطن ..!
كلماتك تقطر شهداً من الأحاسيس الناعمة ...
سلمتِ عزيزتي / عائشة المعمري ...
وأهلاً بك من جديد أيا نقاء ...
تقديري وتحيه والود ... :icon20:

سعد المغري
02-03-2011, 08:40 AM
..

عايشة المعمري .
تغرقنا في لوحة مسافر لاتنبت إلا حجارا ..
مخدوشة مستأثرة مستنفرة في زاوية متحف لايدخله إلا الـ خالعين .....!
هي هكذا عايشة كـ حرفة كـ شرفة تشرّع الـ وطن للأماني..
تشبه الـ حلم و لاتكتب شيئ دون صحوة .!

ابتسام آل سليمان
02-03-2011, 10:33 AM
و ستأتي به ذات حين , فقط الزمي انتظارك مادام في القلب نبض ٌ من حب !
عائشة :
لاشيء يجعلنا أصحاب حرف فتان سوى الجروح !

فرحَة النجدي
02-03-2011, 09:54 PM
لا الطائرات و لا الأمنيات و لا الغيوم و لا المطر يا عائشة !
و مع ذلك ننتظر حتى أننا احترفنا ممارسته ..



الجراح التي نتسبب بها لأنفسنا ، وحدنا من يجب أن يتكفل بتضميدها *


كثير من الصدق المكثف هنا !



عائشة ،
خبئي جرحك و السماء أرقبي !
جميلة جِداً :icon20:

عائشه المعمري
02-04-2011, 10:56 PM
عائشه أهلاً بكِ بعد غياب
كم هو مؤلم الانتظار حينما يكون مشبع باللهفه
ومشتعل بالشوق .
قرأت أحرفكِ الراقيه والبديعه بتمعن فقد راقت لي
ونالت على اعجابي ولكِ كل الود والورد .

نواف
شُكراً لمُتابعتك الدائمة لـ حرفي ولـ الجميع هُنا ..
فأنت الأوفى على الدوام


ألف ألف شُكر

صالح درويش
02-07-2011, 05:03 PM
بعيداً عن كل الكلمات التي تأسر الألباب ، والشعور المتدفق من رأسي الآن و الذي يدور حول تساؤل وحيد كم بك من الصبر لأجله ؟!!!
عذراً ، عدت للتعديل فقط لاقول أن في حرفك سمة العطاء ، والنبل ، وأشياء أُخر تهتم في فقر القراء وبعض ( المستكتبين ) أمثالي :) .

ساميه العمر
02-10-2011, 01:47 PM
عائشه
يغريني في حرفك انك تكتبين وتتركين للقارئ تشغيل ملكاته وحواسه
ليحلق بين حروفك ..
أكتبي المزيد وأثرينا..فقلمك يحرك المياه الراكده بين اللفظ وبين المعنى

.
.
شكرا لك:34:

همس الحنين
02-10-2011, 02:41 PM
ح ـــــــــــــين قرأتك لأول الأمر قررت المضي آخرى بقراءة جديرة بالنص
ه ــــــــــــــنا نص غارق في الروعة
الانتظار رغم ما يزرعة من وجل يخلق بداخلنا قمم من صبر

ع ــــائشة
ل ــــــــــــــمن هم مثلي أن يتعلموا من هكذا حرف

عبده المظل
02-11-2011, 09:17 PM
عندما يكبر الجرح
تضيق اللغات

كنت أقول هذا كثيرا
عندما لا اجد أبلغ من الصمت

الان
وانا امام هذا النص السامق
أعيد قراءة عبارتي من جديد

لكن
ليس اكثر من قراءاتي لنصك
الرااااائع
أستاذة عائشة.

عائشه المعمري
02-19-2011, 04:37 PM
الله .. رآئعه نافذتك التي تحطل على وطن ..!
كلماتك تقطر شهداً من الأحاسيس الناعمة ...
سلمتِ عزيزتي / عائشة المعمري ...
وأهلاً بك من جديد أيا نقاء ...
تقديري وتحيه والود ... :icon20:


[ نافذتي وطن ]
هي الجملة التي أعتقد أنها النص الحقيقي الذي كُنت أشعر به وأنا أكتب
وما أروع أن يقتبس القارىء ما يشعر الكاتب أنه الأجمل مسبقاً ،


مجدولينا ، شُكراً لحضوركِ البهي ، والأجمل على الدوام

نادرة عبدالحي
02-20-2011, 06:54 PM
عائشة الغالية
جعلتني اُرتشفُ من نهر قداسة التحديق
وأعود اليهِ مرارا . لان الفكر حين يظمئ لا يهدأ ويصيبهُ هذياان من نوع اخر
فيعود للماء العذب الذي ارتشف منهُ

عائشه المعمري
02-23-2011, 12:49 AM
..


عايشة المعمري .
تغرقنا في لوحة مسافر لاتنبت إلا حجارا ..
مخدوشة مستأثرة مستنفرة في زاوية متحف لايدخله إلا الـ خالعين .....!
هي هكذا عايشة كـ حرفة كـ شرفة تشرّع الـ وطن للأماني..

تشبه الـ حلم و لاتكتب شيئ دون صحوة .!


تغرقنا في لوحة مسافر لاتنبت إلا حجارا ..

سعد ،
أكانت اللوحة كذلك حقاً .. !
إني أخشى على ألوانها ..
أخشى على بروازها ..
أخشى عليها من المحملقين ، الذين لا يعبرون محاجرنا بسلام ..


كن هُنا فحسب

عبدالرحيم فرغلي
02-23-2011, 08:53 AM
معذرة .. هلا فتشت أدراجك جيدا .. لعلك تجدي فيها قصاصة .. تائهة هنا أو هناك ..
وأنت تربطين بين الطائرات .. والمطافئ .. وتركي بكل حرفية وجمال .. مع هذا الغائب ..
أجدني أريد أن اصفق .. وأريد أن أكمل نصك .. وأتعلثم بين هذا وذاك ..

الجراح التي نتسبب بها لأنفسنا ، وحدنا من يجب أن يتكفل بتضميدها
هي فاصلة النص .. هي الجرح الحقيقي .. ونحن نضعه ونكتب عنه سطورا .. تمتد لدموع في الحروف ..

بحق رائعة .. رائع هو النص حين يأتي من القلب وبلسان القلب .. ليملأ بياضا بكل هذا الجمال

ألف تحية وتقدير

نوف آل محمد
02-25-2011, 12:11 PM
عائشة يا عائشة
يا صديقتي الرقيقة .. أحتاج لـِ أكثر من إفاقة كي أعود لـِ أكتب لكِ هُنا
حروفكِ إسطورة أحبها جداً
تقديري

عائشه المعمري
02-28-2011, 02:26 PM
و ستأتي به ذات حين , فقط الزمي انتظارك مادام في القلب نبض ٌ من حب !
عائشة :
لاشيء يجعلنا أصحاب حرف فتان سوى الجروح !




ولأنني أؤمن بسداد رأيك في الرد على النصوص ..
أنا فرحةٌ جداً بأنكِ هنا ..
تقاسمينني الحرف ..


شُكراً لكِ يا ابتسام ..

عائشه المعمري
03-14-2011, 05:06 PM
لا الطائرات و لا الأمنيات و لا الغيوم و لا المطر يا عائشة !
و مع ذلك ننتظر حتى أننا احترفنا ممارسته ..



الجراح التي نتسبب بها لأنفسنا ، وحدنا من يجب أن يتكفل بتضميدها *


كثير من الصدق المكثف هنا !



عائشة ،
خبئي جرحك و السماء أرقبي !

جميلة جِداً :icon20:



الجرح حينما نخبئة
ينمو وينمو وينمو ..

ولكنه لا ينزف في الوقت ذاته ..

أصعب الجراح حينما تكون كذلك ..


شُكراً يا فرحة

إبراهيم نواب
03-14-2011, 10:27 PM
هي
تمضي في سبيل حلم عن قرب
هو
جالسٌ يترقب خطوها عن بعد


عائشة| مشكاتك نزفت عطرا وكتبت للنور شكواها !

عائشه المعمري
05-05-2011, 10:58 AM
بعيداً عن كل الكلمات التي تأسر الألباب ، والشعور المتدفق من رأسي الآن و الذي يدور حول تساؤل وحيد كم بك من الصبر لأجله ؟!!!
عذراً ، عدت للتعديل فقط لاقول أن في حرفك سمة العطاء ، والنبل ، وأشياء أُخر تهتم في فقر القراء وبعض ( المستكتبين ) أمثالي :) .



صالح :

أجدك قرأتني من الزاوية التي أحب ،
كم أنا ممتنة لـ كل كلمة أوردتها هُنا
ولـ عودتك بعد التعديل

شُكراً لك

عائشه المعمري
06-17-2011, 03:12 AM
[ نافذتي : وطن ]
مكسور