المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نور هارب!


حياه
04-09-2011, 11:19 PM
..

إنّه يومي الأول ، ولعلّه اليوم الذي لا يمل في تعذيب نفسي المتعبة بلحظات الغيم المؤقتِ مكوثه بين فترتيّ راحتي.
هأنذا أفترش شغاف وطني البديل بين أكف ظليّ خوفي وحبي المفترض ، أمد له أناملي لتمس أصابع الوطن ليحميني ،
أمسه حتى أجعلني أشبه عينيه المظللة بالإيمان ، فأنا لست إلا غمامة من السماء تختفي حياءً كلما أطلّ الصيف، وتمتد كل ربيع
لتقلصها عجاج الأرض .
فأنا اليوم أحمل وطنا جديدا يخرج من لحدِ الكلمات ويبقيني حُبلى بجميع ذكرياته وبالوقت الذي أنجب طفلينا النائمين، جعلني
كتضاريس عشب متيبس وبدمع لا يفقه أسباب غيابك بي ، فاكتفيتُ بتحسس كفك المحرّق بدخان دقائق ساذجة أبقتني متعسرة
بولادة طفلنا الثالث، كلعنة حلّت على الدقيقة الأخيرة حتى تركتنا الساعة مجبورين على قليل الكلام،
وإلتجائي برسمك برياح الفضاء نورا هاربا.
ورسمك إياني عُسرة لتضيف على خيبة الريح شتاتا فتُـمزقه تداعيات الوطن الملتحق بي وجودا دون إدراكه.
إذن شغف تلك اللحظة تربت على أعتاب أبواب الأمل بصوتك، لكنها لن تُبدد مآسيها ولن تنال الرضى من وارديها،
فقط على عابريها تقليص المسافة بالوقت المناظل للنواقض الساكنة خلف
تلك الأبواب المجهولة برماد لقائك المنتظر قدومه بربيع العمر المتبقي؛
حتى تدرك الوقت مثلهم عليك طي المسافة الخضراء دون التدخل بحماقات المارين،
والاكتراث بنظرات النساء من شبابيك بيوتهن اللاتي يخبئْن خلف ظهورهن تيهاً لا يضيف لك سوى خسارة فادحة ،
لن يرحمك الوطن كلما أبرزت طيبة قلبك حينما تتشوّه صورتك أمامه بين فكي الخيبة،
ولن أرضى بقليل من رضى ولا بمستحيل كاذب ،
فأنا لم أعهدك إلا طُهرا رممّ خجلي وأسبغ علي حبا يـجعلني أعتز بهذا الجنون،
كما عودتني أن لا أرتب فوضى العطاء والسخاء،
ولا أحدد معك البقاء ولا الرحيل ، تعودت أن أضيع في فضاء لا يعرفني كيلا يلقنني الهدوء، وأطيل بتفسير رؤياي
أو استمرارك في امتلائك إياني أحلاما تقبع في وسادتي التي لم تعد تثيرها خصلات شعري المهملة تشكيلا ولا تصقلُ كالماء.
تعودت أيضا أن أكتب لأبعثك مجدا في زمنٍ سيضيعنا حتما، فيخلدك كلما تلاحقك سرقة النّاظرين لصفحات تحبها أكفهم
في غياب يختبئ في فم الغيب يواتيه جنونٌ مهددٌ بالانقراض.

بَين
04-10-2011, 01:13 AM
عظيم ماقرأت أجبرني على قليل الكلام ..؛

حياه عظيمة وخالقي أنتِ ..

صالح الحريري
04-10-2011, 01:55 PM
بل هروب نحو النور والحياة يا حياة ...!

مذهلة وربك ..

حياه
04-12-2011, 12:21 AM
أهلا عروس

نورتِ فيّ يا غالية .

إغفاءة حلم
04-12-2011, 02:06 AM
حتى الأحلام التي تموت
تُحيل أعمارنا إلى قبور
وموت عتيم ...

مختلفة هنا ياحياه
ترسمين دربا لاينتهي من البكاء
وأسمع خطوة نبضك تمضي تنتعل الشمس
تهرب بالنور وإن كان حزنها يلسع ...

جميلة ياحياه وحرفكِ كأنتِ :icon20:

حصه العامري
04-14-2011, 04:46 PM
ها أنتِ ياحياه تُقاسميني مآزق الأرق إذن, مُلتوية بإنهيارٍ في قبضتهِ كما عَينيّ التُراب ..
تسهرين كَثيراً تلبيةً لجهنم الذاكِرة, أراكِ جيداً وأنتِ تغمرين رأسكِ عبثاً في صدر الوسادة المُتشققة .
ياليلتكِ ياحياه

نواف العطا
04-15-2011, 08:11 PM
حياه
بل هي حياة بكل أحرفها
فكوني بخير ولكِ كل الود والورد .

عبدالرحيم فرغلي
04-16-2011, 08:39 AM
حتى تدرك الوقت مثلهم عليك طي المسافة الخضراء دون التدخل بحماقات المارين،

صباح يشبه إشراقة الوطن في عيون اهله ..
هنا .. وكأن النفس الملتاعة .. بين وجيب وطن مضى ووطن يأتي .. وتساؤلات حائرة
هنا وهناك ..
سعدت كثيرا بالقراءة لك أيتها الفاضلة .. تحياتي وتقديري

فرحَة النجدي
04-26-2011, 06:24 PM
تيهٌ و ضياع ،
و وطن أنفاسه تتعاظم في الصدر و تتقهقر !

أنت حياة يا حياه !
:icon20:

حياه
08-05-2011, 01:26 AM
..

يا وريث الحرف في وجودك يكن السكون والنور

أهلا بك وشكرا

عبدالله العويمر
08-05-2011, 03:38 AM
لِحرفُك ِ إحسَاس ٌ جمِيل يالـ حياه

سلمَ فِكرك

فهد الرويلي
08-05-2011, 06:57 AM
رباه
ل كأن الفيلسوف جبران يزفر أرجه بين ضلوع المحابر والله
أيا حياه مذهلة حد اللا مضاهاة
ولروحكِ آي الحكمة