المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية منسيّة !


ماجد موني
04-25-2011, 08:34 AM
أؤمن كثيراً بأن نهايات القصص لايمكن أن تُؤلَف على حسب رغباتنا
بل وإنما هي من تحدد نفسها وتقرر مصيرها رغماً عنّا حتى وإن حاولنا العبث في تفاصيلها لتنتهي على عَجَل !

مازلنا لم ننتهي بعد - ها أنا أخبركِ الحقيقة على مَهَل حتى يتيسر عليكِ إستيعاب الحدث .
وحتى لا نظلم القصة بسبب النقص أو نتّهم الواردين فيها بالإجحاف
مازال الطريق طويلاً - حتى وإن تقطعت بنا السبل لإثبات ذلك - فالعبور على طريقٍ بائس لايعني نهايته والركض خلف أضواء الشوارع لايعني منحنا رصيداً إضافياً للحياة أو بضع مانبتغيه من أمل ..
فقد تخبؤ لنا الأروقة ماتعجز عن إظهاره الشوارع
وقد يمنحنا الظلام ماتسعى لإغتياله أضواء الطرقات من سكينة و هدوء !
في ظل أن الأمور أصبحت تتشابه - والأشخاص أيضاً - كان لابد من إيضاحٍ وإفصاح
ونقشٍ على الجبين بالحذافير بماتعقد عليه النوايا ومايسكن الروح من إبتهاجٍ صريح
و أُلفةٌ تتمدد كلما اسْتَمَعَت لعزف عقارب الساعة تمضي نحو ميعادٍ جديد .
ها أنا أضمكِ في صدري وأضع مِفتَاح ضلعي - على كفّكِ الإيمن
وأمنحكِ الإذن كاملاً للعبث في خطط سير الشرايين نحو القلب .
فـ بكِ الحياة تحيا وبدونكِ الحياة والممات ( ممات ) .

وكما يقول أحد الذين يفقهون شيئاً ( حتى تشعر بحبك لشخصِ ما - لابد من أن تخالطه بكل أشكاله وصفاته فتعلم خفاياه وعندما تدرك إيجابياته فإنك تتمسك به ويُبنى على ذلك أصل العلاقة وأساسها - ومن ثم تحصر على الأصابع سلبياته فتحاول تغيير مسارها نحو ماتقتضيه هذه العلاقة ومايتخللها من مشاعر - على ألا تتجاوز برصيدها مايمتلكه الشخص من إيجاب ) .

وأنتِ تعلمين بأني مازلت أشعر بالرغبة في الوصول إليكِ كل حين ..
وأني أسكن في صدر الغربة كلما أشار إلينا الغيم بإنتهاء موعد اللقاء !
أنتظر موعداً آخراً يجمعنا و صدفة أخرى تخفف علينا إرهاق الحنين ..
و عن موعدٍ حائر يبحث له مكاناً بين زحمة النسيان قبل إعلان الرحيل .
فلا رقصة دونكِ مكتملة تحت المطر ..
ولا زهراً أحمراً يقبل أن يكون هديةً لـ عيدٍ آخر أو شخصٍ كذلك
أشعر بالبرد كلما زادت المسافة الفاصلة بيننا !
ولا أبتغي أمكنة أو حدث ، دون أن يجمعنا العنوان فيها ويُشير إلينا كـأول الإنسدال .

وسأخبركِ بـ سرٍ يخنقه الأنين ..
ثقي جيداً بأنه لاإطار يجمع كل الألوان في صورة واحدة
ولا بشراً يعبر الحياة دون أن تشهد عليه أخطاؤه الفادحة
ولكننا لأجل الحبّ نتغاضى عمداً وعن صدق نيّة - حبّاً لا تجاهلاً .
بقدر الجرح نتسامح وبقدر الغضب نؤكد على أن الصُّلح خير ومن ثم بفرحة السعداء (نمضي)

أريد أن أذكّركِ بأمر أخير كـ نهاية منسيّة في قصتنا ..
بأنه وحسب ماهو سائد و مُتعارف :
حتى تنتهي القصة لابد أن يموت أحد ممثلي أدوار البطولة
( ونحن مازلنا على قيد الحياة )
و قصتنا لم تنتهي بعد ..

عبدالرحيم فرغلي
04-25-2011, 10:57 AM
كثيرا ما أقف أمام النصوص التي تتأمل تفاصيل حياتنا .. بإعجاب وإكبار .
فأنت هنا لم تكتب النص المقالي .. ابتعدت عنه تماما .. ، فكان نصا أدبيا شيقا .
ولم تكتب النص النفسي فقط .. وإن كان هو مداره وعليه معانيه ورسومه ..
ولم تكتب نص بالأسلوب التأملي الفلسفي للأحداث .. بل جمعت بين النفس في أوجاعها .. والعقل في تأملاته ومزجت كل هذا في
أسلوب أدبي سلس وجميل .. كنت تأتي بالحالة النفسية وتقف عندها ثم تتداركها بالتأمل والتبصر .. .
لك كل تقديري واحترامي لقلمك الجميل

فرحَة النجدي
04-26-2011, 11:27 PM
أوه يا ماجد ،
كشريان حبٍ نابض هو أنت !

ليست القصص وحدها يا ماجد حتى الشرايين هاه :)
فلو كان الأمر بيدنا لجعلنا نهاية شرايينا في مواضع أُخر ،
كأن تنتهي إليهم مثلاً و ينتهون بشرايينهم إلينا !

مرحى بهذا الإبداع ،
و عودة محمودة يا عزيزي ..