المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن القصـبات الهوائـية نـتـحدّث !


رُوح
06-28-2011, 06:42 PM
...... نحن في فصل الصيف .. أجل أنا أعرف ذلك ! ولكن لا مانع من الحديث عن الأمراض الصحية التي ألمّت بي !! فالناس تمرض صيفا وشتاء !! وأنا من الناس .. والنتيجة الطبيعية لذلك الاستدلال أنّني أمرض صيفا وشتاء !!
من أجل مزيد من التوضيح سأتكلّم قليلا عن نفسي:
أنا فتاة نمطية .. تقليدية ... أشرب الشاي و أموت من أجل كوبٍ من " السحلب " في الشتاء ... و لكنّني أشرب " الكركديه " وآكل البوظة " بنهم " في الصيف ...
أدفّىء نفسي جيدا في الشتاء .. ولا يكاد يظهر مني قيد أنملة دون غطاء ... وتصبح المدفأة " حبيبة قلبي " وصديقتي العزيزة .. وفي الصيف أكون ناكرة لجميلها وأخونها عندما أتحوّل لأصاحب " المروحة " !


......أعاني من بعض الأمراض الموسمية مثل كلّ الناس .. انفلونزا مؤذية شتاء ... رمد في الربيع ... جيوب أنفية في الجو الخماسيني ...
لكن في هذا الصيف .. اختبرت أمراضا جديدة !!
ففي هذا الصيف عرفتك .. ومعرفتك ـ على سعادتي بها ـ " نزعت " توافق نبضات قلبي و " فرفطت " انضباطها.. وفوق ذلك ؛ علّمتها الثورة والانقلاب على اتزاني و عاثت فسادا في انسجام ضرباتها الهادئة .. ولم تنفعني " مميعات الدم " ولا حبوب الضغط في إعادة ضبطها !!


......و في هذا الصيف رأيت وجهك للمرة الأولى .. وأورثني ذلك ورما في عينيّ اللتين لم تريا جمال وجهك ودقّة ملامحك لقصر في نظري ! الأمر الذي دفعني " لزمّهما " من أجل التركيز في شكلك .. وبالتالي ظهور الورم " إيّاه " .. علّمني ذلك أن أحرص على اصطحاب نظارتي في المرات القادمة .. وعمل " صيانة " دورية لها ... بل وتركيب سلسلة " زهرية " كي لا تفارقني في أزمات مماثلة ..


...... و في هذا الصيف أيضا .. حادثتك للمرة الأولى .. في الحقيقة دعني أكن أكثر صدقا ... ففي هذا الصيف حادثتني أنت للمرة الأولى ... وأنا لم أفعل شيئا سوى " البحلقة " بك و سحب الهواء " بكثافة " للتخفيف من الاضطراب الذي حلّ بصدري وأنا في حضرتك !
في البداية كنت أظنّ أنّ الأمر ليس أكثر من " سحابة صيف وبتعدّي " أو عارضا يسير إلى زوال .. أو حتى قلقا مؤقتا .. لكن اتضح أنّي لا أفقه شيئا في أمور الطب ولا في أمور القلب حتى .. وأنّني أخطأت تشخيص نفسي " بجدارة " رغم زعمي أنّني أعرف ذاتي !!

......عندما ابتدأ الكلام " من طرفك " " انكتم نفَسي " و عكفتُ على سحب كلّ الهواء ضمن محيط أربع " حارات " وجعلت أهلها يعانون ذات أعراضي !! ولكنّ ذلك لم يُجدي نفعا ولم يُحسّن من أزمة التنفس لديّ ... بل ساءت الأمور لتصبح كلّ كلمة منك كفيلة بزيادة ضيق تنفسي واضطرابه .. وكان الأمر مقدورا عليه إلى أن بدأت بـ " تلوين " نبرات صوتك بخفضها أو رفعها .. عند هذه النقطة وصل الاضطراب نهايته .. وأنا أشهق و أتمتم بأنصاف حروف .. و " أحشرج " و "ألوّح " لك بيدي .. وأنت ؟ " ولا انت داري " ! .. لا أنت تسمع " حشرجاتي و تمتماتي " فتصمت .. ولا أنا " عندي حيل " لأرفع من صوتي وأصرخ !!
والمشكلة أنّك من النوع " الثرثار " !! لم تتوقف لحظة لشرب الماء .. لم تبلع " ريقك " مرّة !! ولا أدري كيف كنت تدخّن دون أن تطبق شفتيك !
كنت تثرثر وتثرثر .. لدرجة أنني رأيت صورة جارتنا " إم العبد " في وجهك !!

...... حديثك المتتابع سبّب لي التهابا حادا في قصباتي الهوائية ... كيف لا وهي دقيقة رفيعة تشبه " شلمونة عصير دمعة " لا تستطيع تلبية حاجات " اضطراباتي " التنفسيّة المتزايدة بسببك أنت وأحاديثك ؟ لقد وظّفتُها لأقصى حد يمكنها بلوغه .. واستنزفتُ كلّ قوّتي وقدرتها !! ويبدو أنّني لم أدخّر وسعا في " تجريحها " بقسوة نتيجة " زيادة الطلب وقلة الإنتاج " !!!!
أنت تجلس بهدوء وأنا في داخلي اضطرابات وانقلابات وأفكار متزاحمة !! أنت " تسبّل " عيونك وأنا لا أرى إلا صورا ضبابية !! أنت تتحدّث وأنا يضيق تنفّسي !! أنت تضحك وأنا أشعر بالدوار !! أنت تصمت وأنا أكاد أختنق !

......وأيّ طبيب " مجاري تنفسية " سأزوره .. سيلقي بي خارج عيادته إذا ما عرف نشاطاتي الأخيرة .. وهي لا شيء سوى جلوسي أمامك أتنفّس بجهد و" أبحلق " وأبتسم رغما عني لأجاملك !! أتخيّله و هو يكتب لي وصفة : " التقليل من أحاديثك مثلا .. أو مكالمتك مرة واحد أسبوعيا !! أو ربّما تكون حالتي بالسوء الذي يدفعه إلى " حظر" الإنصات إلى أحاديثك بعد اليوم !!
ربّما سبّبتْ أحاديثك بعض الألم في عيوني.. وربّما تطورت أموري لأعاني من التهابٍ حادٍّ في قصباتي الهوائية .. ولكن .. ما حيلتي وأنت وأحاديثك أشبه بـ "الفاليوم " ولكنّ بتأثير معاكس؟ .. تسبّب الإدمان ولكن مع قلق واضطراب!!

...... كلّ وصفات الأطباء .. وكلّ توصياتهم .. وكلّ الألم في صدري و عيوني .. وكلّ " حشرجاتي و تمتماتي " لن تمنعني أبدا من " تعاطي " أحاديثك في كلّ فرصة ممكنة .. مدى العمر !! ولكن .. سأحطاط بحمل كيس تنفس وأسطوانة أكسجين للمحادثات القادمة!

عبدالإله المالك
06-28-2011, 10:00 PM
روح ...

هذا الحديث شيق .. يشد لآخر سطر وكلمة ..
مارستي فيه ما مارستي من الطب والمرض ..
كنتُ أتوقع شيئا ما عن المعسل / الشيشة ..
الخاتمة كنت أتوقع منها ما أكثر صدما .. والله أعلم ..

شكرا لأنكِ أتحتي لي القراءة .. والتلذذ ..

نادرة عبدالحي
06-28-2011, 10:47 PM
تجعلين قارئكِ يُحلق بصورة إستثنائية
ويمسكَ الرباب عدة مرات فيتكون في الفضاء لوحات تخرج عن النص
العفوية هنااا تجعل القارئ يتردد بإنهاء النص

رُوح
07-01-2011, 09:36 PM
روح ...

هذا الحديث شيق .. يشد لآخر سطر وكلمة ..
مارستي فيه ما مارستي من الطب والمرض ..
كنتُ أتوقع شيئا ما عن المعسل / الشيشة ..
الخاتمة كنت أتوقع منها ما أكثر صدما .. والله أعلم ..

شكرا لأنكِ أتحتي لي القراءة .. والتلذذ ..

فاتني أن أُشير للشيشة !! ربما في الصيف القادم ;)

هل كانت الخاتمة عادية لهذه الدرجة ؟ سأحاول أن أفاجئك في المرات القادمة أيضا ..

شكرا لأنك هنا .. شكرا لكلماتك :)


تجعلين قارئكِ يُحلق بصورة إستثنائية
ويمسكَ الرباب عدة مرات فيتكون في الفضاء لوحات تخرج عن النص
العفوية هنااا تجعل القارئ يتردد بإنهاء النص

أهلا نادرة
أسرني جدا حضورك هنا ..
وأحب جدا أن تكون بساطة كلماتي وتلقائية أفكاري وسيلة للقارئ كي يوظفها في خيالاته ..
لا عدمتك يا رفيقة :)

فاتن حسين
07-03-2011, 07:53 PM
روحك عطرة يـ روح..
حاكت حروفها باحساس صادق..

محبتي..:34: