المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنّها تُحاول


فاطمة رضوان
07-02-2011, 03:12 AM
تعسّر عليّ الحُلم مُذ أغمضت جِفنَ القُدرة و نام الليل في عيني,
قَبْلَ تعثُّر الموضة في يدي غير المُتحضّرة
أمسكت طرف الرائحة
عطر اللقاء القديم مات في فَمي
وحين تكسّرتُ قارورة القول
فالشّظايا صارت فستاناً غير مُتقن الحياكة
محضُ فتق خارج عن اللمس
أنا ثكنة عارية تُحلّق بالاتجاه المُعاكس لريح الشّعب
انا عفوية القُنبلة حين تُخلقها ثورات دم
حين تهيْج عروق
مكشوفة و تجفّ قُبلة على عنقِ فنجان رّطب
حين تتشكّل وسوسةً قومية
ويَكون الوَسط حركتها المُيسّرة
حين يتفجر ينبوع دمع حجمه اكبر من أعطاف الرواية .
كُنت شائعة
أدري بانّي ثِياب حضارةٍ مُعلّقةٍ في خزانة عقل
أنّي باليةًبعددِ محاولات التغيير
و تركي موازنة بين الظاهر والخفيّ
في هذه الأرض المُسماة مجازاً بالتحوير المُفرط لرائحةٍ الفناء .
أنا الفانية في مَتجر الدُّنيا
مُذ تلقّفتني شقوق النهَّضة وسترت جراحي
أنا من قبل أن يكبر كاحل الحركة في نَفق السُّرعة
تعدّيت كُلُّ نكهات الوَردوتعلقت الجذر
قَميص ترويضٍ للشكل المشوّه
حتى يخرج من قُعر الفُنجان
ويكون المساواة في المُرّ ,
من قَبل أن أدري
كُنتُ عَرَّافةبنصف عين تذرع مُصيبتها بجانب -السوق
-تتجنب المال وتركض خَلفَ هوايتها مفقوءة الهِبةِ ,حافية القَدمين
كُنت الخُرافة المُبددة لو لَم يجمعونِ في قارورة ويفسّروني بالفتاة
لتبخّرت سَريعاً بقواي الضّعيفة
زمام العُطْر كُنت
كنت أتشبث في قماطِ الماضي
خبراً لا يَرفع الدَّهشة
وغواية ترجمة لما يتبقّى في البصيرة الإنسانية
من زمن عِطرقبل أن أمتزج رئوياً وأتحشرج بالحقيبة الجديدة
ضاقت ملابسي
وتقمّصت الحجم الخُرافيّ لربيع النّظر
قُلت معادلة وقتٍِ وتهجرني الفراشات
دهشة -شكلٍ- وتنتهج الفراشات لونها الجديد
حيث كُنت العام المُنصَرم وحين كُنت شهية الرائحة .
أنا من قبل أن أنتشر
كُنتُ طائفتين ,تقتتلان في هذا الوطنِ الصَّغير
جَسَدٌ صَغيريثور شعبه عليه
كُنتُ المَدَافع والرغبة السّامة
قناعتي بانّي
لم أكُن شكلاً عاماً لواجهة مَتجرٍلو لَحقه الوقت قتلته الموضة
أني ترسّبت في قاع الزُجاجة
استتباب رغبةفي النضوج الفكري ومجاراةً لبائع الأهواء .
أني كُنت وما كُنت
أني عَقدٌ مُنظّم ينقلب على صاحبه
عند هروب الحديث من لسان اللحظة العالقة
أني أنتهي عند أي مُظاهرة لبضاعة العُمر.

عبدالإله المالك
07-02-2011, 03:45 PM
ها هو الليل ينام في عينكِ ..
فلسفة بارعة وفذة .. وتصوف جميل ..

شكرا لك ِ يافاطة رضوان ..

فرحَة النجدي
07-04-2011, 10:47 PM
رائعٌ ما كتبته يا فاطمة ،
أحسنتِ توظيف بعض مظاهر ما يدور حولنا في نصك
بالإضافة للصور المعبرة المؤلمة .

شكرا لكِ :icon20:

عبدالله العويمر
07-05-2011, 02:43 AM
حُضُور ٌ مليء ٌ بالجَمَال والبَهْجَة

أهْلا ً بِحَرفُك ِ ، وأكثَر

سعد المغري
07-05-2011, 06:14 AM
..

فاطمة رضوان .
مرتبة بـ أدب وبالغة الأدب كنتِ بـ هذا الـ نص .
شكرا يافاطمة .