المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - زِنْجِيّه ..


منيرة
07-09-2011, 10:24 PM
http://dc09.arabsh.com/i/03107/q161rp6vtjyh.png (http://arabsh.com/q161rp6vtjyh.html)


- تَبَقى حُجرتين ..وخيط من العَرَقِ الفوّاح يتلاعب بلؤم في مزاجي ..
يعبر كنهر مِن ذكرى في الزقاق الضيّق بين لوحي الكتف ..يغرق المسام بحموضته اللاذعة كأنه نبيذ فرتسي يجعلك متوفز ..أرعن ..
أيهما أختار هذه أم تلك وهل هناك فارق ؟
لما لايدرك الغباء معنى أن يكون مهذباً عند الساعة الثامنة صباح جمعة حتى يمرّ بلا فداحات ..
أيهما أختار (يعود التساؤل ..)
رأسك في هذه .. جسدك في تلك .. والزوايا محشوة بشفاه ..رقصات معلقة .. قمصان الكتان الرقيقة ..الموسلين الزاعق.. رباطات الدانتيلا ..الأقلام الجافة الرديئة ..وحقائب ..حقائب ..حقائب .. شوارع ..مقاهٍ .. مناقل فحم ..أبخرة ..أصوات .. ضجيج .. خيالات منحنية .. أخرى نائمة .. أصابع ..حروب صغيره تتنامى مع رائحة خُبز ..كراسي ..طاولات مبعثرة ..كتب مهملة .. واجهات زجاجيه .. سلالم كهربائية .. موانئ خربة ..وزوجا أعين متيقظة ثم هذا المزعج (صدر عريض متلفع بالسواد \ قوي \ فتي \ وملّح )
يعود الصوت الحاد يذكرني أن عليّ حث الخطى بأحد الإتجاهين ..
هذه المكنسة اللعينة تتوقف حين لا أريد وحين أحلم بعطبها تزداد ضوضاءها داخل أذنيّ ..
اكنسي .. اكنسي
أنت تستطيعين كنس كل شيءالملامح ..الحياة المفرطة في البؤس ..الرغبات الأفقية المروعة ..العقائد التي تتشاطر الإباحة تحت ذقنه والعلاقة مع قلبه..الأرض الملعونة بالوسواس والسماء المثقلة بالماء .. بالبكاء ..
( هل تودين كنس الجدار ؟ )
الصوت المتعجب .. الرائحة المشمئزة والفتاة الغبية - هكذا أنعتها داخلي - النحيلة جدا كأنها المِقَشّه ..
هي قالت لي يوماً ( أنت تذكرينني بريتا )
هل هذا يعني أنني الشفقة في (علمنا كيف نُحصي أيامنا )
قالت (ليست الشفقة .. إنما الوحشية !!)
تتشابه المسافات ولايهم أني في رأس الصفحة أم في فخذها ذات اللزوجة وذات اللا فهم ..
كنت الصبية التي يؤذيها تشابك الأغصان بهذا التعقيد حتى عرفتك وعرفت ماذا يعني أن الحب يأتي في الوقت الذي نكون فيه على الجانب الآخر داخل الطرق الغير مرئية لايهمنا لون العصافير بقدر غنائها والنيون وإن تعدد لايضيء إنما يُصاعد الحرارة ..
الأحياء القديمة التي تبرعمت كحبة فاصولياء مُشردة في أحشائي وأورقت بالحنين في صدري تحفظ رائحتك .. رائحة حذائك .. حذائك الأحمر الباهت كأنه عنبر متلهف ..
( لما أحمر ..!! )
ابتسامة جانبية ..وعيناك التي لا تمل اللمعان .. فرقعة أصابعك .. وانتظاري
(الأحمر يعني أغاني البيتلز ..مارلون براندو ..خِصرُ البصره الضيّق..أوبرا بافاروتي ..وشعر جوليا .. جوليا ذات الشفاة الكاذبة تحكي الخديعة تحكي الغواية ..نيتشه ..سيجار ..وقلبك الذي يوعزك ..؟)
(بماذا ؟ )
(بليل .. بـ قمر ..بـ أرجوحة ..بـ لوتس ..بستائر متلعثمة .. بـ وسائد نافرة .. بعيون سمراء..بثغر كجوزة ناضجة ..ببشرة كالكاراميل ..بـ )
( كاراميل !! زنجيّه !!)
(نعم..)
تهز رأسك تتضاحك بخبث .. تُمرر اصبعك اللذيذ على أنفك البارز ..
هذا هو أنت وذوقك قلت يوماً أنه مزعج عدت لخبثك و ( إني أرى مالا ترون )ولم أعد أفهم هل يعني هذا أني جميلة أم تُحب القباحة فيّ أكثر من الجمال ؟!
هل يعني هذا أن عليّ أبرز لك مميزاتي أم أسرد عليك مساوئي
أيهم تُريد ..؟!
هل تؤمن بمذهب جورجيو ؟!
ترد بهدوء مترنم ..(زنجيّة تلهو على رسغي..تهتز كأنها الحلوى الذائبة بالقَطْر ..أحملها هكذا وأوسدها لساني تمرح به أو تغفو المهم أن السكاكر لها فعل الشياطين في رأسي )
وشياطينك تتقافز في قلبي .. تلفه ككرة هائلة من شوق وتلقيه في صدرك .. تشتعل وقطع الجليد المتكومة أسفل نحري تخوض حروب الدفء .. حقها من أجل البقاء .. والحقوق مُجازه إلا في الحب .. الحب هو الذي يُحرم كل شيء .. يمسك بنا بقوة .. يقيدنا .. ويبدأ المساومة \ المراوغة ..
أنا أريدك أنت تريدني لكنما كومة الأسلاك المهترئة أمامنا تتطاول والجروح تتلوى أنا أخدشك في ظهرك وأنت تمزق وجهي ..
أزفر ..أزفرك.. أزفر ذكراك ..أزفر الحب .. الحب الذي لا يعني إلا أنت .. الحب الذي يريدك الآن .. عليك أن تأتي الآن ..
لأن طفلتك طفلة الحرير البرتقالي- الزنجيّة- تنمو كقرنفلة ذهبية فوق قلبك لما ترحل وأنت تراها تتعاظم بك وتتمرغ بينك وبينك بحق ربك ؟!
تختنق ببجامتك في حنجرتها ..
وتختنق مكنستها بورقة كوتشينة متعفطة..





+ للخيبة أني أحبك كمضطهدة .. كـ زنجيّة ..

صالح الحريري
07-13-2011, 02:11 PM
أي عرق ينتمي إليه الحب ..؟
كي نمنح قلوبنا جنسبة الولاء له ...!







مدهشة وخالق الخيال وواهبة يا منيرة ...!

منيرة
07-16-2011, 04:29 PM
ممتنة جدا لحضورك ياقدير ورأيك :34:

حياه
07-22-2011, 11:31 PM
..


زنجيّة زنجية ، مظلومة يـخيل إليها الحب في أبهى صوره دون النظر لمرآة
الحب بالنسبة إليها أصبح طوق نجاة وقدر أبصر!

رائع الحب هنا وبحجم روعته أتت القسوة

منيرة
07-26-2011, 08:10 AM
سعيده بحضورك ياسكر

إبراهيم درغوثي
08-12-2011, 11:53 PM
وجه في المرآة
قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي


أطل من شباك بيته ، فرأى وجهه في مرآة جارته الشابة التي تركت شباكها مشرعا على السماء .

حرك له لسانه وغمز له بعينه ولاعب له حاجبيه ، وعندما سمع خطى الجارة ، هرب من وراء الشباك

لكن وجهه ظل هناك يسخر من خوفه ، ويغمز للجارة الشابة .