المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - يَاتِيِهَ مُحَمّد ..


منيرة
07-20-2011, 01:28 AM
http://25.media.tumblr.com/tumblr_lnbiivvirn1qd5jvuo1_500.png


- أصْفَر .. حَامض .. مُتقطع .. قَليل السُخونة ..رُبما يُشبه الصوت الزاعق في رأسه .. صَوتُ مُحَمّد
يتنفس المكبس تتدفق المياه يَخفت الصوت .. يخفت .. كما نشيد بعيد .. نَشيدُ راعي يهودي وناي عجوز.. آخر يرتفع للأعلى يتشرد في أزقة جُزء .. جُزء من شيء .. شيء بعينيّ لاهث .. غُور من نار وبنفسجات صغيرة تُشبه الإزرار تنتظم في خط أفقي .. الزاوية الحادة على رسغه كأنها الغُبار .. الإتساخ ..
لسانه يحاول .. يندلق ببطئ تكسوه طبقة خفيفة من ليلك .. باطن شفاهه ليلك آخر نيئ ينشطر لأخاديد صغيرة ملوثة برائحته .. ليست رائحته إنما دمه .. دمه الملتهب المؤذي ..
يحبو في رئته الجزء الآخر يستمع للقرع .. قرع أنخاب لكنما لاتوجد قَناني أنيقة ..
يوجد جركل .. جركل وحيد أخضر زاهي يقبع بفاه سماط .. سماط صديق عليه نُقوش فارسية لئيمة كأن بها شهيق كأنها تصفق كفاً بِخد .. كأنها ( يامي .. يامي .. )
وأصدقاء حين النضوج حين أعشاب سمراء مدببة أحدهم يبتسم دائماً ذاك كان يُحب إمرأة بدينة سوداء لاتحب الضحك .. هو الرقص يغويها تلتحف ملاءات من شوكولا فاخره يرمقها يظل على ابتسامته .. فكه لا يتعب .. إنه يُشفى ويتَذَوقَ منها ويتذوق .. يتذوق حتى صُبغت أسنانه.. صُبغت بلون .. بلحن .. بأغنية جاز .. بقرية على سفح أرعن .. بمصابيح عوراء .. بكتف طري .. بذاكرة مرهقه ..
الآخر قصير يشتهي اللعب .. يشتكي الإهتزاز .. ملامحه تدور حوله .. تتحشرج .. تدبك كيوناني ثمل و بين إصبعيه قميص قال مرة بصوت متقطع ( أبيض .. أبيض يامُحمّد )
إنه يُحاول
أنفاسه المسروقة من ألعابه تملأ حدقتاه ولا تثبت ولا تثقل ..
كأنها الإبر المنتشره أحدها يخترق مسامعه .. قلبه .. صدره وسُرته حين المرآة تميل ..( المرآه ) !!
ربما .. عَلّها .. ولاشيء يظهر الزوايا لاتشكل اختلاق ولا ظلال ولا جوقات صاخبة ..
أطرافه السميكة تنغمس داخله .. تُخبره أن على أحدهم الحياة شريطة أن يكون منصف للحوائط والوسائد وعُلب السردين الفواحة ..
تظهر أعشاب أخرى على رأسها خنافس كُل خنفسة حمراء لا تعطش الذي يبتسم ترك الماء على صدره .. القصير يمزجه بـ مرسين .. وهو .. هو مُحمّد يُدخّن ُوردة سامرّائِيه ..
يرمقه الدخان الوردي بغنج .. يعود لدسه بين شفتيه .. هناك كعك وكاراميل ذائب .. هناك حبيبات هشّه تزرع مزاج علني يمتهن الدسائس في الغمازات تروقه الناعورة في ساقها الغض يحشوها بنخيل بأبيات شعر بخيام وشمس وضحكة مكسيكة ..!
تبرق ملامح القصير ( فعلتها مجددا أبيض .. أبيض يامُحمّد )
يتذكر التعاسة يعبس قليلاً .. يتحول نحو المبتسم يتأمل بعض الشعيرات في صدره ابيضّت .. سيدة الشوكولا رحلت ..
يعود للوردة يبتعد عن الصخرتين ..الصخرتين دائمة .. يبتعد عن الحلزونات .. يمتص الوردة وينفث دخانها جميلة هي .. نعم هي الجنوب .. هي الأرض وجرار عسل .. هي زنبقات وسدرة ..ردائها القصير بتطريزات عربية والرائحة .. الرائحة
ينفث بقوه .. تتشكل .. ردائها يتمايل .. خُلخالها يُغني .. شعرها الخمري يصهل .. وأصابعه تعرق







( مُحمّد هاتفك )
( مابه ؟!)
ضحكات مختنقه يهتف القصير بتهدج ( أين كنت .. من يتصل ؟)
ينظر للهاتف يبتسم و ( أووووه .. أووووه )
( مابكم ؟؟)
يتعالى التخابث يرفع كأسه ( من تظن نفسك )
( الكولونيل هه ) تعود الضحكات
المبتسم يتحشرج يدق على صدره يرفع عيناه الملتهبة ( لاذع هه .. ماكان اسمها ؟ )
( مَن ؟ )
( مُحمّد .. اسمها )
الدخان الوردي .. رنةُ الخُلخال .. الصحراء
( تِيِه .. تِيه )
يُقهقه القصير ينبعج يصيح بحده .. بسكين
( يَاتِيِهَ مُحَمّد . )

منيرة
07-20-2011, 01:29 AM
- يَجفل بِعمق .. هذا التيه يتلوى في الصوّان القديم وعليه أن يحفظ ملامحة بشكل جديّ .. عليه أن يرى لأن الرؤية ستختلف بعد الإحتواء الأمور اللولبية التي تنمو بطريقة غير شرعية تتضخم ويعي أنها لن تمر بلا فداحات ظلامية لا تُشبه المدائح وليس لها صوت الصفع ..
يشيخ في وجنتيه العطش وتتجعد شوارع الحنين خلف نظاراته الغليظه هل كان عليه أن يراها في يوم ضائع من حساب الأيام مغضوب عليه .. أما الضالين فكأنهم رؤوس عرجاء تتصاعد فوق جسده النحيل دون أن يملك حق ملامستها .. الحق أعور هكذا قال له السخيف الذي ينام على الأريكة الهندية الرثه ..يضحك .. يضحك وبين أسنانه المتفحمه لسان ديك يصيح بزعاقات يدعي أنها الكنانة .. أنها الأرض يُراقب الحكمة وهي تُعاني بين فكيه يحرك يده بطريقة استعراضية ويسند نفسه ( مُحمّد .. أنا أعلم.. أدري وأقول الحكمة عليك أن تسمعني هه .. الحق أعور لم يعد يشاهدنا ولم يعد يهمه من نحن )
الحق لا ينسى الرائحة .. رائحة الخيانه حين ليل نيئ يتلفع بأطمار الشوق ويُثقل ظهر القمر لأنه الحقيقة الوحيده .. لأنه النور ..
تذكر القرية سيعبر قرناً كاملا ليصلها .. الأجواء الهادئة والنميمة .. النهار الرطب وروائح العرق من كل الزوايا .. هذا يعني العمل .. يعني النظام .. يعني الطيبه ليست الطيبه .. كذب كذب والعم اللئيم والأب الضعيف كان ضعيف .. كان يجب أن يكون ضعيف لأنه سيلد طفلا يدعوه أطفال القرية ب ( محيمد ) .. هذه الأجناس المعجونة بالضياع تولد من رحم النهايات والبدايات لها مزامير مختلفه رعويات مجترئة ليست رائعة لكنما لها امتيازات خاصة حين ضجر أو حين كآبه وهل سيلامسها التعب إن فرضنا أنها هناك فوق ذلك الجبل .. يعود للتساؤل ماالرابط بين الجبل والثراء يضحك ماركيز الأريكة آخر الغرفه ( الثراء لا تفكر به لم يُخلق لك الجبل يعني الارتفاع أنت هنا داخل الغور أرضك طينية وقدمك خسيسة )
القدم.. ينظر لها .. سمراء مغبره هو في القرية الآن حين يكون من العادي الإتساخ وحين يكون من العادي البكاء وحين يكون من العادي المراره ..
يستند على الحائط الإسمنتي الصلف بعض خدوشة تحز الظهر .. الظهر هو الجزء الوحيد الغبي يتلقى كل الإهانات ولا يحكي تشتمه الألسنة الصفيقة ولا يعترض يصمت حتى عند طعنات الخناجر أو طلقات الرصاص فكر أنه يجب أن يكره ظهره فهو ليس إلا سيء يُموه الحقائق ويقتلها.. جبان مستسلم لا يستطيع أن يرفض ولا حتى يُصدر ناشز تنبيه أي أمر يجعله يعود لحبه قرر أنه ميت وعاد لقدمه تأملها وكما السابق مغبرة مكشرة حاول أن يُنصت اقتلعت له تحية باردة كوجه فرنسي ملول اشاح عنها وتأمل النجوم .. قدمه ليست أجمل من ظهره الحقيقة أن ظهره يتوارى خلفه ربما يُعاني الخجل أما قدمه فهي خسيسة ذلك المعتوه قال أمرا حقيقيا وهو يأتي في الوقت المناسب كما الإكتشافات الخطيره ربما المذهلة التي عاشت فوق العمر وعبرت الأجيال ولازالت تعبر ولا تنتهي هي جاءت في الوقت المناسب من الجميل أن هناك مناسب لكن السيء جدا أن المناسب له هو هذا الوضع .. هذا التيه ..
كيف كان صوت الغباء من - خَلَفْ - ذلك القصير المهزوز قال البارحة له ( سئمت الأبيض لماذا نحن نكدسه في كل شي هناك ألوان أجمل ) ذلك المبتسم سالم رد بتكاسل ( لأننا لا نراه نحاول أن نكدسه انها الرؤية الأكثر غبشاً ) عاد خلف يهتز كأنه يملك في كل مكان بؤبؤ ( الأسود العمى الأسود الحياة الأبيض معنا ونكدسه ليس غبشا . أبيض أبيض يامحمد ) يومئ له بإصرار يعرف محمد نوع هذا الإيماء .. هذا يعني أن رأيك هو صوتك وصوتك في حنجرتي وأنا حكيت عنك إذن أنت معي ..
لا يعنيه لا خلف ولا سالم حتى العجوز الأشيمط فهد لايعنيه إنما ذلك القنديل ذو الضوء الخافت على السارية يعني أن الحياة لازالت عليه ان يُفكر بشيء آخر يترك هذا العالم الملعون يترك هذا التيه عليه أن يصحو أن يعود ..




( أنت غبي )
( لا بأس ..)
(لاتهتم )
( ومن يهتم )
( حتى أنا لا أهتم سأعود آخر الأسبوع مع جمع الأغبياء ياالله كيف زرعتني بينهم )
( لماذا تتسائل فقط لا تعود )
( أنت لن تأمرني أليس كذلك ؟ .. أنت لم تفعل )
( أنا أطردك إن شئت )
( وإن لم أشأ )
(.... )
( الحكمة تولد في اليوم مرات وأنا أولد معها أنا الآن غاضب وحكمتي لا تجالس الأغبياء فإنهم مدمرون غدا ستولد حكمة أخرى وسأكون آخر وسأعود )
( انظر الأريكة .. انكسرت من ضحك عليك يافهد قلي بربك )
( هه .. الأصدقاء .. الكذب .. الأصدقاء .. الجرب )

صالح الحريري
07-20-2011, 01:34 AM
دثري جسد الصمت بوشاح النثر يا منيرة ...
دعي الدفء يخفف عن أطراف الغباء لعنات البرد ...!
يواري سوءة الحيرة بليلة كشف الضوء عن سرّها المختبئ بمعطف السرد ...!!

سعيد الموسى
07-20-2011, 03:01 AM
منيرة القحطاني ...
أنت ِتنسجين .... قبل أن تكتبين
تحيكين المفردة بخيوط اللغة !
مبدعة يامنيرة :34:

إغفاءة حلم
07-20-2011, 03:13 AM
أصابعك : سيلٌ يامنيرة ...
وتُربّي الغرق ..
مُدي البحر كيف شئتِ
فاتنة:icon20:

حياه
07-20-2011, 03:19 AM
..

مختلفة ..
و مدى الكلمة بين أصابعك الناعمة مدى آخر لا يـحصر
و جمال يبهر
فوق الوصف يا منيره :34:

همس الحنين
07-20-2011, 02:02 PM
منيرة

مبهر هذا السرد وهذا الاسترسال
ولكن يحتاج لقراءات وليس قراءة
لأسبر غوره

فهناك اجزاء فقدتني فيها أثناء القراءة
ومع ذلك لايقلل من جمال لغة النص

مجرد قارئة تتلذذ بالجمال كيفما كان
لا ناقدة


تقديري لروحك