سيرة ذاتية

[موضي]

من يرى أنّ للباب حلقة تُقرع به فليقرع !.


::

[موضي]

- كالنبتة الصغيرة تشق الأرض صبارًا ، قاسيًا صبورًا ، سامقًا أمام علو الشمس ووحشة الليل ، وجفاف الأرض ، مذه أنا صبارًا ولم أكن يومًا زهرة جميلة مبهجة .

- حينما كنت صبية لم أكن سوى صبيةً سمراء نحيلة ضعيفة البصر ! والناس تحب الفتيات ذوات البشرة البيضاء والممتلئات كأنهن العجين المختمر ! وفكرة تصحيح النظر بارتداء ( النظارة ) يُعد عيبًا ! ومع ذلك لبستها وأنا في الثامنة من عمري .
والأن وبعد كل هذه السنوات لم أزل تلك الصبية النحيلة السمراء ضعيفة البصر ، لامشكلة لديّ فأملك مقومات الصبار من الشكيمة والعلو أحب خِلقتي هذه وأتماهى مع ( نظاراتي وعدساتي ) وأعيش بعقلي الذي يكبر فيه كل شيء وأترك ماتبقى (للناس السطحية)

- أنا سيئة جدًا لا أجيد شيئا سوى التفكر بالأشياء ووضع قوائم لما أحب وأكره من مبدأ قناعاتي بها ، سيئة لأني عملية جدًا ولا وقت لديّ لترفيه والمباهج
سيئة حدًا لجفافي وقسوتي عند الأزمات بسبب كرهي لضعف والخضوع ، سيئة لا أعرف ولا أفهم الحديث الرقيق الجميل ولم أفكر يوما بتعلمه ولن أفكر فقد أشتدّ ساعدي !.


::

[موضي]

- من يقول عنّي أنثى فأراه يشتمني ، نعم لأني لا أراها إلا شراكة مع إناث البهائم تماما كما يوصف الرجل السيء بالذكر موازيا بذلك الذكر من البهائم .
الأنثى هذه ماهي إلا صورة للحيوانية والغوغائية التي تأتي على شكل غواية حمقاء ومقززة في آن ! أنا حواء شريكة أدم في الجنة ومن ثم الهبوط للأرض وحسبي بها وصفًا ونورًا وعطاء .

::

[موضي]

- عهدتني كالرحى ذات الحجرين أطحن ما يُرمى في ذاتي ليصير نافعًا وإن أوجعني الطحن ، فلستُ استسيغ أخذ الأمور على غفلة من عقلي
ولا اعجن الحياة فيّ لأجل الشبع فقط !

- جامدة جدًا في حالات الحزن الشديد وكأني لا أهتم مطلقًا ، وأزدادُ انخراطًا في العمل لأني لا أحب أن أفقدني وأشطرني واجزئني أحب أكون صلبة جامدة لا تتحرك ولا تتزعزع ولا تنكسر !.
جامدة أنا ولا أحب التغيير غرفتي مذ أكثر من خمس عشرة سنة لم أغيّر فيها شيئًا حتى التافه منها لم يزل كما هو ! ومع ذلك أنا متطرفة في أناقتي وهندامي متطرفة في الوقت وفي المواعيد .


::

[موضي]

- في السابعة من عمري صفعني أحدهم بقوة فعضضت لساني ، لم أتغير ولم أتحرك وبغيت ملامح وجهي المصفوع باردة وعادية ، وإنّ جوف فمي امتلأ دمًا ومعدتي أنذاك وصلها هذا الدمّ
كنت كاذبةً وبشكلٍ احترافي والأن كبرت ومازلت أمارس ذات الكذبة وباحترافٍ أكثر !.
-" ...... لكن عندما أحمل وجعي كلما كنت صاحية وحيثما أذهب، يلح ذاك السؤال. لا شك أن معرفة المرء القوية لنفسه ليست دائما نعمة. *"

[موضي]

60

كانت أمي تجلب الماء الفرات من قليبٍ في أخر قصر العائلة الطيني ، ترمي بالدلو المعلّق فارغًا وترفعه ممتلئا بالماء
وتسكبه في الجرّة وتحملها على كتفها النحيل
وأنا افتح الصنبور فقط فيتدفق الماء الفرات
وكلتينا لم تشرب غير الماء الأجاج .


50

كانت أمي تصابر المشقة في الطحن بالرحى لساعاتٍ طويلة وهي بيدٍ تبدلها بالأخرى تطحنُ الحبّ
ليصير ناعما صالحا للانتاج
وأنا بمجرد آلةٍ صغيرة وكبسة "زرّ" يصير الحبّ طحنا ناعما صالحا للانتاج
وكلتينا لم تذق طعم نتاجها .

40

كانت أمي صغيرة حينما تزوجت فانجبتني بعد ثُلة من اخوتي وهي في سنّ العشرين
وأنا في سنّ الثانية عشرة أنجبت أخي وفي العشرين أنجبت نفسي !.


30

كانت أمي تخيط ملابسنا وتقضي الأيام منحنية أمام مكينة الخياطة لتسترنا بجميل صنيعها
وأنا أجلب ثيابها من "الخياط" لأستر وهن كتفيها عنها .

20

كانت أمي تزرع الحبق والنعناع في الأصيص لتقطفه لنا بعيدا عن الناس
وأنا أزرعهما في ذات الأصيص وأقطفهما أمام الناس فخرًا .

10

كانت أمي زوجة وأما وبنتا وأختا
ثم صارت زوجة وأما واختا وجدّة وفقدت البنت بالأم !
والبنت عوضتها بالجدّة
وأنا البنت والأخت والأم والزوجة
تقلصت للبنت والأخت ولأني كذلك عُوضت بنفسي فقد بعضي .


::

[بندر الصقر]

سيرة تكتبينها بمادة هي مزيج من الدمع والدم والنار , واقرأها وكأنما كتبت بذهب
,
,
كم أحتاج الى إزالة الكثير من الأسماء من ذاكرتي لايستحق حتى أن يُحفظ معكِ بذاكرة واحدة ..

[مي التازي]

عندما أقرأك أحس بأن الدنيا لا زالت بخير
موضي ، ما تعودت أتكلم كذا لكن ..
أحببتك في الله !

أسأل لك التوفيق في الدارين

[موضي]

أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ
أريدُ أن أبتعدَ عن زحمةِ القبورْ.
أريدُ أن أنام نومةَ طفلٍ
أرادَ شقَ قلبِه بعيداً في البحور.


أريد أن أنامَ نصفَ ثانية
ثانيةً .. دقيقةً .. دهرا
لكنني أريدهم أن يعلموا بأنني مازلت حيا


لأنني أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ
وأتعلم أغنيةَ نوحٍ تغسلني من كل الأرض
لأنني أريد أن أحيا مع ذاك الطفل الذي
أرادَ شقَ قلبه بعيدا في البحور. *

[موضي]

في سن الثامنة كنت أفكر كثيرا في فكرة الموت والدفن ففي نهارٍ ما دفنت فرخ دجاجة وبعد اسبوع رجعت لنبشه وأرى فكرة الموت المخيف !
لم انبشه فكأنه يصرخ في وجهي : تعالِ لسوف أريكِ الخوف في حفنةِ تراب !.


::

[موضي]

في سن ماقبل الفطام كنت يتيمة وفي سن الثانية عشر أنجبت أخي وفي سن الثامنة عشر صرت ست بيت وفي سن الثامنة والعشرين استيقظت لأجد شعري محلوق ! وفي سن الثلاثين أنجبتني مرة أخرى في مخاضٍ عسير والأن أنا بتولٌ أخرى !.



::

[موضي]

سيرة تكتبينها بمادة هي مزيج من الدمع والدم والنار , واقرأها وكأنما كتبت بذهب
,
,
كم أحتاج الى إزالة الكثير من الأسماء من ذاكرتي لايستحق حتى أن يُحفظ معكِ بذاكرة واحدة ..
وحينما أكتب هكذا فكأني أكتب عنّك ، مابين اليقين وما أقوله خطوة أليس كذلك ؟
وأحيانا أشعر إلى أي مدى أنا محظوظ لأني لازلت قادرة أن أمنحني هذه النظرة وفكرة الخلود لدى البعض ممن يناهز الخلود مع أيضًا .

عندما أقرأك أحس بأن الدنيا لا زالت بخير

موضي ، ما تعودت أتكلم كذا لكن ..
أحببتك في الله !


أسأل لك التوفيق في الدارين

الله ! إذًا لا غرابة أن أبتسم الأن وبقوة وأنا أكتب هذا الردّ أبدا لاغرابة .
أحبك الله ووفقكِ دائما .

[موضي]

- ولدت في زمنٍ انعدم وجود الفتيات من القرابة والجيران ، لم يكن ثمة صبيّة سواي كل أترابي كانوا فتيان .
- حمد أخي يكبرني بثلاث سنوات لذا هو صديقي الأول ، وكل أصدقاء حمد كانوا اصدقائي أيضا .
رفاقي القدامى هم :
منيرة / تماما في سني كانت متفوقة والأن هي ربت بيت ومتزوجة ولديها أبناء
رنا / أصغر مني بسنة فقط متزوجة الأن وزوجها مريض بالسرطان الله يشفيه ويعافيه
ابراهيم / أول رفيق لي مع حمد هو ابن عمي وأخي وصديقي ، أكبر مني بسنة أيضا الأن هم معلّم مسار خاص .
بندر / أكبر مني بسنتين متزوج ولديه ابنتين .
هشام / أصغر مني بكم شهر وله سنوات يدرس صيدلة في بريطانيا وهو الابن الوحيد من سبع فتيات ابتعد بعيدا ولازال !.
عبد الله / أصغر مني أيضا بكم شهر يدرس في التعليم العالي وهو وبندر اللي صاروا متلزمين من بينّا
بدور / في سني تماما وصارت مثل منيرة ربة بيت ولديها أبناء
ندى / أكبر مني باربع سنوات ولديها الأن أربعة ابناء مثل القمر

هؤلاء رفاقي كلٌ منهم صارت له حياته ، وكل منّا أخذته الدنيا ورفعته حينا وهبطت به أحيانا أخرى .
كنّا قديما نجتمع وخصوصا ابراهيم وعبدالله وهشام وحمد أخوي وأنا وكنت مذ صغري أتمتع بالقوة والقيادة كانت كلمتي مسموعة وأرائي محفوفة بالموافقة وإذا زعلت في يوم يدورون رضاي :d هم رفاقي جنّة دنياي البئيسة أنذاك .
- كلهم تزوجوا وكونوا عيلة ولم يتبقى سواي أنا وابراهيم وهشام والملفت أن ثلاثتنا أكثر من تعب في الحياة وأكثر من كافح ونحت في الصخر بأظافره حتى يصل لما يريده ويتمناه .
- كنت قديما أقول لابراهيم : إذا كبرت بصير معلمة مسار خاص وهو كان يقول صعب وفي الأخير تبادلنا الأداور وصار هو معلم مسار خاص بعد مادرس البكالريوس راح وعاد وغيّر مجاله تماما وتغرّب سنتين بعدها عشان يصير هو اللي تمنيته لي قديما!
- وكنت أقول بتخصص تاريخ أو سياسة قالوا لي : وش تبين بالسياسة والتاريخ ماكان فيه قسم في منطقتنا . وصرت شيء ماكنت أتمناه لي أبدًا
- ابراهيم كل يوم يزورنا وأنا لازلت أراه ابراهيم أخوي وقبل لايصير ولد عمّي ورفيقي القديم .


::

[موضي]

- في سن الرابعة عشرة كأني لتو ولدت !
- وفي سن السابعة عشرة كنت أغطي المرآة
- كنت ولازلت أكره المرايا .
- في سن العشرين تعرفت على مجموعة من الفتيات اللاتي منحنني الضحك والأنس .
- كنت أحب الجامعة رغم انصدامي بها فلم تصل للمستوى الذي كنت أرغب به ومع ذلك أحببتها بكل سيئاتها لكنّ فيها تعمقت في الكتب والمراجع واستمتعت وأنا أقرأها من أول صفحة لأخرها ، وكنت أستمتع وجدا في محاضرات النحو وأستمتع في مواد النقد لدرجة أن ابدعت كنت أصل للممتاز فيها دون أن أذاكر كما يفعل الأخريات لكن الفرق بيني وبينهن أني أنا كنت أستمتع لا أحفظ .
- في مادة التاريخ والحضارة على مدى الأربع سنوات لم أخذ يوما فيها أقل من ممتاز جدًا ، لحظة الاختبار كانت ابداع بالنسبة لي أكتب وأكتب وأتعمق فأنسى نفسي ، فكانت طريقة الدكتور أن يأتي باسئلة مقالية بحتة .


::

[إيمان محمد ديب طهماز]

متابعة ياموضي

سرد جميل

موفقة ...

[الأميره النائمه]

سيرة عجنت بالقسوة ولكنها موشاة بالاعتداد بالنفس ..!
رائعة ياموضي ورائع نضالك الذي تنحني له الرؤوس اجلالاً واحتراما ..
لقلبك أكاليل الدعوات وأطيبها ..

[موضي]

أنا الأم التي حافظت على صغارها في حرب الخبز والنوم
و قصّت شعرها ليأمنوا !
كورتني صغيرة بأشياء روحي وفكري حتى كبرت ، وماعدتُ تلك الصبيّة تفاجئها الافاعي ماعدتُ إلا امرأة عمرها قد جاوز الثمانين خريفا بربيع وشتاءً بصيف !
وليلا يزجره نهار , ونهارٌ يضمه ليل .
أتمدد كالفراغ , أتوسع كالسماء
اتسطح كالأنهار , وأتكور كالأرض
مثقلة بأطنان الأشياء المرغوبة , وحُبلى بالحرية أنا
أجمع الخبز الذي يبس , والنور الذي فرّ من عتمة الليل
والزرع المصفرّ في حلمي
أجتث من كل هذا اليقين , وأليّن اليبس بالطين
وأضم الماء بالنار !.
أعمل مع رفاق الكدح وأخون التعب في كل مرة ،أسلّ لأمي واختي الأثواب ولصغارنا الرغيف والدفاتر من الفرقد والصخر ! ولا أتوسل الراحة الصدقات ، ولا أتصاغر عند عتباتها .
أنا جزء من هذا العالم الواسع , يغمرني جفاف نصفه لأنبجس حبا من نصفه الآخر
أنا النصف لهم ونصف النصف معهم !
سيطلع من عتمتي قمر *


::

[موضي]

متابعة ياموضي

سرد جميل

موفقة ...
ومن المتابعة ما يعطي الروح نوعا من الآمان بأن الدنيا الصلفة معي تعطيني لاتزال .
وإياكِ

[موضي]

سيرة عجنت بالقسوة ولكنها موشاة بالاعتداد بالنفس ..!
رائعة ياموضي ورائع نضالك الذي تنحني له الرؤوس اجلالاً واحتراما ..
لقلبك أكاليل الدعوات وأطيبها ..
هذه هي ضيّ أيقونة القسوة والفقر والأوجاع الطويلة ، هي ضيّ ضالة الكبرياء والعنفوان والعزّة ، هذه ضيّ روح القوة تسكنها وروحها مبقورة ! هذه هي ضيّ بكل تناقضاتها كالريح تعوي في المدن والقرى والطرقات وكالعشب الأخضر ينبت في تباشير المطر .
وبعد العمر هذا كلّه أجد من يُنحي رأسه لي هو قسم عظيم أني ربحت
حديثكِ منسوجٌ من أوشحة البقاء والحب الذي يدفء صقيعي ومأخوذ من برد الربيع ليفتت حرّي
ممنونة والله :34:

[موضي]

- لا أحد يستطيع أن يأكل من قلبي ولو قطعة ، فهو غليظٌ قويّ
وقد قالوا السواد للحقد والبياض للطيبة كرموز لونيّة أما أنا فقلبي لا لون له ! لايفكر برمزية هذه الألوان لأنه يفكر بوضوح النظرة والظرف .

- "من يعطي قلب ضيّ ماءً ملونًا فيلونه!؟ " سؤال لايستفز العدمية من هذا القلب لتخرج بل تأكيدًا أن الماء عدمي اللون ولانعيش من دونه ! شفافٌ إن وضع في كأسٍ من زجاج ولاتراه في كأسٍ غير الزجاج .

- "قلبُ هذه الفتاة سيّد المواقف "* وبقلبي السيّد هذا استطاع أن يصاحب العقل ! قيل عنّي بأني غير عاطفيّة وجافة ولكنّ سياسة القلب والعقل معًا لاتُظهر المرء رقيقا ولكنها تُظهره شديد البأس كبير العطاء .

- لست رقيقة ولا لبقة ولا أجيد المديح الطويل وأكره مايستعمله عامّة الناس كالتويتر مثلا ولا اقرأ ما يقرأه الناس عامّة . فالذي يُبتذل من الجميع بعاقلهم وجاهلهم أجده مهترئ غير صالح للاستعمال .




::