المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بائع العمر


أحمد صويري
06-03-2006, 02:56 AM
كفـى بدمعـكِ أنّ الدّمـع مـن سقَمـي = وحسْـبُ قلبـكِ أنّ النّبـضَ مُنتقـمـي
وحسْـبُ روحـكِ أنّـي اليـومَ مالكُهـا = ولو تبصّـرتِ ، قـد أبصرتِهـا بدمـي
هيهـاتَ ينصـف ذاك الجفـن منجرفـاً = بين الرّمـوش ، وبيـن الدّمـع والقلـمِ
أساور الطّـلّ : مـا للزّهـر ينكرنـي = ويستبيح ، إذا جاش الهـوى ، ألمـي ؟!
أيُوقـفُ القلـب نبضـاً فيـه مُنشـغِـلاً = أم يرتمي الحـبّ بيـن الكـفّ والقـدمِ
ولـي بعينـكِ مـن إبصارهـا ألَــقٌ = يحار ما بين كـفِّ السّمـع ، والصّمَـمِ
يا زهرة العمر .. ما في العمر ساريـةٌ = تغُـزُّ مثلَـكِ أظفـاراً بــذي سـقَـمِ
ما لي أواري جراح القلب عن صخَـبٍ = ودمع عينـيَّ فـي الأحـداق لـم ينَـمِ
أسنّـة البُعـد تعلـونـي ، فأقضمـهـا = علـى الكراهـة بيـن الكفـر والنّـقـمِ
ولـو ملكـتُ مـن الأيّــام متّسـعـاً = بغير عينيـكِ ، مـا أبقيـتُ مـن ظُلَـمِ
أكرمْ بـه خافقـي مـن قلـب صاديـةٍ = عطشى لِلَثْم الهـوى فـي هـدأة الحلُـمِ
ما أنفقـتْ مـن ربيـع العمـر رونقـهُ = إلاّ لكِبـرٍ بـفـرْط الـشّـوق ملتـحِـمِ
شقيقـةٌ فـي ربـوع الـرّوح موئلـهـا = عصـارة القلـب ، والأفكـار والقِـيَـمِ
وا حرَّ قلبـكَ يـا قلبـي علـى زمَـنٍ = ظلّتْ معانيهِ فـي سمعـي صـدى نغَـمِ
هوجاء كالبحـر إمّـا اجتاحهـا غـزَلٌ = يا ربُّ ، كم ذُلِّـلَ الأعـراب للعَجَـمِ !
أذلّكَ الحـبّ يـا مسكيـنُ عـن عمَـدٍ = فمـا صـدرتَ بـه إلاّ إلــى الـعـدَمِ
مجـرّدٌ أنـتَ فيمـا تـدّعـي مـثُـلاً = وقـد تجـرّدتَ إلاّ مـن لظـى الحِمَـمِ
لو كنتَ آنستَ نار الصّمت عـن حنَـقٍ = لمـا تحمّلـتَ ظلمـاً عسـرة الـذِّمَـمِ
لم تتقـنِ الصّمـتَ إلاّ حيـث تزجـرهُ = أيّـانَ تجـفُ لظـاهُ غيـرَ منثـلِـمِ !
يا سيّد الكأس .. مـا نجـواكَ حاملـةٌ ؟ = حتّى نزحتَ عـن الدّنيـا بـلا هـرَمِ !
لوَانَّ قلبـكَ طـاف الكعبـة انصرفـتْ = تبكي عليكَ جموعُ النّـاس فـي الحـرَمِ
رجعـتَ تنفـض عـن أُولاكَ كربتهـا = يا شائب القلب قـد أُضلِلـتَ ، فاستقِـمِ
وجئـتَ لا كالمـلاقـي قلـبَـهُ نـدَمـاً = لكنْ ، كمَنْ يبتغي العشـواء عـن نـدَمِ
يا تسعة البؤس .. هل حَملٌ فتجهضني ؟ = حُبـلاكِ عاشقـةٌ .. كـادتْ ولـم تَـرُمِ
كادتْ تخطُّ علـى الجفنيـنِ لـي شُهُبـاً = حطّتْ على أضْلُعٍ سكـرى ، فلـم تقُـمِ
وبـي مـن الوجـد مـا أفنـى ثمانيـةً = وواحـداً بعـد أن أتممـتُ ، لـم يَـدُمِ
يا حاديَ القلب .. هل خاصمتَ أوردتي ؟ = كم اشتكتْ بَعدَ بُعدِ القلـب مـن ورَمـي
إنْ كان سرَّ غـراب البيـنِ أنْ رحلَـتْ = بـيَ الدّهاليـزُ عـن أُكذوبـة الحِـكَـمِ
فقـد تعلّقـتُ فـي قـبـري أُلاحـقُـهُ = والموت أعظَمُ ما فـي الجـود والكـرَمِ
كم اشتهـتْ دونَـكَ الأنفـاسُ فاطرَهـا = وأُثقِلَـتْ بعـدكَ الأضــلاع بالـرِّمَـمِ
وزُلزِلَتْ بـي جبـال الأرض غاضبـةً = ولـم أزَلْ شامخـاً أصبـو إلـى القِمَـمِ
فعقدة الوصـل فـي البيـداء قاصرتـي = وزورقـي غائـرٌ فـي أبحُـر الشّمَـمِ
وسيعـةٌ فسحـة الآمـال فـي كُـرَبـي = وكـم يكابـرُ ذو حُمْـقٍ علـى وهَــمِ
وكم تكفكِفُ دمع العيـن يـا وجَعـي ؟! = ولـم يكفكفْـكَ يــا أشــلاء مُنثَـلِـمِ
فأسطـوانـات ذاك الـوقـت بـارحـةٌ = بغير صـوت فحيـح الحـيّ لـم تحـمِ
يا بائع العمر ... هـلاّ بعـتَ أوردتـي = لمـن يبيـع قـرار القلـب بالـسّـأَمِ ؟
تبدّلـتْ مهجتـي البلهـاء ، فانكسـرتْ = كلّ التعابير في عظْمـي ، مـن العِظَـمِ
الله يا زمنـي ... يـا صمـت أدمغـةٍ = والصّمـت منعطـف الإيقـاع بـالأمـمِ

ماجد الغامدي
06-04-2006, 07:50 PM
أحمد صويري شاعرٌ يغرفُ من بحر ويقطفُ من زهر ..
رائعة جديدة ، غادة حرف ، تسلب مهج الخيال وتنثر عطر الإبداع على عبر المعنى ، لا اجتهاد فكر ولا عنت معني ـ بل فطرة شاعر طبع بقدرة فريدة على ترويض الحرف


أساور الطّـلّ : مـا للزّهـر ينكرنـي

ويستبيح ، إذا جاش الهـوى ، ألمـي ؟!


أُسلوب شديد الأسر بديع الخيال يملأُ الأسماع ويحرِّكُ أوتارَ القلوب..!


لك تحيتي وإعجابي يا صديقي

نور الفيصل
06-04-2006, 08:25 PM
يا زهرة العمر .. ما في العمر ساريـةٌ = تغُـزُّ مثلَـكِ أظفـاراً بــذي سـقَـمِ
ما لي أواري جراح القلب عن صخَـبٍ = ودمع عينـيَّ فـي الأحـداق لـم ينَـمِ
أسنّـة البُعـد تعلـونـي ، فأقضمـهـا = علـى الكراهـة بيـن الكفـر والنّـقـمِ
ولـو ملكـتُ مـن الأيّــام متّسـعـاً = بغير عينيـكِ ، مـا أبقيـتُ مـن ظُلَـمِ



لو لم تقل سواها يا أحمد لكفتك

رائع بحق

ينهكنا الشموخ هذا الذي نكون ضحايا لمخالبه طواعية
ولكنها الأيام دول
فتتسع بنا دائرة الصبر يوما بعد يوم
لنجدنا في نهاية المطاف وقد عيل بنا

ويبقى بارق أمل يلوح في ثنايا العمر
بأن من يوقد روحه لتكون دليلا للتائهين لا بدّ يحمد ولو بعد حين
ولا بدّ أن يشعر البعض ، بأنه لم يلقِ ثمرة جهده في محيط العبث .

مساءاتك عبقة بجمال كهذا الذي عبرته الأن

نـور

أحمد صويري
06-08-2006, 04:58 PM
أحمد صويري شاعرٌ يغرفُ من بحر ويقطفُ من زهر ..
رائعة جديدة ، غادة حرف ، تسلب مهج الخيال وتنثر عطر الإبداع على عبر المعنى ، لا اجتهاد فكر ولا عنت معني ـ بل فطرة شاعر طبع بقدرة فريدة على ترويض الحرف


أساور الطّـلّ : مـا للزّهـر ينكرنـي

ويستبيح ، إذا جاش الهـوى ، ألمـي ؟!


أُسلوب شديد الأسر بديع الخيال يملأُ الأسماع ويحرِّكُ أوتارَ القلوب..!


لك تحيتي وإعجابي يا صديقي



ما زلتَ يا صاحبي تصرّ على توأمة حروفي لأنفاسك الساحليّة الهوى ....
.
وما تزال تدفعني إلى هاوية الغرور ....
.
أدرك تماماً يا سيّدي بأنّ حبّك لي يدفعك للإعجاب بما أكتب ...
.
فلا تدفعني للغرور بذلك ...
.
عموماً ...
.
دائماً يسعدني تشريفك لصفحاتي ...
.
لك حبّي

صالح العرجان
06-09-2006, 10:45 AM
يا بائع العمر ... هـلاّ بعـتَ أوردتـي
لمـن يبيـع قـرار القلـب بالـسّـأَمِ ؟
تبدّلـتْ مهجتـي البلهـاء ، فانكسـرتْ
كلّ التعابير في عظْمـي ، مـن العِظَـمِ


احمد صويري

ينتعش الشعر الفصيح بجمال نزفك وبوحك


صح لسانك

فاطمه الغامدي
06-10-2006, 08:52 PM
وتنحني الحروف طواعية لا كرها له ، دام قلمك وتنامى أستاذ أحمد

أحمد صويري
06-11-2006, 11:52 PM
لو لم تقل سواها يا أحمد لكفتك

رائع بحق

ينهكنا الشموخ هذا الذي نكون ضحايا لمخالبه طواعية
ولكنها الأيام دول
فتتسع بنا دائرة الصبر يوما بعد يوم
لنجدنا في نهاية المطاف وقد عيل بنا

ويبقى بارق أمل يلوح في ثنايا العمر
بأن من يوقد روحه لتكون دليلا للتائهين لا بدّ يحمد ولو بعد حين
ولا بدّ أن يشعر البعض ، بأنه لم يلقِ ثمرة جهده في محيط العبث .

مساءاتك عبقة بجمال كهذا الذي عبرته الأن

نـور
بحسبي أن أعجبك منها ولو بيت واحد ...
.
وبحسبها أن يقرأها من مثلك ...
.
دمتِ طيّبة صديقتي ..
.
لك كلّ الحب

قايـد الحربي
06-15-2006, 08:24 PM
أحمد صويري
ــــــــــــ
* * *

يعزفُ سُحباً
ينزفُ حبّا .

قال فخرجت شعراً
شَعُرَ فنبتت أزهارا .

يُبلّل الماء بحرفه
فيبتلّ القلم بحرفنته .

كم من الجمال تملك أيها الجميل .
شكراً تليق بك

شوق
06-28-2006, 02:32 AM
قصيدة رائعة

ربي يعافيك

ودمت بخير

أختكـ:شووق

عبدالله عليان
07-22-2019, 05:49 AM
كفـى بدمعـكِ أنّ الدّمـع مـن سقَمـي
وحسْـبُ قلبـكِ أنّ النّبـضَ مُنتقـمـي

وحسْـبُ روحـكِ أنّـي اليـومَ مالكُهـا
ولو تبصّـرتِ ، قـد أبصرتِهـا بدمـي

هيهـاتَ ينصـف ذاك الجفـن منجرفـاً
بين الرّمـوش ، وبيـن الدّمـع والقلـمِ

أساور الطّـلّ : مـا للزّهـر ينكرنـي
ويستبيح ، إذا جاش الهـوى ، ألمـي ؟!

أيُوقـفُ القلـب نبضـاً فيـه مُنشـغِـلاً
أم يرتمي الحـبّ بيـن الكـفّ والقـدمِ

ولـي بعينـكِ مـن إبصارهـا ألَــقٌ
يحار ما بين كـفِّ السّمـع ، والصّمَـمِ

يا زهرة العمر .. ما في العمر ساريـةٌ
تغُـزُّ مثلَـكِ أظفـاراً بــذي سـقَـمِ

ما لي أواري جراح القلب عن صخَـبٍ
ودمع عينـيَّ فـي الأحـداق لـم ينَـمِ

أسنّـة البُعـد تعلـونـي ، فأقضمـهـا
علـى الكراهـة بيـن الكفـر والنّـقـمِ

ولـو ملكـتُ مـن الأيّــام متّسـعـاً
بغير عينيـكِ ، مـا أبقيـتُ مـن ظُلَـمِ

أكرمْ بـه خافقـي مـن قلـب صاديـةٍ
عطشى لِلَثْم الهـوى فـي هـدأة الحلُـمِ

ما أنفقـتْ مـن ربيـع العمـر رونقـهُ
إلاّ لكِبـرٍ بـفـرْط الـشّـوق ملتـحِـمِ

شقيقـةٌ فـي ربـوع الـرّوح موئلـهـا
عصـارة القلـب ، والأفكـار والقِـيَـمِ

وا حرَّ قلبـكَ يـا قلبـي علـى زمَـنٍ
ظلّتْ معانيهِ فـي سمعـي صـدى نغَـمِ

هوجاء كالبحـر إمّـا اجتاحهـا غـزَلٌ
يا ربُّ ، كم ذُلِّـلَ الأعـراب للعَجَـمِ !

أذلّكَ الحـبّ يـا مسكيـنُ عـن عمَـدٍ
فمـا صـدرتَ بـه إلاّ إلــى الـعـدَمِ

مجـرّدٌ أنـتَ فيمـا تـدّعـي مـثُـلاً
وقـد تجـرّدتَ إلاّ مـن لظـى الحِمَـمِ

لو كنتَ آنستَ نار الصّمت عـن حنَـقٍ
لمـا تحمّلـتَ ظلمـاً عسـرة الـذِّمَـمِ

لم تتقـنِ الصّمـتَ إلاّ حيـث تزجـرهُ
أيّـانَ تجـفُ لظـاهُ غيـرَ منثـلِـمِ !

يا سيّد الكأس .. مـا نجـواكَ حاملـةٌ ؟
حتّى نزحتَ عـن الدّنيـا بـلا هـرَمِ !

لوَانَّ قلبـكَ طـاف الكعبـة انصرفـتْ
تبكي عليكَ جموعُ النّـاس فـي الحـرَمِ

رجعـتَ تنفـض عـن أُولاكَ كربتهـا
يا شائب القلب قـد أُضلِلـتَ ، فاستقِـمِ

وجئـتَ لا كالمـلاقـي قلـبَـهُ نـدَمـاً
لكنْ ، كمَنْ يبتغي العشـواء عـن نـدَمِ

يا تسعة البؤس .. هل حَملٌ فتجهضني ؟
حُبـلاكِ عاشقـةٌ .. كـادتْ ولـم تَـرُمِ

كادتْ تخطُّ علـى الجفنيـنِ لـي شُهُبـاً
حطّتْ على أضْلُعٍ سكـرى ، فلـم تقُـمِ

وبـي مـن الوجـد مـا أفنـى ثمانيـةً
وواحـداً بعـد أن أتممـتُ ، لـم يَـدُمِ

يا حاديَ القلب .. هل خاصمتَ أوردتي ؟
كم اشتكتْ بَعدَ بُعدِ القلـب مـن ورَمـي

إنْ كان سرَّ غـراب البيـنِ أنْ رحلَـتْ
بـيَ الدّهاليـزُ عـن أُكذوبـة الحِـكَـمِ

فقـد تعلّقـتُ فـي قـبـري أُلاحـقُـهُ
والموت أعظَمُ ما فـي الجـود والكـرَمِ

كم اشتهـتْ دونَـكَ الأنفـاسُ فاطرَهـا
وأُثقِلَـتْ بعـدكَ الأضــلاع بالـرِّمَـمِ

وزُلزِلَتْ بـي جبـال الأرض غاضبـةً
ولـم أزَلْ شامخـاً أصبـو إلـى القِمَـمِ

فعقدة الوصـل فـي البيـداء قاصرتـي
وزورقـي غائـرٌ فـي أبحُـر الشّمَـمِ

وسيعـةٌ فسحـة الآمـال فـي كُـرَبـي
وكـم يكابـرُ ذو حُمْـقٍ علـى وهَــمِ

وكم تكفكِفُ دمع العيـن يـا وجَعـي ؟!
ولـم يكفكفْـكَ يــا أشــلاء مُنثَـلِـمِ

فأسطـوانـات ذاك الـوقـت بـارحـةٌ
بغير صـوت فحيـح الحـيّ لـم تحـمِ

يا بائع العمر ... هـلاّ بعـتَ أوردتـي
لمـن يبيـع قـرار القلـب بالـسّـأَمِ ؟

تبدّلـتْ مهجتـي البلهـاء ، فانكسـرتْ
كلّ التعابير في عظْمـي ، مـن العِظَـمِ

الله يا زمنـي ... يـا صمـت أدمغـةٍ
والصّمـت منعطـف الإيقـاع بـالأمـمِ


يا شائب القلب قـد أُضلِلـتَ ، فاستقِـمِ !!
الله عليك أ. أحمد الله عليك
لله درّ الإبداع