المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعراء يروجون للساديّة


علي الحسني
02-10-2012, 11:16 PM
من الملفت للنظر ما انتهجه بعض الشعراء في الآونة الأخيرة ، من مخاطبة الجنس الناعم بلغة فرد العضلات ، فما أن يحدث بين الطرفين بوادر خلاف ، إلا ويقوم الطرف الأول بالتهديد والوعيد ، والمزيد من أساليب الابتزاز ، وإظهار قدرته على أن يجل من تلك الإنسانة التي لم توافقه تلبية رغباته ، عبرة لمن لا يعتبر ، وذلك من خلال قصيدة ، يستخدم فيها ما استطاع من كلمات توحي بقدرته على إذلالها ، متى وكيف ما أراد .
والأغرب من هذا أن تروج بعض وسائل الإعلام ، المسموعة والمرئية ، مثل هذه الأفكار ملحنة مغناة ، مما يشكل خطورة أكبر ،على فكر أجيال المستقبل ، التي تستمد أغلب ثقافاتها ، من تلك الوسائل .
لا أريد ذكر نماذج لبعض هؤلاء الشعراء ، فلست بصدد الخلاف مع أحد ، فقد يكون ذلك الأحد أحد المتأثرين بمن سبقه ، نحن بصدد ظاهرة موجودة فعلاً بحاجة إلى دراسة مستفيضة ، كمحاولة للخروج برؤية محايدة من شأنها تلمس الأسباب وإيجاد العلاج الناجع .
هي تساؤلات تؤرقني ، ووجهة نظر خاصة أطرحها هنا ، وقد لايتفق معي أحد ، ولكنني أعتبرها قضية لها أبعادها ، وتحتاج إلى المزيد من الحوار والنقاش ، أجملتها في هذه الكلمات المختصرة ، آملاً أن أحظى بتعليقاتكم تجاه ماكتبت ، مرحباً بجميع الآراء المؤيدة والمعارضة ، بعيداً عن النيل من أي كان ، فالمسألة مسألة فكر ، وقضية مجتمع ، و ليست شخصية .
وفي الختام ، لمن لايعرف السادية فهي باختصار : الاستمتاع بتعذيب الآخرين جسدياً ونفسياً .
أترككم في رعاية الله وحفظه .

سعيد الموسى
02-11-2012, 11:10 AM
الغالي : علي الحسني أرحب بك وبما أثرت وأثريت .
.
.
بالنسبة للساديّه : أتفق معك في أن كل لفظ سلبي .. سلبي .
إلا أنني أقول : الشعر قبل أن يكون كلام موزون ومقفى .. [ مشاعر ] , من الصعب جداً أن تكون أفكار كل شاعر كما أريد وأن يكون لفظ كل شاعر كما أريد , وردة فعل مشاعر كل شاعر كما أريد .
إذ أن الشاعر لايستطيع أن يكون إلا إنساناً ليس معصوماً وأضيف أن لكل إنسان سلوك وتصرفات معينة روحية أو مكتسبة من المحتمل أن تكون سلبية ومن المحتمل أن لاتكون كذلك ولكن في كلتا الحالتين أنا كمتذوق قد لاتعنيني تماماً وكمالاً طالما الشاعر لم ينحرف عن الخط المستقيم [ للأدب ] ويتجة لقلّة الأدب .
إذ أنني أقول : من حق الشاعر أن يفجّر مابداخله ويفرغه داخل النص بذكاءه وطريقته الخاصه التي لاتجعله كتاباً مفتوحاً للجميع .
ومن جهة أخرى أقول : ومن وجهة نظر شخصية , النص الشعري هو مرءاة روح الشاعر التي تعكس صورته للمتلقي وماأومئ به تماماً هو الإستعانة بالرمزية في هذة الحالة وإختيار الأدوات المناسبة لتفريغ هذه الشحنة الداخلية بدون أن [ ينشر الشاعر غسيله ] ويكون صيداً سهلاًلتحليل المتلقي .
أضيف عن الساديّة من زاوية أخرى : من ركائز الشعر العربي [ الهجاء ] , حسناً ألا يكون الهجاء سياديّاً وقاسياً وربما سيئاً في أغلب الإسقاطات والإحتمالات ؟
مالفرق ؟ !
ماأريد إيصاله لقلبك الطيّب ولفكرك الذي لطالما إعتبرت نفسي ممنوناً له :
أنا مع حريّة الشاعر ضمن إطارات معيّنة أولها الأدب وآخرها طريقة إيصال فكرة النص بطريقة أجمل .
الشعر هو المساحة الحرّة الوحيدة للروح , ومن حق الشاعر أن يكون طائراً حرّاً .
إلا إن كنت تتحدث ياصديقي الجميل عن الإبتزاز : فالإبتزاز لاعلاقة له بالنص الشعري وله أساليب أخرى .
وأما بالنسبة للأمور النفسية المترتبة للطرف الآخر فـ أقول هو لم يجبر الشاعر على الكتابة بطريقة قسريّة إلا وهو نكأ جرحاً في قلب هذا الشاعر فلماذا يُحرم الشاعر حريّة الحديث والطرف الآخر لم يتحدث بقدر ما [ فَعَل ] وهناك فرق شاسع مابين فِعل الفعل ومابين الفعل ومابين ردة الفعل .
.
.
أخي الأكبرعلي الحسني : أحبك قبل كل شيئ وبعد كل شيئ : )
وأعذرني إذا خالفتك [ بعض ] وجهات النظر وليس كلّها فـ أنت تعلم أنني منك أستفيد .
وأحبّك أيضاً :icon20:.

علي الحسني
02-11-2012, 06:07 PM
نعم أخي سعيد أقصد الإبتزاز والتهديد والتلميح بالأغتاصاب أليست هذه سادية
أنت لم تختلف معي فأنا أوافقك فيما ذهبت إليه أنا أتكلم في إطار عنوان الموضوع فقط ولم أتطرق للرؤى الأخرى .

شكراً لحضورك الأجمل

د. زينب الطائي
02-11-2012, 09:53 PM
ذات يوم كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- معه بعض أصحابه يسيرون في الصحراء بالقرب من المدينة، فجلسوا يأكلون، فأقبل عليهم شاب صغير يرعى غنمًا، وسلَّم عليهم، فدعاه ابن عمر إلى الطعام، وقال له: هلمَّ يا راعي، هلمَّ فأصب من هذه السفرة.
فقال الراعي: إني صائم.
فتعجب ابن عمر، وقال له: أتصوم في مثل هذا اليوم الشديد حره، وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟‍!
ثم أراد ابن عمر أن يختبر أمانته وتقواه، فقال له: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها فتفطر عليها؟
فقال الغلام: إنها ليست لي، إنها غنم سيدي.
فقال ابن عمر: قل له: أكلها الذئب.
فغضب الراعي، وابتعد عنه وهو يرفع إصبعه إلى السماء ويقول: فأين الله؟!
فظل ابن عمر يردد مقولة الراعي: (فأين الله؟!) ويبكي، ولما قدم المدينة بعث إلى مولى الراعي فاشترى منه الغنم والراعي، ثم أعتق الراعي.
وهكذا يكون المؤمن مراقبًا لله على الدوام، فلا يُقْدم على معصية، ولا يرتكب ذنبًا؛ لأنه يعلم أن الله معه يسمعه ويراه.



اخي علي الحسني الإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، هناك مواهب متعددة يحضى بها الانسان وهذا الانسان عليه ان يوضفها في مكانها الصحيح لكونها نعمة من نعم الخالق عليه ولا يجوز الخروج عنها لكون الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وإذا صلح صلح المجتمع كله، وأصبح قادرًا على أن يحمل مشعل الحضارة، ويبلغها للعالمين، ومن أجل ذلك جاء الإسلام بتعاليم ومبادئ تُصْلِح هذا الفرد، وتجعل حياته هادئة مستقرة، وأعطاه من المبادئ ما يصلح كيانه وروحه وعقله وجسده.


ليس لكون الشاعر شاعراً او الكاتب كاتباً او الطبيب طبيباً الخ ان اتحكم في خلق الله بحجة انها طاقة وعلي تفجيرها لغرد ما أواستعمالها فيما يغضب الله.


بل الإنسان مأمور بأن يجعل حياته كلها تسير وفق هذه القواعد إن كان يريد السعادة والطهر والعفاف والسكينة له وللمجتمع الذي يعيش فيه.


فمحاسبة النفس شيء ضروري لكل فرد في الحياة.


ودي وهذه :icon20:

إبراهيم الشتوي
02-11-2012, 10:54 PM
الشعر الذي لا يسمو بالروح ولا يكن بلسما للجروح لا يستحق أن يتعدى أروقة البوح ..

فـ الشعر أطهر من الغيم وأبيض من براءة الطفل وأجمل من ألوان الطيف ..

وما استخدم لغير أغراضه انزيهة فليس من الشعر لا من قريب ولا بعيد ، لأن النفس لا تتوق لسماعه والأذن لا تطرب لترديده ، والدين يرتقي عن نتوءاته وبراثنه .


الصديق الأنيق ... علي الحسني

طرح في غاية العمق ورؤية في قمة الأهمية ..

شاكرا لك هذا العطاء المكتنز بالوفاء ..

تقديري .

غنى طارق
02-12-2012, 08:26 PM
من الملفت للنظر ما انتهجه بعض الشعراء في الآونة الأخيرة ، من مخاطبة الجنس الناعم بلغة فرد العضلات ، فما أن يحدث بين الطرفين بوادر خلاف ، إلا ويقوم الطرف الأول بالتهديد والوعيد ، والمزيد من أساليب الابتزاز ، وإظهار قدرته على أن يجل من تلك الإنسانة التي لم توافقه تلبية رغباته ، عبرة لمن لا يعتبر ، وذلك من خلال قصيدة ، يستخدم فيها ما استطاع من كلمات توحي بقدرته على إذلالها ، متى وكيف ما أراد .
والأغرب من هذا أن تروج بعض وسائل الإعلام ، المسموعة والمرئية ، مثل هذه الأفكار ملحنة مغناة ، مما يشكل خطورة أكبر ،على فكر أجيال المستقبل ، التي تستمد أغلب ثقافاتها ، من تلك الوسائل .
لا أريد ذكر نماذج لبعض هؤلاء الشعراء ، فلست بصدد الخلاف مع أحد ، فقد يكون ذلك الأحد أحد المتأثرين بمن سبقه ، نحن بصدد ظاهرة موجودة فعلاً بحاجة إلى دراسة مستفيضة ، كمحاولة للخروج برؤية محايدة من شأنها تلمس الأسباب وإيجاد العلاج الناجع .
هي تساؤلات تؤرقني ، ووجهة نظر خاصة أطرحها هنا ، وقد لايتفق معي أحد ، ولكنني أعتبرها قضية لها أبعادها ، وتحتاج إلى المزيد من الحوار والنقاش ، أجملتها في هذه الكلمات المختصرة ، آملاً أن أحظى بتعليقاتكم تجاه ماكتبت ، مرحباً بجميع الآراء المؤيدة والمعارضة ، بعيداً عن النيل من أي كان ، فالمسألة مسألة فكر ، وقضية مجتمع ، و ليست شخصية .
وفي الختام ، لمن لايعرف السادية فهي باختصار : الاستمتاع بتعذيب الآخرين جسدياً ونفسياً .
أترككم في رعاية الله وحفظه .

كَلام بالصميم و ملاحظات قويَة جداً
وكَان ملخص تشبيهُك لتلك الظاهرة المستفحلة (( بالسادية )) و ما أكثرهم يا علي ..
الاستمتاع بتعذيب نفسية الاخرين من ابشع الجرائم الالكترونية بالوقت الحاضر..!
لا أريد أن أزيد على سطورك الماسية
ففيها من الثراء ما يغذي الفكر بنضج الطرح
____________
لاعدم يا استاذ الحرف:icon20: