المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هوامش نيسانيّة


أحمد صويري
06-03-2006, 11:59 PM
عند آخر السطر وقفتُ مصفرّاً كورودٍ أظلّتها وجوه المارّة فوق ربيع هذا العام ....
وبين الحرف المنبسط كحيرتي ... ونقطةٍ تحت فِراشه الثقيل لحظة الوَقْف .... امتشقتُ زهرةً من عين من أحبّ ... وأخذتُ أجرّدها من أوراقها واحدةً تلوَ الأخرى ( تحبّني ... لا تحبّني .. تحبّني ) ...
أعود مع كلّ ورقةٍ لربيع طفولةٍ لم أعشها ... فأطبع قبلةً على جبين المجهول ...
كنتُ دائماً أستغرب ممّن يسطّرون العناوين ثمّ يخطّون أفكارهم في حين كنتُ أجهد تفكيري أيّاماً طوالاً لاختيار عنوانٍ أضعه فوق ما سطّر قلمي الآثِم ...
بيدَ أنّي هذه المرّة سطّرتُ العنوان ... فتناقلتني العبارات ...
بين ثلاثة بحورٍ غرقتُ بعد أنْ سلبني السكون بضع حركاتٍ كانت تجترّ داخلي إلى قلب الصفحات البيضاء لأعلن سواد دمي فوقها ....
ممنوعـةٌ :
هكذا كان صوابي يقرؤها عبر سيول الكحل قبل غروب الشمس ... وهكذا كنتُ أعجز أمام كثرة تبديلي بين حروف القلب الثلاثة حاذفاً منها كلّ نقاط بأسي ..... كنتُ ( أنـا ) ... فواصلتِ ( أنـتِ ) ...
حين امتشقتُكِ من ضلوعي لأصنع منكِ سيفاً يجرح كلّ من يقرب حدودكِ الحمراء ... كنتُ كاشفاً ظهري أمامكِ .... فكنتِ سيفاً في ظهري و ..... طعنةً في صدري
(( أعلّمه الرماية كلّ يومٍ ))
منذ تمحورت دموعكِ حول فكرٍ شهدتُ ولادته بكلّ شرعيّةٍ شهّرها الغاب في وجهي .... كان الكحل ملء دموعكِ قد أحرق الربيع داخل رئتيّ .... وأخذني إلى ركن الذكريات أحتضن بين زواياه رأسك البريء ... وأقبّل من سطحه أوّل صدقٍ حملتْه إليّ دموعك القاتلة ....
أوَتعلمين سيّدتي ؟ ... قد كان نيسان مولداً قبل سنوات ... حتّى لو لم يكن مولداً لكِ أو لصورتكِ في عينيّ .... لكنّكِ قتلتِني به ....
تمرجحتُ كثيراً بين مفرداتكِ الّتي أذهلتْني فيها مقدرةٌ كنتُ بانتظارها ... وبذات اللحظة أحزنتْني دموعكِ الّتي جلدتْ فؤادي .....
قد لمم الغدر كلّ أشواكه ... وغرس النسيان بذوره في نيساني الأخير .... ليكون نيسانكِ الأوّل لحظةً تباغت كلّ حركات الأمان في أسلحتكِ ... وتخون كلّ مفاتيحي الّتي وضعتُها طائعاً في كفّكِ الّتي طعنتْني
... فقبّلتُها مبايعاً حتّى النزف إكراماً لحنانها ....

لا تشــعري بالذّنـب :
هكذا كنتُ أسمع النبض حين ربّتَ على نظراتٍ خجلتُ أناظرها .... فكان البرود يحرقني لأضعها على صدر صفحاتي ... كلماتٍ ربطتْ جأشها رغم سيطرة الغضب .... وهوامش كانت زيادتها تقتصّ من سريان حرصي وغيرتي ... ودموعاً ظلّت تغنّي لكِ حتّى الصباح ....
....................................... لا تشــعري بالـذّنـب ..............................

قايـد الحربي
06-04-2006, 07:25 PM
أحمد صويري
:

يرتّب الهوامش فتكون حرفاً
يسكب المُزن فيكون نزفاً

مازالت وردة " الحيرة " تحتفظ بعبقها الأخّاذ .
شكراً بحجم ما كُتب

حنان محمد
06-05-2006, 05:49 AM
قيود حرفك كبلتني هنا

فلا مفر من الجمال

الا إلى

الجمال

تحياتي أيها الفاضل ,,

أحمد صويري
06-05-2006, 10:04 PM
أحمد صويري
:

يرتّب الهوامش فتكون حرفاً
يسكب المُزن فيكون نزفاً

مازالت وردة " الحيرة " تحتفظ بعبقها الأخّاذ .
شكراً بحجم ما كُتب
وتظلّ برغم ترتيبها ...
مجرّد هوامش ...
هوامش تحت ضياء سطور من مثلك ...
.
وما تزال الحيرة تسقي كلّ تلك الورود الّتي ما زلتَ تعرف عبقها ...
.
مرحباً بمرورك

فاطمه الغامدي
06-06-2006, 07:07 PM
استاذ أحمد صويري



لك
أزهار
نيسان
كلها

فهد علام
06-07-2006, 09:01 PM
لا تشــعري بالذّنـب :
هكذا كنتُ أسمع النبض حين ربّتَ على نظراتٍ خجلتُ أناظرها .... فكان البرود يحرقني لأضعها على صدر صفحاتي ... كلماتٍ ربطتْ جأشها رغم سيطرة الغضب .... وهوامش كانت زيادتها تقتصّ من سريان حرصي وغيرتي ... ودموعاً ظلّت تغنّي لكِ حتّى الصباح ....
....................................... لا تشــعري بالـذّنـب ..............................

رائع . اتمنى لك التوفيق والسعادة . شكرا

أحمد صويري
06-08-2006, 04:44 PM
قيود حرفك كبلتني هنا

فلا مفر من الجمال

الا إلى

الجمال

تحياتي أيها الفاضل ,,
وبقدر الحبّ الّذي تحتوين بداخلك ...
.
تحتوين تلك القدرة المدهشة على قراءة الحرف كما يحلو له أن يُقرأ ....
.
وعلى تلك المساحة من الجمال الّذي تنثرينه حولك ...
.
كان لهذه السطور نصيبٌ عظيمٌ من عظيم جمالك ...
.
تشرّفت بك سيّدتي

يوسف الحربي
06-08-2006, 08:18 PM
تفرغ من النص وكأن كاتبه صنع فيك معروفاً حين سكب في دواخلك أحرفه لتضيء أغوار النفس المرتدية لفافة سوداء
تبحث في جعبة حروفك لترد له صنيعه ........... تعجز
كل الود لك أيها الجميل

أحمد صويري
01-24-2007, 08:12 AM
استاذ أحمد صويري



لك
أزهار
نيسان
كلها

ورغم تأخّري الشديد جدّاً ....
.
أشكر مرورك

أحمد صويري
01-24-2007, 08:13 AM
فهد علام ...
.
أشكر متابعتك صديقي العزيز
.
تحيّاتي لك أينما كنت

أحمد صويري
01-24-2007, 08:16 AM
تفرغ من النص وكأن كاتبه صنع فيك معروفاً حين سكب في دواخلك أحرفه لتضيء أغوار النفس المرتدية لفافة سوداء
تبحث في جعبة حروفك لترد له صنيعه ........... تعجز
كل الود لك أيها الجميل

وربّما من يقرؤنا بطريقتك يا صديقي
هو الّذي يصنع في ذواتنا الأمل بأنّنا نكتب بحقّ ....
.
يوسف ..
.
أراك تقرؤني قبل حرفي
فلك تحيّتي