المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصندوق : قصة قصيرة جدا لابراهيم درغوثي / تونس


إبراهيم درغوثي
03-02-2012, 11:31 PM
الصندوق
قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس

طوابير طويلة واقفة أمام الباب منذ الصباح الباكر تتدافع بالمرافق والمناكب و يتصايح أصحابها و كأنهم في يوم الحشر.
ثم يدخلون الواحد وراء الآخر إلى قاعة فسيحة ملأى بالرجال المهمين. يختارون أوراقا حمراء وصفراء وبيضاء وخضراء وزرقاء وبرتقالية وبنفسجية ووردية ويمرون من أمام صندوق من البلور الشفاف، فيضعون الأوراق في قلبه ويخرجون من باب القاعة وهم ينظرون إلى القفل الأصفر الذي يغلق فم الصندوق على قوس قزح.
في المساء يرفع الصندوق كالعريس على الأكتاف ، ويفتح القفل لعد الأوراق .
والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية ، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...

إيمان محمد ديب طهماز
03-03-2012, 12:28 AM
ابراهيم أيها المبدع

صدقت فقد صار قوس قزح لونا واحدا منذ أصبح الصندوق مصهرة لألوان

كل ما في الأمر أنك تختار اللون الذي ستنساه بعد مغادرة الصندوق وكفى

اوجزت مساحة كبيرة في سطور

وأتيت باللوحة التي توثّق الواقع برموز جميلة

تقديري

إبراهيم درغوثي
03-03-2012, 01:03 AM
أسعدني مرورك وتقديرك
اسعدتني قراءتك لهذه القصة القصيرة جدا يا ايمان
شكرا من القلب

فرحَة النجدي
03-03-2012, 01:19 AM
الألوان كُلها _ أسود _حين تكون في يدِ طغاة!


شكرا لك

إبراهيم درغوثي
03-03-2012, 02:29 AM
شكرا فرحة على التعليق
نعم اللون الأسود المريض
يصنع موتنا

د.محمد فؤاد منصور
03-03-2012, 09:33 PM
أخي العزيز المبدع إبراهيم درغوثي
قصة تختصر واقعا عشناه من الماء إلي الماء حتي صارت حياتنا بلالون ، أخذوا بهاء ألواننا وأعطونا الكآبة ومايمثلها ..لعل الله يعيد لنا في العهد الجديد فرح الألوان وإن تعددت وتعارضت ..
تقبل عميق مودتي

عبدالإله المالك
03-04-2012, 12:55 AM
أشتدي أزمةُ تنفرجي .. قد آذن ليلكِ بالبلج ِ
و ظلام الليل له سُرُجٌ ... حتى يغشاه أبو السُّرُجِ

أشكرك عزيزي إبراهيم

هدب
03-04-2012, 03:26 PM
إبراهيم درغوثي
استمتعت بجميل حرفك
بكل مايحمله من روعه
شكرا لك

حياه
03-09-2012, 12:22 PM
..


و ما فائدة تلك الألوان و التجمعات والطوابير الصباحية المملة
بما أن الطاغي الباقي .. و لكن لم يعد بوسعه الآن !

درغوثي .. سيدي الكريم .. قلمك أدركه و أحبه
طريقتك بالقصص ليس كأي قلم .. أتمنى أن أصبح ذات يوما مثلك
شكرا لقلبك

ندى علوان
03-22-2012, 03:06 PM
أحيانا تكون تلك الألوان مقدمة للون الأسود لحياتنا قصة جميلة .

إبراهيم بن نزّال
03-23-2012, 04:17 PM
طوابير طويلة واقفة أمام الباب منذ الصباح الباكر تتدافع بالمرافق والمناكب و يتصايح أصحابها و كأنهم في يوم الحشر.


كانت الافتتاحية هي المغزى، ومن هنا تظهر الإبداعية في الشد الكلّي للقارئ،
أتعلم أخي إبراهيم أين تكمن الغرابة؟
أنهم وبالرغم من علم من وقفوا بتلك الصفوف الطويلة بأن اللون الواحد هو الفائز،
إلا أنهم اصطفوا عنوة،
شكرا لك هذا السرد العميق جدا، تحياتي

ابنة الظلال
03-23-2012, 11:26 PM
هذه براعة القصة القصيرة...
تكثيف الحالة في بضعة أسطر تكفي عن حيوات...
هذا هو التدجين المتبع ... إيهام للجمهور بممارسة حقه
وما بين طرفة عين وانتباهتها تسحب هذه الامتيازات...
رغم بساطة المفردة ولكن المعنى العميق الساخر أصاب في مقتل..
الأستاذ إبراهيم درغوثي...
قصة مفاجئة...
احترامي

حسن الشحرة
04-16-2012, 07:07 PM
قصة توثق لمرحلة مهمة
وتعكس انطباع الكثير..
للكبير درغوثي أزكى تحية

محمد فرج
04-30-2012, 09:41 AM
ألا زال تعتيم الألوان مستمرا ؟
أيعقل أن يكون ( الربيع) خدعة ألوان ؟
إبراهيم درغوثي
قلم يستحق المتابعة .
شكرا لإبداعك .