المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يقظة عقل.!


رداد السلامي
04-24-2012, 10:30 PM
قال لي صديقي ، أنت لا تعي من الحياة سوى إنها لعبة مؤامرة مستمرة.!
ابتسمت بهدوء عميق ، هدوء من يخفق قلبه بكلمة التوحيد :لا إله إلا الله ، وقلت له : الحياة يا صديقي قصة مؤامرة منذ أخرج الشيطان أبوينا من الجنة .
لكني لا أنظر إليها على النحو الذي تعتقده بشكل مبالغ فيه ، إلا من زاوية الشعور بأن هناك مؤامرة حقا ، وتستحق أن نواجهها ، أو نبطل كيدها ومكرها ، لذلك نواجه على أسس ثابتة ، وحين نفعل ذلك ما تلبث أن تحبط بإذن الله .
صديقي يساري معتق بمفاهيم المادية الجدلية وفكر ماركس ، وانتكاسة القيم الليبرالية التي سلعنت كل شيء والنظرة العقلية بسطحيتها المادية الغبية. قلت له :دائما أكل كل أموري لله ، أبذل ما بوسعي وجهدي ، دون ركون إلى ما أعمله ، وأسلم أمري لله وحده، لذلك ستراني مطمئنا .
رد : ساذج ، تعيش على أوهام الأديان .ّ!
قلت له : هي بالنسبة لعقلك القاصر أوهام ، لكن الحقيقة ان فلسفاتكم عمقت أوهامكم بشكل مادي خطير حتى ظننتم كما ظن من قبلكم "إن هي إلا حياتنا الدنيا ، نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر " ذلك مبلغكم من العلم .
قال أنت تعيش سذاجة مركبة قال ذلك ساخرا.!
قلت له كيف عرفت ذلك ، ربما أوهمتك طيبتي الذكية بكوني ساذجا.
رد : أنا دكتوراه في علم النفس الإنساني
أجبته بسخرية أعمق : إذ كنت كذلك فأنا تجاوزت دراسة علم النفس الإنساني إلى تحضير رسالة في علم نفس إبليس.!
ولأن صديقي من أتباع "توتو نونو " كان يظن انه بالإمكان قيادتك إلى فخ الاستدراج بالوعد الكاذب ، ذلك أن لعبة اليسار تتمثل في تعميق إحساسك بالشيء كي تستولي عليك رغبته ، وتدمنه حد الانصياع اللاشعوري لأهدافه التلميعية والتمييع لقيمك وصهرك في بوتقة الارتهان الرخيص الذي يبخس من كرامتك التي أكرمك الله بها ، "ولقد كرمنا بني آدم" هؤلاء يقدمون ذوي القيم الملتزمون بدينهم والمتبعون لقرءانهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ،طعما في صنانيرهم التي تتغير بحسب إستراتيجية من يعلمون لصالحهم ، إن مهتهم المعتادة هي المسخ القيمي المنتقم من ثبات الثابتين على شرعة ومنهاج .
مثل هؤلاء كن ذكيا إزائهم أيقظ أخفى ، وأقوى حواسك، وارقب كلماته حركاته وحركته واتجاهاته ، وأنفذ إلى صميم تكوينه ، الفكري ، كما يحتاج منك الى غباء ذكي مضاعف ، يمكنه من استغفالك ، والنظر إليك كصيد سهل ، كما لو انه لا يتعامل مع رجل واع لديه قيمه راسخة وعقل يقظ.
مثل هؤلاء اختبرتهم ، إنهم يتعاملون مع الآخرين كسذج ، يمكن الإيقاع بهم ، وينظرون إلى المؤمنون بالغيب نظرة غبية ، إذ لا يوجد في الحياة إنسان غبي ، ولكن توجد إدراكات مختلفة لحركة الحياة والأحياء ، وما يواجهونه من مستجدات وأفكار وأشخاص ، لكن الأقوى دائما من يمتلك عقيدة راسخة وثوابت قوية ومنطلقات متينة في رؤيتها إلى الحياة وما يعتكر فيها من أحداث ومؤامرات.