المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما الحب الا اولا.!


رداد السلامي
05-13-2012, 02:51 AM
اعرف أنها كانت خجولة لكن الإباء كان يملؤها..
واعرف أن خطواتها تعثرت ، لكنها أثارت فضولي في النظر إليها..
الذين يديمون الصمت تتحدث قلوبهم كثيرا
ولذلك اكتفي قلبي بالخفقان وهي تعبر الممر لحظة زحام متكض بالطلاب.

لم تكن جميلة ، لكن القلب حين يحب يرى كل ما في المحبوب جميلا ، وهي كانت هكذا بالنسبة لي حين أحببتها ، تعلمت منها أن الإنسان بجمال قلبه وروحه وأخلاقه وسمو مشاعره وعواطفه.
ملامحها مشتقة من الصباح ، ذات يوم رسمت أحلامي ثم رحلت ، رحلت نورسه الإسفار ، تحمل حقائب المعرفة وأوراقها.

حين توغلت في أعماقها اكتشفت الإنسان الأنقى فيها ، ولا ادري كيف قلتها عيون الذين لا يرون الأشياء إلا بعيون رؤوسهم وليس قلوبهم.
يقال أن المرأة تكبر بسرعة ، وهي كبرت جدا و6سنوات نالت منها الشيء الكثير حتى غدت كبيرة ، لكنها من الناحية المعنوية كبيرة جدا وسامقة أفكارها، مناضلة فاضلة تأصل الخير في أعماقها ونبت يقينها بالله حد الاعتزاز الكبير ..الكبير جدا ..

لكني أخاف عليها عوادي الزمن ، وتلون الأيام ، فقد يرميها قلبا لم يتشبع بروحها بقدر ما انغمس في لذة الجسد ، فيما الروح ظامئة إلى ينبوع فتق حواسها أولا ، وما الحب إلا أولا وليس أخيرا ، الحب ومضة تلمع في البداية الأروع دائما من يشعل جذوته ويقدح زناده ، وربما كنت أنا قادح تلك الشرارة التي تأصلت في ذاكرتها ، وترعرع في حواس الروح الجميلة .

الصباح يأتي أنيقا ، يحمل معه خيوط الفجر البيضاء ، وأحلامنا تولد كل يوم في تطلع مستمر لأن لنا أحلاما ستكون يوما حقيقية والجنة هي منتهى أحلامنا ، هي تعي ذلك ، لأنها مؤمنة ، يقيني أن إيمانها هو وزاع تفوقها الروحي ومسلكها السوي في الحياة رغم انفراطها من عقدها الاجتماعي لتصبح كنورسه مهاجرة لا تدري أين مستقرها ، في رحلة دراسية استهلكت العمر كله حتى جاء خريف أيامها.

اعترف أني لم أكن قادرا على منحها الربيع لكن أمطار قلبي غزيرة المشاعر ، كنت سأحدثها عن حبي وأحلامي وعن حماقاتي التي لم تكن سوى طيش صغير مشاغب .
عادت هي لكن أحلامي ضاعت ، ولذلك لم يتقدس أي شيء في الحياة ، لأن حياة المحبين لا تكتمل ، بقدر ما تظل الذاكرة مملوءة بالأمل الكبير.

الحب لا يموت ، الأحاسيس لا تنسى ، والذاكرة الحية لا تموت ، فأنا حين أحب، أحب في الله ، ومن اجل غاية أسمى ، أتتبع الشرع كي أعيش سويا متزنا ، يؤلمني الانحراف ، إن مشاعري وغرائزي حين تتخذ مجراها الطبيعي تكون عبادة توحيدية ، لأن القصد بها العفاف ورضا الله ، لكن من يستوعب ذلك ؟

إن ذلك لا يستوعبه من لم يجرب حياة بلا دين ولا ضمير ولا كرامة ولا انتماء حي ، ولقد أراد الجبناء قتل كرامتي رغم تشبثي ، ولقد اخترعوا كل أسباب الانحراف ثم تمادوا حتى كدت أنسى الله ، ولكن الله يعلم ما في النفوس وما كان ينطوي عليه الضمير ابتداء ، لكن الله لا ينسى ، إنه يشد من عضد الأوفياء ، الذين يفيئون إليه دائما ، يمنحهم السكينة والطمأنينة ، ويعوض الإنسان عن مشاعر الفقد ، فتحس ان يده الرحيمة تمسح تعب قلبك ولغوبك ، تبتسم بصدق ومن أعماقك ، تقول رب احبك يا الله أنت تعلم أني احبك لأنك الله خالقي هديتني إلى الخير وأخرجتني من الظلمات إلى النور ، وأرسلت خير نبي للبشر محمد صلى الله عليه وسلم وجعلت الجنة مأوى من وحدك وعبدك واخلص لك ، وحافظ على ما فرضت.