وطني كَحُلة العين أبرقَ في المدى ..

[مياسين]

لغة الأوطان في قلبي لا تصمت
استطيع أن أتحدّث عن كل الوطان
فالشّعور بي مساحات كبيرة
خذوني نخيلًا
أو زيتونًا
أو ياسمينًا
خذوني ريحانة حزينة
أو زهر لوز أنيق ،
هذه روحي
تنساها طرق
تنكرها مرآيا
يعجنها وطن ،

اصغوا إليّ :
أنا للطريق وجه إذا ما رحل العابرين
أنا للجفاف مطر إذا ما اغلقت الغيوم أبوابها
أنا عذرًا يا أنا !!
بصيرتي مدينة ولغتي حيّة متى ما شعرت ،
لازلتُ أدرك ما معنى وطن
ما معنى قلب أخضر
لغة كانت تتلوّن
أرض تزهر هنا
وفي مكان ما ، حنجرة تصرخ دمًا ..


عفوًا يا سادة
وجعي والخوف أكبر من الوطن ..:34:

[مياسين]

أرغب أن أقشّر وطنًا
من أجل قلوب جافة ،
من أجل أفواه تبكي الظمأ
من أجل أن يَشعر أسياد الوطن بُكاء الممزقين والعراة ،
أرغب أن أترك الكلام يقابل الكلام
أن تتوسّدنا معنى الوحدة
ربّما تبحث الأوطان عن بائع دسّ هوّياتنا الضائعة
ربّما يبحث الخجل العربي عن ستارة لوجهه الفاتر
عن راية تُعيد أسماء سقطت على النداءات
فقد تنهض على صدر تساؤلاتنا إجابات غير مستعارة ..

[مياسين]

وإذا قلتُ وطني
تمتد لغتي كنخيل عالٍ
ترقص الأمواج على أجنحة أصابعي ،
تصير جراحي أصغر من عشّ عصفور
وتكبر هامتي كبعد غيمة عن قلبي ،
لي وطنٌ في الطّفولة غرس بي حب وخلود
لي وطنٌ حينما كبرتُ أصبحتُ أفتش فيه عن صوت مطر
عن حقيبة إذا مددتُ يدي نحوها لا تغرّبني ..

[مياسين]

كوطنٍ يعيرني الأمان
كنافذة تهب عيني بحر أزرق
كبُكاء يلوّح بلا أصابع
كموتٍ يبقيكَ وحيد على صدرك ،
كوطنٍ باقٍ بنا لا يتجزأ
كتمرّد أن تبقى وحدك ،

هكذا أحمل أوطان شعوري
هكذا أرتب بكاء وضحكة ..:34:

[مياسين]

أرجوكم
خبئوا قصائدكم
وأغلقوا السنتكم التي تتفوّه بالكلمات أكثر من الأفعال ،
لن تشفي القصائد دم يكبر بأرض سوريا
لن يصلح الانحناء الذي تهيأ بعجوز بكت شهداء أربعة ،
إما أن تكونو عربًا تفعل ما تقول
أو احرقوا رؤوسكم في دفاتر قصائدكم ،
لن يعفو الياسمين عنا
لن تتبدّل البُكاءات المستيقظة بصوت قيثارة ..

[مياسين]

الغائب لم يكن دستور
ولا حق تآكله الظلم ،
الغائب لم يكن والي
أو صرّح كبير
أو حتى شعب ،
الغائب كان ضمير

هذا هو الغائب
الذي خذل وطن
وقتل رجل وامرأة وطفل ..

[مياسين]

سلام على الأوطان
على فقير بداخل بلاده احترق
على محتاج بداخل بلاده اختنق ،
سلام على الحياة
سلام على الموت حرّية تتأرجح بنا ما بين مدّ وجزر ..

[مياسين]

من حدّة بُكاء الأوطان
خشيتُ أن أنسى وطني
أن أضيّع هويتي
وأترك على فمّ العصافير آخر أناشيدي ،
ليت الليل يرفض أن يأتي
كي لا نعيش غير الصبح في هذه الحياة
ليت بريق النجم يتوسد زهرة يسمونها البقاء ،
لا تعيروا التاريخ مأسآة
قد أصبح لون التاريخ ينتمي للرماد
ولا تطفئوا من على الأحداث ما حدث وما كان ويكون
الوطن ثلاث أحرف بحجم بحر
الوطن ميلاد لا يجدر أن يعيرنا فاجعة خذلان
الوطن الحقّ لا يضيق بنا لنموت به ونحن شرفاء ..

[مياسين]

إلى وطن السيفين والنّخلة
إلى أرض أصيلة
إلى رجل بدوي الملامح
إلى أطفال متواضعون صنعوا أرجوحتهم من قوام نخلتين ،
إلى رائحة الخبز وجدتي
إلى كوب الحليب وأمي
إلى مدرستي ويد أبي

اعيدوني طفلة الوطن الأكبر
أعيدوني بلا هم ولا دمعة ولا غد شرس ،
أعيدوا إليّ دميتي الغنائية
وأخبروا وطني
أن يسامحنا إذا ترك البعض خطوة عليه لم تكن منطبقة لمعنى الإنسان ..

[مياسين]

رأيت رجلًا مُستاء الملامح
في معصمه جُرح يخفيه بقميصه
وفي قلبه أثر رصاصة تتحدّث بعينيه ،
سألته ما الذي أيقظ هذه الجراح ؟
قال بُكاء حريتي ..

[مياسين]

لا نريد منك أكثر من موت يا وطن
موت واحد كافيًا لأن نموت في ترابك بـ كرامتنا ..

[مياسين]

طفلة
في فمها تزهر الأوطان غناءًا
تجمع وردًا
تقطف عنبًا
تركض خلف أخيها حبًا ،
طفلة
الأرض من تحتها اتسعتْ صمتًا
والسّماء فوقها حملتْ مطرًا غاضب
كانت معركة
كانت ظلم بندقية
خرقت صدر أخيها
مزّقت بيت أبيها
قتلت صوت أمها
لتتلحف وحدها البكاء والدم ..



لو أننا نشعر بكل صرخة
سننجب بكاءات تعي ما معنى أن هناك أوطان تموت
ونحن أمامها كما لو أننا أمام شاشة تلفاز أو مشهد درامي
يا خيبتنا ..

[مياسين]

كم أتمنى لو أطهو المجاعات
لنشعر كعرب أن هناك ناس تموت
ناس تجوع
ناس تأكل بعضها البعض
والسبب ( فقر )

ما فائدة الأوطان لتكبر ؟؟!!
فالدسم الذي يهدر فيما لا يجب
كان أولى بمن يموتون قطرة قطرة كل يوم ..

[مياسين]

http://www.7c7.com/vb/uploaded/48729_01340261894.jpg


على مُتكأ المطر في زمنٍ بعيد
كان أبي يحكي صوت صديقه العربي الذي غاب دون وداع :

أريد قصيدة تمتلك الحضور الرهيب
أريد وقت لا يأخذني على دبابة رؤيتها تصيب عين قلبي بالهلع
أريد أرضي والزيتون وطبشورة كتبتُ بها يا وطن ،
أعيروني نصفي الذي تركته في وطني
وامنحنوني زيارة واحدة فقط
واااااحدة فقط ولن أزيد
لأقبّل رأس أبي
لأصبّ الماء حول ظل عريشتي
ولأحلم بوجه حبيبتي الذي سبقني نحو الطّين .
آآآآخ يا وطن
يمنعوني من رؤيتك وأنت مسك هويتي
يحتلّون أرضي ليصوّبون سهم يقول أنني أمام بلادي نكرة ،
ليس بجيبي غير صورتين
والنهار بعيني تزوجه الظلام ،
لم يعد قلبي طيّب
ولم تعد فراستي كبيرة ،
شَاب العمر بي
أبكاني بُكاء الأرض
والماء بكل طعم كالدمع مالح
امنحنوني عزلة لأرسم على الهواء وطني
لأقلّب الأمس على آخر أعمال صلاح الدين
لأزرع في كفيّ طائر
لتشتعل بيدي حجارة تطير
أريد أن احقق حلم واحد فقط
أن أقبّل رأس أبي
وأموت بجانب بناء القدس يا فلسطين :34:

[مياسين]

أنا الغريبة يا أمي
وكل هذا الوطن لي ..:34:

[مياسين]

استمع لصوت الأوطان وأكتب
يجدر أن نخطف الأوطان نحو قلوبنا كوجه من نحب
كيد حين نشبكها بأصابعنا ينضج في القلب ربيع ،
وأني لأكتبكَ يا وطني
أعاتب وطني
وأشتاق وأموت في وطني
وأظل أحب أحب وطني
وأشعر بكل وطنٍ يجاورني ..

[مياسين]

تعال يا وطني
نغرس برائحة المطر حلم أبيض
نبحث في الورد عن ظل ندى غفى باكرًا ،
تعال يا وطني
أهديك ذاكرتي
وجهي
وقلبي الذي لا أعلم أن كنتَ تتذكره ،
تعال يا وطني
أهديك قبلتين حياة
وتهديني عمرٌ بعده رقصة تأخذني لسطح مائي
ليغني ثغري
لتتمايل ضحكتي
لأرفع قلبي هنا يعيش وطني :34:

[مياسين]

لي حديث يا وطن
كلّما أريد أن أوشوشه لك
يرتطم ثغري بباب الصّمت ،
كيف أحدّثك يا وطني ؟؟
وعيناي دمعتان تسألك
كم من الشّوق أحتاج أن أقترفه
لتصغي لي كما يجب
لتتحوّل أرضك إلى سكّر
لتصير أحلامي حمام ترحل بي
لأرسم على الطرقات مقاعد لا تعرف كيف تنتظر ..

[مياسين]

لو أن للأوطان صوت مسموع
ماذا ستقول أمام كل هذا الصّمت الذي لا يتكلم ..

[مياسين]

أضمّ الوطن الذي أحب
وأشعل في دوائر الإحساس يقظة ،
لستُ أحتاج الحديث
وعيني نظرة تحمل كل الكتابات المقروءة ..

[مياسين]

أتعرفني ؟؟
هل تذكر الطفولة التي فارقتني ؟
هل تتعجب مثلي إذا وهبتَ النظر للبشر ؟؟
هل تحلم وتنام مثلي ؟؟


لا تخبرني شيء
فقط قل لي أنك تعرفني ..

[مياسين]

كان هناك عصفور يغني
وقلبه على حكايات الأوطان يئن ..

[مياسين]

يا عيني غضّي بصرك
لا أتحمل رؤية الشظايا الجسدية متناثرة
وكأن من يستخدم القنابل لتفجير الناس لا قلب له ..


حقًا صدقوني
بشار لا قلب له ..

[مياسين]

زرتكَ اليوم يا وطني
بيدي الصّغيرة منديل
وبقلبي كل الأشياء التي علّموني بها
ولكني ما وجدتها فيك ..

فقط جوابًا شافيًا يا وطن
من الملام الأول ليكون بمجتمعي طفل يتسوّل
وعلى الرّصيف امرأة تشحذ الزاد والماء ؟؟

[مياسين]

كما تعلمتُ أن أتحدّث عن الحب
عن الحزن ، الجرح والفراق
سكبتُ بأصابعي شمس وطن ومفردة عميقة تسمى ( الإنسان )