المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قصيدة (الشتا لو تعلق) لعوض الظامي


سالم عايش
12-23-2006, 05:56 PM
المتابع لحال الساحة الشعبية اليوم يلحظ أنها تعيش طفرة في الشعراء وقلة في القصائد

التي تستوقف القاريء الواعي .

وأنا لازلت أغازل هذه النصوص التي تستوقف القاريء الحقيقي ، وأفرح عند قراءة أي نص رائع

لأي شاعر مبدع وسيكون لي قراءات عديدة أو محاولات لعدد من النصوص الأبداعية لبعض

الشعراء ، وهذه القراءة سيلحقها عدد من القراءات التي شبه جاهزة لدي لنصوص شعراء تستحق

المزيد من الضوء والقراءة .

واليوم نأتيكم بقراءة لقصيدة لشاعر بدأ يرسم ملامح تجربته الحقيقية ويسير على خطه ونفسه

الخاص به ، الذي يجعل القاريء الحقيقي يقول أن هذه القصيدة لعوض الظامي .

القصيدة التي سأتناول قراءتها هي قصيدة ( الشتا لوتعلق في وشاحه ) ونترككم مع القصيدة .



متلف الحال صار الحلم راحه

................................... بس حلم ورا نجم الثريا



يبدى الشاعر قصيدته بوصف حاله حيث قال في صدر البيت ( متلف الحال ) وهذا الوصف يعبر

عن حالة التعب التي وصلت لها نفسه فأنها تحولت من حالة الإرهاق والتعب إلى أقصى درجات

التعب وهي التلف ، وأستدرك الحاله الموجعة بإيجاد وإيضاح الحل وهو ( صار الحلم راحه )

وفي هذا التعبير الموجع أيضا وضع حلا أصعب من حالة الوصف الأولى حيث أوضح أن هذه الحال

المتلفة راحتها في الحلم وفي عجز البيت ( بس حلم ورا نجم الثريا ) أراد أن يستبعد جميع

الحلول ، ففي الوصف الأول المعبر أن الراحة في الحلم فبعض الأحلام قد تتحقق فأراد أن يوضح

أن هذا الحلم بعيد جدا فوصف ( ورا نجم الثريا ) يجيب على تساءل لماذا وصف الحال بالمتلفه

أجابنا بأن راحتها بحلم ورا نجم الثريا .

وفي البيت الثاني يقول :


واه ياصغر قلبي مع جراحه

................................. واحسبه ضاع لونزفه هنيا



في البيت الثاني يوضح لنا التسلسل والتدرج والتماسك حيث بدأ بوصف تلف الحال التي

راحتها بالحلم أتي بالبيت الثاني كي يوضح أن قلبه صغير رغم الجروح المثخنة التي تسكنه ،

ويصف بالعجز أن هذا التعب كاد أن يحسسه بعدم وجود القلب أو ضياعه رغم وجود النبض الذي

يحس به في مقره الطبيعي وعبر عن هذا المقر بتعبير ( هنيا ) .

وفي البيت الذي يليه يقول :



كبر هالارض محتاج لمساحه

................................... وكثر هالوقت وقتي ماتهيا



في هذا البيت لازال الشاعر ممسك بزمام التدرج بالنص، فهو الان يصف أنه محتاج لمساحة بكبر

الأرض لكي تتناسب هذه المساحة مع التعب الذي لايحسسه بنبض قلبه كي يستريح من هذا

التعب الذي أثقل كاهله وفي العجز ( وكثر هالوقت وقتي ماتهيا ) يصف بأن على امتداد الوقت

لم يأتيه وقته الذي ينشده بعد ، ويؤكد هنا أن العبرة ليست بالوقت وكثره ولكنها فيما تستغله

من الوقت وهذا تعبير رائع .

وفي البيت الرابع يقول :



ضقت والصدر ياقل انشراحه

................................... وكل ماجاه طرقي حزن حيا



في هذا البيت الرائع يصف أيضا مرحلة الضيقة أنها به جميعا بلفظه ( ضقت ) وبعده يقول

( والصدر ياقل انشرحه ) فأوضح أن مصدر الانشراح بالصدر وهنا استخدم الشاعر التضادات

فأتى بمفردة ضقت وأتى بمضاد الضيقة وهو الأتساع الذي عبر عنه بالانشراح ، اما العجز

( وكل ماجاه طرقي حزن حيا ) فهذه الصورة الرائعة لعوض السبق فيها فلم أقرأ لشاعر قبله

الأتيان بهذه الصورة وألفها شاعرنا توليف رائع يتناسب مع الحالة، وعنها فوصف حالة الصدر

الذي كلما أتاه طرقي رحب به وقال له هنا مكانك الطبيعي .

وعن لفظ الطرقي فهو في لغة البدو ( ليس لهجتهم ) : هو من يمر بك في الطريق ولم يقصدك

ولكنه صادفك وجعلك نقطة إستراحة له .

وفي البيت الذي يليه :



واذكر اللي يسليني مزاحه

.................................. والعصافير بيديه تفيا



في هذا البيت اراد الشاعر أن ينقلنا من حالة الحزن الصرفة إلى أنه لازال يتذكر مايسليه مزاحه

ذلك المعشوق الذي بدأ وصفه من اليدين التي وصفها بالحديقة الغناء التي تتفيأ بها العصافير

وهذه الصورة الرائعة توضح تمكن الشاعر من اللعب على وتر المفرده ولانغفل أن الشاعر عندما

نقلنا من حالة الحزن إلى الغزل لم ينقلنا بطريقة تخل بترابط القصيدة أو حالة القصيدة العامة

بل نقلنا بأسلوب جميل حيث أن البداية الحزن فأوضح أنه يتذكر هذه المعشوقة ولفظ

( واذكر اللي يسليني ) فمفردة يسليني سمحة له بالانتقال بكل أمان على حالة وتدرج القصيدة

وهذا مايجعلنا نجزم بأننا أمام شاعر يعرف ماذا يقول ويعي كل حرف يخطه بالنص .

ويقول بالبيت الذي يليه :



والشتا لو تعلق في وشاحه

.................................. لويناديه كل الكون عيا



واصل الشاعر مابدا به من وصف لهذا المعشوق الذي يسليه ولازال بذاكرته رغم الحزن المخيف

الذي وصفه لنا .

وفي هذا البيت صورة لم يسبقه احد عليه أيضا فهذه ثاني صورة في هذا النص له التفرد والسبق

فيها ، حيث وصف في هذا البيت أن الشتاء لو تعلق في هذا الوشاح الذي على معشوقته لو

يناديه كل الكون سبيدي لهم معارضته وأنه وجد ضالته وهنا أيضا تشبيه رائع حيث شبه فصل

الشتاء بالانسان من حيث المشاعر ومن حيث ابداءه للرفض .

وبعده يواصل الشاعر وصفه لمعشوقته :



كل ما انساه يطريلي صباحه

.................................... فارع السحر بهاج المحيا



هنا يصف الشاعر أنه كل مانسي وأنشغل بالأحزان يطري على باله صباحه وان هذا الوجه لدى

معشوقته فارع السحر وهذا وصف عجيب حيث وصف ان لوجهها سحرا فارع و محيا بهاج .

وأختتم شاعرنا هذا النص الرائع :



وكل ماضقت فزت بي جراحه

.................................... فزة قروم جابتهم حميا



في البيت الختامي اعادنا الشاعر إلى البيت الأول كي يوضح أن القصيدة مرتبط أولها وأوسطها

وأخرها ببعض ، حيث بدأ ( وكل ماضقت ) اعادنا إلى الضيقة ولكنه هنا جاوبنا من حيث لايعلم

أن حلمه الذي ورا نجم الثريا معشوقته التي رحلت حيث أنه كلما ضاق فزت به الجراح التي

تركتها معشوقته الراحلة ، وفي عجز البيت الختامي وصف رائع حيث وصف فزت الجروح كفزت

النادرين من الرجال أهل الحمية .


الخاتمة :

مايميز أي قراءة أنها تكون توضيح لما صعب من ألفاظ القصيدة وتبيانا لمكامن الجمال من الصور

والألفاظ وبيان الإخفاقات اللفظية أيضا .

خالد صالح الحربي
12-23-2006, 06:18 PM
*


أختيارٌ مُوفّق لـِ..نَصٍّ يَستَحِق.
وَ قِراءةٌ إنطباعيّة.. موفّقة../. أيضاً.
قبل قليل كنت أقرأ هذه القصيدة.. بمنتدى الشعر.
والآن.. أستمتع.. بها على طاولة.. الـ..نّقْد.
على فكرة هذه القصيدة برأيي الخاص.
هي من أجمَل ماكتبهُ عوض.. في الآونة.. الأخيرة.
شُكراً../. ياسالم.. على هذه القراءة الواعيَة.

إبراهيم الشتوي
12-23-2006, 10:54 PM
سالم عايش ..

وحضور النور والبلور ..

فشكرا لك على هذا الوعي والحضور ..

والشاعر ..عوض

يستحق الضوء والاحتفاء ..

فشكرا لكما ..

تقديري.

حنان محمد
12-24-2006, 06:00 PM
أخي سالم

قراءة متميزة

وقصيدة تستحق منك الكثير ..

لك شكري

سالم عايش
12-24-2006, 08:30 PM
*


أختيارٌ مُوفّق لـِ..نَصٍّ يَستَحِق.
وَ قِراءةٌ إنطباعيّة.. موفّقة../. أيضاً.
قبل قليل كنت أقرأ هذه القصيدة.. بمنتدى الشعر.
والآن.. أستمتع.. بها على طاولة.. الـ..نّقْد.
على فكرة هذه القصيدة برأيي الخاص.
هي من أجمَل ماكتبهُ عوض.. في الآونة.. الأخيرة.
شُكراً../. ياسالم.. على هذه القراءة الواعيَة.


أخي / خالد صالح الحربي

شكرا لك ياخالد على جمال ارائك التي تطربني دائما .

وماقمت به أنا هو أنني تماشيت مع التوقيع الذي وضعته لك أو توافقنا حيث الجملة تقول :

تميزنا في تحيزنا للجمال .

أنا هنا تحيزت للجمال وأشكر روحك الجميلة

سالم عايش
12-24-2006, 08:36 PM
سالم عايش ..

وحضور النور والبلور ..

فشكرا لك على هذا الوعي والحضور ..

والشاعر ..عوض

يستحق الضوء والاحتفاء ..

فشكرا لكما ..

تقديري.

أخي ابراهيم الشتوي

وشكرا لك يا أخي ابراهيم ومن وجهة نظري أن الأحتفاء بالجمال هو أقل واجب نعبربه عن حبنا وقربنا منه

شاكر لك وتشرفت بك .

سالم عايش
12-24-2006, 08:41 PM
أخي سالم

قراءة متميزة

وقصيدة تستحق منك الكثير ..

لك شكري


الأخت حنان محمد

لك شكري أختي حنان ومانسعى إليه جميعا هو السعي نحو التميز .

وشاكر تشريفك الجميل

سلطان ربيع
12-25-2006, 06:05 PM
من محق إلى مستحق
النص رائع
وقراءه غاية في الابداع
دمت بخير
ودام شاعرنا بمثله .

طلال محمد
12-25-2006, 06:08 PM
حينما تكون للقصيدة أبوابا
تمكننا من الدخول إليها
فلا عجب أن نقرأ هذه القراءة الرائعة التي اجتمع فيها
الشاعر عوض والقارئ سالم .

كل الشكر لكما

سالم عايش
01-10-2007, 02:15 AM
من محق إلى مستحق
النص رائع
وقراءه غاية في الابداع
دمت بخير
ودام شاعرنا بمثله .

أخي سلطان ربيع

شاكر وعيك وأسلوبك الجميل ... أسعدني كلامك

دمت بحفظ الله

سالم عايش
01-10-2007, 02:18 AM
حينما تكون للقصيدة أبوابا
تمكننا من الدخول إليها
فلا عجب أن نقرأ هذه القراءة الرائعة التي اجتمع فيها
الشاعر عوض والقارئ سالم .

كل الشكر لكما

أخي طلال محمد

كل الشكر لروعة حضورك ياطلال .

سعدت بوجودك

عبدالله ثويني المانع
01-15-2007, 07:36 PM
..

** سالم عايش **

عنوان لكل جميل .. نص الظامي يلج إلى القلب منذ أول لقاء
ولقرائتك وحديثك حوله متعة .. كل الشكر والمحبة لك ولأبو فواز ..

أرق التحايا لقلبك

..

سالم عايش
01-25-2007, 03:05 AM
..

** سالم عايش **

عنوان لكل جميل .. نص الظامي يلج إلى القلب منذ أول لقاء
ولقرائتك وحديثك حوله متعة .. كل الشكر والمحبة لك ولأبو فواز ..

أرق التحايا لقلبك

..


الغالي عبدالله ثويني

كل التحايا لصفاء نفسك وذائقتك أيها العزيز .

محبتي لك .

محمد مهاوش الظفيري
01-25-2007, 06:20 PM
سالم عايش



قراءة واعية

تنم عن فكر أصيل

نفع القطوف
01-26-2007, 02:31 AM
الكريم/سالم عايش

أسعد الله أيامك بكل الخير


بداية
أشيد بما أدليته هنا في مقدمتك
وإستهلالك لتوضيح ما استوقفك كقارئ حقيقي
وإن كنت أرى في هذا المسمى
أنه يجب أن يطلق على الشاعر

لأن القارئ
في جميع الحالات .. يشده الشعر الجميل .. وتؤثر به الكلمة العذبة
فمتى ماوجد مايلمس شعوره تجده يعبر عن ذلك
سواء بقراءة .. أو أقتباس بيت من أبياته كتوقيع

والشاعر الحقيقي
هو الشاعر الذكي الذي تكون له حسابات لذائقة القارئ المتلقي

وأستأذنك في الوقوف هنا .. في هذه القراءة
كمتلقية .. لا معارضة لما تناولته
فلست بناقدة .. ولست شاعرة

بل أنا متذوقة للشعر فقط .. وأجد به مايلامس مشاعري

فأرجو أن تسمح لي بذلك .. وأن يكون صدرك رحباً


متلف الحال صار الحلم راحه
...............بس حلم ورا نجم الثريا
يبدى الشاعر قصيدته بوصف حاله حيث قال في صدر البيت ( متلف الحال ) وهذا الوصف يعبر
عن حالة التعب التي وصلت لها نفسه فأنها تحولت من حالة الإرهاق والتعب إلى أقصى درجات
التعب وهي التلف ، وأستدرك الحاله الموجعة بإيجاد وإيضاح الحل وهو ( صار الحلم راحه )
وفي هذا التعبير الموجع أيضا وضع حلا أصعب من حالة الوصف الأولى حيث أوضح أن هذه الحال
المتلفة راحتها في الحلم وفي عجز البيت ( بس حلم ورا نجم الثريا ) أراد أن يستبعد جميع
الحلول ، ففي الوصف الأول المعبر أن الراحة في الحلم فبعض الأحلام قد تتحقق فأراد أن يوضح
أن هذا الحلم بعيد جدا فوصف ( ورا نجم الثريا ) يجيب على تساءل لماذا وصف الحال بالمتلفه
أجابنا بأن راحتها بحلم ورا نجم الثريا .

الشاعر في البيت الأول .. لم يبدأ بوصف حاله بالتلف
فمن المرجح بأنه حذف يا المخاطبة
وبعيداً عن الوزن وخلافه
فالبيت يكون قبل الحذف
(يامتلف الحال صار الحلم راحه)
وحذفت الياء هنا وزناً وإن بقت صيغة النداء كما هي
متلف الحال ..صار الحلم راحه
وهي مخاطبة ووصف للمحبوب
فهو السبب فيما وصلت إليه حاله .. وماأصابها من تلف

وأيضاً .. مخاطباً إياها بأنه وجد في الحلم راحه يلجأ إليها
متداركاً بأنه حلم صعب المنال .. لا سبيل لتحقيقه

قد تختلف معي
ولكن لو نظرت من زاوية أنه وصف لحاله بالتلف .. لألحقه بالواو
ليكون متلف الحال وصار الحلم راحه
فهو أقرب كثيراً للواقع .. وإن كنت ترى في ذلك خللاً في البيت
ولكن الشاعر أستعمل ذلك في .. البيت الرابع
ضقت والصدر ياقل انشراحه


وفي البيت الثاني يقول :
واه ياصغر قلبي مع جراحه
............. واحسبه ضاع لونزفه هنيا
في البيت الثاني يوضح لنا التسلسل والتدرج والتماسك حيث بدأ بوصف تلف الحال التي
راحتها بالحلم أتي بالبيت الثاني كي يوضح أن قلبه صغير رغم الجروح المثخنة التي تسكنه ،
ويصف بالعجز أن هذا التعب كاد أن يحسسه بعدم وجود القلب أو ضياعه رغم وجود النبض الذي
يحس به في مقره الطبيعي وعبر عن هذا المقر بتعبير ( هنيا ).

الشاعر أستبعد جداً أن تكون راحته بالحلم
ونفاه في الشطر الثاني من البيت الأول
فكلمة (بس) كافية لتلقي الضوء على ذلك الحلم البعيد الذي زاده ألماً
جعله في البيت الثاني .. يوصف قلبه بالصغر ..أمام كبر جراحه
لعجزه عن تحمل هذا الألم الكبير .. وهناك من تمنى أن يكون له قلبان
لو كان لي قلبان لعشت بواحد 00 وتركت قلبا في هواك يعذب
فقلبه صغير .. بما ضاق به من هم لحلم لن يتحقق


وفي البيت الذي يليه يقول :

كبر هالارض محتاج لمساحه
...وكثر هالوقت وقتي ماتهيا
في هذا البيت لازال الشاعر ممسك بزمام التدرج بالنص، فهو الان يصف أنه محتاج لمساحة بكبر
الأرض لكي تتناسب هذه المساحة مع التعب الذي لايحسسه بنبض قلبه كي يستريح من هذا
التعب الذي أثقل كاهله وفي العجز ( وكثر هالوقت وقتي ماتهيا ) يصف بأن على امتداد الوقت
لم يأتيه وقته الذي ينشده بعد ، ويؤكد هنا أن العبرة ليست بالوقت وكثره ولكنها فيما تستغله
من الوقت وهذا تعبير رائع .

أوافقك على روعة التعبير في هذا البيت
فالمساحة التي يحتاجها كبيرة كي تحتوي
هذا الكم الهائل والكبير مما يشعر به ويعانيه
ولكن ليست هناك عبرة يمكن إستغلالها
كما أستنبطتها من عجز البيت

فكيف يستغل من الوقت ماليس له قدرة عليه
وليس أمامه سوى حلم منفي

فالشاعر يقصد .. بالوقت الأولى (وكثر هالوقت) .. أي العمر
أما كلمة الوقت الثانية (وقتي ماتهيا) .. أي الزمن

ليكون المعنى .. بأنه وعلى إمتداد عمره لم يسمح له الزمن بفرصة
فالظروف كانت أقوى منه .. وكان معبراً جيداً بوصف ذلك



وفي البيت الرابع يقول :
ضقت والصدر ياقل انشراحه
............. وكل ماجاه طرقي حزن حيا
في هذا البيت الرائع يصف أيضا مرحلة الضيقة أنها به جميعا بلفظه ( ضقت ) وبعده يقول
( والصدر ياقل انشرحه ) فأوضح أن مصدر الانشراح بالصدر وهنا استخدم الشاعر التضادات
فأتى بمفردة ضقت وأتى بمضاد الضيقة وهو الأتساع الذي عبر عنه بالانشراح ، اما العجز
( وكل ماجاه طرقي حزن حيا ) فهذه الصورة الرائعة لعوض السبق فيها فلم أقرأ لشاعر قبله
الأتيان بهذه الصورة وألفها شاعرنا توليف رائع يتناسب مع الحالة، وعنها فوصف حالة الصدر
الذي كلما أتاه طرقي رحب به وقال له هنا مكانك الطبيعي .
وعن لفظ الطرقي فهو في لغة البدو ( ليس لهجتهم ) : هو من يمر بك في الطريق ولم يقصدك
ولكنه صادفك وجعلك نقطة إستراحة له .

الشاعر لم يقصد أن يوضح بأن مصدر الإنشراح بالصدر
فهو هنا يتحدث عن الضيقة وقلة الإنشراح التي يعاني منها في صدره

لذلك هو لم يستعمل التضادات كما تطرقت لذلك
فالضيقة أتبعها بمترادف لها وهو القلة
فعندما يضيق الصدر يقل الإنشراح
وبالإمكان أدراك أن الشاعر هو بصدد إيصال المعنى
ضقت وصدري قل اشراحه
وهو إبتداء ومدخل رائع لتوضيح جمال أخر هو بصدد ذكره
تمثل في عجز البيت .. وكل ماجاه طرقي حزن حيا


وقفت طويلاً أمام مقولتك :
وعن لفظ الطرقي فهو في لغة البدو (ليس لهجتهم)

فكما أعلم بأن اللغة يلتقي عندها البدو والحضر
ويختلفون في اللهجة .. فقط أريد إيضاحاً



وفي البيت الذي يليه :
واذكر اللي يسليني مزاحه
............. والعصافير بيديه تفيا
في هذا البيت اراد الشاعر أن ينقلنا من حالة الحزن الصرفة إلى أنه لازال يتذكر مايسليه مزاحه
ذلك المعشوق الذي بدأ وصفه من اليدين التي وصفها بالحديقة الغناء التي تتفيأ بها العصافير
وهذه الصورة الرائعة توضح تمكن الشاعر من اللعب على وتر المفرده ولانغفل أن الشاعر عندما
نقلنا من حالة الحزن إلى الغزل لم ينقلنا بطريقة تخل بترابط القصيدة أو حالة القصيدة العامة
بل نقلنا بأسلوب جميل حيث أن البداية الحزن فأوضح أنه يتذكر هذه المعشوقة ولفظ
( واذكر اللي يسليني ) فمفردة يسليني سمحة له بالانتقال بكل أمان على حالة وتدرج القصيدة
وهذا مايجعلنا نجزم بأننا أمام شاعر يعرف ماذا يقول ويعي كل حرف يخطه بالنص .

كل وصف مؤكد بأنه يؤدي إلى معنى .. أو المغزى منه

ووصف الشاعر هنا .. دلالة على صغر سن محبوبته
فالعصافير رفيقة يدي صغار وصغيرات السن
وهو لا يعني بأن يديها كالحديقة الغناء

لأن ذلك يخل بالهدف الذي أراد الشاعر أن يوصله إلينا


ويقول بالبيت الذي يليه :

والشتا لو تعلق في وشاحه
لويناديه كل الكون عيا
واصل الشاعر مابدا به من وصف لهذا المعشوق الذي يسليه ولازال بذاكرته رغم الحزن المخيف
الذي وصفه لنا .
وفي هذا البيت صورة لم يسبقه احد عليه أيضا فهذه ثاني صورة في هذا النص له التفرد والسبق
فيها ، حيث وصف في هذا البيت أن الشتاء لو تعلق في هذا الوشاح الذي على معشوقته لو
يناديه كل الكون سبيدي لهم معارضته وأنه وجد ضالته وهنا أيضا تشبيه رائع حيث شبه فصل
الشتاء بالانسان من حيث المشاعر ومن حيث ابداءه للرفض .

مجرد وجهة نظر :
لو الشاعر تمكن من توظيف كلمة (لو يناديه )
بحيث تكون عائدة على العصافير
لأصبح البيت من أجمل الأبيات

ولجاء البيت متوافقاً مع البيت الذي يسبقة مباشرة

ولكانت العصافير التي تتفيأ
هي التي تفاضل مابين الشتا في وشاحها
ومابين الكون عندما يناديها
لإدراكنا بأن العصافير لا تحب الشتا



الخاتمة :
مايميز أي قراءة أنها تكون توضيح لما صعب من ألفاظ القصيدة وتبيانا
لمكامن الجمال من الصور والألفاظ وبيان الإخفاقات اللفظية أيضا


شكراً أخي الكريم

فخاتمتك كانت حافزاً لي
كلي أدلي بدلوي .. وإبداء وجهة نظري
التي أكرر بأنها .. لا تعارضك إطلاقاً

فكن بألف خير


أختك .. نفع القطوف

سالم عايش
02-02-2007, 02:44 AM
سالم عايش



قراءة واعية

تنم عن فكر أصيل



أخي محمد مهاوش الظفيري

أهلا بهذا الحضور الجميل .

وشهادة أعتز بها جدا .

سالم عايش
02-02-2007, 03:19 AM
الأخت الكريمة \ نفع القطوف


وأستأذنك في الوقوف هنا .. في هذه القراءة
كمتلقية .. لا معارضة لما تناولته
فلست بناقدة .. ولست شاعرة

أختي هنا لايلزم أن تستأذنيني لأن الإختلاف سمة من أهم سمات الأدب ، ولن نرتقي إذا لم نختلف .

وماقدمتيه من قراءة أخرى للقصيدة قراءة سعدت بها جدا وأهنأك عليها .

ومسألة الإختلاف في تفسير أو فهمنا للشعر فهذا الأمر ليس جديدا أو وليد اللحظة ، فكانت قصائد المتنبي

أكبر مكان يختلف به النقاد والقراء ، فكل واحد يقرأ القصيدة من زاويته الخاصة به ويقول في هذا :

انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم

وأبلغك أنني سعدت كثيرا لقرائتك رغم الإختلاف البسيط معك في بعض مفهومك أو قرائتك لبعض الأبيات

وعلى سبيل المثال لا الحصر البيت الأول للشاعر :

متلف الحال صار الحلم راحه
...............بس حلم ورا نجم الثريا


الشاعر في البيت الأول .. لم يبدأ بوصف حاله بالتلف
فمن المرجح بأنه حذف يا المخاطبة
وبعيداً عن الوزن وخلافه
فالبيت يكون قبل الحذف
(يامتلف الحال صار الحلم راحه)
وحذفت الياء هنا وزناً وإن بقت صيغة النداء كما هي
متلف الحال ..صار الحلم راحه
وهي مخاطبة ووصف للمحبوب
فهو السبب فيما وصلت إليه حاله .. وماأصابها من تلف

وأيضاً .. مخاطباً إياها بأنه وجد في الحلم راحه يلجأ إليها
متداركاً بأنه حلم صعب المنال .. لا سبيل لتحقيقه

فيا أختي الفاضلة الشاعر هنا لم يصف محبوبته بل وصف حالته هو ولم يكن هنالك أي دليل للنداء ، بل وصفا

واضحا لحالته ، ولو كان كما تقولين لما كان هنالك أي داع للبيت الخامس الذي وصف محبوبته قائلا :


واذكر اللي يسليني مزاحه
............. والعصافير بيديه تفيا

وأورد أنه رغم هذا الحزن الكبير يتذكر مايسليه ، ولو كان يناديه في البيت الأول لما كان محتاجا لمفردة

وأذكر .

الأخت \ نفع القطوف

شاكر كل ماقلتيه وأكرر أنني جدا مسرور لحضورك المبهج والمفرح لهذه القراءة البسيطة رغم بعض الإختلاف

البسيط ، الذي بالنهاية يصب في مصلحة النص .

تقديري لك أيها الأخت الفاضلة .

نفع القطوف
02-03-2007, 11:30 PM
.
.
سالم العقل .. وسليم الفكر والمنطق/ سالم عايش
.
.
سعدت بردك .. لا الثناء فحسب
بل لما تتمتع به من روح عالية في تقبل آراء الأخرين
.
.
سأصدقك القول .. بأن هناك من لا يتقبل وجهات النظر الأخرى

ولكن كنت أنت .. مثالاً رائعاً .. في حث قلمي على المواصلة

وإبداء وجهة نظري .. تجاه مالمسته في الأبيات
.
.
نعم .. قد نلتقي وقد نختلف عند بعض الأبيات كثيراً
وهذا لا يزيدني إلا خبرة ودراية أكثر
في تذوق الشعر وأساليبه الممتعة
.
.

قد تكون رؤيتك صائبة .. وقد أكون على حق
.
.
ويبقى الجمال في تقريب المفاهيم
لنصل إلى حد يقارب الصواب ولا يخالفه
فمن البديهي بأن للشاعر
طريقته وأسلوبه في التعبير عما يعني ويقصد
.
.
وإن رأيت
بأن الشاعر في البيت الخامس .. أحتاج إلى كلمة (وأذكر)
وهي لا تنتقص من البيت الأول .. أو الإيحاء بالنداء
ففي الذكرى والتذكر .. تلفاً للروح
وفي النسيان شفاء لها .. من كل ألم تأتي به الذكريات
.
.

فشكراً لك مدداً .. وعدداً لا ينتهي أبداً
.
.
ودمت سالماً إن شاء الله
.
.
أختك .. نفع القطوف
.
.
.
.

سالم عايش
02-07-2007, 12:55 AM
.
.
سالم العقل .. وسليم الفكر والمنطق/ سالم عايش
.
.
سعدت بردك .. لا الثناء فحسب
بل لما تتمتع به من روح عالية في تقبل آراء الأخرين
.
.
سأصدقك القول .. بأن هناك من لا يتقبل وجهات النظر الأخرى

ولكن كنت أنت .. مثالاً رائعاً .. في حث قلمي على المواصلة

وإبداء وجهة نظري .. تجاه مالمسته في الأبيات
.
.
نعم .. قد نلتقي وقد نختلف عند بعض الأبيات كثيراً
وهذا لا يزيدني إلا خبرة ودراية أكثر
في تذوق الشعر وأساليبه الممتعة
.
.

قد تكون رؤيتك صائبة .. وقد أكون على حق
.
.
ويبقى الجمال في تقريب المفاهيم
لنصل إلى حد يقارب الصواب ولا يخالفه
فمن البديهي بأن للشاعر
طريقته وأسلوبه في التعبير عما يعني ويقصد
.
.
وإن رأيت
بأن الشاعر في البيت الخامس .. أحتاج إلى كلمة (وأذكر)
وهي لا تنتقص من البيت الأول .. أو الإيحاء بالنداء
ففي الذكرى والتذكر .. تلفاً للروح
وفي النسيان شفاء لها .. من كل ألم تأتي به الذكريات
.
.

فشكراً لك مدداً .. وعدداً لا ينتهي أبداً
.
.
ودمت سالماً إن شاء الله
.
.
أختك .. نفع القطوف
.
.
.
.






الأخت نفع القطوف

شاكر كل مانورت القراءة به ورجوعك مرة أخرى ، من فرط كرمك .

لك الشكر على الرقي الفكري في الحوار .