المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدَةٌ مُسِنّهْ .


نبيل الفيفي
08-21-2012, 11:39 PM
عندما أشيخ سأفعلُ كما يفعلُ المُسنّ الغريب :
بيدي جريده , و بالأخرى حقيبَةُ نظّارتي الصّغيرة .. سأدلِفُ المقهى و أطلِبُ من النّادلِةِ كالعادَة :
قهوتي سادَه ! , تبتسِمُ للأصنامِ المنحوتَةِ على جبيني , تنحني للعُمرِ الهارِبِ منّي :
و ماذا أيضاً يا سيّدي ! .. لا شيءَ يا قصيدتي المنهوبَهْ ! ..
تروحُ النّادِلَة و لا تجيءُ بالطّلبِ المُحدّد , لا تأتِ موزونَةً البتّهْ , تلكَ النّادِلة تسبَحُ في ذاكِرتي , تعومُ على أصابعي ! ..
يومَ أن كنتُ فتيّاً , كنتُ أغريها بالبنفسَجِ و برائِحة اللّيمونْ و بالعُشبِ الذي على صَدري ! ,
و اليومَ بعدَ أن تاهَت هويّتي في وطني , و سُرِق القمحُ من مخزَني صِرتُ كما هذا المُسنّ الغريبْ :
أدفعُ فاتورَتي و أوقِفُ الشّارعَ ليُقلّني إلى أوّلِ مقبرَهْ .





















رُبمـا !

جميلة الراشد
08-22-2012, 02:49 AM
مسنٌ يسمعه الله كل مرة، ..
إذًا فما جدوى الوقوف على أطلَالِ الغُربة؟!

كثيرة هي حروفكَ التي تبرز بين الفينة و الأخرى، تحمل التغريبة و المطر، و تنكأ الحنين و الجرح معًا..!
إلَّا أنَّ البلَاغة التي تحيكها أجزم أن وحدكم من يتقن حياكتها.!

عبدالإله المالك
08-22-2012, 08:48 AM
نبيل

قهوة سوداء
وجريدة
ونادلة لم تأت بالطلب

ومسن يحاول أن يرتب التاريخ في قسماته

تقبل ودي ووردي

عائشه المعمري
08-22-2012, 09:51 AM
أستاذي :

مساحة من التفاصيل التي لا تقبل تقدير العمر
ولكنها الجرح العميق يدميها بشيخوخة مُفاجئة ..
فقد شِخت والنادلة في العمر ذاته مذ أن أغريتها بالبنفسج ورائحة الليمون


لا يكتب ما قرأت أعلاه ، إلا من قرأ ما خلف الجرح والذاكرة والعمر الهارب في الكتب والتجربة .

لك وافر مودتي

محمود حبوش
08-22-2012, 10:09 AM
من أجمل ما قرأت في هذا الموقع.

تحياتي

نبيل الفيفي
08-23-2012, 07:50 PM
لو كنّا في مأمنٍ من الغربةِ و التشرّد و الطّرق التي تأكل أرجلنا لما أوجد الله الدّعاء و اللّيل الأبيض .
جميلة !
تخيّلي : أصابعنا دون مسحةِ حُزن ، ملامح المُدن من غير سِحنَة المُشرّدين ، ركضنا إلى الله هربًا من الحزن .
عيادتكُم أصابعي يُعيدُ لها الصحّة ، شُكرًا جزيلًا أستاذة .

























.. !
*

نادرة عبدالحي
08-23-2012, 11:49 PM
يبدو لي أن هذا البوح سافر كثيرا ورأى مكنونات لا تُرى بالعين المجردة
ويدرك أين تشرب القهوة وبأي نوع من الفناجين هي ألذ
البعض يقول عندما اشيخ سأُبعثر أملاكي وأقطع تعب عمري
بين من هم لم يتعبوا به. أما هناااااا فللشيخوخة سبيل له
جسد المثقف الذي يهوى الإختلاء بجريدة وفنجان قهوتهُ
ويترك بصماته على الطاوله وأثر من الابتسامات على الفنجان
بوح من جسد الذاكرة هنا. طاب لي الجلوس مع شيخوختك .

نبيل الفيفي
08-25-2012, 03:09 AM
نبيل

قهوة سوداء
وجريدة
ونادلة لم تأت بالطلب

ومسن يحاول أن يرتب التاريخ في قسماته

تقبل ودي ووردي

نعم يا عبدالإله
وزِدْ على ما عدّدْتَهُ : شُكري و امتناني .
















.. !

علي آل علي
08-27-2012, 11:31 AM
أستاذي النبيل / نبيل
سحرت الفكر والذائقة بهذا النص
وادهشتني حقًا تلك الجريدة وتلك الأصنام على الجبين ،
بليغ وأكثر ..
لله أنت

زكيّة سلمان
08-29-2012, 03:58 PM
الرجل المُسن قبل أن يدلف المقهى
كان يعلم جيداً أيُّ قصيدة كانت تنتظره
لكنه لم يُدرك كم ستتهشم القصيدة حين يبتلعهُ الطريق إلى المقبرة...!


نبيل
أنت رائع بحق ..
مودتي : )

باذخة الحرف
08-29-2012, 05:18 PM
و تتلوى جوعا لذاك القمح !
و يختلسها الحلم في حين غرة
ل رائحة الليمون و شيئا من بنفسج

أريكة شيخوختك هاهنا
إنما هي محشوة بتصدع السن بين سطر وآخر ..
و راقت لي

شكر لا يأفل ل بذخ قلمك



،

سَارة القحطاني
08-30-2012, 02:41 PM
_
القصائد التي تتهشم سريعاً تسرق منا كل ملامح تربطنا باليوم وبالحاضر !

نبيل
لا نضب لك مداد يا طيب

مياسين
09-02-2012, 11:19 PM
و اليومَ بعدَ أن تاهَت هويّتي في وطني , و سُرِق القمحُ من مخزَني صِرتُ كما هذا المُسنّ الغريبْ :
أدفعُ فاتورَتي و أوقِفُ الشّارعَ ليُقلّني إلى أوّلِ مقبرَهْ .

بعض السّطور عن مئة قصيدة
كما هنا ..

لا يتسع لي الكلام
حين يضرب صوت السطور قلبي
والله رائع نبيل :34:

بدرية البدري
09-03-2012, 09:56 AM
نبيل ..
التاريخ ينحتُ على جباهنا الوجع وذاك ما لن تمحه السنون

أحسنت يا من يسمعك الله
وهو يسمعنا جميعا

تقديري أيها الوضّاء

نبيل الفيفي
09-05-2012, 09:20 AM
[quote]



أستاذي :

مساحة من التفاصيل التي لا تقبل تقدير العمر
ولكنها الجرح العميق يدميها بشيخوخة مُفاجئة ..
فقد شِخت والنادلة في العمر ذاته مذ أن أغريتها بالبنفسج ورائحة الليمون


لا يكتب ما قرأت أعلاه ، إلا من قرأ ما خلف الجرح والذاكرة والعمر الهارب في الكتب والتجربة .

لك وافر مودتي

القصيدة التي في صدري زُرعت و ارتوَتْ من عرقِ نادلةٍ تذهبُ مع قوافلِ الرّيح و تأتي في موسم الحصادِ فزّاعة لغربانِ مخيّلتي التي تخونها مع القافية ..
أتعلمينَ يا عائشة :*
اليدُ المُخوّله لإمساكِ قصيدةٍ ما هي يدُ طفل .
أستاذتي شُكرًا أن مسحتي على جبينِ حرفي .



















.. !

نبيل الفيفي
09-05-2012, 09:30 AM
من أجمل ما قرأت في هذا الموقع.

تحياتي



ممنونُكَ يبتَسِمْ .
















.. !

عثمان الحاج
09-08-2012, 10:22 PM
سيمفونية من الحزن النبيل
تنثر في بيدر العمر
الحَب والحُب
لمشاعر لا تعرف الشيخوخة
ولكنها تكبر..
تقديري يا نبيل..