المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما لكِ والشوك!


مبارك الهاجري
09-02-2012, 11:56 PM
ما لكِ والشوك، فإنه ما عَلِقَ بكِ، وما جُعِلَ بين يديكِ كميناً حتى تُعرِّجي على الأذى بدءاً من نفسك ثمَّ بي.
*لِمَ كان ذلك اختيارَكِ الأولَ حال أن عانقتُ أملي الأخيرَ بكِ؟!
كنتُ آملُ لأني أذكرُ وأختزنُ لكِ من الجميل وحسن الظن ما نكس بكبير ثقتي فيك فأضحى ذلكم الخذلان دماً مفرَّقاً في تقاسيم وجهي. وفي الحقيقة لا أدري أأنا أتوجه بهذا الحديث لكِ أعاتبُك فيه، أم أصطنع لنفسي ذريعةً أصعدُ من فوقها على الحُطام الإنسانيِّ فيكِ لأُشرفَ على ما أظنه خيرَ ما بقي للأيامِ الخوالي فأمَسُّ منه ما اتَّفق معَ الحقِّ القديمِ الذي نُدينُ له بحلولنا في كأسٍ مزاجُهُ الحب ولا غير؛ أم أنني أرتدُّ بهذا الخبرِ إلى نفسي فألوككِ فيها بما لا يخالف هواي فيكِ؛ ولكن لا أخلو بهذا الخبر حين أخلو إلا غمزتُكِ فيه بما يتوافق وفاجعتي بالشمالِ التي تسقينَ بها جُرحي والله، ولا أرجو أكبرَ من ذلك إلا أن تكوني معي ساعة ذلك الخبرِ فأتبدَّل بغمزي عتبَ المُحبِّ على طول العهد، وخشيته من الوقتِ يذهبُ فيفتقدَكِ ثانية!
ولكنك لم تكوني معي منذ أن تسقَّطَ خريفُ مزاجِكِ ربيعَ عاطفتي الأولى، وإن كنتُ غضاْ فيه كما كنتِ إلا إنني قادرٌ على أن أغترف ما بين جنبيكِ وأتبيَّنَ ما جرى: كيف ومتى ولِمَ، عدا ذلك فلا أستطيع، وهو الأمرُ الذي ليس بمقدوري فيه حتى أن أشيرَ لكَ فيه على رأي، إلا ما كان على إثر عاطفتي.
يا ركزيَ الذي غرزته في خاصرةِ حزني المخبوء، ويا درعيَ التي اتقيَّتُ بها صروف الذاكرةِ ألَّا تخطِئني، كنتُ والله ما أصِلُ بفكرة بائسةٍ عما سيكون فيه الشقاق إلا وأنتِ غير داخلةٍ فيها ألبتة، وكنتُ مع ذلك التحليقِ ذي الريشِ الأسود أختلفُ على كل شيءٍ حتى نفسي؛ ولكنني لا أخفقُ بجناحي طائري فيك إلا وكان أبيضَ على أي وجهةٍ وكل جانب، فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً في تلك التقاسيمِ التي اقتفيتِ بها أثرَكِ أنى أن بحثتِ عن نفسكِ ساعة ضلالة!
لا شيء يا ظلي الباهتَ يدعوكَ لأن تكشفَ لمن حولي على الذبول الذي يؤرقني سوى أن تقومَ مقامها فيما بعد، وإلا فالنَّيْلُ مني ليس بجديد ولا مستقر، وقل لها يا ظلي الموبوء طالما أشبهتها:
ما كنتُ أحسبُ أنها ستصدُّني / أو أنَّها عن قلبها تتمنَّعُ
لكنَّ فاتنتي أدارتْ ظهرَها / وتعززتْ فأبى عليها الموضِعُ
مبارك في 15/10/1433هـ

فرحَة النجدي
09-15-2012, 01:55 PM
فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً ....... *




لا نستحق الخذلان بالقدر الذي نحب ، بل الموت و هو أهون ، و لكِن رُبما هيّ سنة ،
أن نُصفع بشدة ترقى لقَدر مسافةِ الإقتراب .!
و لأن الحُب يجرف معه التعقل و الشدة و كل شيء من شأنه أن يخلق الهون و التمهل فيه ؛
فأي خذلانٍ نتقي إن كان الأمر حقاً كذلك . ؟!



أخي مبارك ،
جميل الحضور على الدوام .
كل تقدير و احترام ..

نادرة عبدالحي
09-16-2012, 06:57 PM
وما الشوق إلا رسائل دافئة يرسلها الذهن إلى باقي الاعضاء التي
تحتوي الكم الأكبر من رحيق المحب .
نص كلما قرائته أشعر أنه في كل قراءة ينبض بحس مختلف .
غابت المشرقة أم بزغت هناك في الكون يبقى ضياء لا يخبو
يحملوه ذوي الأقلام النيرة .
الشاعر والكاتب مبارك الهاجري لالهامكَ إشراق نتوق إليه

علي آل علي
09-18-2012, 11:45 PM
لامست وجدانًا أخي مبارك
كانت كلمات كنجوم تندس خلف ليل أدلج
لا يرى له نورًا

بوركت

عبدالإله المالك
09-19-2012, 04:16 AM
ولكن يا مبارك أوما ترى أن للشوك دلالة عظمى ومندوحة على وجود الورد.
تقبل تحياتي وباقة من الورد محفوفة بالشوك

عبدالرحيم فرغلي
09-19-2012, 09:09 AM
ما أجمل قلمك أستاذي ..
منذ زمن بعيد .. افتقدت هذه اللغة الأصيلة والتراكيب المتقنة
والمفردات التي يسطع بها المعنى .. وتضئ جوانح المشاعر بها ..
شكرا لأنك هنا .. شكرا لصباح يقبل إليّ معك ..
ألف تحية وتقدير

مياسين
09-20-2012, 01:46 AM
أصعب الحب خذلان لا يستحق
وأجمله قلب تربى على الارتفاع ..

الكلمات هنا شمس
والشمس بها دفء اصبع تحدّث منك يا مبارك :34:

مبارك الهاجري
09-22-2012, 02:22 PM
حضوركِ أجمل أختي فرحة.
من القلب شكراً.

مبارك الهاجري
09-22-2012, 02:24 PM
ولحضوركِ أختي نادرة سرورٌ لا أستطيع إلا أن يعتدَّ به هذ النص.
امتناني.

مبارك الهاجري
09-30-2012, 05:15 PM
وبك بارك الله أخي علي.
ممتنٌ لمجيئك.

مبارك الهاجري
09-30-2012, 05:19 PM
ولكن يا مبارك أوما ترى أن للشوك دلالة عظمى ومندوحة على وجود الورد.
تقبل تحياتي وباقة من الورد محفوفة بالشوك
بالتأكيد له دلالة؛ لكنه لا يتلبسه ولا يتقلده أبداً أخي عبد المالك.
امتناني ومودتي.

نادية المرزوقي
10-30-2013, 08:50 AM
أخي مبارك الهاجري

:

قلم كالبدر في ملكوتك ، تخفت حولك الأنوار لتصبح خلفية سواد لبياض مدادكــــــ ،

و لك شيء ثمن ، و أنت تستحق أغلى الأثمان ممن هم حولك و أطهر ما فيهم بعدهم و غيابهم

و الا ما بزغت في سواد دجاهم


،

أنار الله علينا و عليك بما يحب
و يكرم به عباده من نقاء قلب و صفاء سريرة
و يرزقهم رضاه في الدنيا و رؤيته في الآخرة
فكلاهما أعظم نعمتين في الدارين ،،


،

دعائي و تحيتي
اختك الصغيرة :

المرزوقية

نون