المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأرضِ أغنّي...


صالح أحمد
09-21-2012, 11:10 PM
للأرضِ أغنّي...

كيف حدثَ أن قتلني الشّوقُ على أعتابك... وما عدتُ هناك؟!!
لا بدّ من شمّك ليتاكد قلبي أنه فيك؛ وانّك فيه...
لن أطمع بمائدة من ترابك وأنفاسك، حتى أصل ذلك المرفأ...
أو أسمع ذلك الصّهيل المشرق من عينيك...
أيتها البعيدة كصوتي... القريبة كاسمك... الأثيرة كقدس ترابك...!!
حين يتسنّى لي أن أتنزّهَ خارج حلمي... لا أرى – إن قدّرَ لي أن أرى-
سوى وجهك الباسم تحت الرّماد..
من يملِكُ... وأخرج من جسدي لحظة لأعيشك!
لم أكن فيك حين مارست أزهارك طقس الذّبول...
كنت في دوامة هروبي حين مارست ذبولها فيّ السّعادة..
وذهبت عيون الماء تمارس عطشها بعيدا عن مرمى سيولي المتخمة بملوحة الكلمات..
فينا تمارس السّاعات شرودها!
أم فيها نعيش اغترابنا عن أحوالنا؟!...
وهي تمارس صيرورتها أبراجا من صدى ماضٍ سكنّاهُ ولم يعد يشبهنا!
إلامَ تسعى الفراشاتُ كلّ ذبولٍ؟
والطقسُ يأوي إلى صوتِ انطلاقِ الرّيحِ،
يسكن غضبة الأمواج، يرحل مع تكسّرها إلى رمالٍ بعيدة..
كيف حدث أن سكنني الأمل وقلبي لغزٌ... ودفقي متاهة من ضباب...
وغضبي إكليل شوكٍ ما غادر المنحدر؟!!
كيف حدث أن هطل المطر بعيدا عن أمنيات التراب؟!
بعيدا عن مواسمِ خُطانا على أرصفة المرافئ؛
تزرع الابتسامَ فوق رؤوس لا ترى سوى انعكاسها في ماءٍ؛
ما حفظ يومًا بصماتها فوق فقاعاته...
كيف حدث أن انتظر التّراب وجوهنا، ودليلنا على وجودنا...
وقد عشنا زمنًا نقصد الأماكن العالية، لنقترب من خبايا نفوسنا؛
وقد عوّدتنا ممارسة الطّقوس الكرنفالية في استقبال هبوطنا..
عد بالحبّ أيها اللّيلك!
فالأمواج عاكفة منذ زمن على تقشير جلدها من أثر بصماتنا الطائشة...
والليل يغرق في كثافة حلمنا..
الشّمس تجتاح مدن العطش الغافية خلف ضجيج أمعائها...
والرّؤوس تهامس الحصى عن سرّ اشتِهاء الرّمل لأوهامها...
الشمس لا تقرب المدن التي لا يسكنها الضجيج...
ويعشق أهلها خبز الوداع..
كطائرة ورقية تتمايل شمسنا،
ونهاراتنا تتكئ على هياكل القلوب المعفّرة بالتّراب،
الهاربة من أنفاس التّعب..
في هذا الغيهب ما يتّسع لهشيمي متأبطًا شبحَ النّجاة...
ينصهر اللّيل في ومضات خوفي...
أرقب نفسي... الذّكريات بعيدة بعيدة...
أبعد من بصمات الحنّاء على كف الرّحيل...
كيف حدث أن أصبح ظِلّي طحلبًا يلتصق بي؛ وما عاد بي من تراب؟
والسّقف يسكن وعيي قمره المشطور..
بين شطريه تعدو خيول أمنيتي إلى حتفها...
وحول سكونها عمري يدور؛ يتشبّث بظلّي...
آخر ما تبقى مني ملازمًا لطقس التّراب...
متعثّرًا بين الشّفاه التي تعشق صمتها في هجعة الآمال...
تنشد لحن المدى ينهار في حزن الحقول..
والطّبيعة تتخضّب بدماء قرابينها الآدمية..
ليس سرًا أنّ ظلّي بات مغروسًا كنصل في خاصرةٍ فارقت خارطة الموت ورعشة الميلاد...
حتى في بطن الحوت.. كان للأمطار رائحةً تزكم أنف الحياة الغريبة عن خيمتي...
والبحر ينتصِبُ بيني وبين موتي..
كل الأماكن يقتلها عسر التّنفّس حين يسكن موسمَ الفرحِ الفراغُ..
ويصبح الفردوسُ إنسانَ الجروح..
في مدائن المطر الذي لا يخوننا...
هل نعثر على أمنياتنا تغفو على فراشٍ من أحزاننا؟
وحين نحرّك أصابعنا؛ هل تستغدو الأرضُ مرقصًا لهالات الوهم،
أم مهجعا لحفاة الرّوح...
أم مذبحًا لمَسيرٍ لوّثناه بكل ما ادّخرنا من ذنوبٍ وخطايا...؟

نادرة عبدالحي
09-22-2012, 03:09 PM
للارض أُغني وأستغيث
للأرض التي جعلت مني إنسان لا تقهره إغراءات الدنيا وما عليها*
هذا النص أطاح بمشاعري جانبا وجعل فكري يؤدي عمله بسبل معينه خاصة بهِ
بداية النص كانت بسؤال كيف قتله الشوق وهو على أعتاب المدينة
يا لهذا الشوق الحزين*.
كثيرة هي صور التشبيه في النص وقد تداخلت في الطبيعة*
فزينت عنقها بقلادة ثمينة.*
هناك عيد حب وخيول امنيات وفي حزن الحقول*
أدركتُ من تلقاء نفسي لِما الأمل والربيع شدوا الرحال عنا
ويعود الشاعر في نهاية النص إلى التساؤل مثلما إبتدأ بهِ*
وربما كان التساؤل في البوح هو الذي نشعر بأننا نحتاج إليه*
لعلاج الكم الهائل من الأفكار التي أصابتنا جميعا بداء الأرق*
الشاعر صالح أحمد **
أمد الله بعمركم وعمر الأفكار النيرة
تقبل مروري المتواضع

مياسين
09-24-2012, 01:05 AM
العنوان آسر يا صالح
أما السّطور هالة جمال توقظ بداخلنا الكثير ،
غنّي للأرض
وخذ لنا معك بساط نقف فيه على ما يُشبه وقوفك الذي جمع الفصول ..


يا أهلًا تكبر تكبر :34:

عبدالإله المالك
09-24-2012, 03:37 AM
حبرت الأرض عندما توغل في الغناء
وتنداح ظلال الكلمات

أيها الشاعر الجميل صالح تقبل ودي وتحياتي

حمد الرحيمي
09-24-2012, 05:29 PM
مبهجٌ حرفك / حرثك يا صالح ...

و الأغنيات تملأ المكان جمالا ..




امتناني ...

صالح أحمد
09-24-2012, 10:36 PM
للارض أُغني وأستغيث
للأرض التي جعلت مني إنسان لا تقهره إغراءات الدنيا وما عليها*
هذا النص أطاح بمشاعري جانبا وجعل فكري يؤدي عمله بسبل معينه خاصة بهِ
بداية النص كانت بسؤال كيف قتله الشوق وهو على أعتاب المدينة
يا لهذا الشوق الحزين*.
كثيرة هي صور التشبيه في النص وقد تداخلت في الطبيعة*
فزينت عنقها بقلادة ثمينة.*
هناك عيد حب وخيول امنيات وفي حزن الحقول*
أدركتُ من تلقاء نفسي لِما الأمل والربيع شدوا الرحال عنا
ويعود الشاعر في نهاية النص إلى التساؤل مثلما إبتدأ بهِ*
وربما كان التساؤل في البوح هو الذي نشعر بأننا نحتاج إليه*
لعلاج الكم الهائل من الأفكار التي أصابتنا جميعا بداء الأرق*
الشاعر صالح أحمد **
أمد الله بعمركم وعمر الأفكار النيرة
تقبل مروري المتواضع

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الآن عرفت قيمة نصي...
بعد ان رأيته ينال من قلمك كل هذا الوصف والتحليل والتقدير

عابق بالطيب كان مرورك هنا سيدتي
ما جعلني أقف عاجزا عن الشكر عاجزا عن التقدير

فتقبلي تحياتي وتقديري ومودتي
كما ينبغي لروعة حضورك

صالح أحمد
09-24-2012, 10:57 PM
العنوان آسر يا صالح
أما السّطور هالة جمال توقظ بداخلنا الكثير ،
غنّي للأرض
وخذ لنا معك بساط نقف فيه على ما يُشبه وقوفك الذي جمع الفصول ..


يا أهلًا تكبر تكبر :34:

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
الأخت المبدعة مياسين
شرف لي أن تكوني هنا
وشرف اعظم ان تعجبك كلماتي

كلماتك وسام على صدر قصيدتي
شكرا لكل همسة تركتها هنات
لك التحية كما ينبغي لروعة حصورك

صالح أحمد
09-24-2012, 10:59 PM
حبرت الأرض عندما توغل في الغناء
وتنداح ظلال الكلمات

أيها الشاعر الجميل صالح تقبل ودي وتحياتي

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
الرائع روحا وقلما وحضورا الأستاذ عبد الإله المالك
حضورك أنار ظلام المتصفح سيدي

لك التحية كما ينبغي لطيب مرورك
وروعة حرفك

صالح أحمد
09-24-2012, 11:02 PM
مبهجٌ حرفك / حرثك يا صالح ...

و الأغنيات تملأ المكان جمالا ..


امتناني ...

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الأخ الرائع حمد الرحيمي

حضورك اكثر من مبهج... وأكثر من رائع
لك التحية والتقدير كما ينبغي لروعة حضورك

علي آل علي
09-25-2012, 02:04 AM
قلب رحل بعيدًا وقد انفصل عن جسده تقريبًا
والجسد المقتول على أعتاب الشوق وتلك الروح ليست من ضمن أشيائه
كان السؤال وكانت الإجابة .!
والصهيل المشرق بين العيون أنى له أن يسمع .!
إنها .. الصدى وأنت صاحب الصوت .!
ويحي من إعجابٍ ألم بي حينما قرأتُ ( أتنزهُ خارج حلمي .! )
أذلك الرماد نتيجة احتطاب الأيام ببهجتك حتى تأججت آلامك نارًا تلظى ..
ووجهها الباسم يبرز من بين الرماد يهوى روحك أن يسكن فيها
لتنهض بك وتنهض بها من بين كثبان الرمّاد فتكون الخطوة الأولى لتلك الحياة ..

... ما أروع أن أصبح ظِلّي طحلبًا يلتصق بي؛ وما عاد بي من تراب؟
وحينما دوّنت ( حتى في بطن الحوت.. كان للأمطار رائحةً تزكم أنف الحياة الغريبة عن خيمتي ) ...

وقفة قليلة أتأمل فيها هذا النص الفاخر والذي يحمل كنوزًا من لؤلؤ ومرجان وزبرجد ..
سآخذ نفسًا عميقًا لعلّي أفيق وأعي أين أنا بالتحديد ...
إنها أرضٌ خصبة وسهول ممتدة وسماء تخضب بالزرقة وسحاب ممطر بشدة
وهذه أحجية ترمز إلى هذا النص البالغ بلاغةّ مغدقًا في بدايته شجن في نهايته

رائع أخي صالح رائع
كن بخير لتكن نبضا دائم النبض نقرأه بكل شغف
تقديري وجلّ احترامي

صالح أحمد
09-30-2012, 10:26 PM
قلب رحل بعيدًا وقد انفصل عن جسده تقريبًا
والجسد المقتول على أعتاب الشوق وتلك الروح ليست من ضمن أشيائه
كان السؤال وكانت الإجابة .!
والصهيل المشرق بين العيون أنى له أن يسمع .!
إنها .. الصدى وأنت صاحب الصوت .!
ويحي من إعجابٍ ألم بي حينما قرأتُ ( أتنزهُ خارج حلمي .! )
أذلك الرماد نتيجة احتطاب الأيام ببهجتك حتى تأججت آلامك نارًا تلظى ..
ووجهها الباسم يبرز من بين الرماد يهوى روحك أن يسكن فيها
لتنهض بك وتنهض بها من بين كثبان الرمّاد فتكون الخطوة الأولى لتلك الحياة ..

... ما أروع أن أصبح ظِلّي طحلبًا يلتصق بي؛ وما عاد بي من تراب؟
وحينما دوّنت ( حتى في بطن الحوت.. كان للأمطار رائحةً تزكم أنف الحياة الغريبة عن خيمتي ) ...

وقفة قليلة أتأمل فيها هذا النص الفاخر والذي يحمل كنوزًا من لؤلؤ ومرجان وزبرجد ..
سآخذ نفسًا عميقًا لعلّي أفيق وأعي أين أنا بالتحديد ...
إنها أرضٌ خصبة وسهول ممتدة وسماء تخضب بالزرقة وسحاب ممطر بشدة
وهذه أحجية ترمز إلى هذا النص البالغ بلاغةّ مغدقًا في بدايته شجن في نهايته

رائع أخي صالح رائع
كن بخير لتكن نبضا دائم النبض نقرأه بكل شغف
تقديري وجلّ احترامي
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
الأستاذ الفاضل علي آل علي
أقف عاجزا عن الشكر وحتى عن التعبير أمام روعة ما حبوتني هنا
مرورك عابق بالأدب والروعة أخي الكريم
وكلماتك تاج أتقلده بكل اعتزاز وفخر

أنت المبدع... وفي كلماتك تتجلى كل معاني الروعة سيدي
تقبل تحياتي وتقديري ومودتي..
وأرجو أن تقبلني أخا