المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجاءٌ مُحَال، وما انفكّ دعائي لك ..


هلا العريفي
10-22-2012, 07:24 PM
لا أقوى على البعد ثانيةً، وبيني وبينك مسافات لا تنتهي.
مشاعري نائية .. مفرغة لا يملؤها الشوق لك مهما حاولت اشباعها ..
والقلب حسبته لن يهوى مثلكَ قط !
فأنت من تمنيت.. أتيت .. ولكن بتفاصيل مختلفة، زمنك يسبقني بساعات
وتضاريس تفصل بيننا تعظُم كلّما ودّت روحي الانغماسَ بك ..

كيفما أردت تجيءُ بي، محملةً بحبٍ أثقل كاهلي .. وما صار بي عزمٌ
يسيّرني .. اهترئت أقدامي .. أسير إليكَ بلا وعي لا وجهةَ لي ولا موعد يطمئنني والعقل لا يهدأ .. تتزاحم الأفكار وتتعقد تساؤلاتي والأجوبة تتناثر قبل أن تثور براكاينُها في زوايا الذهن .. كل ما بي خامل ورجائاتي تخور. نبضي ضعيف معلقٌ بك، والمخيّلة تنفرد بك .. وأطرافي تتشبث بطيفٍ أرسمه لك .. وفي الحديث معك انسلاخٌ عن الواقع الذي أزرته المفارقات والمقارنات والأمنيات !

لا أكلّ ولا أتوب أستجدي بك وإن أحبطتني .. وثبّطت رغبتي بتملكك .. لا أتوب أستدعي تطابقَ ذاتي الذي استوطن قلبك ..
علّمني كيف أصل إليّ؟ وأستوعبني دون اللجوء إليك؟ علّمني شيئاً واحداً يخصني لا أجهله؟ كيف تقرأني، كيف تسمعني، كيف تفهمني؟
أيعقل أن أحبسَ نفسي أبداً في أسئلة؟ أمنطقي أن أحيا بالأخيلة؟

وياله من انتظار لا يُقبل .. يمشي بتمهّل، لا أملَ يربت عليه، ولا فرح يستعجله. الفراق الذي قُدّر لنا يا حبيبي يتّسع، والشوق يتقوقع .. يتوّحد .. يخشى لقاءَ الناس والوجوه ..
فقدت حواسي القدرة على التمييز بين الأشياء، الحلو والمر سيان ..
أنسيتُ التمتع بالنسمات اللطيفة؟ وبسط كفيّ لجمع المطر؟ والتنفس حباً عظيماً .. إنّي أختنق بك وغصّة اللقاء المستحيل تفزعني آناء الفجر ..
أصلي لبارئي وأدعو لكَ دمعاً حارقاً حُفِرَ على وجنتيّ، والسهر سُفِرَ على دربي ابتغاء الاستيقاظِ يوماً بأمنيةٍ قد تحققت ..

أشتهي بياتاً طويلاً كئيباً، يهلكني .. يوشك أن يقتلني ببطء، لأختار الخروج في وضحِ النهار والانتظار من جديد .. الآمال بعيدةٌ .. متأرجحة ولكنها لا تحتضر كي لا نفترق !