علي آل علي
11-23-2012, 02:37 AM
كم للربيع من جمال رفيع ، يحدثني عنه ذلك الضرير ، إني أراهُ من بين أضلع أنثى ، تختال ضاحكة كطفلة في يافع عمرها ، كم للربيع من فؤاد ذو حسن بديع ، حينما يلم شمله المتناثر عبر الفصول ، يثبت وجدانه الفاتن ، يسحر الأعين الغارقة في دموع السنين ، يجعلها تبتسم فتشد الأوداج والفم التعيس .
على الكرسي أجدني جالسًا ، أحمل من بين فكي صدري ذلك القلب المرهف ، تلامسه الشرايين ، تنعشه الأوردة بماء الحياة ، تصعقه الأعصاب ببرق ألم ، يشرئب أحزانًا ، يثمل حبًّا ، يتقلب على سرير الحنين ، والاشتياق السارق لسبات الليل الكسيح .
أيتها الأعين انظري من خلال النوافذ ، انظري إلى ترنح النخيل ، وتحليق السحاب الجميل ، وأجنحة الأنوار في الأفق الممتد إلى البعيد ، انظري إلى الكون ونجومه المتلاعبة بجماله العجيب ، هل يا ترى هي بوابات إلى عالم أخر ؟ جنّة الفردوس يا ترى ؟ وخازنها رضوان العظيم ! هل يا ترى سأعبر من خلالها يومًا ما ! أم أبقى على حالتي كالمسكين ! لا أعلم المقعد الأبدي الخالد الأكيد .
أنا الربيع في حلّته ، حينما استنشق هواءه العليل ، حينما أعيشه بجميع ما فيه ، من مطر وأطيف أودية النعناع ، والريحان ، والكادي الجميل ، حين أرى رواق الياسمينة متقوّسًا كقوس قزح مثير ، ينتابني شعور الانتعاش اللذيذ ، سأسير فيها مغمض العين ، لأفتحها وأخرج من بؤرة بوسطها ، كباب أفتحه ليسمح لي بتأمل هذا الأمل الشريد .
- علي مجدوع آل علي
- 17 / 11 / 2012 م
على الكرسي أجدني جالسًا ، أحمل من بين فكي صدري ذلك القلب المرهف ، تلامسه الشرايين ، تنعشه الأوردة بماء الحياة ، تصعقه الأعصاب ببرق ألم ، يشرئب أحزانًا ، يثمل حبًّا ، يتقلب على سرير الحنين ، والاشتياق السارق لسبات الليل الكسيح .
أيتها الأعين انظري من خلال النوافذ ، انظري إلى ترنح النخيل ، وتحليق السحاب الجميل ، وأجنحة الأنوار في الأفق الممتد إلى البعيد ، انظري إلى الكون ونجومه المتلاعبة بجماله العجيب ، هل يا ترى هي بوابات إلى عالم أخر ؟ جنّة الفردوس يا ترى ؟ وخازنها رضوان العظيم ! هل يا ترى سأعبر من خلالها يومًا ما ! أم أبقى على حالتي كالمسكين ! لا أعلم المقعد الأبدي الخالد الأكيد .
أنا الربيع في حلّته ، حينما استنشق هواءه العليل ، حينما أعيشه بجميع ما فيه ، من مطر وأطيف أودية النعناع ، والريحان ، والكادي الجميل ، حين أرى رواق الياسمينة متقوّسًا كقوس قزح مثير ، ينتابني شعور الانتعاش اللذيذ ، سأسير فيها مغمض العين ، لأفتحها وأخرج من بؤرة بوسطها ، كباب أفتحه ليسمح لي بتأمل هذا الأمل الشريد .
- علي مجدوع آل علي
- 17 / 11 / 2012 م