المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين أراك


مبارك الهاجري
12-06-2012, 11:34 PM
حين أراك لا أذكر إلا أنني أعيش هذه اللحظة بكلِّ ما يحيطُ بها من حياةٍ وجماد، من مكانٍ وزمن؛ وكأنني للتوِّ أنبجسُ من العدم؛ بيد أني لا أعرف في لقائي بك إلا أن أفترَّ عن ثنايا الفرح أعضُّ بها على عمر اللحظة التي أعانقك فيها فلا تعرف الموتَ أبداً!
دائماً ما أحلمُ بتلك الضحكة المجلجلة وأتصورها في خيالي وهي تأتي هكذا دونما سبب، فأسعد جراء مرورها وهميةً كأمنيةٍ طالما تمنيتُ أن أعلق بجناحها وهي تطير؛ ولكنني لم أتصور أن أتجسد بروح تلكم الضحكة بحقيقةٍ تتماسُّ مع مشاعري تماساً ظاهراً لا أستطيع إلا أن أتلمسَّه في داخلي، بل وإني لم أمقتُ أواني ذاك إلا الأحلام وقد أحالها الواقع الجميل إلى زًقاقٍ عطنٍ برائحة الأماني البائسة. أجل حدث هذا وصدر مني؛ ولكنني لم أكن وحدي أبداً، كنتِ أنتِ اليمين المفقود من اللوحة التي رسمها خيالي آن ذاك، بل وكان هذا الهناء هو الكأس الذي أدليتُ برأسي قريباً من فمه مدارياً رسم القهقهة على وجهي؛ ولكنك كنتِ تبسمين بسمة أمٍّ أبداً ترضى عن ابنها حينما يتشكل بغير طبيعته الأولى فيها!
ولأنني لا أعرفُ إلا أن أدلفَ إلى قلبكِ بيمينِ شوقي رضيتِ أبداً أن أخرج على أي شكلٍ من الحنينِ الذي أقسمتِ ذات مرةِ أن تطوين بعده لظروفٍ تتأبطه بدلاً من أن تبسطَ له لافتاتها التي لا تشيرُ إلى أملٍ ولا تنتهي إلا عند مفازةٍ من السلوى.
كنتُ دائماً ما أقولُ بأنَّ الكلام عنك/ معكِ وَعِرُ المسلك، صعب الانقياد، عسيرٌ على مثلي أن يتأتى له ولو بعد حين؛ ولكنَّك كنتِ ـــ مع حبي ـــ لا تستسيغين هذا مني، وتمجِّينه من فور أن ينطرحَ عليك ثمره ولمَّا ينضجْ بعد، ثم لا يردك بعد ذلك إلى الحقيقةِ التي هززتها فيكِ إلا تلك المتاهاتِ التي يدورُ فيها تعبيري مخلَّفاً في إثره المعاني العميقة التي لا تفصح عنها إلا تلكم اللهفة التي أماطت الجفاف عن نظري حين أراك!

نادرة عبدالحي
12-07-2012, 12:40 AM
حين أراك لا أذكر إلا أنني أعيش هذه اللحظة بكلِّ ما يحيطُ بها من حياةٍ وجماد،
هي لحظات من الغيبوبة التي تصاحب نفس المحب في فرحه وعمق محبته
برغم احتياجنا بأن تطول مدة الفرح إلا أنها تمر سريعة جدا.
إلا تلك المتاهاتِ التي يدورُ فيها تعبيري مخلَّفاً في إثره المعاني العميقة
وهو حاااال صاحب كل بوح يتعرض للإتهام بأنه في كتاباته يعرض الاخرون للسير عبر تيار من المتاهات
أيتها الفرحة الشقية التي تساقطت على يد الشاعر كالفراشة الناعسة
لا تغادري المكان فـــــــــــــــــــــــ نــــــحن من أدمنا بوحه .... ننتظر المزيد

عروب باكير
12-07-2012, 01:04 AM
راق لي ماقرأت هنا
سلمت يمناك
تحياتي

عبدالإله المالك
12-07-2012, 01:29 AM
وحين نراك ..

لغة تسافح الغيوم
وانزياح التيه في قلب الفتاة!

مبارك تقبل الود والتحية

إبراهيم بن نزّال
12-07-2012, 05:37 PM
كنتِ أنتِ اليمين المفقود من اللوحة التي رسمها خيالي آن ذاك،



لمثل هذا التصوير الرائع حُقَ لك أن أرفع قبعتي تحية لك.
فشكرا لهذا الجمال الفريد. تحياتي

مبارك الهاجري
12-15-2012, 06:00 AM
شكراً أختي نادرة لهذا الحضور المثري حقاً.

مبارك الهاجري
12-15-2012, 06:01 AM
من بواعث سروري أن يروق لكم هذا النص يا عروب.
كوني بخير.

مبارك الهاجري
12-15-2012, 06:03 AM
وحين نراك في صفحاتنا فإنا لا نملك إلا أن نتهلل فرحاً يا عبد الإله.

مبارك الهاجري
12-15-2012, 06:04 AM
فزنا بذائقتك يا إبراهيم.
شكراً جماً.

صالح أحمد
12-17-2012, 10:47 PM
كلمات من وجد
وتعبير من صدى اللهفات
معبر ومؤثر
ويأخذ بالنفاس
تقبل تحياتي وتقديري