منار عبدالعزيز
12-26-2012, 11:02 AM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-bc565977aa.jpg
عندما حدّثتني النخلة
التقيتها في إحدى شوارع بلادي التي هجرتها منذ شهور طويلة،
استوقفتني قامتها واستحال مروري بجانبها إلى وقفةٍ محتومة..
حدّثتني نخلة "سنابس".. عن شوقها لما كانت تراه، وحنينها لما كانت تسمعه،
وعن عذابها لما آل عليه حالها: حال من حولها منذ سنتين انصرمتا،
وما زال عذابها قائما...
حدّثتني فقالت:
"كانوا يمرحون حولي وهم صغار، وكانت أحاديثهم وأهازيجهم بل وحتى تعابير وجوههم حبلى بآمالٍ وطموحات كنت أفخر بوجودي بينها ليل نهار...
كانوا يتعلمون ويمرحون معاً، وكانوا أصدقاء بل إخوة..
جمعتهم ظروف الحياة وصعوبتها ولم يفرقهم إلا سفر أو موت..
كانوا وكانوا..
وكنت أكبر بين ما كانوا عليه.. "
ثم صمتت سارحة.
فسألتها .. ماذا بعد؟
فردت دامعة: "تألموا.. فآلموا.. وخُدعوا بمن أبطن السوء فأجرموا !"
وسالت دموعها دماً طرّى جروحي وعرّاها..
فقلت: وماذا رأيتِ؟
فقالت: إخوةً خانوا إخوتهم،
ورجالاً حموا بلادهم فاستبيحت دماؤهم،
وشعباً تكالبت عليه المؤامرات فدفع صغاره الثمن،
نعم: دهسوا رجال أمنهم.. واستباحوا إنسانية إخوتهم..
وأنا هنا أراقب دون حيلة ..
ولا أدري: هل أدعو لهم أم أدعو عليهم..
ولكني موقنة بأنني ما زلت هنا..
حتى يزول الألم.
منار عبدالعزيز – القمرا
ديسمبر 2012
عندما حدّثتني النخلة
التقيتها في إحدى شوارع بلادي التي هجرتها منذ شهور طويلة،
استوقفتني قامتها واستحال مروري بجانبها إلى وقفةٍ محتومة..
حدّثتني نخلة "سنابس".. عن شوقها لما كانت تراه، وحنينها لما كانت تسمعه،
وعن عذابها لما آل عليه حالها: حال من حولها منذ سنتين انصرمتا،
وما زال عذابها قائما...
حدّثتني فقالت:
"كانوا يمرحون حولي وهم صغار، وكانت أحاديثهم وأهازيجهم بل وحتى تعابير وجوههم حبلى بآمالٍ وطموحات كنت أفخر بوجودي بينها ليل نهار...
كانوا يتعلمون ويمرحون معاً، وكانوا أصدقاء بل إخوة..
جمعتهم ظروف الحياة وصعوبتها ولم يفرقهم إلا سفر أو موت..
كانوا وكانوا..
وكنت أكبر بين ما كانوا عليه.. "
ثم صمتت سارحة.
فسألتها .. ماذا بعد؟
فردت دامعة: "تألموا.. فآلموا.. وخُدعوا بمن أبطن السوء فأجرموا !"
وسالت دموعها دماً طرّى جروحي وعرّاها..
فقلت: وماذا رأيتِ؟
فقالت: إخوةً خانوا إخوتهم،
ورجالاً حموا بلادهم فاستبيحت دماؤهم،
وشعباً تكالبت عليه المؤامرات فدفع صغاره الثمن،
نعم: دهسوا رجال أمنهم.. واستباحوا إنسانية إخوتهم..
وأنا هنا أراقب دون حيلة ..
ولا أدري: هل أدعو لهم أم أدعو عليهم..
ولكني موقنة بأنني ما زلت هنا..
حتى يزول الألم.
منار عبدالعزيز – القمرا
ديسمبر 2012