المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتظار .... ق. ص


محمود السيد
04-02-2013, 04:58 AM
انتظار..!!

في نهاية الشهر كان في طريقه للمنزل. يحمل أكياسا بها بعض الفواكه، ولفافة تتصاعد منها أبخرة معتقة برائحة اللحم تتخذ مسارا إلى أنفه، تغذي إحساسا كامنا لديه، فينتشي وتنتفخ أوداجه.. شعورقلما يدوم.

كانت الرائحة تملأ كل فراغ حوله، فحثه ذلك على الإسراع. يتابع سيره، وكل ما يدور برأسه ويترجمه لسانه: الأولاد ينتظرون.

قُبضت أساريرُه بفعل رائحة العفن المنبعثة من أكوام القمامة التي داهمته. حاول أن يمنع وصولها إلى أنفه حتى يحتفظ بانتشائه، فلم يستطع. أطبق بيده على أنفه، واستحثّ قدميه على الإسراع.

لمح بطرف عينه حركة دائبة وسطها، فساقه فضوله للاقتراب.

على أطراف قدميه اقترب منها .
..
.
اقترب أكثر.
جميلة هي. ماذا تفعل هنا؟!

تتحرك في كل مكان، تفرغ محتويات الأكياس، وتنتقي منها؛ لتضع في كيسها الأسود.
تطارد القطة، تضربها بعنف.
لفظت القطة ما كان بفيها؛ فأمسكته على عجل، ونظرت إليها، ثم هدرت بكلام لم يفهم منه سوى عيالي.

نبّهتْه حرارة ما في كيسه إلى طول وقوفه. وهي لم تنتبه لوجوده.

مضى في طريقه رويدا رويدا. نظر خلفه؛ ليتابع حركتها. تابع سيره، ثم نظرإليها ثانية ووقف.
أدخل يده في كيسه، ثم أخرجها بسرعة، والتفت إلى طريقه يمضي بخطى وثابة!

نادرة عبدالحي
04-04-2013, 08:24 PM
الاخ الكريم محمود السيد
أهلا بحضرتك ويشرفنا أن نكون من قرائكَ . العمل الفني جدير بالمتابعة
فالأدب على مر العصور وسيلة لنقل الأفكار والمشاعر والمبادئ وما يؤثر
على نواحي عديدة في الحياة ...

في نهاية الشهر كان في طريقه للمنزل. يحمل أكياسا بها بعض الفواكه،
مما يدل على أن شخصية هنا موظف وبلده متبعه نظام دفع الرواتب الذي يتم اخر الشهر
هذا الموظف البسيط الذي ينتظر وعائلته نهاية الشهر لتلبيات حاجاتهم .

تتحرك في كل مكان، تفرغ محتويات الأكياس، وتنتقي منها؛ لتضع في كيسها الأسود
أرى هنا دمج لقصة أخرى صورة مأساوية لحالة انسانية فقدت لقمة العيش والمسكن وتعتبر من المتشردين .

الكريم محمود السيد
تقبل قرائتي المتواضعة
إحترامي لحضرتك

محمود السيد
04-05-2013, 06:36 PM
الاخ الكريم محمود السيد
أهلا بحضرتك ويشرفنا أن نكون من قرائكَ . العمل الفني جدير بالمتابعة
فالأدب على مر العصور وسيلة لنقل الأفكار والمشاعر والمبادئ وما يؤثر
على نواحي عديدة في الحياة ...


مما يدل على أن شخصية هنا موظف وبلده متبعه نظام دفع الرواتب الذي يتم اخر الشهر
هذا الموظف البسيط الذي ينتظر وعائلته نهاية الشهر لتلبيات حاجاتهم .


أرى هنا دمج لقصة أخرى صورة مأساوية لحالة انسانية فقدت لقمة العيش والمسكن وتعتبر من المتشردين .

الكريم محمود السيد
تقبل قرائتي المتواضعة
إحترامي لحضرتك



الأستاذة نادرة النادرة
شرفتُ بمرورك وتعليقك

عبدالإله المالك
04-05-2013, 09:32 PM
الدهشة حاضرة وبشدة هنا
حبك رائع ومشوق ومختصر بما يفي والهدف
إسقاطات متتالية

كان لي شرف الحضور
والاستمتاع هنا
أيها المبجل الأديب محمود السيد

محمود السيد
04-06-2013, 04:01 AM
الدهشة حاضرة وبشدة هنا
حبك رائع ومشوق ومختصر بما يفي والهدف
إسقاطات متتالية

كان لي شرف الحضور
والاستمتاع هنا
أيها المبجل الأديب محمود السيد


شرف لي وجودك هنا يا أستاذ

ممتن جدا

علي آل علي
04-07-2013, 05:28 AM
الفقر لا ملّة له
وكما يقال في الأمثال الدارجة عند عامّة الناس ( الجوع كافر )


القصة هنا تُحاكي حياة أسرة فقيرة ينتظر المسؤول عنها نهاية كل شهر حتى يتمكن من شراء اللحم والفاكهة كمكافأة صبر على أسابيع تقلبت أيامها ما بين جوع وطعامٍ بارد، لفافة اللحم والسرور الذي انتابه وقلما يدوم ذلك الشعور، إنما هي علامات على ضيق الحال وبكلمة تقال ( حين ميسرة ) يتم ترطيب البال.

يسارع الخطى كي لا ينتبه إليه أحد وحتى لا تختطف من بين يديه ما جاء به، فهناك أبناءه أحوج بأن يطعمهم بما سيجلب لهم من فاكهة ولحم، لذلك كان حريصا ومضطربا، فالحي الذي هو فيه يعج بالقمامة وروائح الفقر التي ستمنعه من الاستمتاع الوقتي لسويعاتٍ معدودات ، لذلك استحث قدماه على الإسراع.

أما الجميلة فهي الدنيا ولقساوتها رأيناها تضرب القطة ووقوفه الطويل كان افتتانا بها أو أنّه بسبب مشهد ضرب القطة الذي استدعى انتباهه.

نعود إلى عنوان القصة ( انتظار ) ثم تعاد الأحداث ...

الفاضل محمود سيد
فتك هذا القلم بالساحة فأرداها صريعة ... من غير حول ولا قوة ..
رائع بحق وأهلا بك بأبعادك ..

محمود السيد
04-08-2013, 04:35 AM
أستاذ علي، شرف لي مرورك الثري على حرفي المتواضع
قراءتك رائعة،
دمتَ ودودا

تقبل تحياتي

إيمان محمد ديب طهماز
04-08-2013, 07:51 PM
نص فاخر يا محمود
رائع بالفكرة والحبكة والإسلوب
تابع يا محمود فلك من الإسلوب جميله ومن اللغة بديعها
يسعدني أني هنا
تقديري

محمود السيد
04-09-2013, 03:59 AM
نص فاخر يا محمود
رائع بالفكرة والحبكة والإسلوب
تابع يا محمود فلك من الإسلوب جميله ومن اللغة بديعها
يسعدني أني هنا
تقديري

أنارت صفحتي بوجودك أ/ إيمان

خالص شكري وتقديري

صالح بحرق
04-27-2013, 09:40 PM
في وطن مازوم بالبنادق\اخذ سمته ومضى الى الشاطىء يكبح جماح الاه التي عذبته\لم تعد الحبيبة مسكنا للوداد المسكوب في الاوطان \ولم يعد بحال ان يحب في بلاد مطرزة بالرشاشات \ اصبح يكره المدينة التي سلبته حبه لكنه آثر ان يصنع لبهجتها فيه موطنا آخر لاتصله البنادق
وهناك في الساحة تجلى له الوطن بارودا مبعثرا في النواحي\ وخلف نوافذ العمارات كان يرنو لغد يلامس شجنه
كانت الوجوه التي التقاها في ساحة التحرير من جهات شتى عصرها الالم والحب والذكرى جاءت هنا لتختط لها وطنا وسكنا للحبيبة
ومن بين الوجوه تعرف على داعية اعلامية \بشرى \ تقوم بنشر المنشورات في الميدان تحمل رحابة وطن وقضية.
واتسع مفهموم الوطن في وعيه منذ ذلك اليوم وعند الاحتدام مع القوات كان لاينسى ان يمضي يتفقدها
كانت سماء الميدان صاخبة بالرصاص ذلك اليوم ولم يكن بمقدورها توزيع المنشورات \اخذها عنها وسعى بها بين الطوابير والاعلام والهتاف \ ولكنه لم يعد من رحلته ...
والوطن من يومها يتسع له وللحبيبة.