المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ........h


إيمان والي
04-04-2013, 09:51 PM
http://im41.gulfup.com/LifLE.jpg (http://www.gulfup.com/?D1FBmy)


القصة الثامنة من سلسلة FREAK


بعنوان :

(H)


تفحص حاسوبه في الصباح الباكر على عجل وهو يحتسي كوباً من القهوة الساخنة
لقد وصلته رسالة من شخص مجهول ..
تصفحها ..بلا مبالاة ..وهو ينظر إلى ساعته بترقب ..
حتى يخرج إلى عمله ..
لكن .
فجاءة ..تعلقت عيناه بالشاشة ..
أحس ..بأن أطرافه ..قد تجمدت .
بقي على تلك الحالة .مدة دقيقة كاملة ..
__ _ _ _
أنت فاشل ..
لولا والدك الذي ..يحمل توصية خاصة من مدير الشركة لكنت طردتك منذ وصولك .
هل تعلم كم الشكاوى التي تصلني يوميا ضدك .
تنهد بعمق ..
وهو ينظر إليه بضجر .قبل أن يهتف بحنق : تبا ..ألا يمكنك ..فقط أن تجلس على مكتبك بهدوء
وتتظاهر بأنك تعمل .! صدقني كل أصدقائك من هم معك في العمل .. سيشعرون بالفخر ..بك .
ضرب بقبضته على مكتبه بقوه قائلاً بضجر :
حقا ...أنت لا تشعر بأي خجل من أن تري الجميع غبائك الشديد بكل فخر ..!
نظر عامر إلى الرئيس بهدوء ..
وهو يقلب في عقله ..
ذكريات ..خمس عشرة ..دقيقة مضت .!
وهو متلهف لمقابلة المدير ..
بعد أن أعد ..العدة ..من مشاريع ..وأبحاث ليعرضها عليه ..
لطالما تجاهل نظرات الموظفين الحاقدة إليه ..!
فالجميع في المركز البحوث ..لا يستقبلون ..أبدا من له شبهة واسطة لدخوله .
كان يعتقد أن الأمر يتوقف على فقط وساطة أبيه .
وليس على ما يقدمه .

لم يشك أبدا ولو للحظة بضائلة مستواه عن من حوله .
بالعكس..
فقد صحح العديد من الأبحاث
وساهم في نجاح الكثير من المشاريع ..
*****
نظر إلى المدير بتعجب ..وكأنه ينتظر منه .
أن ...يغير كلامه ..
أحس أن العالم كله ..ينقلب ضده في هذه اللحظة
عم السواد ..على رؤيته .
فلم يعد يرى سوا شبحًا أسودَ يلتهم أحلامه .
التى لطالما راءها ..تبدأ في التحقق . أمامه ..ولطالما بذل قصارى جهده من اجل ان يصل إليها
***
أبتلع ريقه بصعوبة وقال .: حسنا ..اذا كان الأمر كذلك سأقدم استقالتي
نظر إليه المدير ..بقلق قائلا: لماذا؟ هل جننت .؟!
تنهد بعمق قبل أن يقول ..راجع نفسك .
سأمنحك إجازة يبدو أنك مرهق .!
****
نظر إلى ساعته لقد تأخر حقا عن العمل ..
لكن تلك الرسالة على حاسوبه .
جعلته يتجمد ..طويلا أمامها ..
لم تكن كلماتها طويلة ..
فقط ..
سطر ,,واحد .
" الفشلة ...يموتون أولا "
أحس بضربات ..قلبه ..تبدأ بالاضطراب ويعلو صوتها .ليصل الى سمعه
رجع بكرسيه الى الوراء ..
تناول قهوته بيديه المرتعشتين .!
أغمض عيناه ..بتوتر .
لكنه ..
فجاءه انتفض..وكأن عقرب ما قد لدغه ..
نظر إلى شقته ..
لقد سمع صوتاً ما ..
أحس بالخوف الشديد .
نظر الى حقيبته الجلدية الملقاة بجوار طاولة الحاسوب
انتصب قائماً ..واتجاه نحوه ليخرج الى عمله .
لكنه ..
تذكر أنه رغب في الاستقالة .
وأنه ..في إجازه ..
نظر الى حوائط المنزل !..
كانت تتمايل .
وتتحرك .
بدأت أنفاسه بالاضطراب ..
لم يعرف ماهية هذا الشعور .
ولما يراوده الآن
فجاء ..
أشار برنامج المحادثة إلى محادثة ..من شخص مجهول .
يقول فيها .:
أظن ..أنك..ستختار الموت .
على أن تراقب أعين الشامتين ...الذين لطالما حسدوك على مكانتك العلمية ..
وهم يرون فشلك .الذي لطالما انتظروه .
.أسرع الى لوحة المفاتيح .
وطبع عليها بجنون ..

والعرق يتصبب منه
" من أنت أيه الوغد "
كانت يداه ترتجفان وهو ينتظر الرد . !
انتظر بضعه ثواني ..
وهو لا يكاد يلتقط أنفاسه .
فجاءة .جاءه الرد برسائل معدودة ..
تحوي نفس الرسالة ..
كانت ترسل بسرعة جنونية .
يقول فيها ..:""مت "
"مت "
بغضب شديد ,,توتر ..
أغلق جهاز الحاسب .
وهو يتنهد وكأنه .
قد ركض مئات الأميال ..
توجه إلى غرفته .
وأغلق الباب .

راقب ..الأوسمة .على دولاب الكتب .
الخاص به ..
تذكر ..
نفسه مع والده .
وهو يحاوره .. بتعجب قائلا : أنا فقط أردت أن اضمن وجودك في المركز .!
بدلاً عن ...عملك وحيد في معملك .
قال بغضب : لا يمكن أن يعمل أي باحث بناء على توصية من أحد .
أن اكتشف أحد هذا ..
فلن يؤمن بقدراتي .أي أحد .
أنا باحث...
وأعمالي ..فقط هي من يجب أن تؤهلني .
حتى وإن لم أقبل في المركز ..كنت سأبحث عن أي مكان آخر ..
***
ركع على ركبتيه .
وهو يغطي أذنيه .
ويصرخ ..
يكفي ..
يكفي ..
أرجوك .
..لا أريد ..أن أموت ..
لا أريد .
مت أنت .
وغد ..
أنت من يجب أن تموت ..أيها الحقير ..
صرخ متألمًا .
والعرق يتصبب منه بغزارة
...
ثم ..
تمدد ..على الأرض .
كانت يتنهد بإعياء ..
وعيناه نصف مغلقة .
وهو يردد .
اصمت .
اصمت ..
***
كانت آلاف المكالمات التي لم يرد عليها في الهاتف .
نظر اليها بعد أن استيقظ من نومه العميق بعد نوبة الهلع التى إصابته .
أمسك بهاتفه ..
بيديه المرتعشتين..
لكنه .
سمعه مجددا : هل سترد ..الآن ..على تلك المكالمات ,..
هل أنت مستعد الآن لترى شماتتهم ..وفرحهم بهزيمتك .!
ألقى بالهاتف .
ونهض أراد
أن يخرج .
ليستنشق بعض الهواء .
ما أن فتح الباب .
حتى ..
أحس بالخوف ..
من نظرات الناس ..
...
تراجع بضع..خطوات إلى الخلف ....
ثم بسرعه أغلق باب ..شقته .
وعاد خائفاً إليها
سمعه مجددا : :لن تستطيع ممارسة حياتك بشكل طبيعي ..بعد الآن ..لم لا تمت بهدوء فحسب .
توجه الى حاسوبه .
فتح محادثة ذاك الشخص المجهول .
وكتب ..بسرعة :
أيها الحقير ...كيف تجرؤ على زرع ميكرفونات داخل ..منزلي .
سأبلغ عنك الشرطة .
بالتأكيد ....سأقاضيك..
أيها الوغد .!
رد عليه بسرعة قائلاً: كيف ستفعل..
ستكون ميتاً عما قريب ..
أنت ميت لا محالة .!
أعاد كلماته برسائل ...سريعة متتالية .
ميت ..
ميت
ميت .
.____
ابتسم ..وهو يقترب ..
من مطبخه .
التقط سكينا .
..كان ...متعرقا .
وشعره المبلل .بالعرق ..قد التصق بجبهته ..,..
تنفسه ..كان سريعا ..تماما كالذي ركض مئة ميل بلا توقف ..
كان يتمتم .
سأ..س...سأف..سأفعلها ...!
توقف .
توقف ..
انتظر .
دعني .
أتماالك ..نفسي .
فجأة.
صرخ .
اصمت .
اصمت .
حينها .
وبسرعة ..شديدة ..
مرر السكين الحاد ...
على رقبته ..
وأردَ نفسه قتيلاً ..
, *****
كان العزاء ..
فخمًا .
فالفقيد ..أستاذاً وعالماً ..
كان ينتظر نتيجة أبحاثه الأخيرة ..
والتي ..نجحت نجاحاً مبهراً
كان رئيسه في العمل ..
يقف عن باب الممر الذي يؤدي للعزاء
وهو يخاطب أحدهم قائلا :
لقد ...كنت سعيدا ..جدا بعمله ..
بدا متوترا ..وغريبا للغاية ..
وأنا أثني عليه .وعلى ..مكانته ..وأبحاثه.
..هل تصدق أنه طلب الاستقالة ..!؟
تمتم الرجل قائلاً الشرطة تقول : إنه مريض بمرض نفسي مستعصي . !
أتعلم..
أخبرني أحد العاملين على القضية .
أنهم حين فرغوا حاسوبه .
وجدوا أنه كان يحادث نفسه ..
ويرد ..على رسائله ..
ويحرض نفسه ..على الموت .




إيمان والي

نادرة عبدالحي
04-05-2013, 07:35 PM
أهلا بكِ كاتبتنا إيمان بعد غياب طويل نورتي بيتكِ......
تعودين إلينا بنص مكمل لإخوانه من سلسلة freak
فالبوح كما نعلم لا يتوقف عند مساحة معينة . بل يمتد ويتكاثر إن زودناهُ بالغذاء الضروري .
وهنا مساحة لتأمل النفس البشرية التي تتعرض لأحوال مختلفة . واضطرابا في الشخصية التي
أمامنا ..إنما هم يفعل ذلك لفقدانه القدرة على التواصل مع الآخرين، وبالتالي فهو يجسد في الذات شخصاً
ما . عجز عن التواصل معه فيرى هذه الذات على اعتبار أنها شخص خارج الذات،
الكاتبة صاحبة القلم الذهبي سلمت يداكِ ودمتي بألف الف خير

عبدالإله المالك
04-05-2013, 09:45 PM
التألق عنوان لإيمان

وإيمان عنوان للتألق

شكرا لك يا أنيقة الكلمة