المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغة الأجيال (2)


مجاهد السهلي
05-04-2013, 02:59 AM
أحببتُ أن أنقح ما نُشرَ سابقاً و أعتذر عن تقسيم الموضوع و استعجال النشر ، فأنا أكتب هنا و كاني أكتب في دفتري الذي يقرؤه أحبتي و خواصي.



لي في اقتحام العلا يا ليلُ مدكر
و انت تشهدُ لي في ذاك و السهرُ


أنا الذي افتضَّ أبكارَ النُهى و سَمَا
على المُنيفاتِ... و الأقلامُ تنتحرُ


إذا وردتُ حياض العلم ...أَشْرَبُهُ
و أتركُ الخاملَ الوَسْنَانَ ينتظرُ


يسافرُ الفكرُ بالأجيالِ صاعدةً
نحو الأعالي إلى حيثُ النهى صورُ


معابداً من سديم الحِبْرِ أُشْعِلُهَا
نُوُرَاً فيرفضُّ منها الجنُ و البشرُ


هنا الشموسُ تلاقتْ بينَ ذاكرتي
و استشرفتْ من ثنايا منطقي الدُررُ


إذا تفاخرَ بين الناسِ ذو جِدَةٍ
فإنني باليراع الحُرِ أفتخرُ


تموتُ بالجهل أسماءٌ و أزمنةٌ
فينا.. و تُحْيِيْ رُفاةَ الراحلِ الفِكَرُ


في ومضة الحرف أسرارٌ معتَّقةٌ
للروحِ.. لو أخلص الكتابُ ما نشروا


إني رأيتُ ظلام الجهل ذو رمدٍ
أعشى.. و فجرَ النهى كالفجرِ ينتشرُ


نحن الأُلى سطروا التاريخ تحمله
عبر الزمان إلينا الشمسُ و القمرُ


كنا نراغم عين الشمس معرفةً
حتى أتتنا نواصي المجد تعتذر


فما لنا اليوم يا قومي نُهدِّمُ ما
لو كان للغربِ عُشْرٍ منه لافتخروا


ماضٍ من الفجر أطفأنا مشاعله
كي نستضيءَ بداجٍ ما له شررُ


كنا نصرِّفُ للأفعالِ أزمنةً
أُخرى و لكنَّ هذا الجيلَ يختصِرُ


"كنا" و "كانوا".. شعاراتٌ مظللةُ
للجيلِ يبعثها الإخفاقُ و الخورُ


يا موطنَ الضادِ هَلاَّ أتْقَنَتْ لُغتِي
فَنَّ "المُضارعِ" .. أم أْفَعَالُها خَبَرُ !!؟


ما لي أرى لغةَ الأجيال تلعَنُنَا
و نحن نُطْرِقُ في صمْتٍ ... و نعتذرُ

دعوا الجدود رقودا في مقابرهم
و استلهموا العزمَ مما فاتَ و اعتبروا

نسابق الدهرَ تأريخاً و مُنْتَسَبَاً
و نبعثُ الرِّمَمَ الثكلى و نفتخرُ

ننازعُ الحِقَبَ الصماءَ منطقها
و نرتدي حُلة الماضي و نتزرُ


و إن نظرتُ إلى عصري وجدتُ أسىً
يقتاتُ من كبد الماضي و يحتضرُ


يا من يفاخرُ بالماضي و يسرقه
دع ما لغيرك و اظفر مثلما ظفروا


و قل أنا الشبلُ ذاك الجدُ لي أسدٌ
و كلنا في سماءِ المجدِ ننتشرُ


سلالةٌ من لُجينِ الدهرِ نضَّدها
كفُّ الإباءِ و أغلا فرعها القدرُ


و قل : حرامٌ على عينيَّ غمضتها
إن لم يكُنْ لي بقرءآن المدى سورُ


و قل سأصنع فجري ساطعاً بيدي
و أسحقُ الليلَ حتى يبزُغَ القمرُ


إن لم أشابه أبي في كل سيرته
أمُتْ من القهرِ ... أو أمضي و أنتحرُ


غدا ستختلق الأقدارُ في وطني
جيلا تسيرُ به الركبان و السيرُ