المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات عاشقة -منة الله رأفت


منة الله رأفت
05-08-2013, 05:14 PM
(1)

لم تكن تعرف أن الحب يخترق أزهار القلوب كما تخترق النجوم السماء لتسكن بها . .فإن تركتها النجوم أظلمت وإن ابتعدت عنها السماء هوت وتشتتت ..هكذا دق الحب قلبها وكأنه نجمة متلألئة تحتاج أن تسكن قلبها ..جنين يخترق رحم أمه ليستقر به فتستقبله بفرحة الغزاة المنتصرون
وفي كل لحظة تظل تسترق السمع. بيديها تتحسسه وهو يكبر وينمو بداخلها وفي
هذا كله تعاني من متاعبه . فالرجال في مجتمعنا ﻻ يعرفون سوى لغة الكبرياء والغرور , فبمجرد أن يشعر الرجل أن هناك امرأة تحبه وجد نفسه أمامها الفارس المغوار وعليه أن يتحكم كملك لم تخلقه الأرض ولم تقهره قلوب النساء . . فيظل يقترب ويبتعد لتظل دائما مشغولة به تتحسه برحمها .وقلبها يخفق .ينتظر ولادته واعلانه للجميع حبيبا لهاإ
إنه الحب الذي ظلت تبحث عنه منذ نعومة اظافرها فظلت تبحث عنه في وجه أبويها .وأصدقائها ..إنه الحنان الذي افتقدته ..والاهتمام الذي تفننت لايجاده ..فتارة تصتنع المرض لتجد اصدقائها حولها .. وتارة تتفنن في الجمال لتجد المعجبين ..وأحيانا كثيره كانت تلفت الانتباه بعلمها وثقافتها
إنه الحب الذي كان يتدفق بين عروقها كتدفق الدم تتبرع به لكل من حولها ..فتساعد الاصدقاء والأخوات وكل من حولها ..فقط لتنتظر ابتسامة عابره علي وجه الآخرين ..لتنتظر اهتماما وحبا متبادل ..لكنها في كل مرة كانت تكتشف أن ما تفعله ما هو الا سذاجة وان ﻻ أحد يقدر ما تفعله وﻻ أحد يهتم بها كما تهتم هي.
ورغم هذا كله كانت متعتها الوحيدة في مساعدتهم..في ان ترى احدا يتصل بها ﻻ لأنه يطمئن عنها بل لانه يحتاج شئ منها وبدون اي تفكير تجد نفسها تنفذ له مطالبة وتهتم بها أكثر من اهتمام سائلها بمطلبه ..وينفجر عقلها في البحث عن كيفية مساعدته وأي الطرق أبسط وأسرع ..
وما أن وصلت لفترة المراهقة وأصبح مفهوم الحب لديها مرتبط بحنان واهتمام يقدم إليها من ذكر ..ذكر شعر بها وتلمس هذا الجزء الغارق بمشاعرها وقرر أن يبادلها الحب
وكأي أنثى ظلت تبحث عن ذلك المغوار الذي يهديها مشاعره ..فوجدت منه العشرات يلاحقونها بنظرات الاعجاب وكلمات الهيام
وفي كل مرة كانت تحب او تظن انها احبت تجد ان شيئا ما ناقصا ..ليس هذا ما تحلم به ليس هذا هو الحنان الذي طالما إشتاقت له. ليس هذا هو الحب الذي راودها ليلا في احلامها ..في أساطير الحب الخالدة ..الهذه الدرجة تشتاق لاحد يفهمها ..يشعر بها..يفجر قلبها ويقشعر جلدها في لحظات الصمت اكثر من لحظات الكلام
ولكنها في كل قصه كانت تتفاني في ان تكون هذه قصتها وان يكون هذا حبيبها لكن رجالنا ﻻ يقومون بشئ سوي الكلام ..الكلام فقط بلا احساس ..وكأن الانثى بالنسبة لهم شيئان أذن ورحم ييقذفون بهما أحاديثهما الصماء
وما أن تنتهي القصة تجد نفسها بلا شوق بلا رغبة في البقاء او محاولة البقاء
كانت تتاكد كل مرة انه ليس الحب الذي تحلم به ..انه ليس فارسها الذي حارب ألاعيب الجن ليصل اليها ..فقد صوروا لنا الحبيب في القصص القديمة انه هو الفارس الذي ﻻ يخاف ..الفارس الذي يملك ان يحارب من اجل الوصل الي حبيبته ويقاتل من اجل الدفاع عنها ..ثم يقبل عليها حاملا سيفه لينتشلها من نومها العميق الذي قدمته لها الساحره الشريرة في تفاحتها المسمومة ينشلها من كل هذا بقبلة طويلة يملائها الدفء فتصحو الأميرة وقد ارتاح قلبها.
سحقا أيتها الأساطير فلا يوجد فارس يحارب وﻻ توجد قبلة تنقذ الأميرة
بينما هي تبحث في الوجوه عن حبيبٍ لها يكذب أفكارها ويحقق أسطورتها ..وجدت رعشة القلب في خطفة نظر كانت جمعت العينان في لحظة خاطفة ..استطاعت هي ان تبحر بهما رغم قلة الثواني التي نظرت له فيها .. وكأن تلك الأعين من بين المئات استطاعت أن تفهمها وأن تشعر بالحب النابض بقلبها ..تمنت أن يكون هذا الشخص حبيبها وأن تتلذذ بالغرق في بحور عينيه اللامعتين
https://www.facebook.com/novel.womanlovesnotes

نادرة عبدالحي
05-09-2013, 01:15 PM
أهلا بكِ عزيزتي الديار ترحب بكِ
بلا شك نورتي البيت ووطنكِ أبعاد ...
مذكرات عاشقة -منة الله رأفت


مذكرات عاشقة هي حياة إنسانة وهبت الكثير وما زالت توهب
هي موجودة في كل مكان .وتمتلك الطيبة بين أضلعها .
ومن حقها البحث عن الحب وإيجاده .
بوحكِ سنابل حنطة ذهبية تعانق الدفئ لتطعم الاخرون
تحياتي لحضرتكِ

إيمان محمد ديب طهماز
05-09-2013, 02:58 PM
صورة واقعية يامنة لدورة حياة في عالم الحبّ الأنثوي

المعاناة ذاتها والصور متكررة لوجه واحد

جميل اسلوبك يامنة

تحية تليق بك

عبدالإله المالك
05-11-2013, 05:04 AM
منة الله رأفت

حياكِ الله وبياكِ
في أبعادك أدبية
وما دام الكلام عن الحب العشق
فلينصت الرجل للأنثى مليًّا

تقبلي الود

منة الله رأفت
05-13-2013, 12:37 PM
مشكور مروروكم الجميل

منة الله رأفت
05-13-2013, 12:39 PM
مذكرات عاشقة
(2)

لؤي هكذا ينادونه وقد اخذ من اسمه بريق يلمع في عينيه ..فهو شاب وسيم الطلعه ليس بالطويل البائن وﻻ بالقصير المتردد ،ضخم الراس ذا شعر رجل مصفر لونه ،اخضر العينين ،تشوب بياضهما في الجوانب حمرة خفبيفه،وتزيد في قوة جاذبيتهما وذكاء نظرتهما ،اهداب طوال ،مستوي الانف دقيقه ،كث اللحيه صفراء اللون،طويل العنق ،يسير ملقيا جسمه الي الامام مسرع الخطو ثابتة،وعلي ملامحمه سيماء التفكير وفي نظرته سلطان الامر الذي يخضع الناس لامره،يسير في غرور الاسد المختال ،قليل الكلام يقترب للغموض فهو لا يقدم معلومه اويفتش سرا وﻻ يظهر احساسا الا لمن يريد وفي الوقت الذي يريده
وجدت بهذه التفاصيل فارس الاحلام ..ففارس احلامها يختلف عن العديد من البنات فهي تعشق الجمال والعيون الخضراء تجد بهما جاذبيه لعل ما وجدته من جمال ليس بالعيون الخضراء وانما بالاحساس الذي يبحر فيهما فكل نظره من عينه بحر من كلام يتدفق بقلبها ..فلحظات الصمت معه اروع من الالاف الكلمات الجوفاء التي ﻻ تغني وﻻ تسمن جوع
وها هو كيوبيد يضرب بسهامه في لحظات ليشعر الاثنين رعشه اللقاء وتتخدر علي شفتيهما الكلمات وتخرج كعبير الورود تملا الدنيا باغاني الحب الجميله ..يقفان وسط الناس وكانهم افترشا الدنيا وحدهم ﻻ هم يشعرابالناس وﻻ يحملان للزمن هما ..فقط يحاولان اختلاس النظرات التي ترجف لها قلبهما ..يتبادلان اعذب كلمات العشق في صمت ﻻيسمعه غيرهما ..يفهما بعضهما وكانهما تعارفا منذ زمن بعيد -كان الحياه نعيشها مرتين فكثيرا منا يراودهم انهم زارو نفس المكان او قابلوا اشخاص وهم في الحقيقه لم يقابلوهم في الحياة الدنيا من قبل وانما هي ومضات تلقيها الروح الهائمه بين ملكوت السماوات والارض تقابل احبائها وترتعب من اعدائها وتنزل علينا باشارات غامضه تجعلنا نشعر اننا راينا هؤلاء الافراد من قبل او مررنا بنفس الاحداث ..فمع كل علمنا عن الحياه ﻻزال الغموض يعتليها وكان الله اقسم ان ﻻ يعطي كامل سره لمخلوق -راته وكانها تعرفه وتنتظره منذ وﻻدتها وهو ايضا شعر بتلك المشاعر النابضه في قلبها
وقرر ان يصارحها بمشاعره سار اليها متباطئا بخطي ثابته تملئها الثقه ويعرقلها التردد وفي عينه بحور الكلام المتدفق وعلي ملامحه قلق من خزي اللقاء ..اقترب منها وهمس في اذنيها يعرفها بنفسه ولم تكن بحاجة لهذه التفاصيل فقد عرفته عرفته حتي قبل ان تولد انه نصفها الثاني التي خلقت من ضلعه وها هم يتلاقا في اروع صدفه يمكن ان تجمع ادم وحواء ..انه يوم عرفات وستعلنه عيدا للعالم ..ستأسس دستورا يعلنه وتقر قانونا فيه بالافطار ...الافطار علي الحب ..علي الحياه
طلب منها ان تهديه قلبها يحفظه بين جوارحه ..وبدون ان تدري كيف استجمعت قواها وكيف اخفت هذا الارتباك الكاسي ملامحمها سلمت له قلبها وامنته عليه
وبدموع الخاشعين تركت له نفسا تجول في محراب عينيه وقلبا يخضع في عظمة حضرته


منة الله رأفت
http://www.facebook.com/novel.womanlovesnotes?