المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تدَّعيني عاشقاً


مجاهد السهلي
07-28-2013, 05:14 AM
اعتراف : هذه القصيدة كانت عبارة عن مجاراة لقصيدة الشاعرة تلاهيف ، و لكنها مجاراة فيها قلب المعنى ، و لنا أن نسميها ثمرة من ثمرات وجود قصيدة الشاعرة تلاهيف.

أهديها للجميع:



لا تَدَّعِينِي عَاشِقَاً لِتُقَاسِي= بِي بَيْنَهُمْ .. فُتُطَأْطِئِي لِي رَآسِي
و تُفَرِّحِي بِهَوَاكِ كُلَّ حَوَاسِدِي=أَنِّي انْغَمَسْتُ بِحَانِةِ الْأَنْجَاسِ
مَاذَا تَظُنِّينَ القُلُوبَ ؟ .. فَنَادِقَاً ؟ = طُرُقَاً لِسُكَّانِ القُرَى .. و تَكَاسِي ؟
أَنَا لَمْ يَزَلْ قَلْبِي يُوَحِّدُ رَبَّهُ= و يَعَافُ حتّى الشِّرْكَ فِي الإحساسِ
هلْ كُلُّ مَنْ قَالَتْ : أُحِبُّكَ قُلْتُ : يا=أهْلاً و سَهْلاً .. مَرْحَباً جُلَّاسِي !؟
لَوْ شِئْتُ أَنْ أُغْوِي الْعَذَارَى لَمْ أَدَعْ= أَحَداً خَلِيَّ الْقَلْبِ مِنْ وَسْوَاسِي
فَأَنَا امْرُؤٌ لَوْ قِيلَ : "بَدْرُ دُجُنَّةٍ"=عَنِّي لَمَا عُوْمِلْتُ بِالْقِسْطَاسِ
و أَنَا لِسَانُ بَنِي اللّسَانِ جَمِيعِهِمْ= و كَبِيرُهُمْ في طَارِفِي و أَسَاسِي
فإذا فُتنتُ بغادةٍ سحارةٍ= فُتن الجميع بقدها المياس
تَفَلَتْ عَلَيْهِ بَصِيْرَتِي و تَعَوَّذَتْ= بِاللهِ مِنْ شَيْطَانِهِ الخَنَّاسِ
***
فعَرَفْتُ مِنْ سِرّ الهوى ما لمْ يَصِلْ= أَحَدٌ إِلَيْهِ و لا فَشَى في النّاسِ
عَانَقْتُ أحْلَامَ المَسَاءِ فلَمْ تَنَمْ=إلا و قدْ رقَصَتْ على وَسْوَاسِي
حتّى اكْتَنَفْتُ أَدِيْمَهَا و تركْتُهَا=تغْفُو على أَرَقِي و فَوْقَ نُعَاسِي
عَلَّمْتُهَا حِيَلَ الخَيَالِ و زُوْرَهُ= و مَتَى تُعَذِّبُ ضَيفَهَا و تُوَاسِي
و تَسَلَّلَتْ رُوًحِي إلى وِكْرِ الهوى=فَكَوَى النَّدَاَمَامَى غِلْظَةً و تَقَاسِي
فَضَحَتْ لَهُ زَيْفَ الدَّعَاوَىَ كُلَّهَا = كَالْمَاءِ يَفْضَحُ خِبْرَةَ الغَطَّاسِ
و هَتَكْتُ كُلَّ مَصَوْنَةٍ في خِدْرِهَا=و جَعَلْتُ رِقَّتَهَا تُذِيبُ القَاسِي
و سَقَيْتُ مَحْبُوْبِي سُلُافَةَ لَوْعَتِيْ=حتّى تَعَتَّقَ بِي فَزَادَ حَمَاسِي
و نفثتُ في رَحِمِ السّمَاءِ فَلَمْ تَزَلْ= مَسْحُوْرَةً مَخْمُوْرَةَ الْأَنْفَاْسِ
و رَسَمْتُ في أَحْشَائِهَا مِنْ حُرْقَتِي=كَالْوَشْمِ عَلَّمَهَا جُنُوْنَ النَّاسِ
فَإِذَا رَأَيْتَ النَّجْمَ يَغِمزُ غَادَةً = و الْبَدْرَ يَرْشُفُ ثَغْرَهَا كَـ الحَاسِي
فَأَنَا الَذِي مَنَحَ البَعِيدَ مِنَ الْجَوَى= شَرَرَاً و هذا قَطْرَةً مِنْ كَأَسِي
و رَمَيْتُ كَالشُّعَرَاءِ بَيْنَ بُحُوْرِهِمْ =شَبَكِيْ فَصَارِ الْبَحْرُ في أَكْيَاسِي
حَمَلُوْا غُثَاْءِ الْبَحْرِ بَيْنَ شِبَاكِهِمْ=و أَنَا أَجُرُّ عَصَائِبَ أَلْأَلْمَاسِ.



الغريب جدا و هو ما أحزنني للغاية أني دمجت بين البحر البسيط و الكامل :) و كانت أبيات البحر البسيط ثلاثة و هي أجمل ما في القصيدة حسب نظري :) و أُفاجأ أنها من البسيط :)

ترددت هل أعيد القصيدة على بحر البسيط ؟ أو الغي هذه الثلاثة الأبيات ...سأعرضها لكم على أنها قصيدة واحدة :



لا تَدَّعِينِي عَاشِقَاً لِتُقَاسِي= بِي بَيْنَهُمْ .. فُتُطَأْطِئِي لِي رَآسِي
مَنْ يَدَّعِي الْعِشْقَ يَبْرِي عُودَهُ سَقَمَاً = فَمَا لِـ جِسْمِكِ مَفْتُولَ الْقُوَى كَاسِي
مَا كُلُّ مَنْ قَالَ لِي أَهْوَاكَ قُلْت لَهُ : = أَهْلَاً و سَهْلَاً .. عَلَى عَيْنِي عَلَى رَاسِي
قَلْبِي تَعَلَّمِ مِنْ تَوْحِيدِ خَالِقِهِ=فَصَارِ يَكْرَهُ حَتَّى شِرْكَ أَنْفَاسِي

***
فعَرَفْتُ مِنْ سِرّ الهوى ما لمْ يَصِلْ= أَحَدٌ إِلَيْهِ و لا فَشَى في النّاسِ
عَانَقْتُ أحْلَامَ المَسَاءِ فلَمْ تَنَمْ=إلا و قدْ رقَصَتْ على وَسْوَاسِي
حتّى اكْتَنَفْتُ أَدِيْمَهَا و تركْتُهَا=تغْفُو على أَرَقِي و فَوْقَ نُعَاسِي
عَلَّمْتُهَا حِيَلَ الخَيَالِ و زُوْرَهُ= و مَتَى تُعَذِّبُ ضَيفَهَا و تُوَاسِي
و تَسَلَّلَتْ رُوًحِي إلى وِكْرِ الهوى=فَكَوَى النَّدَاَمَامَى غِلْظَةً و تَقَاسِي
فَضَحَتْ لَهُ زَيْفَ الدَّعَاوَىَ كُلَّهَا = كَالْمَاءِ يَفْضَحُ خِبْرَةَ الغَطَّاسِ
و هَتَكْتُ كُلَّ مَصَوْنَةٍ في خِدْرِهَا=و جَعَلْتُ رِقَّتَهَا تُذِيبُ القَاسِي
و سَقَيْتُ مَحْبُوْبِي سُلُافَةَ لَوْعَتِيْ=حتّى تَعَتَّقَ بِي فَزَادَ حَمَاسِي
و نفثتُ في رَحِمِ السّمَاءِ فَلَمْ تَزَلْ= مَسْحُوْرَةً مَخْمُوْرَةَ الْأَنْفَاْسِ
و رَسَمْتُ في أَحْشَائِهَا مِنْ حُرْقَتِي=كَالْوَشْمِ عَلَّمَهَا جُنُوْنَ النَّاسِ
فَإِذَا رَأَيْتَ النَّجْمَ يَغِمزُ غَادَةً = و الْبَدْرَ يَرْشُفُ ثَغْرَهَا كَـ الحَاسِي
فَأَنَا الَذِي مَنَحَ البَعِيدَ مِنَ الْجَوَى= شَرَرَاً و هذا قَطْرَةً مِنْ كَأَسِي
و رَمَيْتُ كَالشُّعَرَاءِ بَيْنَ بُحُوْرِهِمْ =شَبَكِيْ فَصَارِ الْبَحْرُ في أَكْيَاسِي
حَمَلُوْا غُثَاْءِ الْبَحْرِ بَيْنَ شِبَاكِهِمْ=و أَنَا أَجُرُّ عَصَائِبَ أَلْأَلْمَاسِ.

رشا عرابي
07-29-2013, 02:42 AM
دام نبض إلهامك كما الثريا بإرتقاء..
مدهش كما أنت دوما..
سلمت أخي مجاهد

مجاهد السهلي
07-29-2013, 04:20 PM
دام نبض إلهامك كما الثريا بإرتقاء..
مدهش كما أنت دوما..
سلمت أخي مجاهد

مرحبا ب بنت المها.

أنتِ من جمال القصيدة أيها الأخت الكريمة.

عبدالإله المالك
07-29-2013, 05:44 PM
طبعًا وبكل تأكيد مثل يعرف يا مجاهد أيها الشاعر الجهبذ
أنه لا يجوز مطلقًا الدمج بين البحور الشعرية .. وهذا ما ينفي القصيدة من قصب السبق

والغريب أن ما وقعت أنت فيه ... سبق لي أن وقعت أنا فيه منذ زمن قديم في بداياتي الشعرية تقريبًا

فلقد كتبت نصّا وكان الخلل كما هو حاصل عندك في تداخل البحر الكامل والبحر البسيط .. وهذا ما يثبت أنه يمكن الوقع في هذه المشكلة من قبل العديد من الشعراء .. وبسبب -ربما- من تقارب الموسيقى بين البحرين إلى حد ما..

الشاهد والأجمل أنه فيما بعد قرأ النص من على نسخة ورقيَّة رجل ضليع في اللغة والعروض .. وكان إمام المسجد ،في مدينة الرياض، وهو من الجنسية اليمانية .. :)
فرمى الورقة عرض الحائط وصرخ بصوت عال قائلاً: ماهذا .. من كتب هذا .. أولم يقرأ العروض ويعرفها ...

فكاد محدثك أن يشتاط غضبًا .. ولكني حلمت في آخر لحظة .. وبعدها طفقت أفكر وأفكر وأعاود قراءة النص مرات ومرات ... فوجدت الخلل ..
وأقسمت على أن أبحر في علم العروض وأتعلمه لكي لا أقع في مشكلة كهذا مرة أخرى..
فالله الحمد والمنة .. وجزا الله ذالك الإمام اليماني ألف ألف حسنة وخير وصحة وعافية ... وأجرًا دائمًا لا مقطوعًا.

أرجع مرة أخرى للنص الماثل أمامنا فهو بلا شك قطعة أدبية فنية جميلة، ولا غرو فإبداع الشاعرة تلاهيف يستحث قريحة القراء ناهيك عن الشعراء ..

شكرًا للشعر ... شكرا

مجاهد السهلي
07-29-2013, 06:18 PM
طبعًا وبكل تأكيد مثل يعرف يا مجاهد أيها الشاعر الجهبذ
أنه لا يجوز مطلقًا الدمج بين البحور الشعرية .. وهذا ما ينفي القصيدة من قصب السبق

والغريب أن ما وقعت أنت فيه ... سبق لي أن وقعت أنا فيه منذ زمن قديم في بداياتي الشعرية تقريبًا

فلقد كتبت نصّا وكان الخلل كما هو حاصل عندك في تداخل البحر الكامل والبحر البسيط .. وهذا ما يثبت أنه يمكن الوقع في هذه المشكلة من قبل العديد من الشعراء .. وبسبب -ربما- من تقارب الموسيقى بين البحرين إلى حد ما..

الشاهد والأجمل أنه فيما بعد قرأ النص من على نسخة ورقيَّة رجل ضليع في اللغة والعروض .. وكان إمام المسجد ،في مدينة الرياض، وهو من الجنسية اليمانية .. :)
فرمى الورقة عرض الحائط وصرخ بصوت عال قائلاً: ماهذا .. من كتب هذا .. أولم يقرأ العروض ويعرفها ...

فكاد محدثك أن يشتاط غضبًا .. ولكني حلمت في آخر لحظة .. وبعدها طفقت أفكر وأفكر وأعاود قراءة النص مرات ومرات ... فوجدت الخلل ..
وأقسمت على أن أبحر في علم العروض وأتعلمه لكي لا أقع في مشكلة كهذا مرة أخرى..
فالله الحمد والمنة .. وجزا الله ذالك الإمام اليماني ألف ألف حسنة وخير وصحة وعافية ... وأجرًا دائمًا لا مقطوعًا.

أرجع مرة أخرى للنص الماثل أمامنا فهو بلا شك قطعة أدبية فنية جميلة، ولا غرو فإبداع الشاعرة تلاهيف يستحث قريحة القراء ناهيك عن الشعراء ..

شكرًا للشعر ... شكرا

عبد الإله المالك .. مرحبا بك يا صاحب الدار عند ضيفك.

تحليلي لسبب الخلط بين البحور أن الشاعر يبدأ بناء قصيدته على جرس موسيقي معين ثم أثناء الكتابة تقتضب -بسبب الإنشغال و التماهي مع المعاني و الأساليب اللسانية- الذائقة أحد التراكيب و المعاني التي لا يناسبها إلا بحرا أوسع و أكثر في تفاعيله خصوصا عند تقارب الجرس الموسيقي بين البحرين المخلوطيْنِ ، و لكن عند مراجعة الشاعر للقصيدة سيكتشف الدمج و الخلط ، و أنا أعتبر هذه الحالة هي حالة هيام و سرحان مع المعاني إلى حدٍ مُذهلٍ للشاعر حتى أنه نسي القيود العروضية.


هذا ما حدث لي تماماً ، و فوجئت بعد إضافة بيتاً بعد الأبيات الثلاثة (الضيفة على بحر الكامل) أني أخطاتُ :)

و نقلتها هنا على الشكل الخاطئ ك "حدَثٍ غريب" ، سيما و أني أُصِبْتُ بإحباط حينها ، و كدْتُ أن أتراجع عن كتابة القصيدة .

و لكني استمررتُ في الكتابة :)

فن العروض و القافية تعلمه أخوك قبل عشرين سنة :) على يد أحد علماء مدينة "زبيد" المعروفة عندنا ب "مدينة العلم" . رحمه الله رحمةً واسعة.

طبعا الفارق بين ما حدث لي و ما حدث لك أنني أكتب و أعي ما أفعل بعد قراءة البيت مرة أخرى ، و ما حدث لك كان ظنَّا منك أنك مصيبٌ فيه. و لذا ف تعلُّم "العروض" واجبٌ ذوقيٌّ على كل من يريد أن يكتب الشعر العربي الفصيح .

تكمل الكلمات بحضورك يا عبد الإله.

و دمتَ كما تحبُّ.

عبدالإله المالك
07-29-2013, 06:30 PM
شكرًا لضيافتك يا مجاهد

ولكن يجب أن لا نغفل في الرجل .. وهو أمام المسجد اليماني .. والذي أراك قد تحاشيت ذكره من باب عدم التعنصر منك ربما ..

ولكنه قد تفضل علي وفضله يستحق شكره ولا يجب علي نسيانه .. فهذا من باب الوفاء

يا رجل أنا إذا كتب الشعر أحيانًا أحس إن جنية تغني معي الأبيات.. اللهم إني صائم :)

مجاهد السهلي
07-29-2013, 06:55 PM
شكرًا لضيافتك يا مجاهد

ولكن يجب أن لا نغفل في الرجل .. وهو أمام المسجد اليماني .. والذي أراك قد تحاشيت ذكره من باب عدم التعنصر منك ربما ..

ولكنه قد تفضل علي وفضله يستحق شكره ولا يجب علي نسيانه .. فهذا من باب الوفاء

يا رجل أنا إذا كتب الشعر أحيانًا أحس إن جنية تغني معي الأبيات.. اللهم إني صائم :)


أضحكتني :) أضحك الله سنَّك يا عبد الإله.

أما بالنسبة للتعنصر فلم تخطر على بالي مطلقا ؛ لأني هنا بين أفكار و عقول مترفِّعة عن سفاسف الأمور ، و دنيء الأخلاق ، فأنا أجد نفسي هنا في مدينة افلاطونية فاضلة.

يا عبد الإله عندما يصاحب المرء العقول الراقية - أمثالك طبعا- لا يمكن له أن يهبط إلى الأرض.

أما بخصوص (الجنية التي تغني معك ) فمعذور و محسود في آنٍ واحد.

أحيانا بعد الإنتهاء من كتابة أبيات معينة أستغرب من أين جاءت ، و أستمتع بها و كأنها لقائل غيري.
طبعا هذا في الأبيات المميزة و ليس في كل الأبيات . حتى أكاد أصدق خرافة شيطان الشعر المزعوم.

إيمان محمد ديب طهماز
07-29-2013, 07:43 PM
يالله يامجاهد : تنضب ينابيع الشعر وتتفجر في روحك
سبحان من ألهمك هذا النفس المعطّر بأريج الشعر
بحقّ شاعر ولا أجمل

تقديري

مجاهد السهلي
07-29-2013, 10:38 PM
يالله يامجاهد : تنضب ينابيع الشعر وتتفجر في روحك
سبحان من ألهمك هذا النفس المعطّر بأريج الشعر
بحقّ شاعر ولا أجمل

تقديري

يا أهلا بالكلمة الطيبة "إيمان" .

كل ما تجدينه من الجمال فهو انعكاسٌ طبيعي لجمالك ذوقك و روحك يا أختي الفاضلة .

قالو: المتفائل ينظر لكل شيء بعين الجمال .

أهديك من القصيدة أجمل ما راق لك منها.