المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علَى مُفترقِ طُرق


عمّارْ أحمَدْ
03-14-2014, 05:27 PM
هَا قَدْ إستفاقَ اللّيلُ ..
وَ إتّكَأ الظِّلُ على الجِدارْ ..
وَ أسندَ الوقتُ رأسهُ على صدرِ الغيابْ ..
وَ القلبُ يُطرقُ رأسهُ متأمّلاً مأساةَ الإنتظارْ ..
وَ طيُور الأشجانِ تنقرُ أبوابَ القلبْ ..

هَا قَد إلتهبتْ أحزانُ المسافاتْ ..
وَ تسلّلَ الحَنينُ إلى عُمقِ الذاكِرة ..
وَ مالَ الوجعُ علَى الوجعْ ..
وَ طرقَ الضجرُ نافِذةَ الرّوحْ ..
وَ إنفجرت التساؤلاتُ فِي فمِي ..

تساؤلاتٌ لطالمَا كانتْ تحكي عنّي و عنكِ ..
وَ ليتكِ تعلمينَ أنّ بعضَ التساؤلاتِ أمنية ..
فكمْ كُنتِ جَميلةً و كُنتُ أنا وَسيمًا حينَ كُنّا معًا ؟
كَمْ كانَ الضُوءُ مُتألّقًا حينَ تلاقَتْ عينيّ مع عينيكِ ؟
كَم غارَ الوقتُ حينَ إلتصقنَا معًا كأنّنا جسدٌ واحدْ ؟

لكنّ مَا نفعُ الرّثاء .. و السّنينُ لا تنتظرْ ..
ما نفعُ البُكاء على الأطلالِ ..
و العُمرُ قصيرٌ .. و الحياةُ لا تتكرّرْ ..
ما نفعُ الشكوَى إن كُنتِ يا صديقتِي ..
لا تُدركينَ مأساةَ الوقتِ و فاجعةَ الأصابعْ ..

أيُّ نبيذٍ ذلِكَ الّذي يشفِي الذاكرةَ ..
دُونَ أن يُذهِبَ جُزءًا مِنَ العقلْ ..
أيُّ قهوةٍ نحتسيهَا ..
دُونَ أن نشربَ معهَا الحَنينْ ..
أيّ مِرآةٍ ننظرُ إليهَا ..
دُونَ أن نرَى نقصًا فِي وجوهنَا ..
تركهُ غائبٌ .. إندثرَ فِي الزحامِ ..
و تركَ ورائهُ عاشقًا على مُفترقِ طُرقْ ..

تركهُ خلفهُ .. مُكبّلاً لا يقوَى على الحِراكْ ..
يُثيرُ جهلُهُ بماَ يصنعُ حِقدَه ..
فلا يعرفُ أعليهِ أن ينتظِرَ عودتهُ ..
أم يُكمِلَ حياتهُ إن إستطاعَ لِذلكَ سبيلاً ..
لا يعرفُ كيفَ ستتشكّلُ خارطةُ دمِه ..
أو كيفَ سيمحُو سُطورَ قلبه و يكتبهَا من جديد ؟
لا يعرفُ أيبقَى مُرتديًا مِعطفَ الوفاءِ لما ذهبْ ..
أم يرتدِي ثوبَ النّسيانِ و يُحرقُ أوراقَ الذاكرة ..

سأرمِي ثوبَ الكبرياءِ و أبتعدُ عن المُكابرة ..
فإن كانَ الحنينُ بلغَ منكِ مبلغًا يكادُ يفتِكُ بكِ ..
عُودِي إليّ ..
و حاصرينِي بنورِ وجهكِ و إشتياقِ المرايا ..
إنْ أحزنكِ بريدِي المُثقلُ بالحَنينِ ..
و المختومِ بدماءِ قلبِي ..
فاختصرِي الطُرقاتِ و لا تَخَفِي ..
اقفزِي فوقَ الوقتِ و لا تَخَفِي ..
وَ عُودِي إليّ ..

عُودِي كما كُنتِ نداءَ السّعادةِ فِي وريدِي ..
صوتَ الحياةِ فِي دَمِي ..
عُودِي طِفلةً لا يسلبُهَا الذّنبُ براءتهَا ..
عُودِي حُلمًا إذا ما لمستهُ ..
نبتَ الياسمينُ فوقَ صدرِي ..
عُودِي عُصفورِي الأحلَى ..
الّذي يُشاكسُ نافذتِي طوالَ الوقتْ ..
عُودِي نبيّةً لا تُغريهَا المفاتِنُ ..
و لا تقترفُ خطيئةَ الغيابْ !

" عمّارْ أحمَدْ "

بلقيس الرشيدي
03-14-2014, 05:49 PM
هُنا إِنتِفاضَةُ حَرفٍ ملَّ الشَوقَ ونِداءٌ إِستفَاقَ لَهُ الحَنِين !
لِضِيقِ الوَقت سأعُودُ يَاعمَّار . لكَ الوُد أغصانٌ حِسَان .





http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عبدالإله المالك
03-14-2014, 06:26 PM
لغة تسافح أنغام المساء
وتنتشي
وتزهر منها التفاصيل
وما لهذا الصدر الثقيل صدر الغياب .. من رحيل

يا عمار .. جميل كل هذا البوح
تقبل التحية والود
:)

عائشة العريمي
03-14-2014, 11:10 PM
جميل جدا ما خطت اناملك

ساره عبدالمنعم
03-15-2014, 01:59 AM
ب أي قلم كتبت
فالبوح باذخ بالتناهيد
والعشق
عمار
شكرا
لهذه القراءه
ه دمت بكل خير

عثمان الحاج
03-15-2014, 10:18 AM
هذا النص مثقل بالشكوي والنجوي والأمل حد الوقوف علي سياج العزلة بقلب من يقين،،،
ذاك الحنين الذي بلغ مبلغه منك يقتسم رضاء واقع النص،ويفتك بفكرته،ويقسمها لنصفين،،،
نصف ينحو بالذاكرة والحس صوب الأمنيات الممكنة،
وآخر تعلقت أهدابه بالنداء الأخير،،
مناصفة تعيد آمال النص الكبري،وتفتح منافذه المشرقة لوعد جديد،،
"العودة" من ذات المداخل المشرعة تعيد تماسك النص وفق رؤية تمسك بحنين الماضي من جهة،وما يرجوه من جهة ثانيه،،
إلا أن تطلعات المفردة تلتصق بوعدها الجميل وإن تراءت بين مفترق الطرقات،،
فائق تقديري

إيمان محمد ديب طهماز
03-15-2014, 12:52 PM
الله يا عمار وللشعور لغة الروح هاهنا

باسقة تلك اللوحة في سماوات الجمال

أوَ يجتمع الحنين و الشوق في صدر شاعر

ولا ينجبان الجواهر و الدرر !!

أبدعت ياعمار و فاض كأس الجمال شعرا

تقديري

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 02:34 PM
وَ هُناكَ شَوقٌ آخرٌ .. مِن نوع آخرْ
هُوَ شوقٌ لإنسكابِ حرفكِ فوقَ أوراقٍ صفعهَا الخُذلانْ
بَلقيسْ !
للمكانِ لوعةُ إنتظارٍ ... و حُضوركِ يُطفئهَا
لروحكِ إنحناءُ الياسمينْ ..
مودّتي

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 02:47 PM
وَ ما لقلبٍ إزدحمَ بالذِكرى ..
مفرٌّ .. إلا ببعضِ حَنينٍ .. وَ إنتظارٌ فإلتياعْ
أستاذ عبدالإله !
طُوبى لأوراقٍ نعمت بموكبكَ الملكيّ ..
ليعزفَ على أوتارهَا سلاما ..
مودّتي حتّى يفيضُ بكَ الودّ يا عزيز
:)

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 02:50 PM
قطرُ النّدَى !
و لحُضوركِ سحرٌ .. يُمطرُ الأوراقِ بجَمالهِ ..
وَ تغتسلُ الحروفَ بنقاءِه ..
كُوني بخيرٍ دوماً ..
مودّتي ..

الرَّنْد
03-15-2014, 03:52 PM
الحنين والعقل دائماً لايتفقان
نداء صاخب ومُثخن بالشجنْ . . .برغم الوجع هُناك دفء الحنان . .
أبدعت برصف هذه الفاتنه
جُلّ التقدير

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 05:07 PM
وَ ما كانَ القلمُ هُوَ مَن بكَى ..
بَل كانَ ذاكَ نحيبُ قلبٍ إستوطنهُ الحَنينْ
سارا !
يا سعدُها أوراقٌ تنعمُ بأمطارِ حُضوركِ ..
لقلبكِ السّلامُ يا رائعة ..
مودّتي ..

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 05:46 PM
هَذا القلبُ أورثهُ الجوَى حَنيناً ثقيلاً لا إنطفاءَ لهُ ..
فأحرقَ ضلعاً مَا و كسرَ ضلعاً مَا ..
لكنّهُ الأملُ بالعائدينَ يوماً إستجابةً لنداءاتِ الحَنينِ ..
يُعيدُ ترميمَ الجروح ما إستطاعْ إلى ذلِكَ سَبيلاً
أستاذ عُثمانْ !
قراءةٌ مُعمّقةٌ لا يعدمُها الجمالُ ريحاً ..
جعلتنِي أنتشِي وَ أبادِلَ الغُيومَ هديلاً ..
فيا للموسمِ الطيّبْ ..
كاملُ تقديري .. و مودّتي

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 06:02 PM
تِلكَ أحلامٌ ضاجعهَا الحَنينُ ..
فإنسابَت تراجيديا إستجداءِ القلبِ للوقتِ بلقاءٍ مَا ..
لكنّها السّاعةُ عقيمةٌ عن إنجابِ المواعيدْ
إيمانْ !
أكادُ أسمعُ أهازيجَ الأوراقِ فرحاً و حُبوراً ..
بحُضوركِ الّذي برّحها طيباً و عبيراً ..
فكيفَ وَ أنتِ تُصافحينَ الجمالَ ..
لا تنعمُ الأمكنةُ ببعضٍ مِنْ ذاكَ الجَمالْ ؟!
مودّتي و تقديرِي

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 06:24 PM
للحَنينِ فاشستيّةٌ شهيّة ..
تُبقينَا ندورُ فِي ذاتِ الحلقةِ الضيّقة ..
مهمَا تغيّرَ الزّمانُ و المَكانْ
الرّندْ !
كيفَ أدّعي الجفافَ .. و حرفُكِ يهطلُ
بجمالٍ و بلا حسابٍ فوقَ أوراقِي ..
أسعدني تشريفُ موكبكِ الملائكيّ ..
مودّتي و تقديري

بلقيس الرشيدي
03-15-2014, 06:46 PM
بَعدَ غِيابِهِم كُل شَيءٍ يكسُوهُ الجَفاف وَمَاءُ الحَياةِ لَم يَجدَ جَداوِلَ حُسنٍ يَصُبُّ فِيهَا شَوقهُ الحزِين .
الوَفاءُ صَوتٌ كسِير حينَ يَشعرُ أنَّ ذَنبهُ الوحِيد الصِدق حينَ يَقتاتُ منهُ الألَم أشدَّ مَايَحتاجُ إِلَيه فتُبَحُّ مِنهُ الحَناجِر !
يَجلدُهُ الوَقت بـ تكَّاتِ ثَوانِية تتمرَّغُ فِيهِ الذَاكِرَة بَينَ مُستنقعِ الوَجَع وبينَ تسَاؤُلاتٍ كثِيرَة كُلَّها تُزاوِلُ القَسوة عَلى بَقايَاه !

حرفُكَ حُزنٌ ثائِر وخيَالٌ فاخِر . وسُطُورٌ لاتُمل قِرائَتُها كُلَّما إِستوقفني سَطر ردَّنِي الآخَر إِلَيه !
هنِيئاً لـ أبعاد كُل هَذِهِ الجَداولِ العَذبةِ مِن حبرِ الأدب .

أسعدكَ الله


http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

نادرة عبدالحي
03-15-2014, 10:53 PM
طيور الأشجان أُراهن أن هذه الطيور جميلة جدا وتملك فن التحليق في أعماق القلوب
وَ طيُور الأشجانِ تنقرُ أبوابَ القلبْ ..
وهنا تسأل إي نبيذ يشفى الذاكرة ؟؟؟
ولنكتشف أن الذاكرة أصابها شئ ما
أيُّ نبيذٍ ذلِكَ الّذي يشفِي الذاكرةَ ..
التنازل عن الشئ لأجل الشئ
سأرمِي ثوبَ الكبرياءِ و أبتعدُ عن المُكابرة ..
دعوة للعودة وقد شبهها كأنها نداء السعادة في الوريد
عُودِي كما كُنتِ نداءَ السّعادةِ فِي وريدِي ..
وفي المقطع الاخير يكرر الشاعر طلب العودة بصور جميلة مختلفة
عودي طفلة
عودي حلما
عودي عصفورا
عودي نبية
وعودي نداء سعادة

هذا البوح له جذوره القوية والعميقة في حياة االشاعر
أهلا بگ الكاتب عمار أحمد
وبلا شك ننتظر القادم ونحن في شوق إليه .

عمّارْ أحمَدْ
03-15-2014, 11:05 PM
الغيابُ هُوَ فاجعةُ الوقتِ حينَ يمرّ العُمرُ دونَ أن يتمخّضَ عَن لِقاءْ ..
و مأساةُ الأصابِعْ .. حينَ ينفذُ الضّوءُ بينهَا و هيَ تبحثُ عمّن يُكمّلها ..
تِلكَ النوافِذُ أرى ضجرهَا مِن ظلّهِ النحيل و هوَ يُغطّيها بإنتظارٍ كئيبْ ..
لكنّ عاشقاً لا يملِكُ إلا أن ينتظرْ .. لعلّ عائداً ..
سيكسرُ يوماً فقرَ حظّهِ .. و يرتمِيا معاً إلى موتهمَا الجَميلْ !
بلقيسُ الرائعة !
لنَا دوماً أسفارٌ و أسفارٌ لا تنتهِي معَ حرفكِ الراقِي ..
فهيَ كمخطوطةٍ كُتبت همساتُها بماءِ الذّهبْ ..
فطُوبى لعينٍ تشرّفت بجلالِ موكبكِ العظيم ..
فليحفظكِ الله ...
مودّتي و تقديري

علي آل علي
03-15-2014, 11:43 PM
أ‌. عمار أحمد
هنا دوحة الشجن، تراءت لنا من بعيد كسرابٍ مموج، ما إن اقتربنا حتى سلبتنا الأفئدة..
عطاءٌ جدير بالقراءة، وكلمات تنفض الأقلام لغةً.
أهلاً بكَ يا رائع ..

إبتسام محمد
03-16-2014, 12:42 AM
"
.
.



فِي أفْلاكِـ الجَمَالْ تَدُورُ
وَيَبْزَغُ قَمَرُ الإبْدَاعْ فِي سَمَاءِ الأبْعَادْ
إحْسَاسْ مُخْمَلِيّ وَأخَاذْ ..
بُورِكـَ النَبْضْ ...





مَودِتـي ..

عمّارْ أحمَدْ
03-16-2014, 12:55 AM
لا نبيذُ يكفِي لكِي ننسَى ..
ما دامَت الذّاكرةُ حُبلى بصورهِم و أطيافِهم ..
و ما دامَ الشوقُ يخلقُ ذاتَ الأمنية ..
بعودةٍ بإمكانها أن تلعقَ الجراحْ ..
القديرة نادرة !
قراءةٌ مُعمّقة و جَماليّة يكتنفُها تذوّقٌ أدبيٌّ جَميلْ ..
كيفَ لا و الأبجديّة طوعُ بنانكِ ..
فيا لسعادتِي بهَذا الحُضورِ الشفّافُ كما أنتِ ..
تقديري و مودّتي

عمّارْ أحمَدْ
03-16-2014, 01:03 AM
أستاذ علِي !
فِي الإصطلاحِ يقولونَ للغيثِ قطرة ..
فكيفَ إذا إنهمرَ قطراً ممزوجاً بكُلّ أشياءِ الجّمالْ ..
لكَ هدهدةٌ يا راقِي .. تسلبُ الألبابَ طوعاً و تفقدنا الإتّزانْ ..
فهنيئاً لمرافئٍ حملت ظلّ حُضوركَ الرائعُ كما أنتْ ..
فلتدُم بخيرٍ و سلامْ ..
مودّتي بلا إنقطاعْ
:)

عمّارْ أحمَدْ
03-16-2014, 01:07 AM
الرائعة إبتسامْ !
وَ لحُضوركِ نزقٌ جُنونيٌ .. و رونقٌ خاصّ
يجعلُ الأمكنةِ ترقصُ مُختالةً بِما إعتراها مِن عاطرٍ سكيبْ ..
فبوركتْ أرضٌ حملَت خُطى حرفكِ المخمليّ الدافِئ ..
فلتكوني بخيرٍ دوماً ..
مودّتي و تقديري