المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية خاصة ومختصرة في نسبية الصواب والخطأ لدينا


إبراهيم عبده آل معدّي
03-29-2014, 03:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الخطأ والصواب أمران لايجتمع عليه اتفاق الجميع خاصة فيما لم يرد فيه نص شرعي وأنا هنا لا أتكلم عن الدين بل أتكلم عن مفاهيم الصواب والخطأ بشكل اجتماعي ونفسي .

وليس من الضروري في هذا النطاق إصرار البعض العجيب على أنه هو الصواب والاخرون هم الخطأ ، أو أن مسيرته هي الواثقة الصائبة ومسيرة غيره هي المعتورة الشائبة ، طبعًا هذا لايعني إما أن نكون مغرورين أو أن نكون خائفين كلا ، فالأمر لايؤخذ هكذا ولو اجتمع عليه الأكثرية .

وأيضًا لايعني تعثر (فلان) في خطى حياته أنه بالضرورة بسبب خطأ جسيم اقترفه ، وهذا بدوره لايعني عدم محاسبة النفس وانا هنا أقول محاسبة النفس لاجلد النفس ، كما أن اضمحلال الثقافة وضعف التجربة ونعومة الحياة ليست هي المؤهلات التي تجعل من الإنسان يصوّب أو يخطّئ أو يحكم بشكل صائب على العموم ، كذلك عدم رؤية الإنسان للآخرين بجواره بصدق يجعل حكمه أيضا بعيدا عن المصداقية ، كذلك ليس بالضرورة أن تكون التجارب السيئة هي التي يُستخرج منها الحكم العام أو طريقة الحياة ، فالمعافرة في الحياة لها دور ومحاولة الابتعاد عن الحكم بدافع ردة الفعل لها دور أيضا في الاقتراب من الحكم على الصواب والخطأ ، كذلك العادات والتقاليد أيضا لها دور كبير فكما أن البعض لديهم بعض الأمور هي صواب لايعذر جاهلها كذلك البعض يرى مايفعلون تزمت أو غلو أو ربما خطأ يعاب على أصحابه ، وهنا أيضا تهتز معاني الصواب والخطأ على الأشياء .
وكذلك فالهوى الشخصي والمزاج أيضا يلعبان دورا في اختيارنا للصواب والخطأ وإعطاء نفسنا الأعذار مقدما وعدم انتقادها لأننا نفذنا ( صوابنا) وابتعدنا عن خطئنا ؟
وعلى الطرف الآخر من لايرى صوابا إلا مايقوله له من تعلقت به مصلحة أو خاف من ضرره عليه ، فتراه يصوب صوابه ويخطّئ خطأه إما نفاقا حتى يصل أو خوفا حتى يطمئن .

فإذا كان هذا هو حالنا في تقرير الصواب والخطأ على الآخرين ، فهل هذا يعني أننا نلتزم بما نعتقده صوابنا لأنفسنا ونبتعد عما تأكدنا بأنه خطأ ؟

نوف سعود
03-29-2014, 12:30 PM
،
بالتأكيد لا!
فليس كل ما نراه صوابًا حتمًا يكون صوابًا وإن كانت القناعة موجودة ،
فالأيام كفيلة بتغيير الفكرة والنظرة التي نتمسك بها أحيانًا ، ولربَّما
ينجلي أمر ما ليحور ويبلور الرأي من صحيح لخطأ أو العكس!
أمَّا مسألة الإصرار على تخطئةِ الآخرين وعدم الإنصاف بميزان العدالة
فهؤلاءِ مصابين بجنون عظمة الذاتية بعيدًا
عن الموضوعية في مواقفهم!

ويبقى حُسن الخُلُق والفطنة أهم ركيزتين في فن التعامل مع الغير!

شكرًا كبيرة الأخ القدير / إبراهيم آل معدِّي ،
على هذا الحرف النبيل والرأي المستنير ،
امتناني وتحية ..

بلقيس الرشيدي
03-29-2014, 04:20 PM
أيضاً القَناعَه الداخِليَّة وتقبُّل الإنسَان لِما هُو مُعتقَد ومقبُول لَهُ دَور فِي توجِيههِ لـ الصَواب أو الخَطأ !
وليسَ عيباً أن إقتناعِ الإنسَان بـ الخَطأ مُتأخِراً يُثنِيهِ عَن إكمَال المسِير وَلو كانَ قائِداً ومسؤُولاً عَن الغَير .

مقَال أعجبني جداً ياإِبراهِيم فَسلمَ الفِكر والبَنَان

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عثمان الحاج
03-29-2014, 11:35 PM
السؤال ينشأ علي معيار نسبي معقد،،
وقد تباينت أنساق فلسفية متعددة عبر العصور، لتحديد ماهية الصواب والخطأ بشكل منطقي تتوافق عليه تلك المرجعيات،،
ولكن
دوما ما ينشأ السؤال الجوهري
،،من يتمتع بسلطه تخوله أن يضع مقاييس الصواب والخطأ؟،،
فلاسفة اليونات أفروا بأن الشائع هو الذي يحدد بينهما،ولا تهتز نظرتهما في هذا المنحي،
صاحب مقولة أنا أفكر إذن أنا موجود،الفيلسوف رينيه ديكارت أرجع نقطة الصواب والخطأ إلي نقطة ارتكاز أساسية وهي التفكير كما أثبت وجود الله سبحانه وتعالي خالق الأفكار..
تأمل معي
الأفكار،الله خالق الأفكار،الأوامر والنواهي،قول الرسول صلي الله عليه وسلم (الاثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس)،
إذن بطبعها النفس البشرية مجبولة علي معرفة الصواب والخطأ بحكم ما ميزها بها الله سبحانه وتعالي عن سائر المخلوقات وهو العقل،
أما
أما الهوي الشخصي والأمزجة والخوف ومسايرة الأمر الواقع فكل توصيغات الخطأ والصواب وممارستها تحت تلك الضغوط لا تعدو كونها نزعات نفسية لا يمكننا جعلها معايير لتحديد الصواب والخطأ،،
الاخ إبراهيم
شكرا علي طرح الموضوع الهادف وعزرا علي الإطالة،

رَزَان
03-30-2014, 12:29 AM
المسألة - كما اعتقدها - أن هناك " حلقة وسطية " مفقودة و
أعني ( التقدير والأفضلية ) تحديدا ,

المفهوم العام : الاراء عبارة عن " خيارات " وما اخترته هو " الصحيح كما تظن وماسواه باطل ومرفوض "
متناسين بذلك " مساحات التفضيل و مايتوافق مع الرغبات بعيدا بعيدا عن التصنيف والتقييم " ,


بالنسبة لميزان الأموار من ناحية صحة او خطأ تعتمد على " أُسس و مبادئ " الشخص نفسه
سواء دينية أو اجتماعية أو متعلقة بظروف معينة , لذلك أرى أن الأمور لها
ميزان شخصي مالم تعترض مع الخطوط العريضة - كمثال هويتنا الدينية - أو
أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بمحيطه ,

وأخيراً كل شخص مادام يملك الأهلية فهو حُر وهو
أَعلم بوضع حاضره ومستقبله
وإن أخفق بالحياة تحتاج تجربة ويمكنه تفاديها تعديلها
و" غالباً أصحاب الانتقاد ومن يرون ( أنفسهم مصلحين ) نجدهم
عالة على القضية عند نهاية الطُرق " ,





مساحة قريبة جداَ من قلبي ،
فشكراً لك

عبدالإله المالك
03-30-2014, 09:21 AM
نقاش هادف ولقد أثرى الفكر الأعضاء في مداخلاتهم وكذلك طارح الموضوع الأخ إبراهيم
وكل ذلك يمتده المنتصرون
فالتأريخ يكتبه المنتصر
والجغرافيا يحدد رسمها وحدودها المنتصر!
شكرًا جزلا
:)