المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبلَ الفِراقْ !


عمّارْ أحمَدْ
03-30-2014, 12:57 PM
.
.
أيّتُها الشّفافةُ .. وَ إن ما إصطبرتِ على ذبحِي
قبلَ الفِراقِ تعالِي ..
فإنّ قلبِي ليسَ مؤهّلاً أبداً لحملِ كُلّ هَذا الأسَى ..
لأبدُوَ كهلاً تخونهُ إرتعاشاتِ قبضتِه .. و يُكبّلهُ عجزُ السّنينْ
و لا أنا قويٌّ بِما يكفِي ، لأعلنَ جفافَ أرضِيَ باكراً
وَ ما زالَت أغصانِي يافعةً ..
يُلطّخُها شَيءٌ مِن حياةٍ مَا ..
وَ يعلُوها شَيءٌ مِن جنونٍ و أملٍ بلا إنقطاعْ ..
فلربّما ستُزهرُ بساتينِي مُجدّداً ..
ليتمخّضَ الصبرُ فِي جُذورِيَ عن طلعٍ نَضيدٍ ..
وَ فاكهةٍ صيفيّةٍ تسرّ الناظرينْ !
***
أيّتُها المُسافِرةُ فِي فِكري كأسرابٍ مِنَ الحَمامِ ..
و المُحلّقةُ فِي سَماءِ وجعِي غُيوماً مُرهقةً مِن ثِقلِ اشتياقِي ..
قبلَ الفِراقِ .. اقتربِي منّي ،
فإنّ رُوحِي ليسَت مُهيَأةً أبداً ..
لابتلاعِ كُلّ هذهِ المأدباتِ مِن شوكِ الجراحاتِ على مضضْ ..
وَ أنا ما زِلتُ كما كُنتُ ، رجلاً عاديّاً
أنفّذُ وصيّةَ أبِي بكُلّ حذافيرهَا ..
حينَ علّمنِي بأنّ العشقَ لا قواعدَ لهُ وَ لا شرائعَ ..
و أن لا غالبَ فِي الحُبِّ إلا الحُبّ ..
دُونَ أن يهمسَ شَيئاً عن فُنونِ المكرِ و الخديعَة ..
و لا عَن أساليبِ الكرّ و الفرّ فِي الحُبّ الّتي تُتقنينها ..
أفلا شَيئاً مِن رحمةٍ لتلميذٍ لَم ينتفِعْ قطُّ ..
مِن كُلّ علمهِ النّاقصِ إلا أن يبقَى بشجاعةِ المُحاربينَ الأغبياءِ ..
يلعقُ جراحهُ و يرقدُ مِلءَ صُدفةٍ شهيّةٍ حَمقاءٍ بينَ أحضانِ الحَنينْ ..
كما رجلِ الثّلجِ يُهلّلُ النّاسُ لهُ فرحاً ..
لكنّهم يتركونهُ وحيداً ما إن يأوِي اللّيلُ أو يذوبُ حَنيناً !
***
أيّتُها المُذهلةُ كليلةٍ شتويّةٍ ماطرةٍ ..
أو كبحرٍ لَا تُشرقُ الشّمسُ فوقَ سَواحلهِ ..
خجلاً مِن أن توقظهُ مِن نومهِ الجَميلِ الدافئ ..
قبلَ الفِراقِ .. تعالِي
فإنّ جسدِي ليسَ قويّاً لإحتمالِ كُلّ سياطِ القهرِ هذهِ ..
وَ هيَ تهوِي كحربٍ طاحنةٍ لتأكلَ مِن لحمِي وَ دمِي ..
و لا أنا وريثٌ للأوجاعِ على إمتدادِ سَماءٍ ..
كَي أشقَى بهذِي التركة الثقيلة مِنَ اللاشَيءِ و الفراغْ ..
فاقتربِي و لا تُذهلِي إن بكيتُ كعصُفورٍ فقدَ جناحهُ الّذي يُحلّقُ بهِ ..
وَ لا تتفاجِئي إن أبصرتنِي ألوكُ الهمّ بتجهّمِ ملكٍ مخلوعٍ ..
أو أنحبُ بصمتِ مُحاربٍ خاسرٍ ..
تعالِي يا موتِيَ الشهيّ .. وَ قبلَ الفِراقِ فلتعلمِي ،
هَذا القلبُ مهمَا تغرّبّ ، أو إستهواهُ ظلّاً آخراً .. أو راودهُ عَن نفسهِ وطنٌ آخر ..
فإنّي سأبقَى كما كُنتُ دوماً .. مُسافراً عنكِ إليكِ
وَ مذبوحاً بكِ .. رغمَ إلتياعاتِ الرحيلِ بلا ذنبٍ ..
وَ ستبقَى عيناكِ .. نُقطةُ الوصولِ الأخيرةِ لحقائبِي ..
حتّى و إن شيّعني حُبّكِ إلى مثوايَ الأخير ..
سأرحلُ و أنا أحملهُ معي ..
و ستبقَى .. ستبقَى عيناكِ يا قمرِي ، ملاذِيَ الأولُ و الأخيرْ !

" عَمّارْ أحمَدْ "

ساره عبدالمنعم
03-30-2014, 05:21 PM
تنفس الصعداء ثم العوده

نوف سعود
03-30-2014, 05:25 PM
،
الفراق سهمٌ في وتينِ السُّويداء ،
ويا لدهشة حرفك الباذخ في سمائهِ الثامنة!
شكراً كبيرة الأخ القدير / عمَّار أحمد ،
تقديري وتحية ..

بلقيس الرشيدي
03-30-2014, 06:35 PM
نَحتاجُ لـ إنصَات وغَرَق وعَودةٌ تلِيقُ بِهَذَا الوَطن الفَارِه !

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

إبتسام محمد
03-30-2014, 08:05 PM
"
.
.



إِرْتِحَالٌ وَتَلْوِيحٌ بِـ الفِرَاقْ
وَجَعٌ سَرمَدِيّ يَسْكُنُ الرُوحَ وَلا إنعِتَاقْ
فُتَاتٌ مِنْ أمَلْ
وَشَمْعُةُ إحْسَاس تَذْوي إحْتِرَاقْ ..

شَفافٌ أنْتَ أيُهَا الـ ( عَمَارْ )
تَتَهَادَى الحُرُوف طَرَبَاً بِينَ رَاحَتَيكـ تَمْزِجُهَا لِـ تَصنَعْ لَنَا تُحفَة نَادِرَة ..

مَودَتِي .."

رَزَان
03-31-2014, 02:38 AM
وأي رقصه اجدتها على قيتاره وجعك ؟
تذبذب خفيّ بين الأمل والألم ,
بين رجاء التقدم , ورغبة التراجع ,
خلقت من رَوح المتناقضات كلمات عذبة
وصلت بدون حواجز - على الرغم من تناقض شعورها الظاهر -‘
لتلامس قلوب ساكنة تتجاهل أمانيها
وتتجاوز احكامها النهائية لعاطفتها الخَجِلة‘



رزان .. !

إيمان محمد ديب طهماز
03-31-2014, 02:43 AM
يا إلهي و أي أنثى ستكمل طقوس الفراق بعد هذي النداءات الموجعة
ماهذا يا عمار
أهو فنّ العزف على أوتار الحنين في محراب العشق
أم هو أنين يتحدث بلسان القلب لا أكثر
بين هذا وذاك شجن جميل
وحزن يخلق إبداعا جميلا
رائع كيفما كنت يا عمار
سلمت الأنامل

عائشة العريمي
03-31-2014, 09:41 PM
لي عودة هنا

رشا عرابي
04-02-2014, 06:01 PM
عظيمٌ أمر كلّ فراق...موجع ولا تسعفه راحة

موحشٌ فلا تدركه شمس

يستنزف منّا النداءات حنيناً

والعبرات أنيناً

واللحظات سنيناً من إفتقاد لا يعرف الرقاد

بوحك أعمق من أي تفسيرٍ يا عمّار

شكراً عظيمة يا أخي تليق بهكذا يراع

بلقيس الرشيدي
04-02-2014, 09:14 PM
حينَ يَستَوطُنا الحُب لَانتقبَّل فِكرة الفِرَاق نَهربُ دَوماً مِن كُل أسبابِ الوَدَاع !
حينَ يَستوطِنُنَا الحُب نبقَى نُنادِيهم وتبقَى أشيائُنا الجمِيلة مُعلَّقَة بَينَ العَودةِ والفَقد .
حينَ يَستوطِنُنَا الحُب تبقَى كُل الإحتمالات وَارِدَة فَقط حتَّى يُزهرَ بِهِم العُمرُ ربِيعاً أخضَر يَستقبلُ الحياة !

هُنا سَماءٌ غَيمُها أبيَض يَنتحبُ بـ أجملِ المَطر فَيسقِينا مِن عِطرهِ شَهدَ الأدب !
دائِماً تأتِينا بـ ألوانٍ شتَّى مِن الذُهُولِ يَاعمَّار فَهنِيئاً لنَا ولـ أبعادنَا ربِيع إبداعِك .

أسعدَكَ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عبدالرحيم فرغلي
04-03-2014, 09:08 AM
رائع .. رائع جدا ..
بالأمس قرأتها .. في قرارة نفسي أجزل الشكر لمن
رفع الموضوع .. ليجعل من صباحي متذوقا فارها لنص شهي ..
جميل قلمك يا عمار .. يتناغم مع الوجع .. بسهولة وجمال ليصل للقارئ
كما هو .. لم يشرد معنى في تركيب عويص .. ولم تغب عاطفة في سرد بارد لا يمنحها روحا وحرارة
تشرفت أستاذ عمار بالقراءة لك .. فشكرا لك من القلب ..
ألف تحية وتقدير

عمّارْ أحمَدْ
04-03-2014, 02:20 PM
سارا !

شُكراً لكُلّ هَذا الطّيب و العِطرْ ..
و بإنتظار عودتكِ بلا شكّ ..
كاملُ تقديري و إحترامِي

عمّارْ أحمَدْ
04-03-2014, 02:34 PM
نوفْ !

هُوَ ذاكَ صنيعُ الفراقِ حقّاً .. كجمرٍ يُحرقُ الأعماقْ ..
و يكوي القُلوب العَطشى لــ عطفِ لقاءٍ مَا
فشُكراً لكُلّ هَذا النّور أختِ المُبدعة ..
و شُكراً لحرفكِ المُدهش و المُذهل بلا حُدود ..
تقديري و إمتنانِي

عمّارْ أحمَدْ
04-04-2014, 06:36 PM
إبتسامْ !

هو الفراقْ .. ذاكَ السّكينُ الّذي يرقصُ داخلَ أنسجتنا ..
و يحرقُ أكبادنا مِن عناء سّفر الحنينِ الطويل ..
لكننا لا نملِكُ إلا الإنتظار .. لعلّ الحقائبَ تحنّ إلى وطنها ..
حقّاً شُكراً كبيرة جدّاً جدّاً بحجمِ سماءٍ لكِ و لروحكِ يا نقيّة ..
فدائماً ما يُسعدني حُضوركِ و يُغدقني بالجمالِ دونَ توقّف ..
فشُكراً لكِ و لكُلّ هَذا المطر ..
تقديري و إمتناني

عمّارْ أحمَدْ
04-07-2014, 02:40 PM
رزان !

هِيَ التناقضات تحكُمنا .. و تكوّننا
و لا شَيءَ يٌبقينا كما نُريدُ أن نبقى إلا هِيَ ..
كأقطابِ المغناطيسِ إن إختلفت فحسب ، تجاذبت
حقّاً ليسَ لديّ مِنَ الكلامِ ما يكفِي ..
كَي أرحّبَ بحرفكِ الّذي يضعُ الجمالَ أينَ حلّ ..
فشُكراً جَزيلاً لكِ حتّى ترضِي ..
تقديري و إمتنانِي

عمّارْ أحمَدْ
04-10-2014, 03:22 PM
إيمان !

لربّما هُوَ إستجداءُ مواكبِ الحَنينِ ..
كَي يُثمر شّقاء الإنتظار عن لقاءٍ ما ..
و لربّما هُو إنزواء خلفَ مبكَى الأوجاعِ ..
لأنّ النداءاتِ العلنيّة دوماً ما تكونُ قاتلة ..
شُكراً كثيراً وفيراً أختِ إيمان على حُضوركِ ..
الّذي يُعطّر كُلّ الأمكنةِ الّتي تنعمُ بِه ..
فلتكوني بخيرٍ و سلامٍ دوماً ..
تقديري و إمتنانِي

عمّارْ أحمَدْ
04-10-2014, 03:24 PM
قطر النّدى ..

شُكراً لهذا الحُضورِ الأوليّ الجميل ..
و بإنتظار عودتكِ بلا شكّ ..
تقديري و إحترامِي

الرَّنْد
04-11-2014, 10:16 PM
رقرقة الحرف تأتي بالشجن المُحبب نُسافر سماوات سبع بمعية حرف
كُل التقدير استاذي .

عمّارْ أحمَدْ
04-13-2014, 02:32 PM
بنت المها !

هكذا هو الفراق .. خيبةٌ عُظمى
تتغيّبُ في ثناياه الحياة و تستحيل ..
و يصيرُ كُلّ شيءٍ مُظلمٌ كأن لَم يكُنْ ..
شُكراً جزيلاً لكِ أختِ الفاضلة بإمتدادِ سماءٍ ..
على هَذا الحُضورِ العطر .. و العميقِ كالمُعتادْ ..
فلتكوني دوماً بخيرٍ و سلام ..
تقديري و إمتنانِي

عمّارْ أحمَدْ
04-13-2014, 02:45 PM
بلقيس !

هُوَ الفراقُ كما حرفكِ يُصوّرهُ .. لا نقص و لا زيادة ..
فالحُبّ يبقى رغمَ تغيير الأمكنةِ أو الأزمنة ..
يبقَى رغمَ إنعدامِ الأكسجينِ، رئةً تُبقينا أحياءاً ..
و يُنجينا من التلاشِي و الفراغِ إلى الأبدْ ..
بلقيس تعجزُ الكلماتُ عن شُكركِ و الله ..
على هّذه المواكبِ الملائكيّة النّور ..
و هي تصفعُ الأوراق بإسمِ الجمال ..
فحرفُكِ و حُضوركِ دوماً يطغَى على ما سِواه ..
كاملُ تقديري و إمتنانِي

عمّارْ أحمَدْ
04-14-2014, 04:02 PM
أستاذي المُبجّل عبدالرحيم فرغلي !

و أنا أيضاً أودّ أن أشكُرَ من رفعَ الموضوع ..
لتعبر آثارُ خُطاكَ فوقَ أوراقِي و تبعثرها ..
ثُمّ تُغدقها بكلّ هذا الطّيبِ و النّورِ و المطَرْ ..
شُكراً جزيلاً كثيراً وفيراً على هَذا الحُضور الجميلِ الرائع ..
فوالله إنّي كدتُ ألامسُ السّماء من هول الفرحةِ حين نوّرني موكبكَ العظيم ..
لقلبكَ السّلامُ و عليكَ السّلامُ إلى يوم يُبعثون ..
كاملُ تقديري و إمتناني لكَ أستاذي

عمّارْ أحمَدْ
04-14-2014, 04:09 PM
الرّندْ !

الكلامُ لا يُجدي و كُلّ اللغاتِ لا تكفِي ..
لوصفِ حرفكِ الشفّافُ الراقي كما أنتِ ..
و لربّما أحتاجُ لأن أخلقَ لُغةً أخرى
لعلّي أقدر أن أرحّب بكِ من خلالها ..
فشُكراً جزيلاً لكِ على هَذا الحُضورِ العطِرْ ..
و سلامٌ عليكِ في العالمينْ ..
تقديري و إمتنانِي

إبراهيم بن نزّال
04-15-2014, 01:49 AM
هنا النفس العميق لتنويع المفردة أولا، ولتسلسل المعنى ثانيا.
للأمانة فهذا النص يستولي على الذائقة بنقاء كاتبه وصفاء مفردته وسمو معنى بوحٍ أسميه الفاخر،
بحق ياعمّار هذا النص يعود بنا إلى نصوص افتقدناها منذ سنين.
سيبقى هذا النص يرويني عاما كاملا.
فشكرا لك، تحياتي

عمّارْ أحمَدْ
04-21-2014, 02:28 PM
صديقي إبراهيم !

كُلّ هَذا الكونِ الفسيحِ أضيقُ من سعادةٍ ..
يُغلّفني بها حُضوركَ العميقُ كما أنتَ ..
و حرفكَ الساحرُ كما أنتَ أيضاً ..
حُضورٌ طاغٍ عمّا سواه ..
و سيبقَى دائماً أكثر النقاطِ المُشرقةِ في أيّ شَيءٍ قد أكتبه ..
فشُكراً جزيلاً لكَ .. على كُلّ هَذا النّور يا رائع
تقديري و إمتنانِي