إبراهيم الشتوي
01-10-2007, 09:30 PM
سالم الجهني ..
شاعر استطاع أن يؤسس حضوره الشاعري في خضم أسماء عديدة ومدارس مختلفة من حيث الأسلوب واللغة فرض نفسه
بكل جودة واقتدار أعطى وقته للشعر فأعطاه الشعر إكليل من الروعة والإبداع كُنت من المتابعين لطرحه الشعري منذ
ثلاث سنوات تقريبا وفي كل حضور يسجل بارقة ذهول وسنابل من الدهشة في في زويا الحقول فنصوصه تزخر
بإمكانات فنية رائعة جديرة بالاقتفاء والمتابعة.. استطيع أن أقول أنه بدأ بالتعرف على ملامح نصوصه التي تجسد
المرحلة التي يمربها وتؤطر الكيفية التي أراد أن يصل إليها مبتعدا عن الدوران في مدارات الغير أو الاستنساخ الممل
وتبعيته المقيتة
فالشاعرسالم الجهني من الشعراء الشباب الذي أحب القصيدة ككائن حي من حقها النمو والتقدم فأعطاها من الممارسة
والإطلاع ما يشفع له أن تصافحه برقة المعنى ومنارات الإبداع.
وفي هذا النص معبرا بمشاعره وغيرته على القرآن الكريم من الذين دنسوه فكانت هذه الأبيات ردة فعل إتجاه ما حدث..
الله اللـي نـزل الذكـر وتعهـد يحفـظـه=رغم انف الفاسق اللي في جهنـم يصطلـي
والزمـن لـوّه تباعـد قـوة الله تفرضـه=عبرةٍ للي نـوى شـرٍ .. يـرده لااسفلـي
يمهله لكن ترى مايهمل أيْ .. أمر فرضـه=انظروا للي سبـق .. انظـروا لـه ياهلـي
ذا كلامٍ للإلاه اللـي بغـض مـن يبغضـه=هو وهج نور القلوب اللي بنـوره تنجلـي
ذا كـلامٍ لـلإلاه اللـي تعـهـد يحفـظـه=لو يحاول أيْ فاسق .. ماقدر لـه يوصلـي
وفي نصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لنا معه هذه الوقفة ..
تبت يدا ابـي لهـب تـبٍ وتبـت زوجتـه=في جيدها حبل المسد من كثر اذاها للنبـي
تبت يدين المشركين اللي كفروا في دعوتـه=تبت يدا من عادا سيدنا محمـد .. ويهبـي
تبت يدين الخاوي اللـي يستمـد لْ فكرتـه=من هالبقر صابه جنون ٍ .. ليته بوقت السبي
تبـت يـدا للدانمـرك واهلهـا وحكومتـه=تبت يدين اللـي رسـم للكاركاتيـر الغبـي
مازادنا ذاك الغبي غيـر إنقطـاع لسلعتـه=ياسلعته شوفي غباءه جايبه ضمن حطبـي
هذا رسولٍ مرسله ربـي وقـوّى حكمتـه=ماينطق الاّ من وحي .. لله دره مـن نبـي
هذا رسولٍ مرسلـه ربـي شفيـع بسنتـه=هذا اللي كلم للإلاه .. أحبه أكثر مـن أبـي
وأكثر ترى من روحي اللي هي تأمل شفعته=حبه .. إي والله . احبه .. رغم انفك ياغبي
ومن الوطن المملكة كان لنا معه بداية الضوء ..سعوديـه وتتبختـر مـادام بعـز محكومـه=سعوديـه يحقّلْهـا مـادام إنْهـا السعوديـه
سعوديه عِشِقْها الطيف , عروس الغيم ووْسومه=سعوديه بلاد الزيـن روح العشـق حوريـه
بلاد الفكر / بلاد النور / بلاد الدين وسلومه=بلاد الزوْد ضد النقـص بذكـر الله محميـه
وضع عبدالعزيز لـمجـد رايتهـا بمرسومـه=كتب فيها أساس الدين شهـادة حـق إلهيـة
رسم سيفين نُصْرة خير / قوة بـاس مفهومـه=ونخلـه فـي معانيهـا وُْفـا لارواح شعبيـه
سعوديه سعوديه .. يـآل سعود يـا حكومـه=في خير بخير دام انتـم تقـودون السعوديـه
وهناك تعانق يبنع الرباب وتتربع على قرص الشمس وتستقي ماء الورد والأطايب .. سالم الجهني وينبع جسد بروح فكان هذا البوح صدى لما يجول بالمشاعر ومدى للحب في قلب هذا الشاعر ..
عاليه مثل السحاب اللـي يبـدّد حيرتـي=زاهيه مثل المزون اللـي تهّـل اطيابهـا
الشواطي حالمه مثـل القصيـد بخوتـي=والصناعه قايمه مثـل الكحـل باهدابهـا
والطبيعه والنخيل اللـي يشابـه قصتـي=والجبـال الشامخـه باطرافهـا تعلابهـا
حبّها حبٍ كبير وينبـع اصـلاً مهرتـي=من صغر سني وانـا عشّاقهـا واهنابهـا
وللصورة الشعرية عند أخي سالم بعدا آخر يلتقطها لنا بحدسه الدقيق وينقل لنا الواقع الملموس بلغة تسحر النفوس وتبهر المهج ومن تلك الصور التي استطاع أن يوظف المعنى الدلالي (لـ بنت المطر ) برؤية أخرى فلنمعن النظر في قوله:
(طاح المطر في وسط جوفٍ وخضـر=روضٍٍ سكن بيـن الحنايـا وطالـك
لجلك ( بنيّه للمطر ) يومـه امطـر=وانا اللي شافك وانحنى لك وشالـكـ
فكان لتساقط المطر ( الحب والمشاعر ) في وسط جوفه اخضرار للحنايا وقدوم ( بنية مطر ) بكل تفاصيلها والرؤيا التي انبثقت من إبداع جميل .
ماعدت افرّق في غيابـك ولـاظهـر=كني سجينٍ فـي حـدود احتمالـكـ
لجل الوله والشوق والقلب الاخضـر=شوفي لـطيفٍ يوم شافك مشى لـكـ
هيّا تعالـي وامطـري فـيّّّ لاامطـر=ذاااك السحاب اللي انحنى لك وشالكـ
دائما ما يجبرنا على التحليق في فضاءات نصوصه ويفتح لنا أبواب مواربة
فاللغة عنده خصبة تساعده على إيصال الرؤية والهدف للمتلقي بأقصر الطرق وأسهلها وهذا بالطبع يعتبر إجاز للفظ بكثافة للمعنى من خلال مخزونه اللفظي الغني بدلالاته الشعرية والمتفجر بطاقة تعبيرية يمتلكها أخي سالم ومع هذا النص الذي يجسد حاجة الشيح للماء وحاجة الإنسان للحياة بالحب وأن الصبر هو بوابة الانتظار للحظات اللقاء ..
لازلت اناظر حاجة الشيـح للمـا=واقول باكر يآنس الشيـح خلـه
وارسم في كفه صورة احساس ينما=من وحي حرفٍ بالنظر مـن يدلـه
اسرح واعانق صفوة الميْ واضمـا=في نهرك اللي فاض بالحسـن جلـه
ان رحت اساير للمدى شوق واكما=جرحٍ سكن في داخل الروح تلـه
وانظر ترى في رونق الشيح ظلمـا=لااجله فقد لإحساسك اللي تهلـه
وبإسقاط لفظي رائع يضفي على دينامية وصيرورة القصيدة بعدا جماليا أخاذا نابعا من مكنونات الشاعر ورموزه ووسائل تعبيره المبطّنة بتجسيد سريالي رائع يبعث في القارئ لذة النص ونشوته . أهـــواك .. مــيـــلادي على كيف هجـــري=هذا كــــلام الصــــدق وهـــــذا إعتـــــرافه
أهـــواك .. من / قبل و بعـــد .. كل دهــــري=عقـــــد إحــــتكار ولك بنــــــود إحـــــترافه
أهـــواك .. لوْ / لا .. ليه / لوْ ؟ حرف غدري =إحســاسها فيه انطــــبـــــــاع الحســــافه
أهـــواك .. ( واوٍ ) ( راء ) ( ودالٍ ) وعذري=ان الــــورد مـــرهف وحــس الضــــيـافه
للشاعر عدسة دقيقة يلتقط الحدث والأشياء من حوله فيمزجها بالطبيعة من خلال المرور بمرحلة ألا وعي فيقدم لنا من خلال رؤيته وأخيلته صور تسيطر على المشاعر وتثير الأحاسيس بوعي تام دونما إيحاء يقتل الفكرة أو يضع المتلقي في دائرة من الغموض الموحل بالرمزية فلنتأمل بهذا النص ورؤاه ..
خصـك الله فـي وصـوفٍ مــا تجـمّـع ف أي حــي=لا .. حشـى مافالوصـوف الـلـي تشـابـه وصفـتـك
مــن دلايــل فــي جبيـنـك تستبـيـح الشـمـس فـــي=اشـهــد ان الـشـمـس تـشــرق مـرتـيــن بـجـيـتـك
والقمـر جــا نــون عيـنـك يستبـيـح الـنـون ضــي=والـبـشـر كـــلا يـــأوِّلْ بــألــف وصــــف لـطـلـتـك
الـحـلا والـزيـن وشـهــو لـــو تـمـثـل فـيــك عـــي=والله ان الــزيــن كــلــه مــــا يــقــاس بـلـمـحـتـك
عبر ممرات الخيال وأروقة السهر كان للشعر حضور بألوان الطيف وبريشة المعنى يقول في أحد نصوصه..
والتعب لاجاك هادي لا تطيّر=من كثر ما يجول طيفك في خيالي
شوفني مع طيفك ارسم لك واطيّر=كيفك ليا جيت واقع في مجالي
والله اني ما اعتبرك الاّ المسيّر=من خيال الواقع اللي راس مالي
خيوط العنكبوت تتراقص مع الرياح على أنغام أنشودة القدر وكانت هنا لحظات اللقاء قصة تحكى عبر سرمدية الوله ..
اذكر اني يوم اشوفك انسى لا.. ولو .. وليت=ترتقص في كل نشوه مثل خيـط العنكبـوت
والسهر من شان عينك يحبس انفاس المبيت=يختلج في داخل عيوني وعنهن مـا يفـوت
وما بين السوالف والأطلال قصة وفاء كتبت حروفها على جداران الغلاء فلم تستطع رياح النوى أن تزيل تلك الحروف من حيطان الجوف أو أن تغير معالمها ..
و نلتقي بيـن السوالـف والأطـلال=لأكتب علـى ماضيـه مجنـون ليلـه
وأقدم على ذاك المحيّـا ولـو حـال=بينـي وبينـك يـا المحيّـا قبيـله
جيتك وانا عاشـق وفـارس وخيّـال=لجل احتمي كيفٍ سـرى فيـك هيلـه
وأحيي عهودٍ بالوفا كذب مـن قـال=عهـد الوفـا ياصاحبـي راح جيلـه
=وارسم وعـودٍ بالنقّـا طيـب وزلال=واروي عطش روحين من سلسبيلـه
شوف الهوى ياصاحبي روح وامـال=فيه اجتمـع شمـل الخليـل وخليلـه
وتتزاحم الأسئلة على شفاه الانبهار وللنهار شمس مشرقة يشرق بها كل ماهوا جميل فلنتطلع لفصل خامس مع الجهني سالم وعيون المها ..
جيت اسأل النسمه عن عيون المها=من وين جابتها / وجا بتني / وجات
من وين وفصول السنه في فمّها=ثل ابتسامات الطفل وقت البيات
من وين ؟ من أين أبتدي .. يا أُمها ؟=وعروق شوقي والجروح اللي شتات
وما بين المشبه والمشبه به عنفوان حرف وصهيل معنى فكان للغبينة احتمالات جائرة في بحر الخطايا ..
كنّـا طفليـنٍ جيـاع وخبـزة البـارح نقلهـا
نمل قارص يقتسمها من فتـاتٍ فـوق متنـي
آه من ضعف الفتـات ليـا تخالـط فـي مللها
لو جنى منها الملل بعض الحلل مـا جاوبتنـي
وآه ياظلم احتمـالات ( الغبينـه ) واحتملهـا
وآه يابحر الخطايا ( والغبينه ) مـا هزمتنـي
وكان للوعد لوعة وانتظار هناك على جمر الغضى وسوالف حب لم تكتمل عدا تفاصيل تشعل جذوة الشوق وتغرق الحظة بالموق بتوقه النابض...
وشفني هناكـ .. قدامكـ . . بــ تلقاني .=على جمر الغضــى .. جيت انطر وعودكـ
اسابقني .. وروحي جات تبراني =وشفها هناك.. تهنى .. حيل فـ وجودكـ
زهمتكـ ورد .. ومنْكـ الورد شيْ ثاني=زهمتك شمس .. وانت الشمس فـ خدودكـ
الشاعر من رؤية فنية :
من خلال المقتطفات السابقة من نصوص الشاعر سالم نستطيع اكتشاف البعد الفني والجمال الشعري بكل ما تحمله بين
طياتها من معاني وإيحاءات ومدلولات من المشاعر والأحاسيس لتوصيل الحالة النفسية والذاتية التي تدور في عالمة
السرمدي الخاص. فلغة الشاعر هنا التقاط الواقع وإعادة طرحه بصورة أخرى أكثر دقة وتأثير يقول في أحد نصوصه
( اذكر اني يوم اشوفك انسى لا.. ولو .. وليت ترتقص في كل نشوه مثل خيـط العنكبـوت ) .. وكذلك..(كنّـا طفليـنٍ جيـاع
وخبـزة البـارح نقلهـا...نمل قارص يقتسمها من فتـاتٍ فـوق متنـي)وفي قوله (لجلك ( بنيّه للمطر ) يومـه امطـر...وانا
اللي شافك وانحنى لك وشالـكـ ) ..فنلاحظ امتزاج الذات مع فضائها الرحب في تحليق رائع فني فكان للوعي الشعري
عند سالم الجهني الذي استطاع أن يحوله إلى قيمة وجودية حيث الإحساس المتنامي خلال السياق الدلالي للنص كما يجي
د توظيف المعاني والمجازات مثل في قوله"لازلت اناظر حاجة الشيـح للمـا...واقول باكر يآنس الشيـح خلـه " وكل
ذلك في روعته وإيقاعاته ورمزياته ومدلولاته التي حضينا بها تشكيل نصوصه بصورة تضاف إلى رصيده الشعر مبينا
تفاصيل تجربته الشعرية بكل تناغم وانسجام وتجليات إبداعية التي تميز بها أسلوب الشاعر لمنح النص دينامكية عالية
معبر عن صوت شعري أصيل استطاع أن يشق له طريقه وطريقته في خضم هذا الكم الهائل في الساحة الشعرية
والذي من الصعب الاعتلاء للقمة بهذه السهولة .
شاعر استطاع أن يؤسس حضوره الشاعري في خضم أسماء عديدة ومدارس مختلفة من حيث الأسلوب واللغة فرض نفسه
بكل جودة واقتدار أعطى وقته للشعر فأعطاه الشعر إكليل من الروعة والإبداع كُنت من المتابعين لطرحه الشعري منذ
ثلاث سنوات تقريبا وفي كل حضور يسجل بارقة ذهول وسنابل من الدهشة في في زويا الحقول فنصوصه تزخر
بإمكانات فنية رائعة جديرة بالاقتفاء والمتابعة.. استطيع أن أقول أنه بدأ بالتعرف على ملامح نصوصه التي تجسد
المرحلة التي يمربها وتؤطر الكيفية التي أراد أن يصل إليها مبتعدا عن الدوران في مدارات الغير أو الاستنساخ الممل
وتبعيته المقيتة
فالشاعرسالم الجهني من الشعراء الشباب الذي أحب القصيدة ككائن حي من حقها النمو والتقدم فأعطاها من الممارسة
والإطلاع ما يشفع له أن تصافحه برقة المعنى ومنارات الإبداع.
وفي هذا النص معبرا بمشاعره وغيرته على القرآن الكريم من الذين دنسوه فكانت هذه الأبيات ردة فعل إتجاه ما حدث..
الله اللـي نـزل الذكـر وتعهـد يحفـظـه=رغم انف الفاسق اللي في جهنـم يصطلـي
والزمـن لـوّه تباعـد قـوة الله تفرضـه=عبرةٍ للي نـوى شـرٍ .. يـرده لااسفلـي
يمهله لكن ترى مايهمل أيْ .. أمر فرضـه=انظروا للي سبـق .. انظـروا لـه ياهلـي
ذا كلامٍ للإلاه اللـي بغـض مـن يبغضـه=هو وهج نور القلوب اللي بنـوره تنجلـي
ذا كـلامٍ لـلإلاه اللـي تعـهـد يحفـظـه=لو يحاول أيْ فاسق .. ماقدر لـه يوصلـي
وفي نصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لنا معه هذه الوقفة ..
تبت يدا ابـي لهـب تـبٍ وتبـت زوجتـه=في جيدها حبل المسد من كثر اذاها للنبـي
تبت يدين المشركين اللي كفروا في دعوتـه=تبت يدا من عادا سيدنا محمـد .. ويهبـي
تبت يدين الخاوي اللـي يستمـد لْ فكرتـه=من هالبقر صابه جنون ٍ .. ليته بوقت السبي
تبـت يـدا للدانمـرك واهلهـا وحكومتـه=تبت يدين اللـي رسـم للكاركاتيـر الغبـي
مازادنا ذاك الغبي غيـر إنقطـاع لسلعتـه=ياسلعته شوفي غباءه جايبه ضمن حطبـي
هذا رسولٍ مرسله ربـي وقـوّى حكمتـه=ماينطق الاّ من وحي .. لله دره مـن نبـي
هذا رسولٍ مرسلـه ربـي شفيـع بسنتـه=هذا اللي كلم للإلاه .. أحبه أكثر مـن أبـي
وأكثر ترى من روحي اللي هي تأمل شفعته=حبه .. إي والله . احبه .. رغم انفك ياغبي
ومن الوطن المملكة كان لنا معه بداية الضوء ..سعوديـه وتتبختـر مـادام بعـز محكومـه=سعوديـه يحقّلْهـا مـادام إنْهـا السعوديـه
سعوديه عِشِقْها الطيف , عروس الغيم ووْسومه=سعوديه بلاد الزيـن روح العشـق حوريـه
بلاد الفكر / بلاد النور / بلاد الدين وسلومه=بلاد الزوْد ضد النقـص بذكـر الله محميـه
وضع عبدالعزيز لـمجـد رايتهـا بمرسومـه=كتب فيها أساس الدين شهـادة حـق إلهيـة
رسم سيفين نُصْرة خير / قوة بـاس مفهومـه=ونخلـه فـي معانيهـا وُْفـا لارواح شعبيـه
سعوديه سعوديه .. يـآل سعود يـا حكومـه=في خير بخير دام انتـم تقـودون السعوديـه
وهناك تعانق يبنع الرباب وتتربع على قرص الشمس وتستقي ماء الورد والأطايب .. سالم الجهني وينبع جسد بروح فكان هذا البوح صدى لما يجول بالمشاعر ومدى للحب في قلب هذا الشاعر ..
عاليه مثل السحاب اللـي يبـدّد حيرتـي=زاهيه مثل المزون اللـي تهّـل اطيابهـا
الشواطي حالمه مثـل القصيـد بخوتـي=والصناعه قايمه مثـل الكحـل باهدابهـا
والطبيعه والنخيل اللـي يشابـه قصتـي=والجبـال الشامخـه باطرافهـا تعلابهـا
حبّها حبٍ كبير وينبـع اصـلاً مهرتـي=من صغر سني وانـا عشّاقهـا واهنابهـا
وللصورة الشعرية عند أخي سالم بعدا آخر يلتقطها لنا بحدسه الدقيق وينقل لنا الواقع الملموس بلغة تسحر النفوس وتبهر المهج ومن تلك الصور التي استطاع أن يوظف المعنى الدلالي (لـ بنت المطر ) برؤية أخرى فلنمعن النظر في قوله:
(طاح المطر في وسط جوفٍ وخضـر=روضٍٍ سكن بيـن الحنايـا وطالـك
لجلك ( بنيّه للمطر ) يومـه امطـر=وانا اللي شافك وانحنى لك وشالـكـ
فكان لتساقط المطر ( الحب والمشاعر ) في وسط جوفه اخضرار للحنايا وقدوم ( بنية مطر ) بكل تفاصيلها والرؤيا التي انبثقت من إبداع جميل .
ماعدت افرّق في غيابـك ولـاظهـر=كني سجينٍ فـي حـدود احتمالـكـ
لجل الوله والشوق والقلب الاخضـر=شوفي لـطيفٍ يوم شافك مشى لـكـ
هيّا تعالـي وامطـري فـيّّّ لاامطـر=ذاااك السحاب اللي انحنى لك وشالكـ
دائما ما يجبرنا على التحليق في فضاءات نصوصه ويفتح لنا أبواب مواربة
فاللغة عنده خصبة تساعده على إيصال الرؤية والهدف للمتلقي بأقصر الطرق وأسهلها وهذا بالطبع يعتبر إجاز للفظ بكثافة للمعنى من خلال مخزونه اللفظي الغني بدلالاته الشعرية والمتفجر بطاقة تعبيرية يمتلكها أخي سالم ومع هذا النص الذي يجسد حاجة الشيح للماء وحاجة الإنسان للحياة بالحب وأن الصبر هو بوابة الانتظار للحظات اللقاء ..
لازلت اناظر حاجة الشيـح للمـا=واقول باكر يآنس الشيـح خلـه
وارسم في كفه صورة احساس ينما=من وحي حرفٍ بالنظر مـن يدلـه
اسرح واعانق صفوة الميْ واضمـا=في نهرك اللي فاض بالحسـن جلـه
ان رحت اساير للمدى شوق واكما=جرحٍ سكن في داخل الروح تلـه
وانظر ترى في رونق الشيح ظلمـا=لااجله فقد لإحساسك اللي تهلـه
وبإسقاط لفظي رائع يضفي على دينامية وصيرورة القصيدة بعدا جماليا أخاذا نابعا من مكنونات الشاعر ورموزه ووسائل تعبيره المبطّنة بتجسيد سريالي رائع يبعث في القارئ لذة النص ونشوته . أهـــواك .. مــيـــلادي على كيف هجـــري=هذا كــــلام الصــــدق وهـــــذا إعتـــــرافه
أهـــواك .. من / قبل و بعـــد .. كل دهــــري=عقـــــد إحــــتكار ولك بنــــــود إحـــــترافه
أهـــواك .. لوْ / لا .. ليه / لوْ ؟ حرف غدري =إحســاسها فيه انطــــبـــــــاع الحســــافه
أهـــواك .. ( واوٍ ) ( راء ) ( ودالٍ ) وعذري=ان الــــورد مـــرهف وحــس الضــــيـافه
للشاعر عدسة دقيقة يلتقط الحدث والأشياء من حوله فيمزجها بالطبيعة من خلال المرور بمرحلة ألا وعي فيقدم لنا من خلال رؤيته وأخيلته صور تسيطر على المشاعر وتثير الأحاسيس بوعي تام دونما إيحاء يقتل الفكرة أو يضع المتلقي في دائرة من الغموض الموحل بالرمزية فلنتأمل بهذا النص ورؤاه ..
خصـك الله فـي وصـوفٍ مــا تجـمّـع ف أي حــي=لا .. حشـى مافالوصـوف الـلـي تشـابـه وصفـتـك
مــن دلايــل فــي جبيـنـك تستبـيـح الشـمـس فـــي=اشـهــد ان الـشـمـس تـشــرق مـرتـيــن بـجـيـتـك
والقمـر جــا نــون عيـنـك يستبـيـح الـنـون ضــي=والـبـشـر كـــلا يـــأوِّلْ بــألــف وصــــف لـطـلـتـك
الـحـلا والـزيـن وشـهــو لـــو تـمـثـل فـيــك عـــي=والله ان الــزيــن كــلــه مــــا يــقــاس بـلـمـحـتـك
عبر ممرات الخيال وأروقة السهر كان للشعر حضور بألوان الطيف وبريشة المعنى يقول في أحد نصوصه..
والتعب لاجاك هادي لا تطيّر=من كثر ما يجول طيفك في خيالي
شوفني مع طيفك ارسم لك واطيّر=كيفك ليا جيت واقع في مجالي
والله اني ما اعتبرك الاّ المسيّر=من خيال الواقع اللي راس مالي
خيوط العنكبوت تتراقص مع الرياح على أنغام أنشودة القدر وكانت هنا لحظات اللقاء قصة تحكى عبر سرمدية الوله ..
اذكر اني يوم اشوفك انسى لا.. ولو .. وليت=ترتقص في كل نشوه مثل خيـط العنكبـوت
والسهر من شان عينك يحبس انفاس المبيت=يختلج في داخل عيوني وعنهن مـا يفـوت
وما بين السوالف والأطلال قصة وفاء كتبت حروفها على جداران الغلاء فلم تستطع رياح النوى أن تزيل تلك الحروف من حيطان الجوف أو أن تغير معالمها ..
و نلتقي بيـن السوالـف والأطـلال=لأكتب علـى ماضيـه مجنـون ليلـه
وأقدم على ذاك المحيّـا ولـو حـال=بينـي وبينـك يـا المحيّـا قبيـله
جيتك وانا عاشـق وفـارس وخيّـال=لجل احتمي كيفٍ سـرى فيـك هيلـه
وأحيي عهودٍ بالوفا كذب مـن قـال=عهـد الوفـا ياصاحبـي راح جيلـه
=وارسم وعـودٍ بالنقّـا طيـب وزلال=واروي عطش روحين من سلسبيلـه
شوف الهوى ياصاحبي روح وامـال=فيه اجتمـع شمـل الخليـل وخليلـه
وتتزاحم الأسئلة على شفاه الانبهار وللنهار شمس مشرقة يشرق بها كل ماهوا جميل فلنتطلع لفصل خامس مع الجهني سالم وعيون المها ..
جيت اسأل النسمه عن عيون المها=من وين جابتها / وجا بتني / وجات
من وين وفصول السنه في فمّها=ثل ابتسامات الطفل وقت البيات
من وين ؟ من أين أبتدي .. يا أُمها ؟=وعروق شوقي والجروح اللي شتات
وما بين المشبه والمشبه به عنفوان حرف وصهيل معنى فكان للغبينة احتمالات جائرة في بحر الخطايا ..
كنّـا طفليـنٍ جيـاع وخبـزة البـارح نقلهـا
نمل قارص يقتسمها من فتـاتٍ فـوق متنـي
آه من ضعف الفتـات ليـا تخالـط فـي مللها
لو جنى منها الملل بعض الحلل مـا جاوبتنـي
وآه ياظلم احتمـالات ( الغبينـه ) واحتملهـا
وآه يابحر الخطايا ( والغبينه ) مـا هزمتنـي
وكان للوعد لوعة وانتظار هناك على جمر الغضى وسوالف حب لم تكتمل عدا تفاصيل تشعل جذوة الشوق وتغرق الحظة بالموق بتوقه النابض...
وشفني هناكـ .. قدامكـ . . بــ تلقاني .=على جمر الغضــى .. جيت انطر وعودكـ
اسابقني .. وروحي جات تبراني =وشفها هناك.. تهنى .. حيل فـ وجودكـ
زهمتكـ ورد .. ومنْكـ الورد شيْ ثاني=زهمتك شمس .. وانت الشمس فـ خدودكـ
الشاعر من رؤية فنية :
من خلال المقتطفات السابقة من نصوص الشاعر سالم نستطيع اكتشاف البعد الفني والجمال الشعري بكل ما تحمله بين
طياتها من معاني وإيحاءات ومدلولات من المشاعر والأحاسيس لتوصيل الحالة النفسية والذاتية التي تدور في عالمة
السرمدي الخاص. فلغة الشاعر هنا التقاط الواقع وإعادة طرحه بصورة أخرى أكثر دقة وتأثير يقول في أحد نصوصه
( اذكر اني يوم اشوفك انسى لا.. ولو .. وليت ترتقص في كل نشوه مثل خيـط العنكبـوت ) .. وكذلك..(كنّـا طفليـنٍ جيـاع
وخبـزة البـارح نقلهـا...نمل قارص يقتسمها من فتـاتٍ فـوق متنـي)وفي قوله (لجلك ( بنيّه للمطر ) يومـه امطـر...وانا
اللي شافك وانحنى لك وشالـكـ ) ..فنلاحظ امتزاج الذات مع فضائها الرحب في تحليق رائع فني فكان للوعي الشعري
عند سالم الجهني الذي استطاع أن يحوله إلى قيمة وجودية حيث الإحساس المتنامي خلال السياق الدلالي للنص كما يجي
د توظيف المعاني والمجازات مثل في قوله"لازلت اناظر حاجة الشيـح للمـا...واقول باكر يآنس الشيـح خلـه " وكل
ذلك في روعته وإيقاعاته ورمزياته ومدلولاته التي حضينا بها تشكيل نصوصه بصورة تضاف إلى رصيده الشعر مبينا
تفاصيل تجربته الشعرية بكل تناغم وانسجام وتجليات إبداعية التي تميز بها أسلوب الشاعر لمنح النص دينامكية عالية
معبر عن صوت شعري أصيل استطاع أن يشق له طريقه وطريقته في خضم هذا الكم الهائل في الساحة الشعرية
والذي من الصعب الاعتلاء للقمة بهذه السهولة .