المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَعَثَت إليَّ بطرفها يتوسَّلُ


زيدون السرّاج
12-19-2014, 04:13 PM
بَعَثَت إليَّ بطرفها يتوسَّلُ
وشكى إليَّ فؤادها ما يحمِلُ

ومشت ولما أبصرتني واقفًا
وقفت فأبدت أدمعي ما تجهلُ

كم ليلةٍ سالت ولم تعلم بها
وغدًا تسيلُ كما تشاءُ وأذبلُ

نظرت إليَّ ورقَّصت أهدابَها
فكأنَّ في عينيَّ ما لا يُعقلُ

وكأنَّ بينَ جفونِ عينيها التي
رَقَصَت فؤاديَ إذ تَمُنُّ وتُقبِلُ

يا للهوى من حاكمٍ مستعبدٍ
يسمُ القلوبَ بمن تحبُّ ويكبِلُ

كم شاقني ذاكَ التراشقُ بيننا
بسهامِ أعيننا التي لا تقتلُ

نظراتُنا كانت تَكلَّمُ في الهوى
عنا ونحنُ بما نشاءُ نُئَوِّلُ

نئدُ الكلامَ ونؤثرُ الصمتَ الذي
غَرِدًا على أجنانِنَا يتقوَّلُ

فالهدبُ يسبحُ في الندى مستقبلاً
والشوقُ يُكتبُ في العيونِ ويُرسَلُ

من لي بحمليَ حملَ أحلامي إلى
من لي بها دونَ المدائنِ موئلُ

تلك التي أحيا فؤاديَ حسنُها
وبهِ أنا في كلِّ حينٍ أُقتَلُ

لا الوقتُ يسرِقُ من طلاقةِ وجهها
شيئًا وإن كثرت لديهِ الأنصُلُ

سَكرَى لرؤيةِ حسنهِ فإذا مشت
لم تدرِ أهيَ تسيرُ أم تستبسلُ

تمضي فيخطبُ في الجموعِ جمالُها
فترى الدموعَ من المحاجرِ تهطلُ

وتئنُّ من وقعِ الهيامِ أضالعٌ
وتميدُ من ثِقَلِ الصبابةِ أرجُلُ

وتكادُ تجترحُ الهوى قمصانُها
وبما أظلَّت تحتها تتغزَّلُ

وإذا تَزَيَّت باتساعِ بِجادِها
تيهُ الأنوثةِ كلُّهُ يَتَزمَّلُ

عربيةٌ لو ذاقَ طرفُك وجهَها
لعلمتَ تاريخًا يَجِلُّ وينبلُ

لم يبقَ في دنيايَ بعدَ أفولِها
فصلٌ يُرى أو مشهدٌ يُتأملُ

عبثَ الغرامُ بها ولمَّا أفلتت
منهُ الطريقُ وشت بها والمنزلُ

ترنو إليَّ وقد بخلتُ بها على
ألمِ الهوى وعليَّ ماذا أفعلُ

أمرانِ حمَّلتِ الوهيجَ بعينِها
أقدم وأحجم كي يطاعَ الأوَّلُ

إني أحبكِ يا شفاءَ مواجعي
حبًّا بهِ يُسقى الفؤادُ فيثملُ

ولكم وددتُ مقالَها لكنَّنِي
مذ ضاءَ في عينيكِ ليلٌ أليلُ

ألفيتُ أنفاسي سجينةَ أضلعي
وذهلتُ عن إنجادِها وسأذهلُ

أحسبتِ أنيَ عن غرامكِ راغبٌ
والحقُّ أنيَ من زمانيَ أوجَلُ

وطني الحبيبَ هويتَ بعدَ قطيعتي
حربًا ضروسًا لا تَمَلُّ فترحلُ

عدني بأنَّا سوفَ نُقتلُ قبلما
غدرًا بنا أيدي الصديقِ تُنكِّلُ

يا باسطينَ يدَ الظلامِ على المنى
الحربُ أولُهَا فلا تستعجلوا

هذي الشآمُ قتلتمُ أغرارَها
وبكلِّ كهلٍ من بنيها أخيلُ

ما لي وما للحبرِ أَسقيهِ دمي
فتفيضُ منهُ قصائدٌ تتجلجلُ

وأطيلُ ليلي كي أزيدَ حروفَهُ
ألقًا يليقُ ومن بِذا قد يحفلُ

الشعرُ مثلُ الأمنِ في أوطانِنا
كلٌّ مضاعٌ ما لهُ مستقبلُ

ولقد فتحتُ دفاترًا قد سُمِّيت
كذِبًا دواوينًا لها يُترجَّلُ

فوجدتُ أشباحًا تقولُ طلاسمًا
ووجدتُ ما قالت يُعَزُّ ويُحمَلُ

ورأيتَ شعرَ العُربِ يُجلَدُ ظهرُهُ
بيدِ العبيدِ حقيقةٌ لا تُقبَلُ

يا مبدلينَ هوانَكم بسموِّهِ
عجبًا أفي قطعانِكم من يخجلُ

من قال يا فَتَيَاتُ حِضنَ على السطو
رِ وأنَّ هذا الحيضَ شعرٌ مذهلُ

بلقيس الرشيدي
12-19-2014, 10:21 PM
مسَاءُ اللُّغَة الإبداعيَّة والفُصحى الإمتاعيَّة بين سطُورِ هَذِهِ الفاتِنة المسَائيَّة !
أبدعت يازيدوونْ فسلم هَذَا الفكر المُمطرِ حُسناً وبهاء .

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

إيمان محمد ديب طهماز
12-20-2014, 12:38 AM
يالله يا زيدون و أي شاعر أنت و أي لغة رصينة تتحف بها شعرك

لا أعلم بأي الكلمات أترك للإعجاب فرصة بوحه


فقد أوصلتنا قصيدتك لحدود الدهشة و أفاق الذهول


استهللت موضوعك بالغزل و الحب و جماله كما القصائد القديمة في عهد الجاهلية


واسترسلت ختاما بقضية يهتم لها العالم أجمع


وألبست القديم ثوب العصر لغة و إسلوبا فكنت منهجاً جميلا رائع المضمون


سلمت لنا شاعراً جميلاً مميزاً يا زيدون

رشا عرابي
12-20-2014, 09:37 AM
زيدون السراج ..
أيّها الشاعِرُ الضياء .. تنصاع لك المفردات بِلين سِياقٍ
لتَكون من رِياض الشعرِ قِطافاً لكلّ المواسم..

هنيئاً لأبعاد ضِياءها وثَراءَها بِكُم يا طيّب

تَحايا عاطرة بالورد :icon20:
عابِقة بالودّ

عبدالإله المالك
12-20-2014, 12:20 PM
يالهذه الباسقة
يتموسق الشعر هنا يا زيدون وأنت ترثي حال الشعر في هذا الزمن
فلقد أضاعوه العرب وأبدلوا ما هو خير بالذي هو أدني، ظنًا ووهمًا أنهم في ركب الإبداع وسياق التطور!
نفس شعري عميق هنا وطول غير مخلٍّ أبدا بالمعنى بالعكس بل زاد القارىء متعة وشوقا واسترسال الأبيات مترابط متماسك وغير الموضوع الشريف الهادف

هنا صورة حركية لماحة جدا، وكأنها لوحة فنية رسمتها أنامل رسام ماهر
نظرت إليَّ ورقَّصت أهدابَها
فكأنَّ في عينيَّ ما لا يُعقلُ


هنا زبدة الموضوع ومسك الختام:
الشعرُ مثلُ الأمنِ في أوطانِنا
كلٌّ مضاعٌ ما لهُ مستقبلُ

ولقد فتحتُ دفاترًا قد سُمِّيت
كذِبًا دواوينًا لها يُترجَّلُ

فوجدتُ أشباحًا تقولُ طلاسمًا
ووجدتُ ما قالت يُعَزُّ ويُحمَلُ

ورأيتَ شعرَ العُربِ يُجلَدُ ظهرُهُ
بيدِ العبيدِ حقيقةٌ لا تُقبَلُ

أي والله لقد صدقت يا زيدون

أنت رائع في كل هذا يا زيدون .. ولأن هذا الوقت يصادف اليوم العالمي للغة العربية والذي أقرته منظمة التربية والتعليم (اليونسكو)، فاسمح لي بثتبيت هذا النص ولو إلى حين على جنبات أبعاد أدبية
:)

نادية المرزوقي
12-20-2014, 07:03 PM
ما شاء الله ،

يا لبهاء التورية و رشاقة أخذنا من تلابيب غرقنا في تفاصيل تلك الأنثى، و التيه بما فعلت بمعشوقها ،

و إذا هي الشام و ما يحوم في القلوب في جمالها، و أزمة مدامعها اليوم بين الأمس و الحاضر،
الأوطان الأمهات، الأرض ، التراب، يبقون لنا أنقى ما حملت أرواحنا عليها يوما، إلى حين عناق طويل رجوعا لأحشائها، فأي قصيد يفي كل ذاك؟

قصيدة باسقة، فيا للمحب المبدع.


حفظ الله القلم و حامله.

وارف الشكر و التقدير.

زيدون السرّاج
12-21-2014, 11:02 PM
مسَاءُ اللُّغَة الإبداعيَّة والفُصحى الإمتاعيَّة بين سطُورِ هَذِهِ الفاتِنة المسَائيَّة !
أبدعت يازيدوونْ فسلم هَذَا الفكر المُمطرِ حُسناً وبهاء .

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

مساؤك جنة مثلك بلقيس
نزل المطر فاخضوضر الشجر
حضورك أمر خطير

زيدون السرّاج
12-21-2014, 11:13 PM
يالله يا زيدون و أي شاعر أنت و أي لغة رصينة تتحف بها شعرك

لا أعلم بأي الكلمات أترك للإعجاب فرصة بوحه


فقد أوصلتنا قصيدتك لحدود الدهشة و أفاق الذهول


استهللت موضوعك بالغزل و الحب و جماله كما القصائد القديمة في عهد الجاهلية


واسترسلت ختاما بقضية يهتم لها العالم أجمع


وألبست القديم ثوب العصر لغة و إسلوبا فكنت منهجاً جميلا رائع المضمون


سلمت لنا شاعراً جميلاً مميزاً يا زيدون

أيتها النقية، بأي كلم أستطيع شكرك
أتمنى أن تكون أعجبتك القصيدة حقا وأسعدتك يا إيمان
دمت رائعة كما أنت

زيدون السرّاج
12-21-2014, 11:20 PM
زيدون السراج ..
أيّها الشاعِرُ الضياء .. تنصاع لك المفردات بِلين سِياقٍ
لتَكون من رِياض الشعرِ قِطافاً لكلّ المواسم..

هنيئاً لأبعاد ضِياءها وثَراءَها بِكُم يا طيّب

تَحايا عاطرة بالورد :icon20:
عابِقة بالودّ

الشاعرة الرقيقة رشا
شهادة فخر وإطراء ترقٍ
أهلا بك وأسمى التحايا

نازك
12-21-2014, 11:44 PM
لله درُّك أيها الفارس،
خِلتُها محلمةً تعجُّ بالدهشة ومن السطر الأول، وحتى تنهُّد القلم عند نقطة النهاية ،
برعت في الإسترسال وبذات الرتم من العزف المُتناغم والرصين،الـذي يسلبُ اللُّب بهدوءٍ وتُؤدةٍ !
صِدقاً قلّما أطرِق باب الفصيحِ إلا كعابرة،ولكن تلك فرضتني عليها ضيفاً، ف طابَ لي المُكوثُ ،
؛
؛
عدني بأنَّا سوفَ نُقتلُ قبلما
غدرًا بنا أيدي الصديقِ تُنكِّلُ

يا باسطينَ يدَ الظلامِ على المنى
الحربُ أولُهَا فلا تستعجلوا

هذي الشآمُ قتلتمُ أغرارَها
وبكلِّ كهلٍ من بنيها أخيلُ
؛
؛
زادك الربُّ من آلائهِ، وشكراً أن وضعت هذه الدُّرة أمام نواظرنا،لننعم بحسنها كلما تاقت الذائقةُ للجمال والبيان ،

تقديري

زيدون السرّاج
12-21-2014, 11:45 PM
يالهذه الباسقة
يتموسق الشعر هنا يا زيدون وأنت ترثي حال الشعر في هذا الزمن
فلقد أضاعوه العرب وأبدلوا ما هو خير بالذي هو أدني، ظنًا ووهمًا أنهم في ركب الإبداع وسياق التطور!
نفس شعري عميق هنا وطول غير مخلٍّ أبدا بالمعنى بالعكس بل زاد القارىء متعة وشوقا واسترسال الأبيات مترابط متماسك وغير الموضوع الشريف الهادف

هنا صورة حركية لماحة جدا، وكأنها لوحة فنية رسمتها أنامل رسام ماهر
نظرت إليَّ ورقَّصت أهدابَها
فكأنَّ في عينيَّ ما لا يُعقلُ


هنا زبدة الموضوع ومسك الختام:
الشعرُ مثلُ الأمنِ في أوطانِنا
كلٌّ مضاعٌ ما لهُ مستقبلُ

ولقد فتحتُ دفاترًا قد سُمِّيت
كذِبًا دواوينًا لها يُترجَّلُ

فوجدتُ أشباحًا تقولُ طلاسمًا
ووجدتُ ما قالت يُعَزُّ ويُحمَلُ

ورأيتَ شعرَ العُربِ يُجلَدُ ظهرُهُ
بيدِ العبيدِ حقيقةٌ لا تُقبَلُ

أي والله لقد صدقت يا زيدون

أنت رائع في كل هذا يا زيدون .. ولأن هذا الوقت يصادف اليوم العالمي للغة العربية والذي أقرته منظمة التربية والتعليم (اليونسكو)، فاسمح لي بثتبيت هذا النص ولو إلى حين على جنبات أبعاد أدبية
:)

الشاعر المجيد عبدالإله المالك
من أين أبدأ بشكري لك؟!
أأشكرك على هذا التحليل الكريم أم على تثبيتك القصيدة؟
أم على مرورك دائما بي وإدخالك السرور إياي؟
عبدالإله المالك، دم كما أنت نبعا صافيا للوفاء، وضياء يصيّر الليل صبحا والجروح غناء

زيدون السرّاج
12-22-2014, 12:14 AM
لله درُّك أيها الفارس،
خِلتُها محلمةً تعجُّ بالدهشة ومن السطر الأول، وحتى تنهُّد القلم عند نقطة النهاية ،
برعت في الإسترسال وبذات الرتم من العزف المُتناغم والرصين،الـذي يسلبُ اللُّب بهدوءٍ وتُؤدةٍ !
صِدقاً قلّما أطرِق باب الفصيحِ إلا كعابرة، ولكن تلك فرضتني عليها ضيفاً، ف طابَ لي المُكوثُ ،
؛
؛
عدني بأنَّا سوفَ نُقتلُ قبلما
غدرًا بنا أيدي الصديقِ تُنكِّلُ

يا باسطينَ يدَ الظلامِ على المنى
الحربُ أولُهَا فلا تستعجلوا

هذي الشآمُ قتلتمُ أغرارَها
وبكلِّ كهلٍ من بنيها أخيلُ
؛
؛
زادك الربُّ من آلائهِ، وشكراً أن وضعت هذه الدُّرة أمام نواظرنا،لننعم بحسنها كلما تاقت الذائقةُ للجمال والبيان ،

تقديري


وأي شكر هذا الذي تحملينني البوء بمشقة حمله يا نازك
فخر هي كلماتك وسعادة أي سعادة
ومرورك ومكوثك أبدعا رسم الرضا على جدران القلب
نازك
شكرا لأنك كنت هنا ذات شتاء